الذكرى الثالثه لرحيل حكيم الثوره و ضميرها - الذكرى الثالثه لرحيل حكيم الثوره و ضميرها - الذكرى الثالثه لرحيل حكيم الثوره و ضميرها - الذكرى الثالثه لرحيل حكيم الثوره و ضميرها - الذكرى الثالثه لرحيل حكيم الثوره و ضميرها
" في 26/1 - يناير- تحل الذكرى الثالثة لاستشهاد القائد المؤسس لحركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، د . جورج حبش ، ذكرى رحيل القائد الوطني والقومي والاممي الذي افنى عمره في النضال والمواجهة للمشروع الصهيوني والاستعماري، منذ النكبة التي اكتوى بنارها واغتصاب فلسطين في عام1948 حين كان شاباً في مقتبل العمر، لتتحول وتنصهر مسيرته الحياتية والانسانية والنضالية في ميادين المقاومة لاغتصاب فلسطين واقامة دولة الكيان وميادين النضال القومي ومقارعة مشاريع التآمر والتجزأة، والانخراط في النضال من اجل تحرير فلسطين والارض العربية المحتلة ومن اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة، سواء عبر تأسيس حركة القوميين العرب في مطلع الخمسينات والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين غداة هزيمة حرب حزيران عام 1967، وعبر اطر العمل الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية وعبر أطر العمل العربي الثوري اليساري والقومي الديمقراطي".
جورج حبش (2 أغسطس 1926 - 26 يناير 2008)
مناضل فلسطيني ولد في مدينة اللد، يعتبر مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأحد أبرز الشخصيات الوطنية الفلسطينية يلقبه أنصاره بالحكيم (لكل ثورة حكيم ولثورتنا الفلسطينية حكيم واحد وهو جورج حبش)، شغل منصب الأمين العام للجبهة الشعبية حتى عام 2000. وهو المؤسس لحركة القوميين العرب .
نشأته، تعليمه وبداية حياته السياسية
ولد في اللد عام 1926 لعائلة من الروم الأرثوذكس وتعرض للتهجير والترحيل في حرب 1948 من فلسطين وكان يدرس الطب في تلك الفترة في كلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت
بعد النكبة، عاش جورج حبش صراعاً نفسياً حاداً بين إكمال الدراسة، أو التوقف عنها، انتهى بإكمال الدراسة بناءً على إلحاح والدته بشكل خاص، التي كانت تحلم أن تراه طبيباً. - عاد إلى الجامعة، لكن جل تفكيره واهتمامه ومشاعره، انصبت حول المأساة التي حصلت. الحياة السياسية والنضالية: - لقد ترك احتلال القسم الأكبر من فلسطين آثاراً عميقة في تفكير جورج حبش، وكانت مشاعره تتأجج بالغضب والتحدي، وضرورة الرد على ما حصل. - كانت جمعية العروة الوثقى في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1949، منتدى يهتم باللغة والآداب، حولته مجموعة من الشباب، من ضمنهم جورج حبش إلى منتدى للنشاط السياسي والفكري. ومن خلال بعض النشاطات، حاول الشباب العربي الإجابة على أسئلة تفسر ما حصل في فلسطين.. وكيف حصل؟ وما هو الرد؟ - يذكر جورج حبش أنه تم تنظيم سلسلة من الندوات، تحدث بها كبار المتحدثين، ويتذكر منهم الشاعر العربي الكبير عمر أبو ريشة. - كان الشباب العربي في تلك الفترة، يعاني حالة من التمزق والغضب، والبحث عن طريقة للرد. - كانت مشاعر جورج حبش وقناعاته، تتبلور باتجاه أن العنف هو الطريق الوحيد لاسترداد الحق، ومن هنا كان تحركه مع مجموعة صغيرة من الشباب العرب، المتواجدين في سوريا ولبنان والمشرق العربي لتشكيل "كتائب الفداء العربي". - قامت كتائب الفداء العربي ببعض العمليات في ذلك الوقت، وضرب بعض المؤسسات الصهيونية في الوطن العربي. - انكشف تشكيل "كتائب الفداء العربي". - بدأت تتبلور لدى جورج حبش فكرة وأهمية العمل من خلال الجماهير، وبين صفوفها، وهذا ما قاد إلى بداية التفكير بتأسيس حركة القوميين العرب.
وتخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1951 متخصصا في طب الأطفال، بقى في الجامعة الأمريكية معيداً , و في يوم من الأيام تم التخطيط لعمل مظاهرة، فأحيطت الجامعة بالإجراءات الأمنية، وأغلقت أبوابها لمنع المظاهرة. وكانت الطريقة الوحيدة للتحدي والنجاح أن ينزل جورج حبش والشهيد وديع حداد،وغيرهم ويغلقوا الباب بالقوة. - عرفت إدارة الجامعة أن أحد أساتذتها يحرض الطلاب على التظاهر ويخلع باب الجامعة، فبادر جورج حبش وقد استقالته.
- بعد الاستقالة، تم الاتفاق أن يغادر جورج حبش إلى عمان (سقف السيل) لافتتاح عيادة 1952، وبعد فترة يلحق به وديع حداد. - في عمان افتتح جورج حبش عيادة طبية. - أصبح الأردن هو المركز الذي يشرف من خلاله، جورج حبش، على أنوية حركة القوميين العرب، التي بدأت تتشكل في لبنان وسوريا والخليج والعراق. - في الأردن تم التفكير بضرورة شق مجرى للعمل بين الجماهير، من خلال بعض الوسائل وأهمها:
* العيادة المجانية.
* العمل في أحد نوادي الشباب.
* مدرسة لمكافحة الأمية.
* إصدار مجلة أطلق عليها اسم مجلة الرأي.
تابع ... تأسيس الجبهة و بعض المواقف والاراء للحكيم
تابع ... تأسيس الجبهة و بعض المواقف والاراء للحكيم - تابع ... تأسيس الجبهة و بعض المواقف والاراء للحكيم - تابع ... تأسيس الجبهة و بعض المواقف والاراء للحكيم - تابع ... تأسيس الجبهة و بعض المواقف والاراء للحكيم - تابع ... تأسيس الجبهة و بعض المواقف والاراء للحكيم
- تابع جورج حبش، هذه النشاطات في الأردن، بنفس الوقت الذي أشرف فيه على النشاطات الأخرى في لبنان والكويت وسوريا والعراق. - انتقل جورج حبش إلى دمشق ثم غادر إلى الأردن. - وبعد عودته جرت انتخابات نيابية، شارك فيها جورج حبش ومجموعة من أعضاء الحركة وأصدقائها بهدف الاتصال مع حركة الجماهير، وحصل جورج حبش على أصوات أكثر مما كان يتوقع، رغم أنه لم ينجح في الانتخابات.
عمل على تأسيس حركة القوميين العرب التي كان لها دور في نشوء حركات أخرى في الوطن العربي، في عام 1956، عقد المؤتمر التأسيس الأول في الأردن، وتم اختيار اسم حركة القوميين العرب. وحضر المؤتمر مندوبين عن: لبنان، العراق، سوريا، الأردن، الكويت، وفلسطين. - بعد قيام الوحدة بين مصر وسوريا وتصاعد المد الناصري والتفاف الجماهير العربية حول قيادة عبد الناصر، طرح بعض مسؤولي الحركة سؤالاً حول مبرر استمرار وجود الحركة. - جورج حبش مثل وجهة نظر، أكدت على ضرورة وأهمية تنظيم حركة الجماهير عبر إطار سياسي. وأن عبد الناصر يمثل القيادة الرسمية للجماهير العربية، والحركة واجبها تنظيم وتعبئة هذه الجماهير للنضال من أجل تحقيق الشعارات التي رفعها عبد الناصر.
ظل يعمل في مجال دراسته حتى عام 1957، فر بعدها من الأردن إلى العاصمة السورية دمشق وصدرت بحقه عدّة أحكام بين الأعوام 1958 و1963. انتقل بعدها من دمشق إلى بيروت.
- في صيف 1959 تم تأسيس أنوية لحركة القوميين العرب في ليبيا والسودان واليمن بشطريه الشمالي والجنوبي، ومناطق أخرى من الخليج العربي.
وفي العام 1961 تزوج من فتاة مقدسية هي هيلدا حبش، وأنجبا ابنتين. - عام 1961 وقع الانفصال، وانفك عقد الوحدة بين مصر وسوريا. فقامت المظاهرات والتحركات الجماهيرية المطالبة بإعادة الوحدة، وإسقاط الانفصال. ولعبت الحركة دوراً في تحريك الشارع العربي، وبشكل خاص في سوريا. - في هذه الفترة تم اعتقال جورج حبش ثم أفرج عنه.
- عام 1963، حصل انقلاب جاسم علوان في دمشق، والذي كان يستهدف إعادة الوحدة الفورية مع مصر، وكان جورج حبش أحد المتهمين بالتخطيط لهذا الانقلاب. - اختفى جورج حبش لمدة تسعة شهور، غادر بعدها إلى لبنان لقيادة عمل حركة القوميين العرب. - بداية عام 1964، غادر جورج حبش إلى القاهرة، لمقابلة الرئيس عبد الناصر، وتكونت بينهما علاقات صداقة ومودة. - طرح جورج حبش على الراحل الكبير عبد الناصر، موضوع الكفاح المسلح في جنوب اليمن، والكفاح المسلح في فلسطين، ودار نقاش طويل حول الموضوعين كانت نتيجته بدء الكفاح المسلح في جنوب اليمن الذي انتهى بطرد القوات البريطانية، وكذلك الاتفاق على بدء الإعداد للكفاح المسلح الفلسطيني على أن تتم عملية التنفيذ في اللحظة المناسبة
بعد خروجه من الأردن ركز جهوده نحو القضية الفلسطينية، ولعب دورا في تبني الثورة الفلسطينية للفكر الماركسي اللينيني
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
في ديسمبر من العام 1967 أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع وديع حداد وأبوعلي مصطفى الزبري وآخرون حيث شغل منصب أمينها العام. وقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على تبني المباديء اللينينية، بعد استغناء جمال عبد الناصر عنها واعادة برمجة دعمه لعرفات.
روج حبش في إطار قيادته للجبهة الشعبية للأعمال المثيرة والتي أخذ بعضها شكل عمليات اختطاف طائرات إسرائيلية وتفجير لبعض خطوط النفط والغاز وهجمات على السفارات الإسرائيلية في عدة عواصم غربية، وكان أبرز العمليات خطف طائرات في الأردن عام سبعين، إبان حرب أيلول الأسود بين الفدائيين والجيش الأردني. بعد أحداث أيلول الأسود، انتقل حبش إلى لبنان كغيره من الشخصيات الفلسطينية في العمل النضالي في تلك الفترة، وخرج منها عام 1982 ليستقر في دمشق.
ظل حبش في موقعه أمينا عاما للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حتى العام 2000، حيث ترك موقعه طوعا وخلفه في هذا الموقع مصطفى الزبري المعروف بأبو علي مصطفى والذي قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باغتياله في 27 آب 2001.
تخلى حبش عن منصبه كأمين عام للجبهة في العام 2000. وقال عن تخليه عن السلطة إنه جاء من منطلق الديمقراطية "ايماناً مني بإفساح المجال لقادة غرسوا في النضال، وقناعة مني بأن الجبهة الشعبية لديها القدرة على خلق القيادات". تميز حبش في تنحيه عن الأمانة عن معظم القادة العرب والفلسطينيين الذين تمسكوا بمناصبهم حتى النفس الأخير.
مواقف وآراء خاصة بالراحل جورج حبش
- "هزيمة حزيران 1967 ليست مجرد نكسة عسكرية، إنها هزيمة أوضاع عربية وهزيمة أنظمة عسكرية وهزيمة بنية معينة للحركة الوطنية العربية". (الهدف 9/6/1970)
- "سياسة الأنظمة المستسلمة ستفرز حركات تحرر وطنية جديدة وجذرية، وواجب الثورة الفلسطينية هو التحالف مع هذه القوى وليس مع الأنظمة المنهارة". (الهدف 3/8/1974)
- "إعلان إنهاء الحرب مع إسرائيل خيانة صارخة ومنظمة التحرير الفلسطينية سارت في الخط السعودي - المصري". (النهار 26/10/1974)
- "إذا كانت سوريا تعمل من أجل الحصول على بعض المساندة للدخول في التسوية فإن الجماهير ستلعن النظام السوري كما تلعن الآن النظام المصري". (10/9/1975)
- "منظمة التحرير وجبهة الرفض متحدتان في المعركة في لبنان، ووجود الفلسطينيين في لبنان لم يؤثر في سيادة البلد". (22/1/1976)
- "ليست لنا أية علاقة بالقرار 425 وهو لا يخصنا كثورة". (إلى الإمام 16/6/1978)
- "نلتقي مع سوريا على محاربة نهج السادات" جاء ذلك في تصريح في أول زيارة له إلى دمشق منذ عشر سنوات". (النهار 22/9/1978)
- الخط السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية مهد الطريق ووفر الغطاء للسادات". (10/5/1979)
- "بما أن السادات وعد الشعب المصري بالرفاهية وربط ذلك باستسلام مصر وبالتعاون الاقتصادي مع إسرائيل لذا يجب نزع هذه الأوهام... يجب وضع مصر في المستوى نفسه الذي نضع فيه إسرائيل والولايات المتحدة". (أفريكازي 14/5/1979)
- "لا للدولة الفلسطينية إذا كانت ستقوم وثمنها استمرار بقاء إسرائيل". (الأنباء 14/6/1979)
- أسجل تأييدنا المطلق للخميني من زاوية عدائه للامبريالية والصهيونية. ولكن لننتظر التجربة". ("السفير" 9/7/1979)
- "إن أي نظام عربي يحيك الدسائس والمؤامرات ضد الثورة الإسلامية في إيران هو خائن خارج على إرادة الشعب العربي". (1980)
- "إن معركة بيروت أثبتت أن شعبنا الفلسطيني واللبناني وجماهيرنا العربية تختزن من الطاقات ما يكفي لدحر الهجمة الأميركية الشرسة". (16/12/1982)
- "العمل الفلسطيني في سوريا لا يمكن أن يكون على ما كان عليه في لبنان، لأن أمن سوريا هام". (المستقبل 13/8/1983)
- "نرفض العودة المسلحة إلى لبنان بالأخطاء والتجاوزات السابقة. إذ إن أي وجود فلسطيني مسلح يجب ان يكون تحت إمرة القوى الوطنية اللبنانية". (26/2/1984)
- "إن هذا الذي يجري في بيروت (الحرب على المخيمات) على يد قوات حركة "أمل" لا يمكن ان يكون قد تم بدون ضوء أخضر سوري". (الرأي العام 11/6/1985)
- وجودنا المسلح وحقنا في قتال إسرائيل مطلبنا الوحيد في لبنان. (الشراع 21/4/1986)
- "نرفض وقف المعركة ضد إسرائيل من أجل حماية جنوب لبنان". (النهار العربي والدولي 26/1/1987)
- "من حقنا ان نقاتل إسرائيل من الحدود العربية كلها وسنناضل لفتحها أمامنا". (الأسبوع العربي 15/2/1988)
- "إن هجرة اليهود تضع الأمة العربية شعوبا وحكومات أمام تحد كبير وخطير يستوجب خطوات تتناسب وأبعاده، وأناشد الرئيس السوفياتي وقف هجرة اليهود السوفيات إلى الأراضي المحتلة". (الحياة 9/4/1990)
- "إن خطوة اتفاق غزة - أريحا تفوق نتائج معاهدة كامب دايفيد". (النهار 18/12/1993)
- "كارلوس مناضل أممي التحق بصفوف الجبهة من منطلق قناعاته الثورية وشعبنا سيحفظ له هذا الجميل ولكل المناضلين الشرفاء من أمثاله، وتهمة الإرهاب لا تخيفنا". (الوسط 21/11/1994)
- "على الفلسطينيين ألا يتدخلوا في الشؤون الداخلية اللبنانية وفي هذه المرحلة لا كفاح مسلحا فلسطينيا من لبنان نريد دعما لنضالنا المسلح من أجل العودة". (السفير 28/7/1999)
- قال في بيان أصدره في 17/1/2002 إن اعتقال أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية
يشكل فاتحة لخطوات أخرى تستهدف ترويض منظمة التحرير الفلسطينية كائتلاف وطني، وستقود تدريجيا لإجهاض الانتفاضة.
تابع ... موقفه من اوسلو و دوره في ابراز حقوق المرأة
تابع ... موقفه من اوسلو و دوره في ابراز حقوق المرأة - تابع ... موقفه من اوسلو و دوره في ابراز حقوق المرأة - تابع ... موقفه من اوسلو و دوره في ابراز حقوق المرأة - تابع ... موقفه من اوسلو و دوره في ابراز حقوق المرأة - تابع ... موقفه من اوسلو و دوره في ابراز حقوق المرأة
موقفه من إتفاقيات أوسلو
يعد حبش من ألد المعارضين للاتفاقيات المبرمة بين الفلسطينيين وإسرائيل فيما يعرف بإتفاق أوسلو وقد أبقى الخلاف دون أن يصيب الدم الفلسطيني أو يشرذم المجتمع الفلسطيني عبر انقسامات وحروب اهلية. وكان حبش يرى أن الحلول المنفردة للأطراف المتنازعة مع إسرائيل شيء مرفوض، ورأى أن نتائج أوسلو رجحت لمصلحة إسرائيل بشكل حاسم، وظل حبش رافضا لتقديم طلب إلى إسرائيل للعودة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة حتى وفاته.
جورج حبش النصير الأبرز لحقوق المرأة
للراحل الكبير الدكتور جورج حبش تاريخ حافل بالنضال القومي والوطني، وقد خاض القائد الكبير معارك مختلفة على غير صعيد، وكان أهمها تلك المعارك التي يتصدى فيها لقضايا اجتماعية تتعلق بالمنهج التقدمي الإنساني الذي رسمه ليس فقط للجبهة الشعبية بل ولكل الشعب الفلسطيني، فقد حملت أفكاره النيرة مضامين عميقة تتعلق بالفقراء والطبقات الكادحة والعدالة وغير ذلك من الأفكار الداعية لغد أفضل ولمجتمع أكثر انفتاحاً وأكثر عصرية، بالإضافة لكل فكره السياسي شديد الوضوح تجاه قضيته الوطنية وضرورة تحرير فلسطين من البحر إلى النهر وإمكانية العيش المشترك في دولة اشتراكية ديمقراطية تعطي حقوق متساوية بين المواطنين سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين أم يهود، كما كان شديد الولاء لأفكار المساواة بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالمسؤولية تجاه تقدم المجتمع وحصول المرأة على حقوقها كاملة في ممارسة النشاط بكل صوره السياسية والاجتماعية.
إن المتتبع لممارسة الدكتور عن قرب وفي علاقته بالمرأة ومفهومه عن الشراكة يعرف إلى أي مدى كان الراحل الكبير مدركاً وبنظرة عميقة أهمية منح النساء فرصتهن في التعبير عن النفس كما القيام بكل النشاطات المرتبطة بالقضية الوطنية على وجه الخصوص.
كان الحكيم يعرف الظلم المزدوج الذي يقع على كاهل المرأة الفلسطينية ويتحدث في هذا ويوجه إلى كيفية التخلص من عقلية الذكورة الفوقية تجاه الزوجة والأخت والابنة وكذلك تجاه الرفيقات اللواتي بذل الرجل جهداً كبيراً لتتبوأ المرأة في الجبهة مكانتها المفترضة سواء في الهيئات القيادية للجبهة أو في مؤسسات العمل الاجتماعي.
كان فقيدنا الغالي يحترم موقع المرأة وحقوقها بشكل ملفت وقد عكس ذلك نفسه في جملة من التوجيهات والمفاهيم والقرارات، كما أن النظام الداخلي للجبهة الشعبية التي أسسها يتناول موضوع المرأة والنظرة إليها واعتبار هذه المسألة، أي النظرة للمرأة وحقوقها أحد معايير التقييم لأي رفيق. كانت الجبهة وبفضل تقدميتها على هذا الصعيد وتوجيهات جورج حبش تمنع الزواج من سيدتين باستثناء الحالات الإنسانية الاضطرارية. وكانت تتدخل في الكثير من الأحيان وبتوجيهات الأمين العام الحكيم لإصلاح الأمور فيما يخص العلاقات الأسرية داخل الجبهة وبما يرفع الحيف عن الزوجات.
فيما يتعلق بمنح المرأة المناضلة فرصتها في تولي المسؤوليات القيادية فقد كان طليعياً بشكل ملفت وله وجهة نظر في المسألة تنم عن انحياز كامل لمصلحة منح الرفيقات كامل الفرصة ولعل هذه التربية الفكرية والحزبية هي التي قادت لوجود نسبة جيدة في هذه الهيئات من النساء. إن وجود رفيقتين في المكتب السياسي للجبهة ووجود أسماء نسائية لامعة في تاريخها القديم والحالي يؤكد ما قلناه حول موقف المؤسس القائد جورج حبش.
إن مظاهر الاحترام الكبير الذي يكنه الدكتور جورج حبش للمرأة ودورها وقناعته بمشاركتها الكاملة للرجل كانت تتجلى بوضوح في حرصه الدائم على تشجيع أي نشاط نسوي والحرص على حضور هذه الأنشطة وفي مقدمها عيد المرأة العالمي الذي كان يوماً للتواصل بينه وبين منظمة المرأة التابعة للجبهة كما تفقد الروضات والمكاتب النسوية وكل المؤسسات التي تعنى بشؤون المرأة. إن المظهر الأوضح وان أخذ شكل العلاقة الزوجية بينه وبين قرينته السيدة هيلدا حبش هو ذلك الحنو الكبير والطيبة والاحترام الذي يكنه لها والطريقة الحضارية الراقية التي كان يعاملها بها وهي والحق نموذج جميل للعلاقات الزوجية المفترضة وأنا أقول ما أقول ليس من خلال سماعي فقط بل من خلال الاحتكاك المباشر والرؤية العينية حيث عملت ممثلاً ومعتمداً للجبهة في سوريا لسنوات طويلة كنت فيها على تماس مع الراحل الكبير وبالقرب منه.
إن أهمية دور الحكيم فيما يخص النساء وحقوقهن لم تكن تتعلق فقط بتقديم النموذج لدى جورج حبش الإنسان وفي حياته الخاصة أو تعامله داخل الجبهة الشعبية، بل كان لاطروحاته الفكرية وتوجيهاته بهذا الخصوص، كما للتعليمات الصارمة والنصوص المحددة في هذا المجال.
كان الرجل طليعياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى بهذا الصدد وكان موضع حب وتقدير من كل الرفيقات على هذه الخلفية بالإضافة لكل المواصفات الأخرى وهي والحق كثيرة ولا يمكن حصرها في عنوان أو حتى عشرة عناوين.
كان له ابنتان وهما متزوجتان وله منهما أحفاد ويصبح مشروعاً الحديث عن ديمقراطيته في هذا الأمر حيث كان لهما الخيار الأول والأخير في اختيار الشريك، وقد يكون هذا عند معظم الآباء لكنه متميز عند الحكيم بعلاقته الحانية على بنتيه وحرصه رغم مشغولياته وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه على إدامة صلة رائعة وطيبة وتعطي نموذجاً محترماً للأب الذي يقدر بناته وأزواجهن ويحرص على إنجاح حياتهن بشكل كبير.
كان الحكيم يعرف حجم المعاناة التي تتحملها المرأة الفلسطينية على وجه الخصوص كما أسلفنا وكان شديد التعاطف معها وعلى الأخص نساء المناضلين المتفرغين للعمل الوطني والعسكري وكان يشعر بمعاناتهن ولذلك كان يسأل كل من يقابل من الرفاق عن أوضاعه الأسرية وعن بيته واستقرار أموره مع عائلته وزوجته، كما كان يراعي ذلك في لوائح الجبهة وقوانينها الداخلية.
لقد فقدت المرأة الفلسطينية برحيل القلب الكبير والرجل الذي مثل القائد الديمقراطي المتميز، فقدت نصيراً قلما تستطيع تعويضه، وأنا على يقين بأن أحزان الرفيقات في الجبهة وخارجها برحيله هي كبيرة وعظيمة كبر الرجل وعظمته. لا يعرف الكثيرون عن الحكيم حساسيته الشديدة تجاه زوجات الشهداء وبناتهم، فقد كان لا يستطيع أن يمنع دموعه من الانهمار بمجرد رؤية هؤلاء وكان بعض الرفاق يحرص على عدم إعطاء فرصة لبعض هؤلاء لرؤية الحكيم حرصاً على صحته لهذا السبب على وجه الخصوص، وكم يكون غاضبا عندما يعرف أن هناك زوجة شهيد أو ابنته في حاجة لشيء ما وأن هناك تقصير بحقهن، كان يوجه بكل الحزم وأحياناً بالبكاء حول ضرورة إكرامهن وتلبية حاجاتهن بطريقة كريمة ومحترمة.
شكرا لمروركم اخواني و المشاركه
وشكرا لكل من شاهد الموضوع
المناضل جورج حبش افنا حياته فداءا للوطن
و نحن كرفاق للحكيم علينا ان نخلد ذكراه المجيده
احتراما واجلال لتضحياته و نضاله لتحرير الارض و تعميم الوحده الفلسطينيه و العربيه
ستبقى رفيقي خالدا فينا حيا لا تموت فكيف يموت ضمير الثوره و حكيمها
تابع ... وفاة حكيم الثوره - تابع ... وفاة حكيم الثوره - تابع ... وفاة حكيم الثوره - تابع ... وفاة حكيم الثوره - تابع ... وفاة حكيم الثوره
السنوات الأخيرة وفاته
منذ العام 2003 إتخذ حبش من الأردن مكانا لإقامته وذلك بعد مشاكل صحية عانى منها، وفي 26 يناير 2008 توفي في العاصمة الأردنية عمّان بسبب جلطة قلبية، وذكرت تقارير أخرى أنه توفي بسرطان البروستات، ولكن السفير الفلسطيني في الأردن عطا الله خيري أكد أن سبب الوفاة كان "جلطة". وكان حبش قد أدخل مستشفى الأردن بالعاصمة الأردنية أسبوعا قبل وفاته عقب تدهور صحته، ودفن في عمان.
إسرائيل: لماذا لم يغتله الموساد؟
تناولت الصحف الإسرائيلية وفاة جورج حبش من زاوية فشل الموساد الإسرائيلي في تقدير حالته الصحية وتوقع وفاته، رغم أنه كان هدفا لهذا الجهاز ألاستخباري على مدى سنوات. وتساءلت الصحافة عن دور الموساد في تعقب حبش، ولماذا لم يعجل بوصوله إلى "الجحيم". وقال موقع "معاريف" الإلكتروني إن الدكتور حبش الذي توفي عن عمر ناهز 82 عاما نفذ خلالها أكثر العمليات العسكرية دموية على غرار ما شهده مطار بن غوريون عام 1972 واغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي، سيذكره التاريخ كأكثر "الإرهابيين قسوة في تاريخ الصراع". وحاول الموساد الإسرائيلي عام 1973 اختطاف حبش حين اعترضت مقاتلات إسرائيلية طائرة مدنية عراقية وأجبرتها على الهبوط في مطار بن غوريون، ومن ثم سمحت لها بالإقلاع والمغادرة بعد أن تبين خطأ المعلومات الاستخبارية، وان الدكتور حبش لم يكن على متنها. واعتبرت "معاريف" أن الموساد الإسرائيلي فقد أيام مجده، وضربت مثلا على وفاة حبش طبيعياً
كلمات ثوريه لابو الميسا - كلمات ثوريه لابو الميسا - كلمات ثوريه لابو الميسا - كلمات ثوريه لابو الميسا - كلمات ثوريه لابو الميسا
قوال مأثورة للحكيم جورج حبش
أنا إسلاميّ التربية, مسيحيّ الديانة, اشتراكيّ الانتماء
أنا ماركسي ، يساري الثقافة ، والتراث الاسلامي جزء أصيل في بنيتي الفكرية والنفسية . أنا معني بالاسلام بقدر اعتناء أي حركه سياسية اسلاميه . كما أن القوميه العربية مكون أصيل من مكوناتي ….. أنني في حالة انسجام مع قوميتي ومسيحيتي وثقافتي الاسلاميه وماركسيتي التقدميه
نحن لا نبريء كل من لا يرفع إصبع الاتهام في وجه مضطهدي الشعوب
يجب علينا أن نخلق هانوي العرب.
ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة.
رفاقنا الحقيقيون هناك في سجون العدو وعندما يخرجون سوف ترون ذلك.
ان الشعب الفلسطيني لا يقبل الانتظار عشرين سنة أو سنة واحدة حتى تتقدم الجيوش العربية لتحرير تل أبيب.......ان الجماهير الفلسطينية ستجد الدعم من مئة مليون عربي.
إن الرصاصة التي أصابت قلب جنحو والقاضي والأسمر ستصيب قلب التسوية.
و من اقوال الحكيم - و من اقوال الحكيم - و من اقوال الحكيم - و من اقوال الحكيم - و من اقوال الحكيم
لا تستوحشوا طريق الحق لقلة السائرين فيه
لقد غادرت الوطن للدراسة في بيروت لأجل الارتقاء، وكلّي أمل وإصرار على العودة إليه حاملاً معي آمالي وأحلامي وعزمي لأكمل مشواري بين أحضان وطني .. وفي لحظة تاريخية فارقة لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي.. افتقدت هذا الوطن..!! افتقدت كياني.. وغار الجرح عميقاً في كل جسدي.. إنها اللحظة الأصعب في حياتي التي حولتني من إنسان عاشق لوطنٍ وحياة إلى سياسي يبحث عن وطن.. وحياة أفضل، ذلك هو السر الذي دفعني إلى أن أوظف كل سنوات عمري لأجل استعادة هذا الوطن. وأستعيد معه كل أحلامي وآمالي
إن أهم ما يمكن أن أنقله للأجيال الصاعدة هو خلاصة تجربتي، وما احتوته من دروس، سواء كانت دروس الإخفاق أو دروس النجاح، عليهم أن ينطلقوا من حيث وصلنا، لا لتكرار تجربتنا وإنما بالاستناد إلى دروسها الثمينة كونها دروساً دُفعت أثمانها تضحيات ودماء غالية وعزيزة، وان يجتهدوا ويجاهدوا لتخطي إخفاقاتنا وأسبابها، وهذا مشروط بامتلاك الوعي والعلم والمعرفة كأدوات من دونها يستحيل التقدم، وان يملكوا الثقة بالذات، وبالمستقبل وبأن الهزائم لا تعني المساس بأهدافنا، فهي صحيحة وعلمية وعادلة وإنسانية إلى أبعد حد.
- إن المهمات كبرى والتحديات جسيمة، وعلى شبابنا أن يشحذ عقله ويشمر عن ساعده ويندفع للعمل، عليه أن يتخطى أخطار التهميش والاستلاب والاغتراب، وان ينمّي روح التمرد الايجابي وتخطي نفسية الخضوع، وان يجاهد لتحرير المرأة من كل ما يعوق تقدمها ويحد من مبادرتها وإبداعها، وان يربط دائماً بين أصالته وضرورة امتلاك الحداثة وعدم وضعها في مواجهة مميتة، وان يجيد الإنتاج ليصبح جديراً بالاستهلاك، إنتاج الفكر والمعرفة والحضارة، والإنتاج المادي بمختلف ميادينه، وآمل ضمن هذا السياق، ألا يشكل فشل الأحزاب وقساوة الهزائم قوة تدمير لروح الانتظام والانتماء لدى شبابنا، فلا مجال للتقدم ومضاعفة الفعل من دون الانتظام الواسع ضمن أحزاب ومؤسسات ونقابات وجمعيات ونواد، للارتقاء بالانتظام الاجتماعي إلى مستوى التوحيد الشامل للطاقات، وتقليص هدرها وتوجيهها ضمن رؤية إستراتيجية شاملة.
- إنني على ثقة بأن أجيال شبابنا الصاعدة والمتتالية لن تحتاج إلى من يلقّنها ما يجب أن تفعله، فليس من حق أحد، فرداً أو حزباً، أن يصادر حقها في تحديد طموحاتها وأهدافها مسبقاً، هذه حقيقة، لكن تقف إلى جانبها حقيقة لا تقل أهمية، وهي أن حياة الأمم والشعوب وتاريخها ومستقبلها ليست سلسلة مفككة لا يربطها رابط، إنما هي عملية تراكمية متواصلة، ومن لا يدرك تاريخه ويعيه لن يستطيع إدراك حاضره، وبالتالي مستقبله
احدى المقالات التي تحدث كتابها عن حياة ابو الميسا...
احدى المقالات التي تحدث كتابها عن حياة ابو الميسا... - احدى المقالات التي تحدث كتابها عن حياة ابو الميسا... - احدى المقالات التي تحدث كتابها عن حياة ابو الميسا... - احدى المقالات التي تحدث كتابها عن حياة ابو الميسا... - احدى المقالات التي تحدث كتابها عن حياة ابو الميسا...
ابراهيم درويش
26/01/2010
في سؤال للفرنسي جون مالبرينو للمناضل الفلسطيني جورج حبش (1925 2008) عما حققه المناضل خلال خمسين عاما او يزيد من النضال، اجاب الزعيم المعروف بـ 'الحكيم ': من حين الى آخر، استيقظ خلال الليل وانا افكر ما الذي تم تحقيقه خلال تلك السنوات الستين المنصرمة على صعيد الكفاح المسلح، استعادة الارض، قيام الدولة عودة اللاجئين؟ ما الذي حققناه من مكتسبات بالقياس الى هذه الشعارات التي رفعت عند انطلاق المسيرة؟ فعلى الرغم من مرور ستين عاما من التضحيات الجسيمة ووضع القضية الفلسطينية على خارطة العالم وتقديم عشرات الالاف من الشهداء، لم نحقق اهدافنا الوطنية بعد. لكنني اشعر باعتزاز لمشاركتي الفاعلة في تحرير اليمن الجنوبي بالقدر نفسه من التفاني في نضالي من اجل القضية الفلسطينية'. وفي اخر المقابلات التي نشرت بالفرنسية وصدرت ترجمتها العربية العام الماضي يقول المناضل الكبير ان اعترافاً اسرائيلياً بحق العودة للفلسطينيين كما تطالب منظمة التحرير الفلسطينية' لا يكفي، فانا مع عودة كل فلسطيني الى المكان الذي جاء منه بما في ذلك الى اراضي الـ 48. انا اريد العودة الى اللد، المدينة التي ولدت فيها، لقد قام الاسرائيليون منذ بعض الوقت بتدمير منزلي لمحو الرمز التاريخي الذي مثله ذلك المكان. فالاعتراف دون العودة الفعلية لا يكفيني'. ومع ان 'الحكيم' كان يعرف قبل وفاته، وربما ظل واعياً بالحقيقة لو بقي بيننا اليوم، ان اسرائيل لن تقبل هذه الشروط لكنه كمناضل آمن طوال حياته بمبادئه، عاشها وقاتل من اجلها يرى ان ما يملكه الفلسطينيون لا تملكه اسرائيل، الزمن. صحيح فموازين القوى يمكن ان تتغير في المستقبل و 'عندما تصبح المعايير الدولية ملائمة بالنسبة الينا سيكون بامكاننا ان نصر على تحصيل الاعتراف بحق العودة. انا مع دولة ديمقراطية وتعايش سلمي بين اليهود والفلسطينيين ، تلك هي فلسفتي. وسأواصل النضال حتى النفس الاخير من اجل تحقيق هذا المثال'.
قطعة حية من التاريخ
نتذكر كلمات الحكيم ورحلته في تاريخ فلسطين كما نتذكر رحلة الشهداء والقادة ممن كرسوا حياتهم لها وضحوا من اجلها. وفي قصة من قصص الشهداء والقادة نقرأ قطعة حية من تاريخ هذا الوطن الذي يقاوم زمن الاختفاء والمحو. ومذكرات جورج حبش والتي جاءت على شكل مقابلات تمنحنا الفرصة للدخول في صميم تجربته منذ ان ترك فلسطين (1944) طالبا للدراسة بالجامعة الامريكية، الطب، ثم العودة اليها عبر الاردن والضفة الغربية ليسجل لنا اقوى شهادة عن سقوط مدينته اللد عام 1948 وتشريد اهلها وفظائع العصابات الصهيونية التي قتلت الرجال والنساء وسرقت حليهن. وعن طريق الجلجلة الذي ساره الفلسطينيون اياما دون ماء هربا من جحيم ما حدث في مدينتهم. يقول حبش ان اهل مدينة اللد التي سقطت في تموز (يوليو) 1948 لم يكونوا يتصورون انهم يقتلعون من ارضهم ووطنهم ومن حدائق الصبار والجميز. ويتذكر صرخات الجنود اليهود في ذلك اليوم المحزن وهم يقولون للفلسطينيين 'اذهبوا الى الملك عبدالله انه مسؤول عنكم'. مع سقوط اللد وجدت عائلة جورج نفسها لاجئة مع ان العديد من العائلات دفنت مقتنياتها الثمينة على امل العودة السريعة. تمنح قراءة ذكريات 'الحكيم' قارئها صورة عن المناضل الرومانسي الذي لم يدع رومانسية الثائر تقف امام فهمه للواقع وحركته. ومعها نقرأ تمسكا بالمبادىء حتى النهاية ورفض كل اشكال التنازل ودعم خيار المقاومة حتى لو تعارضت الرؤى الايديولوجية ما دام الطريق يقود الى فلسطين.
العروبة اولا
بدأ جورج حبش عروبيا وحدويا، واسس مع رفاق اخرين حركة القوميين العرب ووجد ان تكريسه لحلم العروبة يقف امام مشاركته الفاعلة في العمل الفلسطيني وبين وحدويته وفلسطينيته آمن بالخيار الايديولوجي الماركسي كطريق للتحرير. وما يهم في رحلة 'الحكيم' هو حرصه الدائم على وحدة الصف الفلسطيني وتجنبه الدخول بمعارك الاشقاء والتزام ادبيات الخلاف. وفي نهاية المذكرات تنتصر رومانسية الثائر الحالم الديمقراطي على خط المساومة والتسوية القائمة على الثوابت الفلسطينية. ومن قال ان الثورات لا تبدأ بالاحلام ولا تنتهي الا بتحقيق الحلم وهذا الشعور هو الذي يرافق قارئ رحلة 'الحكيم' الذي اكد على طهورية الثائر. وفي داخلها تبرز صورة انسانية له خاصة في ولائه لزوجته هيلدا واعترافه بكفاحها وصمودها معه في كل الازمات وانقاذها لحياته عندما اصابته اول نوبة قلبية.
الحزن على رفاق الطريق
وفي المذكرات ايضا حزن والم على فقدان رفاق الطريق من الشهداء الذين اعطوا وقدموا ارواحهم من اجل القضية وشهادته في محمد الاسمر (غيفارا غزة) مهمة لانها تعيد التذكير بحكاية الثائر الذي دوخ جيش اسرائيل وقائده موشي ديان قبل ان يموت في معركة مفتوحة بغزة عام 1973. ونفس الامر يقال عن وديع حداد، الذي ارتبط اسمه بعمليات خطف الطائرات ويقدم فيه شهادة تؤكد على انسانية حداد وتكريسه حياته للقضية وعمله الدائب ليل نهار حتى سممته الموساد. وكذا شهادته في غسان كنفاني الذي اكد على اهمية البعد الشخصي في العلاقة مثلما فعل مع حداد اضافة لاعترافه بأهمية التراث الفكري والادبي الذي قدمه كنفاني واصداره 'الهدف' التي اصبحت الناطق باسم الجبهة الشعبية. وفي احيان اخرى نقرأ نوعا من الخيبة والحزن خاصة عندما اشار الى كتابة التاريخ المنقوصة، حيث اشار الى انه عندما قام هاني الهندي وهو من مؤسسي حركة القوميين بكتابة تاريخ الحركة بدون الرجوع اليه على الرغم من مرجعيته التاريخية للحركة التي قامت بعد نكبة فلسطين ورفعت شعار 'وحدة، ثأر، تحرر' وكان المفكر القومي العربي قسطنطين زريق الاب الروحي للحركة التي قامت على فكرة وجود علاقة ديالكتيكية بين الوحدة وتحرير فلسطين، ولكن هذه النظرة ستتغير عندما وضع هذا الايمان موضع التطبيق اذ وجد المناضل نفسه في ميدان التناقضات العربية من اليمن الى ظفار والجزير ولكن هذا الطريق وان قاده مرة اخرى للميدان الفلسطيني الذي بدأ منه مناضلا وللجماهير التي كانت تؤم عيادته في عمان الا ان الطريق في الميدان الفلسطيني كان مليئا بالتناقضات والمعارك التي قاتل فيها حبش دفاعا عن مبادئه وطهورية الثائر ودفاعا عن وحدة الهدف والمشروع الفلسطيني، فحبش كما يخبرنا ان ما ميز خط حركته الثوري عن بقية الاطر الفلسطينية خاصة فتح هو الاطار الفكري الذي كانت تفتقده فتح. ويدافع عن خطف الطائرات التي جاءت كمحاولة لمواجهة العدو الصهيوني الذي كان يرد كلما تسلل الفدائيون لفلسطين باجراءات امنية مشددة ومن هنا جاء خطف الطائرات جزءا من وضع القضية على خريطة العالم وضرب المصالح الامبريالية والصهيونية.
يتبع ....