"لم نفقد الشغف... بل فقدنا العدالة" - "لم نفقد الشغف... بل فقدنا العدالة" - "لم نفقد الشغف... بل فقدنا العدالة" - "لم نفقد الشغف... بل فقدنا العدالة" - "لم نفقد الشغف... بل فقدنا العدالة"
قبل أعوام، وتحديداً في الموسم الأول من جائحة كورونا، كتبت مقالة في موقع "الوحدات نت"، استشهدت فيها بقصة رواها الشاعر السوري الراحل عمر الفرا، عندما طلب منه الجمهور قصيدة "حمدة" مراراً وتكراراً، ولكن بطريقة مبتذلة جعلته ينفجر غاضباً ويقولها صراحة: "لو كنت أعلم أن الطلب عليها سيكون بهذا الشكل الممجوج، لما كتبتها أصلاً."
وقتها، أسقطنا هذه القصة على واقع الإعلام الرياضي الأردني، الذي كان يطالب بإلحاح وبأسلوب مستفز بإلغاء بطولة الدوري "حرصاً على صحة اللاعبين" كما زعموا، بينما الجميع كان يعلم أن الوحدات حينها كان في قمة انسجامه، يضرب الخصوم الواحد تلو الآخر، فبات الإلغاء طوق نجاة للآخرين.
لكن رغم كل الضغوط، استمر الدوري، وخطفه الوحدات عن جدارة، رغم أن الشغف قد تراجع عند البعض، ليس بسبب الصحة، بل لأن البطولة كانت تميل لـ"الأخضر".
وفي الموسم التالي، تغيرت المعادلة. فُقدت العدالة، وسُرقت البطولة نهاراً جهاراً، بقرارات تحكيمية مجحفة، وبأقلام رياضية تحالفت مع بعضها ضد الوحدات. هل ننسى حين اتُهم جمهور الوحدات بأنهم "دواعش" في قضية "إعلام مأجور – رؤيا ودستور"؟ هل نغفل تصريح الكابتن أسامة قاسم "أنا عملت اللي علي والباقي عليكم"؟ أو هدف خالد الدردور وتصريحه بعد المباراة؟ معظم الرياضيين لم يفقدوا الشغف، لأنهم كانوا يوجهون دفة الدوري كما يشتهون.
لاحقاً، وعندما اقترب الوحدات مجدداً من البطولة، ضغطت إدارة الفيصلي بكل ثقلها لنقل مباراة القطبين من ستاد القويسمة إلى ستاد الحسن، فقط لأن الوحدات أخرجهم من الكأس على أرض القويسمة، بينما تم التغطية على فضيحة ضرب لاعبي معان من جماهير الفيصلي فيما عرف بـ"قضية إبراهيم الرواد"، دون أن يُقال وقتها إن الشغف فُقد.
أما اليوم، وبعد كل ما مررنا به، يخرج علينا أحد مشجعي الفيصلي متهماً إيانا بأننا فقدنا الشغف فقط لأن الوحدات لا ينافس على اللقب، علماً أن مشجعاً للحسين -متصدر الدوري- كتب نفس الشعور الذي نعيشه. الأدهى أن هذا الأخ يبرر الاعتداء السافر على الحكم المصري، بحجة أنه اعترف بخطئه! وهل الخطأ التحكيمي بات مبرراً للانفلات ونحر الروح الرياضية؟
نحن لم نفقد الشغف يوماً، لكننا فقدنا الحد الأدنى من العدالة، والمساواة، والروح الرياضية التي يجب أن تسود بين الجميع، لا أن تكون حكراً على من يمتلك النفوذ.
وأيضاً نعم، فقدنا الشغف للأسباب التي ذكرناها سابقاً في مقالنا الأول... وما زالت قائمة.