امي ؟ كيف ترحلين ؟
رحلت تاركة خلفكِ من التفاصيل الموجعة الكثير !
رحلت تاركة في القلوب شرخا نازفا كـبئر مثقوبة
رحلتي تاركة في الذاكرة الكثير من الصور
التي التقطها كاميرا الأيام لك
رحلت وبقي الجماد يا امي بقيت الطرقات
بقيت المنازل
بقيت الشوارع
بقيت الذكرى تدق كناقوس تنبيه لأحياء انغمسوا في بحر الحزن عليك
حتى غابوا !
ومع كل نبض للذكرى
تستيقظ فينا ذكرى !
آآه يا امي !
ارتديتِ الأبيض !
وأغلقتِ باب الفرح خلفكِ
وأطفأتِ المصابيح !
وصعدت قطار الرحيل باكرا!
فالموت حين يأتي ياامي لاينظر في شهادات ميلادنا
ولاينادينا بالأعمار
ومجالس العزاء أمست تضج بشيوخ غرقت لحاهم بدموع بكائهم على فلذاتهم
فالزهور تذبل سريعا
والموت يخطف حصاد العمر
و يكسر عكاز المسن
وظهره
وعود قامته !
لم ترحل ما دمت أنتِ باقيةٌ هنا ..
صدقاً لأن الفراق قدر ..ولأن الرحيل ليس منه مفر ولا هروب ...فما يبقى من الأشخاص هم أشخاص اعتنقو أرواحهم بالحب والعمل بجد حتي يكونوا هم ..وحتى يبقوا بيننا ..فأثرهم سيتمثل فينا ..
شخابيط ..خربشات ..تلطيش ..المهم أنه ابداع ...
شكراً لك ودمت في حفظ الله