أينما ذهبت وحيثما بحثت، فانك لن تجد مثيلا لنشاز هذه الأفواه الشديدة في تذبذب كلماتها، فهي لا توالي أحدا الا اذا كان الأمر في صالحها، ولكنها ترفضه وتستهجنه وتذمه ولو كان محقا، اذا كان الوضع على غير خاطرها.
كلنا يدرك بأن عامر أخطأ، ولكن لم يكن لعاقل أبدا أن يوافق بأن الحرمان سيصل الى مرحلة سنة كاملة، وذلك فقط لأجل عيون الممثل المبدع، المخادمة.
لكن وكالعادة النادرة في كرتنا الأردنية، فهناك حناجر فيها لا تراعي لحكمها دينا ولا تقيم لنفسها ضميرا، بدت أصوات نفاقها تعلوا، فأصبحت عاشقة ومصدقة وموالية لمن كانت بالأمس القريب تخرجهم عن اطار الوطنية، وذلك اذا ما أخطأ هؤلاء الحكام ولو سهوا في حق ناديهم.
لا أعلم لماذا عندما يتعلق الأمر بالوحدات، يفتقد هؤلاء الى صفات الرجولة، والتي عادة ما تتحلى بالعدل وبالصدق وبكرم الأخلاق.
شفيع الذي ذاد مأخرا وبكل بسالة عن مرمى المنتخب الوطني، وأنقذ وبشهادة الجميع ماء وجه الكرة الأردنية، كل ذلك لم يشفع له ولو بكلمة من الرحمة، وذلك بأن تخفف هذه العقوبة اكراما لعيون الأردن الذي أخلص عامر لأجله.
ولكن يأبى الله الا أن يعري هذه الثلة التي مل الحقد منها لكثرة ما تداولته بين نفوسها، فأن تطلق الصراخ والعويل لأجل الوطنية، ثم تتناسى من خدم الوطن، لأجل زلة، فهذا يدل على حقيقة معدن أخلاقك.
لم ننكر أبدا بأن عامر لم يخطئ، ولكن كل العقلاء وكل الصادقين أقروا بأن مدة العقوبة كانت مجحفة وظالمة، خصوصا أنها بحق من خاض أول لقاء مع الوحدات بعد أن قدم كل ما يملك لأجل وطننا وهذا واجب علينا، ولكن الرحمة هي أساس العدل، وأنتم أيها المتذبذبون أشد قسوة من الحجارة، فهي تتحرك في بعض من الأحيان، ولكن أنى لنفوسكم وحجوركم أن تتق الله تعالى.
اليوم أصبح هؤلاء المتذبذبون عاشقون للاتحاد ولقوانينه، وهذا العشق والله ليس كما يقولون ويكذبون، بأن القانون هو القانون، بل هو الكره البغيض للوحدات ولعامر مع كل ما قدمه للوطن، فقد شاهدوا ما قام به من لمسة هينة وعفوية، وهم في قرارة أنفسهم يدركون بأن العقوبة أكثر وبكثير مما يستحق.
لكن أفواههم وكما هي العادة تصر على تكذيب نفوسهم، ولننتظر الأيام حكما، ان أصدر الاتحاد الذي باتوا يمجدونه عقوبة بحقهم، كيف أنهم سينقلبون عليه، وهذا ببساطة لأن الذبذبة والتلون، هما أساس العدل عند كثير منهم.
هم الآن يعيشون صراعا مع الذات الكاذبة، لأنهم بين خيارين، اما أن ينطقوا ويقولوا بتخفيف العقوبة لأجل مصلحة الكرة الأردنية، وذلك حتى تبقى جاهزية عامر على أهبة الاستعداد لنداء الوطن في أية لحظة، واما أن يطبلوا ويزمروا لها وللاتحاد كرها بالوحدات.
فباعتقادكم أي الخيارين سينجح ويتفوق ويتغلب في نفوسهم
هل نسي الأمير علي ضرب الدرك لجمهور الوحدات وتذكر عقوبة شفيع؟
أين لجنة التحقيق التي شكلها أم أنه تم نسيان الأمر؟
أيهما أهم ضرب جمهور كامل بالآلاف أم ضرب حكم؟
هل نسي الأمير علي ضرب الدرك لجمهور الوحدات وتذكر عقوبة شفيع؟
أين لجنة التحقيق التي شكلها أم أنه تم نسيان الأمر؟
أيهما أهم ضرب جمهور كامل بالآلاف أم ضرب حكم؟