الإسلام و الشهوات ! - الإسلام و الشهوات ! - الإسلام و الشهوات ! - الإسلام و الشهوات ! - الإسلام و الشهوات !
إن الذي يغرق في شهواته؛ يظن بادئ الأمر أنه يستمتع بلذائذ الحياة؛ أكثر مما يستمتع غيره.. ولكن هذا الظن الخاطئ يُسْلمه بعد قليل إلى عبودية لا خلاص منها، وشقاء لا راحة فيه..
فالشهوة لا تشبع أبداً بزيادة الانكباب عليها، ولكنها تزداد تفتحاً واستعاراً، وتصبح الشغل الشاغل لمن تملكه؛ فلا يستطيع التخلص من ضغطها عليه، فضلاً عن التفاهة التي يهبط إليها حين يصير همّه كله أن يستجيب لصياح الشهوات.. والحياة لا يمكن أن تتقدم، والبشرية لا يمكن أن ترتفع؛ إلا حين تتخلص من ضغط الضرورة، لتعمل في الميدان الطليق، سواء كان عملها علماً ييسر الحياة، أو فنا يجملها، أو عقيدة ترتفع بها إلى آفاق المشاعر العليا.
ومن هنا كان حرص الإسلام الشديد على تحرير البشر من شهواتهم، لا بفرض الرهبنة عليهم، ولا بتحريم الاستمتاع بطيبات الحياة، وإنما بتهذيب استجابتهم إليها، وإتاحة القسط المعقول من المتاع، الذي يرضي الضرورة، ويطلق الطاقة الحيوية تعمل لإعلاء كلمة الله في الأرض..
وكان الإسلام في ذلك يهدف إلى فائدة شخصية للفرد بتحقيق قسط من المتعة وراحة البال، وفائدة أخرى للمجتمع كله، يتوجيه طاقته إلى الخير والتقدم والارتقاء، حسب نظريته الكبرى في التوفيق بين الفرد والمجتمع في نظام.