الناطق الإعلامي: وجه المؤسسة ومرآتها - الناطق الإعلامي: وجه المؤسسة ومرآتها - الناطق الإعلامي: وجه المؤسسة ومرآتها - الناطق الإعلامي: وجه المؤسسة ومرآتها - الناطق الإعلامي: وجه المؤسسة ومرآتها
الناطق الإعلامي في أي مؤسسة، خاصة المؤسسات الجماهيرية كالأندية الرياضية، هو الواجهة الرسمية التي تعكس صورة المكان وتمنح المتلقي انطباعاً واضحاً عن طبيعة العمل، مدى الاحترافية، والمؤسسية، بل وتمثل أيضاً نوعية الأشخاص الذين يديرون دفة الإدارة. الناطق الإعلامي ليس مجرد فرد، بل هو مؤسسة بحد ذاته؛ يمثل مجموعة، يشرح، يبرر، يناقش، يطالب، ويدافع... هو المترجم الرسمي لسياسات المؤسسة، والدرع الأول في وجه الشائعات والمغالطات، واليد التي تطرق أبواب الحقوق وتوصل الرسائل للجمهور ووسائل الإعلام.
منصب الناطق الإعلامي ليس شكلياً
الحديث عن غياب الناطق الإعلامي في بعض الفترات يفتح الباب أمام تساؤلات الجماهير: من يصرّح؟ من يشرح؟ ومن يدافع عن حقوق النادي ويظهر موقفه؟ في بعض المؤسسات، ومنها نادي الوحدات، تم التعامل مع هذا المنصب كجزء من "نظام الفزعة" في توزيع الأدوار، حيث طغت المجاملات والتحالفات الانتخابية على معيار الكفاءة والاختصاص. فغالباً ما تذهب المناصب المهمة لمن يملك "القوات المحمولة" ، بينما توزع مناصب أخرى كتوزيع جوائز ترضية، لتكون النتيجة تداخل في الأدوار، وتعدد الأصوات، وغياب الهوية الإعلامية الواضحة.
لا بد من ضبط الدور الإعلامي
حرصاً على المصلحة العامة وسمعة نادي الوحدات، من الواجب أن يتم ضبط التصريحات الإعلامية وفق الآتي:
1. اختيار الناطق الإعلامي بعناية، بناءً على الكفاءة والمؤهلات وليس العلاقات أو الترضيات.
2. حصر التصريحات الرسمية في الشؤون الخاصة بالنادي والحقوق على الناطق الإعلامي فقط، والتشديد على ذلك داخل النادي.
3. تحديد المجالات التي يُسمح بالتصريح فيها لغير الناطق الإعلامي، مثل مدير النشاط أو الرئيس أو حتى اللاعبين، مع وجود ضوابط واضحة.
الناطق الإعلامي... مواصفات لا تُختزل
الناطق الإعلامي لا يجب أن يكون بالضرورة عضو مجلس إدارة أو حتى من الهيئة العامة، بل يمكن أن يكون موظفاً محترفاً بمهمة محددة. ولنجاحه، لا بد أن يتوفر فيه:
إتقان اللغة الفصحى، مع سلامة النحو والصرف، وقدرة على التعبير بلغة واضحة ومؤثرة.
مهارات جسدية وتعبيرية: لغة الجسد، تعابير الوجه، والإيماءات تعزز من قوة الحضور والتأثير.
التعدد اللغوي: إتقان أكثر من لغة ميزة ضرورية خاصة في الأندية ذات الحضور الدولي.
الدبلوماسية وسرعة البديهة: لاحتواء الأسئلة المفاجئة أو المواقف الحرجة.
الخلفية الصحفية أو الإعلامية: خبرة في الصحافة أو دراسة أكاديمية في الإعلام تضيف عمقاً وفهماً لسياق التصريحات.
الهندام الخارجي: لا يُشترط الرفاهية، لكن الأناقة والظهور بمظهر محترم يُعزّز ثقة الجمهور.
الثقافة العامة والخاصة: فهم ما يجري في البلد والمحيط، ومعرفة دقيقة بتاريخ النادي وحاضره ومستقبله.
محمد غنام... نموذج مشرّف
باعتقادي الشخصي، من أفضل من شغل هذا المنصب مؤخراً هو السيد محمد غنام، الذي قدّم نموذجاً ناضجاً ومتزناً في التعامل مع الإعلام. البيان الذي صدر عن نادي الوحدات بعد أزمة قناة رؤيا وصحيفة الدستور، والذي صاغه السيد غنام، كان بمثابة درس في الكياسة الإعلامية، والقدرة على إدارة الأزمة. نتائج هذا البيان كانت مذهلة، من اعتذارات علنية إلى حضور وفود رسمية إلى مقر النادي، وهو إنجاز لم تحققه إدارات عديدة في الربع الأول من هذا القرن.
الخلاصة:
الناطق الإعلامي ليس منصباً بروتوكولياً، بل هو مركز ثقل. من الضروري أن يتمتع بشخصية جامعة، وفكر واعٍ، ولسان فصيح. فإن أحسنّا الاختيار، كسبنا صوتاً مدافعاً وشامخاً يمثل الوحدات وأبناءه خير تمثيل، أما إذا أضعنا هذا الدور، فتحنا الباب للعبث بصورة النادي وتشويهها بلا حسيب أو رقيب.
سلام عليكم
كلام سليم، نحن في عصر الإعلام، والعالم أصبح دار وليس قرية،ومن يتولى هذه المهمة يجب ان يكون ذو قدرات معينة وفهم وإدراك لما حوله وعلى إطلاع على ما يدور حوله، للأسف ترى الرويبضة وأصحاب الأقلام ذات الأجندات الخاصة هم من يتولو هذه المهمة.