ْ في ظلال آية ْ - ْ في ظلال آية ْ - ْ في ظلال آية ْ - ْ في ظلال آية ْ - ْ في ظلال آية ْ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد إبن عبد الله النبي الصادق الأمين
القرآن الكريم مليء بالمعاني والجواهر والدرر والكنوز والإعجاز والحكمة والعظمة والبركات والكمال والشمول، ومن خلال هذا الموضوع الذي أقدمه مع الأخت "ملاك فلسطين" كما قدمنا موضوع السنن النبوية المهجورة، سنتوقف في كل مشاركة عند آية من آيات القرآن الكريم بتفسير موجز ونتحدث في ظلالها بما فيها من فوائد وعبر ومواعظ أوإعجاز وأسرار، بعد أن نكون قد قرأناها ودرسناها وتأملنا ما فيها جيداً، راجين من الله أن يكون ما نقدمه خالصاً لوجهه الكريم وأن يلاقي موضوعنا هذا القبول عند الله عز وجل وأن تتحق لنا فيه أكبر نفع وفائدة نحن والأعضاء والزوار الكرام.
(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) {الأنعام 159}
قال أهل العلم أن هذه الآية نزلت في اليهود والنصارى الذين إختلفوا وتفرقوا قبل أن يبعث الله سيدنا محمد، وقال العلماء والمفسرون بعد ذلك أنها نزلت أيضاً في أهل البدع والضلال والأهواء الذين فرقوا دينهم، وتفرقوا إلى فرق وطوائف عديدة تختلف في دينها عما في الدين الحق، والذين بدأ ظهورهم في عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وإلى يومنا هذا، وجاءت الآية بنصها الصريح لتخاطب الرسول والمؤمنين بالذين فرقوا دينهم، ولم تأتي بالمؤمنين الذين قد يختلفون في مسألة معينة أو في فرع معين من فروع الدين فلا يخرجهم من الدين ولا تجعلهم مفرقين لدينهم ومنكرين له، إنما جاءت في الذين فرقوا وسيفرقون دينهم ويقسمونه حسب أهوائهم، ويختلفون مع المؤمنين الذين هم على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم، يختلفون معهم بأصول الدين ومسلماته وأحكامه، ويجعلون لهم ديناً آخر، ولذلك وقفتنا عندها كانت في كلمة دينهم بشكل صريح، فلم يقل ربنا تبارك وتعالى كلمة أخرى غيرها، ولذلك قال الله: إنما أمرهم إلى الله، أي أن الله أعلم بأقوالهم وأفعالهم وبما يصنعون وسينبأهم يوم القيامة بما فعلوا في دينهم وبما إنحرفوا فيه وضلوا والله أعلم بمصيرهم.
سبب نزول هذه الآية هو موت أبي طالب ع ملة عبد المطلب .
وفي تفسير الآية يقول الله عز وجل أنك يا محمد لن تهدي من أحببت إنما عليك البلاغ والله يهدي من يشاء كما جاء في قوله تعالى (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) {البقرة :272}
وأن الله تعالى هو أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية .
والمنفي هنا هداية التوفيق والقبول فإن أمر ذلك إلى الله وهو القادر عليه ، أما المقصود بقوله تعالى (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) {الشورى:52} فإنها هداية الدلالة والبيان، فهو المبيِّن عن الله، والدالُّ على دينه وشرعه.
هذا والله تعالى أعلم .
عن علي بن أبي طالب أنه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة . قال قيس : وفيهم نزلت : ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) ، قال : هم الذين بارزوا يوم بدر : علي وحمزة وعبيدة ، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة . --انفرد به البخاري .
اقرأ ما نزل في هؤلاء الكفرة ( شيبة وعتبه والوليد بن عتبه )
عن علي بن أبي طالب أنه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة . قال قيس : وفيهم نزلت : ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) ، قال : هم الذين بارزوا يوم بدر : علي وحمزة وعبيدة ، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة . --انفرد به البخاري .
اقرأ ما نزل في هؤلاء الكفرة ( شيبة وعتبه والوليد بن عتبه )
جزاك الله خيراً أخي أبو فارس على هذه المشاركة
وقد قال في تلك الآيات إبن عباس أو إبن مسعود والله أعلم أي منهما قال:
والله أن هذه الآية نزلت بعد أن تخاصم حمزة رضي الله عنه
مع أحد رؤوس الكفر في قريش بالسيف وقتله حمزة عند البئر في غزوة بدر الكبرى والله أعلم
(فإذا أنشقت السماء فكانت وردة كالدهان) {الرحمن :37}
إذا أتى اليوم الذي تنشق فيه السماء وتنزل فيه الملائكة وكما أشار الله عز وجل إلى ذلك في هذه الآية من سورة الفرقان حيث قال: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلاً) فإذا أتى هذا اليوم تكون السماء حمرة الورد والدهان، وقيل أي أنه الجلد الأحمر، وقيل إن الدهان ما ينظر من الدهن يكون متلوناً بألوانٍ متعددة، وعلى كل حال فالآية تشير إلى أن هذه السماء التي فوقنا سوف تكون بهذا اللون وعلى هذه الصفة في ذلك اليوم العظيم، وجواب إذا في قوله (فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) محذوف، وإنما حذف لأجل التهويل والتفخيم، أي كان من الهول ما يكون، وما هو أمرٌ عظيم ولهذا قال بعدها في الآية {39}: (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ)، هذا والله تعالى أعلم.
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(الكهف) ﴿82﴾
يقول الحسن البصري رحمه الله ان الكنز في قصة موسى والخضر عبارة عن لوح من الذهب كتب عليه
عجبت لمن آمنَ بالموت كيف يفرح ولمن آمن بالقدر كيف يحزن ولمن شهد الدنيا وتقلبها باهلها كيف يطمئن اليها لا اله الا الله محمد رسول الله
والله تعالى اعلم
يقول الله تعالى في هذه الآية وينهى عباده عن نقض الأيمان بعد توكيدها ،ويأمر بالوفاء بالعهود ، وممثلا ناقض ذلك بناقضة غزلها من بعد إبرامه وناكثته من بعد إحكامه : ولا تكونوا أيها الناس في نقضكم أيمانكم بعد توكيدها وإعطائكم الله بالوفاء بذلك العهود والمواثيق ( كالتي نقضت غزلها من بعد قوة ) يعني : من بعد إبرام . وكان بعض أهل العربية يقول : القوة : ما غزل على طاقة واحدة ولم يثن . وقيل : إن التي كانت تفعل ذلك امرأة حمقاء معروفة بمكة. فشبهت هذه الآية الذي يحلف ويعاهد ويبرم عهده ثم ينقضه بالمرأة تغزل غزلها وتفتله محكما ثم تحله . ويروى أن امرأة حمقاء كانت بمكة تسمى ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة كانت تفعل ذلك ، فبها وقع التشبيه .
هذا والله تعالى أعلم .
اللهم اجعلنا نفي بوعودنا وعهودنا يا رب العالمين .
(ألّا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون) {النمل: 25)
في هذه الآية الكريمة من سورة النمل التي فيها عدة قصص عن الأنبياء والرسل، يحدثنا الله عز وجل فيها بما قاله أحد مخلوقاته والتي كانت من قوم سيدنا سليمان عليه السلام، وقد جاء هذا الكلام على لسان الهدهد الذي تخلف عن سليمان وجنوده وكان في مملكة سبأ وشاهد ما شاهد فيها، وكان مما شاهده فيها سجود الملكة بلقيس ومن معها للشمس بعد ما أغواهم الشيطان، فعندما رجع الهدهد إلى سيدنا سليمان عليه السلام وأخبره بما رأى وبما لم يحط به سيده، تكلم هذا الطائر المؤمن الموحد بغيرة شديدة لما شاهده من حال قوم سبأ، ولما شاهده منهم من إبتعاد عن الهداية وسجودهم لغير الله عز وجل، خالقهم الذي يخرج الخبأ، ويعلم سر السماوات والأرض ويعلم ما تهجر به مخلوقاته وما تخفيه ويعلم كل شيء، ولذلك سمي هذا الطائر "بهدهد التوحيد"، هذا الهدهد صاحب العقيدة السلمية والإيمان السليم، الذي لا يقر بالوحدانية إلا لله عز وجل، والذي فيما بعد حمل بقدرة الله الكتاب الكريم الذي بعثه فيه سيده سليمان ليلقيه على مملكتهم لهدايتهم وإسلامهم، لذلك كان هذا الهدهد داعية للحق ومسافراً من أجل نشر دعوة التوحيد لله عز وجل والتي دعا إليها سليمان وداوود وجميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، والله الواحد الأحد أعلم وأحكم.