تؤتي الثورات أكلها حين تصاغ ضمن قيم الحضارة القائمة، وأبجديات الإنسانية، والثورة الفلسطينية حين صاغت نفسها وقعت في عدة مآزق تاريخية لو أردنا أن نذكرها فنحن لن ننتهي ووصولاً إلى سلطة أسيرة للسلام وعميلة له، ونحن بغنى عن ذكر الأسماء وتفصيلات الخيانة الواقعة عليهم، إنما بعد استقالة صائب عريقات، فنحن يجب أن نقف على وثائق كشف المستور، لنقاش نتائج الثورة الفلسطينية، وتداعيات هذه الثورة بكل ما قدمته من شهداء وأسرى، ما يدعوني للكتابة هو غضب تملكني منذ البارحة لفكرة تعويض الكيان الصهيوني عن قتل مستوطنيين من قبل الأسرى الفلسطنينين تحت طائلة ما يسمى السلطة الفلسطينية، نعم أصر على أن أسمي السلطة أسيرة فهي لا تملك قرار نفسها، برغم أن السلطة كانت قادرة على أن تناور من خلال كشف الغطاء عنها أمام العرب الفلسطينين، كي لا تتساقط أكثر.
وبذكر المآزق التي وقعت فيها الثورة الفلسطينية فنحن بحاجة للعودة إلى البديهيات دون الخوض في تفصيلات تدخلنا في غوغائية الطرح وهي كالتالي:
فلسطنة القضية: وفلسطنة القضية هي أمر يتأتي بكل جوانب الخطورة، فليست فلسطين وشعبها المتضرر الوحيد من احتلال فلسطين، ومن المشروع الصهيوني، بل أن كل عربي هو متضرر بشكل أو بآخر بعيداً عن كل تلك الدعوات التي تستقي من حوادث مر بها الشعب العربي الفلسطيني من اقتتالات أهلية سواء في الأردن أو لبنان، فتلك حوادث لا تمت للواقع بصلة.
ومن فلسطنة القضية الفلسطينية نجد ما يلي:
- نزع الواقع الفلسطيني عن وعائه العروبي الشامل.
- صياغة الثورة بمفهوم الوطنية، والتخلي عن مفاهيم الوعاء القومي والبعد الحضاري العربي الاسلامي.
- محاولة السطو على الوعاء بدعاوى أن فلسطين إسلامية فقط.
- تحويل القضية الفلسطينية لقضية عاطفية فقط لا غير، وتحويل مسارها.
- إنهاء صيغة محاربة ومناهضة الرجعية العربية، وبذلك أخذت الثورة الفلسطينية بمؤسساتها على عاتقها تثبيت شرعية الرجعية العربية، والاكتفاء بالخطاب العاطفي في طرح القضية.
النقطة الثانية التي تعد من مآزق الثورة الفلسطينية وهي نقطة رديفة للأولى وهي تحويل مسار العنف الثوري إلى الأسر التفاوضي ومنه نجد ما يلي:
- جر كل الفلسطنيين إلى خلافات ثانوية لا طائل منها على طريقة الخلاف الايرلندي مع بريطانيا.
- شرعنة المؤسسات الفلسطينية كي تنطق باسم جميع الفلسطنيين دون الرجوع إلى أساسيات نهضة الثورة الفلسطينية وهي المشاركة الشعبية الناهضة بهذه الثورة.
- تحقيق خطاب مؤسسات المجتمع المدني التفكيكية خلال أطر هذه المؤسسات، بحيث تعزز الفردية على حساب المجتمع ككل.
يا صاحبة النظرة المستقبلية الثاقبة... مع كل احترامي نظرتك محدودة
أن ثورتنا الفلسطينية المعاصرة هي امتداد للثورات الفلسطينية المتعاقبة ابتداءا من المقاومة الفردية في مطلع القرن المنصرم و مرورا بالثورة الفلسطينية الكبرى عام 36 و إن ما أفرزته من رجالات و من قرارات مهدت لانطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة في 1965 كل هذه الأحداث و هؤلاء الشخوص ما هم إلا قيم حضارية و تاريخية راسخة مستنبطة من تاريخنا الموغل في التاريخ و معتمدة على أرقى القيم الإنسانية في التضحية و الإخاء و الإيثار و بذل النفس و التعاون و تضميد جراح الآخرين و النهوض بهم نحو الحرية وصون الكرامة و حقوق الشعب المسلوبة.
و من هذا المنبر أنا لا أنكر انحراف ثورتنا المعاصرة عن الخط الذي رسمته و التي عملت جاهدة على تثبيته و جمع التأييد العربي و الدولي له و لا أنكر كذلك التفريطات المتوالية التي لحقت بأيديولوجية الثورة و بلوائحها الداخلية سواء كانت نتيجة ضغوط خارجية بشكل عام و عربية بشكل خاص أو سواء انحراف نفر معين من أصحاب الأجندات الخاصة مما أدى إلى التفافهم على الثورة و جعلها تحيد عن هدفها المنشود و صرف نظر الجماهير عن التناقضات الأساسية و على رأسها دحر العدو الصهيوني ... و جعلنا ننشغل بالتناقضات الثانوية التي لا تسمن و لا تغني من جوع .. و من هنا لا يحق لنا إلقاء اللوم على أسس الثورة و أهدافها و لكننا يجب علينا التنبه و التنبيه و فضح هؤلاء الأشخاص الذين يحاولون التلاعب بمقدرات الثورة.
و لقد تعلمنا من تجاربنا بأنه ليس كل ما يُسمع يُصدق و لا تصدق كذلك كل ما ترى... و أن و سائل الإعلام بغض النظر عن أهدافها هي عبارة عن أذرع استخباراتية تهدف إلى زعزعة الأمن ( ناهيك عن أهدافها المعلنة .. حول نقل الحقيقة و كشف المستور و ما إلى ذلك ) و لقد شهدنا في الفترة الأخيرة كيف أسهمت وسائل الإعلام الموجهة إلى خلق أجواء جديدة غير مستقرة في عالمنا العربي خدمة لأجندات مجهولة أو انتقاما من تصرفات هذا الحاكم أو ذاك.
و أما ما تحدثتي عنه من فلسطنة القضية ما هو إلا أمر مفروض .. و أنا اعني ذلك تماما... لان ما أضحى يُسمى بالهم الفلسطيني بات يقض مضاجع اغلب الساسة و أصبح كذلك عبارة عن بركان أو قنبلة موقوتة تهدد العديد من الكراسي يخشى من انفجارها , لهذا حاول العديد منهم التخلص منها و إيجاد منظومة أو جماعة تتولى التحدث و الدفاع عنها بعيدا عن كياناتهم,
و أنا هنا لا أدافع عن سلطة رام الله أو غيرهم لأنهم سواء كانوا في رام الله أو في غزة فالحال سواء فالكراسي و جمع الأموال هو الهم المشترك و الوحيد لديهم
و أعلمي في النهاية إن الثورة الفلسطينية هي...
عربية الوجه.. فلسطينية القلب... عالمية الامتداد... و إسلامية الوعاء
أن ثورتنا الفلسطينية المعاصرة هي امتداد للثورات الفلسطينية المتعاقبة ابتداءا من المقاومة الفردية في مطلع القرن المنصرم و مرورا بالثورة الفلسطينية الكبرى عام 36 و إن ما أفرزته من رجالات و من قرارات مهدت لانطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة في 1965 كل هذه الأحداث و هؤلاء الشخوص ما هم إلا قيم حضارية و تاريخية راسخة مستنبطة من تاريخنا الموغل في التاريخ و معتمدة على أرقى القيم الإنسانية في التضحية و الإخاء و الإيثار و بذل النفس و التعاون و تضميد جراح الآخرين و النهوض بهم نحو الحرية وصون الكرامة و حقوق الشعب المسلوبة.
بداية هل الثورة الفلسطينية بدأت في احتجاجات 1936 ؟
إذاً أنت يا سيدي لم تطلع على مفهوم الثورة الذي طرحت ..
هي لم تكن ثورة في عام 1936، هي كانت امتداد لاضراب فلسطين الأشهر تاريخياً في خضم الاستعمار الإنجليزي الممهد لإقامة الكيان الصهيوني، ولم تكن مجرد احتجاجات لا معنى لها سوى ترسيخ مفاهيم الرقي الإنساني، حيث من المفيد أن نذكر أن هذه الاحتجاجات كان مصدرها الحركة العمالية التي انبثقت عن الكثير من الحراك النقابي الموجود في تاريخ فلسطين قديماً.
أما عن ما أفرزته من رجالات وكان الأجدى أن تذكر لي مثال واحد، فأنا سأحدثك عن هذه الإنجازات والإفرازات والتي هي مغيبة تماما عن الوعي الفلسطيني والعربي، لن أنكر الشهداء، فهم أسمى مكانة من أن أتحدث عنهم، لكن سأرى ما أفرزته بعين موضوعية، الاقطاع الفلسطيني التاريخي الذي تحكم بالثورة حتى أصبح من التندر القول أنه على لسان الـ " ختيارة " " ضاعت البلاد بالمخاتير والباكوات " هل هذه هي الرجالات الذين تتحدث عنهم ولن أتوانى عن ذكر الدور السلبي الذي لعبه أمين الحسيني وغيره في تاريخي كعربي فلسطيني.
اقتباس:
و من هذا المنبر أنا لا أنكر انحراف ثورتنا المعاصرة عن الخط الذي رسمته و التي عملت جاهدة على تثبيته و جمع التأييد العربي و الدولي له و لا أنكر كذلك التفريطات المتوالية التي لحقت بأيديولوجية الثورة و بلوائحها الداخلية سواء كانت نتيجة ضغوط خارجية بشكل عام و عربية بشكل خاص أو سواء انحراف نفر معين من أصحاب الأجندات الخاصة مما أدى إلى التفافهم على الثورة و جعلها تحيد عن هدفها المنشود و صرف نظر الجماهير عن التناقضات الأساسية و على رأسها دحر العدو الصهيوني ... و جعلنا ننشغل بالتناقضات الثانوية التي لا تسمن و لا تغني من جوع .. و من هنا لا يحق لنا إلقاء اللوم على أسس الثورة و أهدافها و لكننا يجب علينا التنبه و التنبيه و فضح هؤلاء الأشخاص الذين يحاولون التلاعب بمقدرات الثورة.
أنا لا أنكر انحراف الثورة، بالمناسبة من الاسم يتضح بأنني فلسطينية بالتفصيل الممل، لكنني سأتسائل معك بصوت عالي ...
ثورة تبلغ ميزانيتها 5 مليارات في السبعينيات، هل تفسر لي لماذا لم تحرر فلسطين !!!
ثورة منذ إنطلاقها وحتى السبعينيات لم تقنص أكثر من عشرة صهاينة، هل هذه ثورة !!!!
ثورة التزمت بعمليات القشرة واستنكرت تحرير مساحة واسعة من وادي عربة، هل هذه ثورة !!!
ثورة دفنت مفهوم الرجعية العربية وحاربت كل من كتب في هذا الموضوع هل هذه ثورة !!!!
ثورة نزعت عروبة فلسطين هل هذه ثورة !!!
ثورة وظفت نفسها في النهاية لتصافح يد العدو بدماء شهداء الوطن هل هذه ثورة !!!
ثورة تخلت عن الكفاح المسلح وارتضت بالأسر في عملية أوسلو المشؤومة هل هذه ثورة !!
هل مسست المقدسات ؟ لن أتوانى عن ذلك فلست أقل من أن أنتقد، وليست الثورة فعلٌ مقدس لا مساس لامساس هي النتيجة الأخيرة له
اقتباس:
و لقد تعلمنا من تجاربنا بأنه ليس كل ما يُسمع يُصدق و لا تصدق كذلك كل ما ترى... و أن و سائل الإعلام بغض النظر عن أهدافها هي عبارة عن أذرع استخباراتية تهدف إلى زعزعة الأمن ( ناهيك عن أهدافها المعلنة .. حول نقل الحقيقة و كشف المستور و ما إلى ذلك ) و لقد شهدنا في الفترة الأخيرة كيف أسهمت وسائل الإعلام الموجهة إلى خلق أجواء جديدة غير مستقرة في عالمنا العربي خدمة لأجندات مجهولة أو انتقاما من تصرفات هذا الحاكم أو ذاك.
خليني أحكيها بالعامة الفصحى .... ليش مين فينا ما بعرفش هاي الحقيقة بالجزيرة ولا بدونها !!!!!!!!!!!!!!!!!!
وعن أي أجندات تتحدث أنت تهين شعوب بكاملها في كلامك، وللأسف أخالني أعيد صياغة حديث مبارك الأخير حين خون شعبة المليوني بالكامل لأنه " قرف " طول انتظاره بالحل المثالي...
هل الأجندات الخارجية دفعت الشعبين التونسي والمصري لكي يطالبو بكرامتهم، وهل المطالبة بالكرامة لكل هذه الملايين هو فعل محرض عليه!! هل هم مجرد غوغاء لا تصلح حتى للمطالبة بالكرامة !!! عن أي أجندات تتحدث وأي خارج، وهذا الخارج لم يستطع أن يستوعب شيئاً من مقدرات التغيير التي حصلت.
اقتباس:
و أما ما تحدثتي عنه من فلسطنة القضية ما هو إلا أمر مفروض .. و أنا اعني ذلك تماما... لان ما أضحى يُسمى بالهم الفلسطيني بات يقض مضاجع اغلب الساسة و أصبح كذلك عبارة عن بركان أو قنبلة موقوتة تهدد العديد من الكراسي يخشى من انفجارها , لهذا حاول العديد منهم التخلص منها و إيجاد منظومة أو جماعة تتولى التحدث و الدفاع عنها بعيدا عن كياناتهم,
سيدي العزيزي لو أن بك اطلاع حقيقي على تاريخ الثورة، وتاريخ الحركة التحررية في الوطن العربي، لعلمت تمام العلم بأن الفلسطيني العربي ساهم بتحرير اليمن من الإنجليز، ولعلمت أن بدايات الحراك المسلح كانت عربية الوجه، وفلسطنة القضية سأقولها بالعامية
شعب الجبارين
شعب المظاليم
شعب الشهداء
شعب شعب شعب
أما أن نقول أن احتلال فلسطين ماهو إلا تميهداً لخلق بؤرة ومنفذ للتحكم في مقدرات الوطن العربي ككل، وكرامة وحرية المواطن العربي ككل، فنحن لا نقولها اليوم، بل ندعو إلى قرار وطني فلسطيني
بدي أريحك !!! عمرها فلسطين ما بتحرر بايد فلسطينية بحتة
نعود، ونذكر في السبعين نشرت صحيفة هآرتس الصهيونية مقال تدعو للتعامل مع القوى الوطنية في فلسطين، حتى ينشأ قرار وطني فلسطيني
هل تعلم ماذا كان رد الفلسطيني وقتها!!! خرجوا بمظاهرات عارمة في الداخل المحتل والخارج الشتات العربي الفلسطيني كي يقولو لسنا وطنيين بل نحن عرب.