ما يحتاجه المسلم من العلم بالفرق - ما يحتاجه المسلم من العلم بالفرق - ما يحتاجه المسلم من العلم بالفرق - ما يحتاجه المسلم من العلم بالفرق - ما يحتاجه المسلم من العلم بالفرق
ما يحتاجه المسلم من العلم بالفرق
د. محمد أبو صعيليك
المسلم المعاصر يعيش في عالم متباعد الأطراف، يموج بالأفكار والمذاهب الكثيرة ما عرف منها وما لم يعرف، وقد قربت وسائل الإعلام والاتصال البعيدة في هذا العالم، حتى جعلت أهل العالم كأنما يعيشون في قرية صغيرة يعرف الكل عنها كل شيء، حتى دخلت هذه الأفكار على المسلم وداهمته في غرفة نومه بما لا انفكاك له عنها، حتى اضطر إلى أن يُلم بشيء عن هذه الأفكار المنسوبة إلى الفرق التي تحيط به ليكون على منجاة منها، وذُكر لها، وليأمن الوقوع في حبائلها، وليسلم من شرها، وعلى هذا كله فإنه يمكن للمسلم المعاصر غير المختص أن يحقق حاجته من العلم بالفرق من خلال ما يلي:
1- ليعلم المسلم أن من الإعجاز النبوي الإخبار عن وجود الافتراق في الأمة، وقد وردت بهذا أحاديث في افتراق الأمة إلى 73 فرقة من طريق عدة من الصحابة، بما يشهد لهذا الحديث بالصحة عند أهل الصنعة كما هو معروف مقررٌ في مدونات أهل العلم المختصة.
2- ما يتواجد في داخل جسم الأمة المسلمة على نطاق أهل السنة والجماعة من مدارس الفكر الإسلامية المعاصرة كالصوفية بأنواعها، والسلفية بمختلف توجهاتها، والدعوة والتبليغ، والإخوان، والسروريين، وجماعة المودودي وما تفرع عنها، كله دائرٌ في فلك أهل السنة والجماعة، ولا ينطبق عليه أحاديث افتراق الأمة كما توهمه بعض الجهال.
3- بقي من بقايا الفرق الخارجة عن أهل السنة والجماعة بقايا الخوارج كفرقة الإباضية في عُمان والجزائر وزنجبار، والشيعة وما بقي من فرقها في العراق وإيران وباكستان وبعض الإسماعيلية في الباكستان والخليج، وانضاف إليهم القاديانية والبهائية والبابية في الباكستان وإيران وعلى قلة في فلسطين.
4- عُني المسلمون بالبحث في الفرق التي تخالف أهل الإسلام من اليهود والنصارى وسواهم من البراهمة والمجوس والفلاسفة وبيان عقائدهم، ودفع شبههم، وبيان زيفهم ولأهل العلم في هذا مصنفات كثيرة منها: (كتاب الفصل في الملل والنحل لإمام ابن حزم الظاهري؛ فإنه من أوسع وأدق ما كتب في أبحاث مقارنة الأديان على شدة في لسانه، لمرض كان فيه كما أقر هو في كتابه مداواة النفوس، فلسنا ملزمين بشدة لسانه فلنا علمه، وله لسانه عفا الله عنا وعنه، وكتاب الملل والنحل للإمام عبد الكريم الشهرستاني، وكتاب الفرق بين الفرق للإمام عبدالقاهر البغدادي، وكتاب التبصير في الدين، وكتاب بيان الفرق الهالكين للإمام المظفر الإسفرايني، وكتاب الجواب الصحيح على من بدل دين المسيح للإمام ابن تيمية، وكتاب هداية الحيارى لإمام ابن القيم، وغيرها مما شكل مكتبة ضخمة في علم مقارنة الأديان بكل موضوعية ومنهجية وسبق تفرد بها المسلمون عن غيرهم من الأمم، كما هو معروف عند أهل الاختصاص، وقد سبقوا بهذا دراسات دوركايم اليهودي المدعاة في مقارنات الأديان المعاصرة).
5- كما عُني المسلمون ببيان الفرق المنسوبة إلى الإسلام ببيان أفكارها ودفع شبهها وذكر ما تفرع عنها وبيان حكم الله فيها، مما زخرت به كتب الفرق المعروفة المتداولة بين أهل العلم والاختصاص، حتى ذكر بعضهم منها مئة وعشر فرق مما زخرت به كتب الفرق التي تقدم ذكرها.
6- وعلى هذا كله يحتاج المسلم المعاصر الى معرفة فكرة عن هذه الفرق من خلال ما يلي:
- الاطلاع على أحد الكتب المصنفة في الفرق القديمة المتقدمة، ومن أجودها (كتاب الفرق بين الفرق للإمام عبدالقاهر البغدادي، وكتاب اعتقادات فرق المسلمين للإمام فخر الرازي).
- الاطلاع على أحد الكتب المعاصرة المهتمة بالفرق أمثال كتاب الموسوعة الميسرة في الأديان والفرق إصدار الندوة العالمية للشباب المسلم، أو كتاب الحركات الباطنية في الإسلام للدكتور الخطيب، أو كتاب العقائد الباطنية للدكتور صابر طعيمة).
- البلد الذي لا ذكر فيه للفرق لا داعي لتحديث الناس عنها فيه، فلا يستعجل البلاء قبل وقوعه لكن لا بد من الوعي واستشراف المستقبل حتى لا يستغفل الناس، وتختلط عليهم الأمور كما حصل في بعض البلاد الإسلامية، حيث ادعى بعض الناس جهاد غيرهم فكذبوا الكذبة وصدقوها، فأصبح الناس يقرنون الجهاد في بعض المناطق باسم غير أهل ذاك الجهاد، فيصعب على الناس أن يستوعبوا أن هؤلاء مدعون للجهاد فاختلطت الأمور، ولم يفرق الناس بين النائحة والثكلى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
- كثير من الكلام حول الفِرَق الدائر في وسائل الإعلام دافعه سياسي أكثر من كونه بحثاً شرعياً؛ بقصد إيغار صدور الناس وإثارة الفتن بينهم، فكم وجد في الناس من اختلفوا في المذهب لكنهم اتحدوا على أرض واحدة وتحت سماء واحدة، وعلى فكرة دنيوية واحدة تجمعهم من غير نكير.