الشجاع الأقرع.. من هو؟! - الشجاع الأقرع.. من هو؟! - الشجاع الأقرع.. من هو؟! - الشجاع الأقرع.. من هو؟! - الشجاع الأقرع.. من هو؟!
قيل أن الشجاع الأقرع هو الذي يأتي في القبر ليعذب تارك الصلاة
وقيل بأنه هو الذي يأتي يوم القيامة ليعذب تارك الزكاة.
فمن هو هذا الشجاع الأقرع؟.
سنتحدث عنه فيما يخص موضوع كنز المال وترك الزكاة.
{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:180].
هذا المال الذي بخلوا به يطوَّقون به يوم القيامة. يطوقون به يوم القيامة قلائد؟ زينة؟.
لا، ليس قلائد زينة، يطوقون به كما فسره النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: (من آتاه الله مالاً فلم يؤدِّ زكاته مُثِّل له يوم القيامة شجاعاً أقرع، له زبيبتان، يأخذ بلهزمتيه، يقول: أنا كنْزُك، أنا مالُك) أعوذ بالله، هذا التقليد.
الشجاع: قال العلماء هو الذكر العظيم من الحيات، والغالب أن ذكور الجنس أقوى من إناثه في كل ذوات الأرواح، أن الذكور أقوى من الإناث. أقرع: قال العلماء: يعني: ليس في رأسه شعر، أقرع، ونحن نعرف الأقرع الرأس يعني: الذي ليس عليه شعر، لماذا؟ قالوا: من كثرة السم، والعياذ بالله. (له زبيبتان): الزبيبتان: غدتان في رأسه، مملوءتان من السم. (يأخذ بلهزمتيه) : يعني: شدقيه. (يقول: أنا مالُك، أنا كنْزُك): عذاب بدني، وعذاب قلبي. العذاب البدني: بماذا؟ نسأل الله العافية بأنه يعض شدقيه؛ لأن الشدق هو الذي يدخل منه الأكل، أكل المال يكون من طريق الشدقين، فهذان الشدقان اللذان هما طريق الأكل يأخذ بهما هذا الشجاع الأقرع. هذا عذاب بدني. العذاب القلبي: ما هو؟ (يقول: أنا مالُك، أنا كنْزُك) لأنه إذا سمع هذا الكلام سوف يمتلئ قلبه غماً وحزناً، أن بخل بماله حين كان قادراً على إنفاقه، والآن يقدر أم لا ؟ لا، لا يقـدر، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ} [المائدة:36.] فلا ينفعه، فتجد قلبَه يمتلئ حسرة وندماً على ما حصل منه من هذا البخل، اللهم قِنا شُحَّ أنفسنا.
تبين لي بعد البحث أن أحاديث مجيء الشجاع الأقرع في القبر ليعذب تارك الصلاة هي أحاديث موضوعة لم تثبت عن رسول الله، ولا يعني ذلك أنه لا يوجد عذاب في القبر، بل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث صحيحة تؤكد عذاب القبر الذي لا يجوز إنكاره.
والحديث الصحيح هو ما نقلته في الأعلى مع شرح العلماء له، فقد روي في حديث آخر عن الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعاً أقرع ". وهو من الغيبيات لأنه يكون يوم القيامة، ويوم القيامة من الغيب الواجب الإيمان به، وبما يكون فيه مما أخبرنا الله به في كتابه أو جاءنا في السنة الصحيحة.
توعد الله تارك الزكاة والصدقات بحرمانه من بركة ماله في الدنيا والآخرة وبأن هذا المال شر له، وغير عذاب الشجاع الأقرع فهناك عذابات أخرى يوم القيامة، فالأموال والذهب والفضة التي تكنز ولا تخرج زكاتها تصفح بصفائح من نار تكوي جباه وجنوب وظهور أصحابها يوم القيامة ، عدا عن الوعيد الأكبر بمصيره في الويل، والويل وادي تستجير منه جهنم، فكيف بنا نحن والعياذ بالله، وما ذكرته هنا كله جاء من أدلة في القرآن والسنة، فالزكاة ركن من أركان الإسلام، ولا يفرق عن أي ركن، ولا يجوز تركها تهاوناً أو بخلاً.
اللهم قنا شح أنفسنا اللهم أجلعنا من المنفقين وأجلعنا للزكاة فاعلين ولا تجلعنا من الممسكين المكنزين.