شبهات حول فكر سيد قطب رحمه الله - شبهات حول فكر سيد قطب رحمه الله - شبهات حول فكر سيد قطب رحمه الله - شبهات حول فكر سيد قطب رحمه الله - شبهات حول فكر سيد قطب رحمه الله
شبهات حول فكر سيد قطب رحمه الله
د. محمد ابو صعيليك
نتيجة لنقد الدارسين لفكر الأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى، ومناقشتهم له، وردودهم عليه، واعتراضاتهم على بعض أفكاره وطروحاته، سواء منهم الموافق والمخالف، والعدو والصديق، ومن هو من مدرسته، ومن هو من خارجها، فقد أحدث هذا النقد عند الدارسين شبهات حول فكر الأستاذ سيد قطب رحمه الله، وقد ساهمت تلك الشبهات في تشويه صورة الرجل عند بعض الدارسين، والتشويش على أفكاره في بعض الأحيان، وأحدثت نوعاً من التشنج في النظر الى كتب الرجل وأفكاره، فكان أن ظُلم الرجل بغير حق، وأسيء إليه بلا جريرة ولا ذنب، فأوجب هذا السؤال عند الدارسين، والباحثين وطلبة العلم، والمثقفين بل الدعاة الحريصين على الدعوة إلى الله تعالى بشتى مدارسها واختلاف مناهجها، فاقتضى هذا الرد على تلك الشبهات، فكان أن قام بالدفاع عن فكر الأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى علماء أعلام، والناظر في ردود هؤلاء الكتاب؛ يجد أنها لم تستوعب هذه الشبه، بل ركز كل منهم على بعض الشبه، وترك البعض الآخر، فاقتضى المقام أن تجمع تلك الشبه الواردة على فكر الأستاذ سيد قطب في صعيد واحد، ونقوم بالرد عليها، مستنيرين بردود ودفاع أولئك المدافعين عن فكر الأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى، مع الزيادة عليها ما أمكن، خاصة وأنني قد أنجزت كتاباً خاصاً للدفاع عن تفسير الظلال، رددت فيه على النقد الوارد عليه، بعد أن جمعته من كتب ناقديه؛ ليكون في هذا بعض الخدمة لفكر هذا الرجل الرباني الشهيد السعيد، إنصافاً للحق، وإبراء للذمة، وطلباً للأجر ونصحاً للأمة، وتعاوناً على الخير، ودلالة على الفضل، لذا سنذكر هذه الشبه، ثم نقوم بالرد عليها بصورة ليست بالمختصرة المخلة، ولا المطولة المملة.
وهذا أوان الوفاء بالمقصود، بعون ربنا المعبود، ولنزلف الى تلك الشبه المثارة، وهي كما يلي:
1- أن فكر الأستاذ سيد قطب مخالف لفكر الأستاذ حسن البنا رحمهما الله تعالى.
وفي هذا يقول الدكتور طارق البشري: إن سيد قطب صاحب فكر يختلف كثيراً عن فكر حسن البنا رحمهما الله.
وفي الرد على هذه الشبهة ننقل كلام مفكري الإخوان في الرد عليها كما يلي:
- يقول الأستاذ محمد علي الضناوي: ولم تتضح المبادئ التي حددها الإمام الشهيد إلا بالمعالم التي رسمها سيد قطب.
- ويقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى: إن خط سيد قطب مكمل لخط البنا وليس معارضاً له، كل ما في الأمر أن سيداً عمق هذا الخط وأعطاه مداه في بعض الأمور، والأستاذ البنا هو البنا.
- ويقول الأستاذ يوسف العظم: كان البنا مهندس الجماعة وبانيها، وكان سيد قطب نبعها الثر بزخم فكري ثر وعطاد من فور الإيمان، يقدمه منهاج حركة ومنهاج حياة لجماعة، عملت منذ وجدت، لتطبيق شرع الله في الأرض، واستئناف الحياة الإسلامية، رغم كل الظروف القاسية والمؤامرات المريبة التي لا ترحم.
2- أن فكر سيد قطب ليس فكراً إخوانياً، وأنه ليس من الإخوان.
وفي التعبير عن هذه الشبهة يقول الدكتور النفيسي: وقد أفرزت هذه الفترة (541970) وما واكبها من قمع مباشر ومتلاحق للإخوان مدرسة فكرية جديدة، وهي مدرسة سيد قطب رحمه الله، وما تفرع عنها من مدارس تشمل رؤى وأفكاراً خرجت عن فكر مؤسس الجماعة حسن البنا.
وفي الرد على هذه الشبهة نورد ما يلي:
1- يقول الدكتور محمد ابو فارس: أؤكد أن سيد قطب نشأ ومات وهو من الإخوان، وفيما أعلم أن كتابه الشهير معالم في الطريق كان بعلم الإخوان واطلاعهم.
2- ويقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى: الحركة التي بعض وإنتاجها فكر الأستاذ حسن البنا، وفكر الهضيبي، وفكر سيد قطب، وفكر محمد قطب، وفكر مصطفى السباعي، وفكر فتحي يكن، وغيرهم ممن يصعب إحصاؤهم.
3- ويقول الأستاذ سالم البهنسي حفظ الله: أولاً: إن الأستاذ سيد قطب كان مسؤولاً عن فكر الدعوة خلال فترة قيادة الأستاذ حسن الهضيبي للإخوان المسلمين، وتولى الشهيد تعميق معنى لا اله الا الله، في محاضراته ونشراته إلى الإخوان، وفي مقالاته بصحيفة الإخوان، وفي كتبه ومنها الظلال والمعالم، وظلت هذه المكتب متداولة للجميع حتى أحداث المذبحة التي ظن أخوه أنها قد اقترنت بصمت، بسبب عدم معرفة حقيقة العقيدة.
4- ويقول الأستاذ فتحي يكن حفظه الله: ومن قبيل الإنصاف القول بأن الحركة الإسلامية الحديثة ملأت المكتبة الإسلامية بشتى الموضوعات والمؤلفات والكتابات، وقدمت للبشرة تراثاً فكرياً فريداً، وان شئتم بياناً فهاكم طائفة من الكتب والمؤلفات التي حفل بها تراث الحركة الإسلامية العظيم: وقد ذكر كتب سيد قطب ضمن هذا التراث الفكري، وهي:
1- العدالة الاجتماعية في الاسلام، 2- السلام العالمي، 3- خصائص التصور الإسلامي 4- هذا الدين، 5- المستقبل لهذا الدين، 6- دراسات إسلامية، 7- مشاهد القيامة في القرآن، 8-التصوير الفني في القرآن، 9- معركة الاسلامي والرأسمالية، 10- الاسلام ومشكلات الحضارة 11- معالم في الطريق.
سيد قطب رحمه الله ليس الا رجل مفكر وليس بعالم ولا حتى طالب علم
له بعض الكتابات الجيدة كما أن عليه الكثير من المآخذ التي توضح انه ليس له حظ كبير من العلم الرباني
أتمنى أن تعرض علينا أخي يحيى رد علماء السلفية على سيد قطب وأفكاره التي حادت كثيرا عن منهج السلف والصحابة .
3- أن فكر سيد قطب فكر سجون:
يتهم بعض الدارسين فكر الأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى بأنه فكر سجون ومحنة، وأنّ ما عاناه في السجن من شدة وتعذيب وغيره قد أثر في ذلك الفكر، وفي التعبير عن هذه الشبهة يقول الدكتور حسن حنفي: وكان سيد قطب من أعضاء الجماعة الذين خاضوا تجربة السجن، ولكنه لم يتوقف عن الكتابة، ولعل هذه الفترة هي التي جعلت منه مفكر الجماعة، والمعبر عن أيدولوجيتها، لذلك يميل الكثيرون من الدارسين الى القول بأن التركيز على مفهوم الحاكمية في كتابات قطب، بكل ما ترتب عليه من تكفير للمجتمع، ومحاكمة كل الأنظمة والأنساق الاجتماعية والسياسية والفكرية في تاريخ البشرية، يمكن تفسيره بالاضطهاد والتعذيب الذي عانى منه الإخوان، ومنهم سيد قطب في السجون والمعتقلات، إنها إذن عقدة الاضطهاد هي التي جمعت بين قطب والمودودي، وجعلت الأول ينقل عن الثاني.
ويقول الاستاذ مختار عزيز: ولما أحدثه هذا التحول الخطير وملابساته وظروفه من انفصال عن المرحلة السابقة، وباعتباره ظاهرة فكرية متميزة عن سابقتها في تراث الإخوان، أطلقت عليها تسميات مختلفة، منها: فكر الأزمة، وتيار الفصام الكامل مع الواقع، ونتاج المحنة، وغيرها من التسميات التي تشير الى الجو غير الطبيعي الذي ولد فيه هذا الفكر المتطرف والمتشنج الذي سيطرت عليه نقمة صاحبه على المجتمع كله، وبرزت في ملامحه خيبة الأمل التي مني بها في الناس جميعاً من جراء موقفهم السلبي والمتحفظ جداً نحوه، ونحو التيار الذي يمثله.
والناظر في حال هذين القائلين يجدهما من خصوم الفكر الاسلامي، ومن أهل الطروحات اليسارية غير المأمونة على الفكر الاسلامي، مما يوجب التحفظ على هذا الوصف لفكر الأستاذ سيد قطب رحمه الله، هذا وفي الجواب على الشبهة الظالمة نورد ما يلي:
- أن قائل هذه المقولة من خصوم الاسلام وأعدائه، وبالتالي فانه لا وثوق برأيه هذا، وعليه فلا يقبل أن يقدح أعداء الفكر الاسلامي قادته وأقطابه بغير حق، وبالتالي فالأصل أن يتهم القائل لا الذي قيل فيه.
- أن لا أصل أن الرأي الشرعي ينبع من العقل، بمقتضى المعرفة بالكتاب ولاسنة، ولا دخل للعاطفة وما يبنى عليها من حزن أو فرح أو رضى أو غضب في المسائل الفكرية، والطروحات العلمية، وبالتالي فالأصل مناقشة أفكار الرجل بعقلانية وعلم، دون النظر لما قد يحف بها من طروحات وإشكالات مدعاة: لأنه الفكر لا ينبع من العاطفة، وإنما هو جهد عقلي نابع من الكتاب والسنة.
- ويقول الدكتور محمد أبو فارس رحمه الله: وهذا والله لعمر الحق كلام في غاية الخطورة، وهو اتهام الرجل في دينه وتقواه، لأن الذي يفعل هذا يقول في دين الله بهواه، ومن قال في دين الله بهواه، فقد وقع في غضب الله وسخطه، واستحق العقوبة العظيمة في الآخر، لأن الأصل في المسلم ناهيك عن العالم المسلم أن يقول في دين الله قولاً عدلاً، وأن ينطق بالحق لا يؤثر عليه غضب ولا رضا، فالأصل حتى يؤخذ عن العالم أن يكون مأموناً وقت الرضا والغضب إذا تكلم في دين الله، فالعالم يوقع عن الله، فلا يفتري عليه ولا يبدل ولا يغير مهما كانت الظروف.
- في هذه المقولة سوء ظن بالغ بالأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى، وهو مخالف لأصل العلاقة مع أهل العلم والفضل في الأمة، فالأصل إحسان الظن بهم، ولو فتح هذا الباب لأمثال هذه المقولة، ما سلم عالم من سوء ظن الناس به، ومن دفع فتياه بالدفوعات الباطلة التي لا دليل عليها، وبالتالي فهذا يؤدي الى تغليب النظرة سيئة الظن بين الناس.
- في هذه المقولة خلخلة لجانب القدوة في شخصيات العلماء وحياتهم، مما يجعلها تفقد القدوات العلمية والدعوية الموجودة في واقع الناس، بسبب اطلاق المقولات على أولئك المفكرين والعلماء، ولذا فالواجب أن يقف كل الناس في وجه أمثال تلك المقولات الخاطئة المتجنية على مفكري الاسلام، لتحفظ هيبة العلم والعلماء وأهل الفكر في حياة الأمة.