متى سنقتل الخوف ... العالم تغير و تونس تحررت و مصر في الأمتار الأخيرة، و نحن لا زلنا نخاف من كلمة حتى لو لم تخرج من أفواهنا، لا زلنا نخنق الأفكار و إن لم تكن أفكارنا، نعطى لخوفنا الحق أن يكبل الآخرين فنكون القاضي و الجلاد والرقيب و المقص.
رضينا أن نكون مومياءات و نفرض على الآخرين خيارنا و ننسى أنهم لم يموتوا بعد لنحنطهم و نلفهم بشاش أبيض لينتموا لمقابر ملأت أرضنا و أن يقبلوا بموتهم حتى و إن كانوا لازالوا أحياء و لو بكلماتهم و أفكارهم، فأنا أسمع نبضها مدوياً و إن كان محاطاً بصمتنا.
الحرية حدودها السماء حتى لو إخترنا أن ننظر إلى الأرض، حتى لو كبلناها بمقصنا ستحلق عالياً ... فلننظر للأعلى فقد مللت من شكل القبور.
رحمك الله يا غسان كنفاني لو عرفت ماذا فعلوا بأم أسعد، المدرسة و الشعب، لمت قهراً ............
مقابر تعتبر نفسها أزلية علماً معلومة فقط لا غير في الإسلام مثلاً المقابر تقلب كل عشرين عام ... فما بالنا بمقابر أقل شأناً من الموت ذاته !!!
مقابر نعم إنها مقابر لأجلنا ولأجل أن نكتفي بأن نتفرج ونصمت ونمارس الصمت بهدوء رومانسي
تعالي انا وانت نصرخ من قبرنا ... علنا نزعج نوم الأموات حولنا و نقطع عليهم رومنسية صمتهم، فمن بين القبور يخرج الطوفان .... عفواً نسيت ذهب صوتك من كثر الصراخ