نستعمل في حياتنا اليومية مصطلحات وعبارات نسقطها على حادثة معينة، أو موقف ما، أو نصف بها حالة خاصة لشخص بعينه. وقد يختزلُ مصطلحٌ ما مواقفَ كثيرةً وحالاتٍ عدةً؛ مما يعفي القائل من السرد الممل واللت والعجن، ويريح أذنَ السامع من قرقعات القيل والقال وهرطقات الأنا والأنت والهُم.
"جهد البلا "مصطلح من تلك المصطلحات؛ إذ يصلح أن يطلق على كثيرين من الناس في مراكز قيادية وغير قيادية، ومناصب قريبة من صنع القرار وأخرى لا تعرف أن تقرر شيئا، غير أنها قادرة كل القدرة على " القرقرة او الGرقرة او الكركرة" ولا شيء غيرها. طبعا الكلام هنا ليس موجها لشخص بعينه، وإنما هو مجرد تعبير عن حالة، وللقارئ أن يسقط الكلام على من يريد.
وبعيدا عن معنى" جهد البلا " الاصطلاحي الذي يعني ( ما يسوء المرء من البلايا والمحن) فإن الذي يجهدُ بلاهُ ثم يجهدُ بلانا بين الحين والآخر بقرارات أو تصريحات أو تلميحات من الهمز واللمز، أو رمي الشباك والاصطياد في الماء العفن أو " الفصحنة الغبية " هو إنسان يحارِبُ بأسلحة واهنة واهية، ويعتمد على استراتيجات وخطط من صنع الشيطان، وفي ذلك كله هو نفسه " جهد البلا" الذي إن أصاب الحقيقة حينا، فقد فقأ عينها أحيانا أُخَر، وما أكثر أولئك اليوم الذين جهدوا بلانا وزادوا بلوانا.
والله يجيرنا وإياكم من جهد البلا.
قد يكون المعنى المتداول لهذه العبارة في ما أوردته صحيحاً كعرف بين الناس لكن الحقيقة هي : أنه في رواية للبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تَعَوَّذُوا بالله من جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء" صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد عرف الحافظ بن حجر عن إبن بطال "جهد البلاء" بأنه قلة المال و كثرة العيال