قواعد الدعوة إلى الله - قواعد الدعوة إلى الله - قواعد الدعوة إلى الله - قواعد الدعوة إلى الله - قواعد الدعوة إلى الله
قواعد الدعوة إلى الله ،
لفضيلة الدكتور همام سعيد
تعريف بالكتاب وأهميته :
بين يدي نسخة من الطبعة الثالثة "اصدار 1407هـ-1987م" ، أصدرتها دار "العَدْوَى"وتقع هذه الدار في عَمَّان-الأردن ، ويتكون الكتاب من مئة وتسع وسبعين صفحة "179" من الحجم المتوسط .
والكتاب يتكون من مقدمة يتبعها خمس عشرة رسالة في قواعد الدعوة الى الله .
"وهناك طبعة جديدة من إصدار الفرقان في الأردن مزيدة ومنقحة وفيها 22 رسالة بدل 15!!"
القاعدة الاولى : الدعوة الى الله سبيل النجاة في الدنيا والاخرة.
القاعدة الثانية : "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم".
القاعدة الثالثة : الأجر يقع بمجرد الدعوة ولا يتوقف على الاستجابة.
القاعدة الرابعة : على الداعية ان يصل الى رتبة المبلغ وأن يسعى إلى البلاغ.
القاعدة الخامسة : على الداعية ان يقدم الجهد البشري وهو يطلب المدد الرباني.
القاعدة السادسة : الداعية مرآة دعوته والنموذج المغير لها.
القاعدة السابعة: خاطبوا الناس على قدر عقولهم.
القاعدة الثامنة : الابتلاء سنة الله تعالى وهو السبيل إلى تمثل الدعوة وصياغة النفس وفق العقيدة.
القاعدة التاسعة : مجال الدعوة واسع فليتحر الداعية لدعوته.
القاعدة العاشرة : الزمن عنصر فعال من عناصر الدعوة.
القاعدة الحادية عشرة: الدعوة فن وقيادة وهي تقوم على التخطيط والمتابعة.
القاعدة الثانية عشرة : الدعوة صورة كبيرة من صور الجهاد وتشترك مع القتال في الهدف والنتيجة.
القاعدة الثالثة عشرة: الدعوة سلعة شريفة لا تباع بالأغراض الدنيوية والأجر الدنيوي يفسد المروءة ولا يصلح للدعوة.
القاعدة الرابعة عشرة : التعرف على المدعو عامل أساسي في كسبه .
القاعدة الخامسة عشرة : المعاصرة ومعرفة البيئة العامة من أسباب نجاح الدعوة.
المقدمة " ادرجتها كاملة لأهميتها"
إن الحمد لله تعالى نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، والصلاة والسلام على محمد عبدالله ورسوله ، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان ، وأشهد أنه بلغ الرسالة ، وأدّى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق الجهاد حتى أتاه اليقين من ربه ، وبعد :
فإن الدعوة إلى الله تعالى من أشرف الاعمال وأرفع العبادات ، وهي أخص خصائص الرسل الكرام ، وأبرز مهام الأولياء والأصفياء من عباده الصالحين .
ولا يصبح المرء داعية الى فكرة من الأفكار إلا بعد أن تحقق إنتسابه إليها وتفاعله مع قضاياها . وصاحب الدعوة يعيش بها وتعيش به وتحسب عليه كما يحسب عليها .
ولقد شاء الله تعالى أن تشق دعوة الاسلام طريقها في التاريخ الحديث في جميع بلاد العالم ، وأصبح لها في كل قطر لسان ينطق بها ويعبر عنها.
ودخلت الدعوة الى قطعات المجتمع المختلفة ، ولم تعد الدعوة حكراً على الموظفين الرسميين أو على من يطلق عليهم "أرباب الشعائر الدينية" بل شارك فيها الرجال والنساء والصغار والكبار ، والمشتغلون بالتخصصات العلمية والإنسانية . وهذا المد الذي نجده في جامعات العالم الإسلامي أصبح بناءَ عضوياً أصيلاً في بنية هذه الجامعات ، بل في الجامعات الغربية كذلك.
وهذا التقدم الذي احرزته دعوة الإسلام لم يخل من مصاعب وعقبات داخلية وخارجية ، أذكر منها :
1) قلة المربين والموجهين الأكفاء بالنسبة إلى حجم الإقبال الكبير، ولعل هذه الظاهرة من أخطر الأمور التي تحتاج إلى علاج ، لأن قطاعات كبيرة من الناس تعيش خارج المحاضن الملائمة ، مما ينعكس على تكوينها وبناءها ، وكثيراً ما يندب بعض غير المؤهلين أنفسهم لدور التربية والتكوين وإعطاء الآراء في أخطر المسائل وأعوصها لخلو الميدان من المؤهلين لذلك .
2) النقص في البرامج التي تعد الداعية والموجه إعداداً وفق مستويات مختلفة تلائم حاجات متنوعة . ويبدو أن النقص أظهر ما يكون في مجال التأصيل والتقعيد ، وأصبح من الأمور الملحة أن تتلقى الدعوة على شكل تصور متكامل من البداية إلى النهاية ، مع استيعاب كلياتها ومعرفة الاوليات فيها .
3) تأخر سن العطاء : إذ أن الزمن الذي ينفق قبل أن بصل الفرد الى مرحلة التأثير هو زمن طويل . ومنشأ ذلك انتشار المعارف والمعلومات واتساع القراءات والتجارب ، ولعل التأصيل هو احد العوامل المساعدة على الإسراع في الوصول إلى مرحلة العطاء والإنجاز وبمعرفة القواعد الضابطة نستغني عن كثير من الفروع ، ونستطيع الموائمة بين اتسااع حقول العمل الدعوي وقصر الزمن المحدد للتكوين .
4) الجهود المعادية لخط الدعوة . وهي جهود متنوعة ذات إمكانات كبيرة ، ولها خبرات واسعة في الصد عن سبيل الله . وبالرغم من الخلافات الحادة بين الشيوعية والرأسمالية وبين الوجودية والقومية . وبين عملاء الشرق وعملاء الغرب ، إلا أن الجميع يلتقون على حرب الإسلام ودعوته ، وهذه الجهود تلقي عبئاً كبيراً على دعاة الإسلام الذين عليهم أن يدركوا مخططات أعدائهم وأن يصونوا الناس من شرور هؤلاء الأعداء بأسلوب الوقاية والعلاج.
5) وإن مغريات الحياة ومشاغلها وتعقيداتها تقف عقبة في طريق الدعوة والدعاة . ولا بد أن يفهم الدعاة حركة الحياة والأحياء ، وأن يلموا بالنفس البشرية وطرق التأثير فيها ، ووسائل تزكيتها . ولعل من المظاهر الملفتة للنظر تقدم الدعوة في صفوف الأغنياء وأولئك الذين عاشوا في غمار الحضارة الغربية وتعرضوا لمغريات الجاهلية الحديثة ، وهذه الظواهر تساعد على تكوين مناعات ودفاعات أمام المغريات .
6) ويجد الداعية نفسه أمام تيارات فكرية ، تتحرك وتنقلب بسرعة هائلة ، وتصل إلى الأنسان أينما كان .
وبناءً عليه فإن الداعية مطالب بالوقوف في وجه هذه التيارات الفكرية ، وأن يكون وقوفه أمامها قائماً على العلم والموضوعية .
هذه الأعباء وغيرها تلح علينا لنقل الدعوة من ميدان المشاعر والانفعالات والخطب والمقالات إلى ميدان التخطيط والتنظيم والبرمجة والتأهيل و التقعيد .
وليس غريباً أن تبرز هذه الحاجات في هذه الآوانة لأن الدعوة اتسعت وتشعبت وكثرت ممارساتها وتجاربها وأساليبها . وهذا الاتساع والتشعب لا يضبط إلا بالكشف عن الأصول والقواعد .
وليس أمر الدعوة بدعاً من أمور العلوم الإسلامية الأخرى ، فقد تناول المسلمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرواية والدراية حتى وجدوا أنفسهم بحاجة إلى علم الحديث ومصطلحه ، وكذلك الحال في النحو والصرف والعقيدة والتفسير والتاريخ والفقه ، لإغن أصول العلوم وقواعدها جاءت مفي مرحلة متأخرة عنها .
وفي الوقت الذي اتجهت فيه العلوم إلى الـتأصيل والتقعيد كان علم الدعوة أقوالاً مأثورة وشذرات منثورة ، ولم يكن علماً بالمعني الاصطلاحي للعلم ، لأن مبعث العلم الحاجة إليه ، ولم يكن المجتمع الإسلامي مهجوراً او غريباً ، وإنما كان قائماً فاعلاً ناشطاً ، وأكثر أفراده يمارسون الدعوة كما يعيشون وكما يأكلون ويشربون .
وعندما دالت دولة الإسلام ونفضت عرى الإيمان ،وجد المسلم نفسه غريباً في المجتمع ، ورجعت أمية العقيدة والفكر والنظم كما كانت في عهد الجاهلية الأولى ، فأخذ بعض الدعاة على عاتقهم إعادة الـتأسيس وشرعوا في تهئية المكان والسكان لاستئناف الحياة الإسلامية ، ودب الأمل بعد اليأس ، وانطلق الدعاة شرقاً وغرباً ، ودرس العلماء هذه التجارب وكشفوا عن جوانبها الإيجابية والسلبية .
وبالرغم من النتائج الإيجابية التي حققتها الدعوة إلى الله في جميع الأقطار ، إلا أنها - وكما سبق وأن أشرت - بحاجة إلى مزيد من توظيف الطاقات والامكانيات ، وحشد كل الجهود في سبيل البناء ، ولا نصل إلى هذا التوظيف إلا بإعداد الأفراد للعطاء على مستويات متفاوتة ، وأن يكون لكل وظيفة من وظائف الدعوة إعدادها الخاص وزمنها المناسب ، ولا يتحقق هذا إلا عن طريق نظام تربوي محدد الخطوات ، يعتمد القواعد والأطر العامة ودون الخوض في الكثير من الدقائق والتفاصيل ، ويقدم للداعية خلاصة مركزة في التربية والتكوين والقيادة والتنظيم والتخطيط والمتابعة .
والكتاب الذي أقدمه لإخواني محاولة في تقعيد الدعوة وتأصيلها ، وهو يتضمن خمس عشرة قاعدة ، بعضها في التصورات ، وبعضها في الأساليب والوسائل .
وفيه وجهة نظر أقدمها للدراسة والنقد ، وهي بداية وليسن نهاية
والله من وراء القصد
القاعدة الأولى
الدعوة إلى الله سبيل النجاة في الدنيا والآخرة
- خلق الله تعالى الإنسان لعبادته " وما خلقت الجن والإنس إل اليعبدون " ، والعبادة لا تكون إلا على بصيرة ، والبصيرة لا تكون إلا وفق منهج الله تعالى الذي أنزله على رسله وأنبياءه ، الذين كانوا بحق دعاة لكل خير ، ومن مقامات العبودية أن نشتغل بأمر الخالق .
يقول الرازي : " ما العبادة التي خلق الجن والإنس من أجلها ؟ ، قلنا : التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله " .
- الدعوة إلى الله هي أبلغ مظهر من مظاهر تعظيمه ، فالذي يدعو إلى فكرة أو هدف ويصرف جهده في سبيله ، فإنما يفعل ذلك لامتلائه بهذا الهدف أو الفكرة ، ومن دعا إلى فكرة فإنه يحسب عليها كما تحسب هي عليه .
- في الدعوة الى الله تعالى دليل شفقة على عباد الله ، لأن الداعية يريد إخراج الناس من أوضاع التمزق والشتات إلى سعة الدين وآفاقة الواسعة الرحيبة ، ونظمه الكفيلة بإسعاد البشر ، وأن يخرجهم من النار إلى الجنة كذلك.
- لقد التزم أنبياء الله ورسله الكرام أمر الله في الدعوة إليه والحفاظ على الغاية من خلق الله لهم ، وحرص كل رسول كريم على دعوة الخلق إلى هذه النجاة ، ولقد قص القرآن الكريم علينا معركة الأنبياء مع أقوامهم ، مؤكداً دائماً على نجاة الدعاة وعلى هالك الظالمين المعرضين .
- إن النجاة كل النجاة في الدعوة إلى الله ، وهذا وعد الله تعالى للمؤمنين : " ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا ، وكذلك حقاً علينا ننج المؤمنين " فتكون نجاة المؤمنين الداعين إلى الله حقاً بسبب الوعد والحكم . يقول سيد قطب رحمه الله : "هذه سنة الله في الأرض ، وهذا وعد لأوليائه فيها ، فإذا طال الطريق على العصبة المؤمنية مرة فيجب أن تعلم أن هذا هو الطريق ، وأن تستيقن أن العاقبة والاستخلاف للمؤمنين ، وألا تستعجل وعد الله حتى يجيء وهي ماضية في الطريق . واللهُ لا يخدع أولياءه ، ولا عجز عن نصرهم بقوته ولا يسلمهم كذلك لأعدائه . ولكنه يعلمهم ويدربهم ويزودهم -في الابتلاء- بزاد الطريق"
- لا خسارة في الدعوة : إن أمر الدعوة وإن كانت لا تخلو من المتاعب والمصاعب ، لكنها لذيذة الطعم ، عزيزة على القلب ، لذلك فإن أهل الدعوة يضحون في سبيلها بالغالي والرخيص ، ويستعذبون العذاب ، ويجدون الموت حياة من أجلها . وهم أسعد بها من الناس بدونها ، أما العاقبة فهي الفوز وغيرها الفشل ، وهي الباقية وغيرها الفانية .
- بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم رفع الاستئصال العام بالطوفان والصاعقة والريح ، تكريماً لهذه الأمة التي لا تخلو ممن قائم لله بالحجة ، ولا من الطائفة الظاهرة على أمر الله حتى يأتي بأمره ،وهذه الطائفة هم الدعاة ، وبهم يكتب الله النجاة للأمة من أن تهلك بسنة عامة ، وعندما تخلو الأرض من هذا الصنف الكريم على الله ، فإن الساعة تقوم ، وقد جاء هذا المعنى في أحاديث كثيرة منها : " يُقبض الصالحون الأول فالأول ويبقى حثالة كحثالة التمر أو الشعير لا يعباً الله بهم شيئاً" وقوله عليه السلام : " لا تقوم الساعة إلى على شرار الناس " .
وهذه الأحاديث تدل على أن قيام الساعة يقترن به ذهاب الدعوة والدعاة ، ولا أعني بهذه الاقتران اقتران السبب أو الشرط بالمسبب أو المشروط ، وإنما أعني أن الله تعالى يكرم الإنسانية بالدعوة والدعاة ، وأنه ما دام الدعاة وما دامت الدعوة ، فإن الغاية من الخلق على هذه الأرض باقية ، فإذا ما زال الدعاة والدعوة فقد خسر الإنسان مبرر وجوده على هذه الأرض ، وهكذا فإن الإنسان يقع بين نهايتين ، أو بداية ونهاية :
الأولى : " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة "
والثانية : قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يبعث ريحاً من اليمن ألين من الحرير ، فلا تدع أحداً فيه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته ".
- ليس المقصود بالنجاة نجاة الفرد من الأذى والألم ، وإنما المقصود نجاة الجماعة والفكرة في النهاية ، وأما في الآخرة فإن صورة النجاة نعيم مقيم وجنة عرضها السماوات والأرض فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وعلى خطر على قلب بشر.
موعدنا مع القاعدة الثانية ... قريباً إن شاء الله ...
بارك الله فيك اخي يحيى
كما أنه ينبغي على الداعية أن يكون على علم ،، وليس بالضرورة ان يكون عالما
بل ان يكون على علم بما يحدث به الناس ويعرف علوم القران والحديث خاصة اذا كانت دعوته عامة
اي انه يحدث الناس من على المنابر أو يلقي محاضرات بهذا الخصوص ،،
فالعلم أساس العمل حتى تكون مقنعا بما تقوله مستندا بأدلة شرعية من القران والسنة