قصيدة لن أبكي (فدوى طوقان) - قصيدة لن أبكي (فدوى طوقان) - قصيدة لن أبكي (فدوى طوقان) - قصيدة لن أبكي (فدوى طوقان) - قصيدة لن أبكي (فدوى طوقان)
قصيدة لن أبكي (فدوى طوقان) على أبواب يافا يا أحبائي وفي فوضى حطام الدور . بين الردمِ والشوكِ وقفتُ وقلتُ للعينين : قفا نبكِ على أطلال من رحلوا وفاتوها تنادي من بناها الدار وتنعى من بناها الدار وأنّ القلبُ منسحقاً وقال القلب : ما فعلتْ ؟ بكِ الأيام يا دارُ ؟ وأين القاطنون هنا وهل جاءتك بعد النأي ، هل جاءتك أخبارُ ؟ هنا كانوا هنا حلموا هنا رسموا مشاريع الغدِ الآتي فأين الحلم والآتي وأين همو وأين همو؟ ولم ينطق حطام الدار ولم ينطق هناك سوى غيابهمو وصمت الصَّمتِ ، والهجران وكان هناك جمعُ البوم والأشباح غريب الوجه واليد واللسان وكان يحوّم في حواشيها يمدُّ أصوله فيها وكان الآمر الناهي وكان.. وكان.. وغصّ القلب بالأحزان * أحبائي مسحتُ عن الجفون ضبابة الدمعِ الرماديهْ لألقاكم وفي عينيَّ نور الحب والإيمان بكم، بالأرض ، بالإنسان فواخجلي لو أني جئت القاكم – وجفني راعشٌ مبلول وقلبي يائسٌ مخذول وها أنا يا أحبائي هنا معكم لأقبس منكمو جمره لآخذ يا مصابيح الدجى من زيتكم قطره لمصباحي ؛ وها أنا أحبائي إلى يدكم أمدُّ يدي وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي وأرفع جبهتي معكم إِلى الشمسِ وها أنتم كصخر جبالنا قوَّه كزهر بلادنا الحلوه فكيف الجرح يسحقني ؟ وكيف اليأس يسحقني ؟ وكيف أمامكم أبكي ؟ يميناً ، بعد هذا اليوم لن أبكي ! * أحبائي حصان الشعب جاوزَ – كبوة الأمسِ وهبَّ الشهمُ منتفضاً وراء النهرْ أصيخوا ، ها حصان الشعبِ – يصهلُ واثق النّهمه ويفلت من حصار النحس والعتمه ويعدو نحو مرفأه على الشمسِ وتلك مواكب الفرسان ملتمَّه تباركه وتفديه ومن ذوب العقيق ومنْ دم المرجان تسقيهِ ومن أشلائها علفاً وفير الفيض تعطيهِ وتهتف بالحصان الحرّ : عدوا يا – حصان الشعبْ فأنت الرمز والبيرق ونحن وراءك الفيلق ولن يرتدَّ فينا المدُّ والغليانُ – والغضبُ ولن ينداح في الميدان فوق جباهنا التعبُ ولن نرتاح ، لن نرتاح حتى نطرد الأشباح والغربان والظلمه * أحبائي مصابيحَ الدجى ، يا اخوتي في الجرحْ ... ويا سرَّ الخميرة يا بذار القمحْ يموت هنا ليعطينا ويعطينا ويعطينا على طُرقُاتكم أمضي وأزرع مثلكم قدميَّ في وطني وفي أرضي وأزرع مثلكم عينيَّ في درب السَّنى والشمسْ
كانت هذه القصيدة في امسية شعرية جمعت اكثر من شاعر من كبار شعراء المقاومة ... حيث وجهت فدوى طوقان كلامها مباشرة الى اخوانها الشعراء والذي كان يتقدمهم الشاعر الكبير محمود درويش والذي ابدى تأثرا كبيرا في هذه القصيدة وكان رده بقصيدة طويلة وشهيرة (يوميات جرح فلسطيني حيث خاطب فيها الشاعرة فدوى طوقان معبرا انه لا خيار الا المقاومة
-1-
نحن في حلِّ من التذكار
فالكرمل فينا
وعلى أهدابنا عشب الجليلِ
لا تقولي : ليتنا نركض كالنهر إليها ’
لا تقولي !
نحن في لحم بلادي..وَهْيَ فينا !
-2-
لم نكن قبلَ حزيرانَ كأفراخ الحمام
ولذا ’ لم يتفتَّتْ حبنا بين السلاسلْ
نحن يا أُختاه ’ من عشرين عام
نحن لا نكتب أشعاراً ’
ولكنا نقاتل
-3-
ذلك الظل الذي يسقط في عينيك
شيطان إله
جاء من شهر حزيران
لكي يعصب بالشمس الجباهْ
إنه لون شهيد
إنه طعم صلاهْ
إنه يقتل أويحيي ,
وفي الحالين ! آه !
-4-
أوَّلُ الليل على عينيك , كان
في فؤادي , قطرةً من آخر الليل الطويل
والذي يجمعنا , الساعة في هذا المكان
شارعُ العودة
من عصر الذبول.
-5-
صوتك الليلة ,
سكينٌ وجرحٌ وضمادُ
ونعاس جاء من الضحايا
أين أهلي؟
خرجوا من خيمة المنفى , وعادوا
مرة أُخرى سبايا !
-6-
كلمات لم تصدأ , ولكن الحبيبْ
واقعٌ في الأسر – يا حبي الذي حمَّلني
شرفاتٍ خلعتها الريحُ..
أعتابَ بيوت
وذنوب.
لم يسع قلبي سوى عينيك ,
في يوم من الأيام ,
والآن اغتنى بالوطنِ !
-7-
وعرفنا ما الذي يجعل صوت القُبَّرهْ
خنجراً يلمع في وجه الغزاة
وعرفنا ما الذي يجعل صمت المقبرهْ
مهرجاناً... وبساتين حياة !
-8-
عندما كنت تغنين , رأيت الشرفات
تهجر الجدران
والساحة تمتد إلى خصر الجبلْ
لم نكن نسمع لون الكلمات
كان في الغرفة مليون بطل !
-9-
في دمي , من وجهه , صيفٌ
ونبض مستعارُ .
عدتُ خجلان إلى البيت ,
فقد خرَّ على جرحي .. شهيدا
كان مأوى ليلة الميلاد
كان الانتظار
وأنا أقطف من ذاكراه.. عيدا !
-10-
الندى والنار عيناه ’
إذا ازددت اقتراباً منه غنىَّ
وتبخرت على ساعده لحظة صمت , وصلاه
آه سميه كما شئت شهيدا
غادر الكوخ فتى
ثم أتى , لما أتى
وجه إله !
-11-
هذه الأرض التي تمتصُّ جلد الشهداءْ
تَعِدُ الصيف بقمح وكواكبْ
فاعبديها !
نحن في أحشائها ملح وماء
وعلى أحضانها جرح ... يحارب
-12-
دمعتي في الحلق , يا أخت ,
وفي عينيَّ نار
وتحررت من الشكوى على باب الخليفه
كل من ماتوا
ومن سوف يموتون على باب النهار
عانقوني , صنعوا مني... قذيفه !
-13-
منزل الأحباب مهجور ’
ويافا تُرجمتْ حتى النخاع
والتي تبحث عني
لم تجد مني سوى جبهتها
أُتركي لي كل هذا الضياع
فأنا أضفره نجماً على نكتبها
-14-
آه يا جرحي المكابر
وطني ليس حقيبهْ
وأنا لست مسافر
إنني العاشق , والأرض حبيبهْ !
-15-
وإذا استرسلت في الذكرى !
نما في جبهتي عشب الندمْ
وتحسرت على شئ بعيدْ
وإذا استسلمت للشوق ’
تَبَنَّيْتُ أساطير العبيد
وأنا آثرت أن أجعل من صوتي حصاة
ومن الصخر نغم !
-16-
جبهتي لا تحمل الظل’
وظلي لا أراه
وأنا أبصق في الجرح الذي
لا يشعل الليل جباه !
خبئي الدمعة للعيد
فلن نبكي سوى من فرح
وَلْنُسَمِّ الموت في الساحة
عرساً.. وحياه !
-17-
وترعرعتُ على الجرح , وما قلت لأمي
ما الذي يجعلها في الليل خيمهْ
أنا ما ضيَّعتُ ينبوعي وعنوانيَ واسمي
ولذا أبصرت في أسمالها
مليون نجمهْ !
-18-
رايتى سوداءُ ,
والميناء تابوتٌ
وظهري قنطرهْ
يا خريف العالم المنهار فينا
يا ربيع العالم المولود فينا
زهرتي حمراءُ ,
والميناء مفتوح ,
وقلبي شجرهْ !
-19-
لغتي صوت خرير الماء
في نهر الزوابعْ
ومرايا الشمس والحنطة
في ساحة حربِ
ربما أخطأت في التعبير أحياناً
ولكنْ كنت – لا أخجل – رائع
عندما استبدلت بالقاموس قلبي !
-20-
كان لا بد من الأعداء
كي نعرف أنا توأمان !
كان لا بد من الريح
لكي نسكن جذع السنديان !
ولو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب
ظل طفلاً ضائع الجرح ... جبان
-21-
لك عندي كلمهْ
لم أقلها بعد ,
فالظل على الشرفة يحتل القمرْ
وبلادي ملحمهْ
كنت فيها عازفاً...صرت وترْ !
-22-عالِمُ الآثار مشغول بتحليل الحجارهْ
إنه يبحث عن عينيه ي ردم الأساطير
لكي يثبت أني :
عابر في الدرب لا عنين لي !
لا حرف في سفر الحضارهْ !
وأنا أزرع أشجاري , على مهلي ,
وعن حبي أغني !
-23-
غيمة الصيف التي.. يحملها ظهر الهزيمهْ
عَلَّقَتْ نسل السلاطين
على حبل السراب
وأنا المقتول والمولود في ليل الجريمهْ
ها أنا ازددت التصاقاً... بالتراب !
-24-
آن لي أن أبدل اللفظة بالفعل , وآنْ
ليَ أن أثبت حبي للثرى والقُبَّرهْ
فالعصا تفترس القيثار في هذا الزمان
وأنا أصفَرُّ في المرآة,
مذ لاحت ورائي شجرهْ !
واصبح الخيال عجوزا .. تأئها يبحث عن منفاه وجرحنا توسع ولم يبقى هناك دماء لم يبقى دمعة لنخبئها .. وليس هناك فرح والموت مستمر وليس هناك حياة
اه يا جرحي المكابر أين وطني الأن وهل كان لي حقا وطن وطني الأن حقيبة وانا الأن مسافر
عندما كنت تغنين هربت كل الكلمات رأيت الشرفات تحتمي بالجدران والساحة تختبيء وراء الجبل سمعنا انه كان هناك يوما ما مليون بطل
كان لا بد من الاعداء كي نعرف اننا هاربان هل شربنا ماء النسيان هل سنصرخ لنعود الى هذا الزمان حصص التاريخ هل ستعود وهل سنرسم خارطة في حصة الجغرافيا ربما ستقذفنا الريح هناك