أتذكر جدي عندما كان بيتنا من صفيح تنخره الثقوب وتتسلل منه أشعة راسمة خيوطا كلها تفاؤل وامل وغرفة اخرى من الا سبست الذي لا يقي بردا ولا يدفع حرا،يخاطبه ابي متوسلا له ان يوافق على بناء غرفة جديدة في البيت فيرفض بشدة ويقول والله ما برفع حجر فوق حجرالا في البلاد... وعندما اتيحت لنا فرصة لشراء قطعة أرض ثمنها زهيد كان الرفض ايضا سيد النقاش وكعادته جدي دافعا يده ومشيرا بسبابته ما في طلعه من المخيم الا عالبلد
رحم الله اجدادنا ..رحمك الله يا جدي..لم نعش في الوطن لحظة ولكن عشناه فيك..ولم نره ولو مره ولكن رأيناه في عينيك فعشنا حبه الازلي ولوعة فراقه المرير
بيت جدّي ما انمحى ..حتى لو اتدمر.... او انقام عليه ألف جيش والف عسكر ...
في الأمس كنت قريباً من فلسطين ... وجعي يمتد كطيف حمام من عمّان إلى الصين ...زيديني وجعاً زيديني ..يا احلى نوبات جنوني