نـَجَاوَى وَاستِغفَارَات جمع وترتيب عبد المجيد بن أسعد البيانوني غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين 1415هـ تصدير قال تعالى : { والمستَغفِرينَ بالأَسحَارِ } { فَسبّح بحَمدِ ربّكَ ، واستَغفِرهُ إنّهُ كانَ تَوّاباً } { فَقُلْتُ : اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) } نوح . ناجَاكَ قَلبٌ أنتَ قد ألهَمتَهُ وَرَجَاكَ عَبدٌ أنتَ قَد سَوّيتَهُ فَامنَحْ فُؤادِي مَا رَجَاكَ تَكرُّماً وأجِرْ عُبَيدَكَ مِن حِجَابِكَ إنّهُ الحمد لله رب العالمين ، القائل في كتابه المبين : { فَسبّح بحَمدِ ربّكَ ، واستَغفِرهُ إنّهُ كانَ تَوّاباً (3) } النصر ، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد القائل : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ) ( ) . صلّى الله وسلّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ؛ فلا يخفى أن فضل الاستغفار عظيمٌ ، وبركاته لا تحصى ، ويكفي فيها قولُ الله جلّ وعلا : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ، وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً (12) } نوح ، وقول النبيّ المصطفى : ( مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) ( ) . ومن ثمّ فهذه مجموعة من صيغ الاستغفار جمعتها ورتّبتها رجاء أن تكون عوناً للمؤمنين على تحقيق معنى التوبة والاستغفار من كلّ الذنوب ، وقد قدّمت قبلها نجاوَى وتحميداتٍ وتسبيحاتٍ ، مأثورةً عن السلف ، جمعتها من مظانّها ، وسمّيتها : " نجوَى وثناءٌ واعتذارٌ بين يدي الاستغفار " ، وقسمت كلاًّ من النجاوَى والاستغفارات إلى ستّة أقسام لتقرأ في الأسحار ، وتُوزّع على أيّام الأسبوع عدا يوم الجمعة ، الذي استحبّ كثير من السلف أن يكون يوماً للصلاة على الحبيب الأعظم . أكرمَ الراحمينَ أنت رجائي وشَفيعي إليك أكرمُ خلقِكْ أأُرى بين أكرمينِ مُضاماً أو مُضاعاً حَاشا الوفاءَ وحَقِّكْ واللهَ تعالى أرجُو أن ينفعَ بها عبادَه ، ويَكتبَ لي بها الرضا والقبول ، ويجزلَ مَثوبةَ قائلِِ كلّ قَولٍ ، ويجمعَنا معهُ في الجنّةِ دارِِ كرامتِه ، ومستقرّ رَحمَتِه ، بحبّنا لهم في الله ، وتطفّلنا على موائدِ عبوديّتِهم لله تعالى ، وخشيتِهم وحبِّهم . اللهمّ إنّك تعلم أنّني ما تتبّعتُ كلامَ الأخيارِ مِن عبادِك إلاّ التماساً لأنفاسِهم الطيّبة ، التي عبّرَت عن صفاءِ قلوبِهم ، وصدقِ عبوديّتِهم ، وأنّني أحبّهم فيك ، وأرجوك أن تدخلني برحمتك فيهم ، وتحشرني معهم ، اللهمّ فلا تردّ سؤالي ، ولا تخيّب رجائي . وأسألكَ اللهُمّ أن تُلهِم تاليَها وكلَّ منتفِعٍ بها دعوةً لي ولهم في ظهرِ الغيبِ صالحة ، إنكَ يا مولانا أكرمُ مسئول ، وأنت المرجّى لنيلِ كلِّ مأمول ، وأنت حسبنا ونعم الوكيل . 1/ 12/1419 هـ وكتبه راجي عفو ربّه عبد المجيد بن أسعد البيانوني نجاوَى وثناء واعتذار بين يدي الاستغفار ــ 1 ــ سُبحانَ رَبِّيَ العليِّ الأَعلى الوَهّاب الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، والله أكبرُ كبيراً ، اللهُمّ إنّي أعُوذُ برِضاكَ مِن سَخَطِك ، وبمُعافاتِك مِن عُقُوبتِك، وأعُوذُ بكَ مِنكَ لا أُحصِي ثَناءً عليكَ ، أنتَ كمَا أثنيتَ على نَفسِك . سُبحانَ الله وبحمدِه ، عدَدَ خلقِه ، ورضاءَ نفسِه ، وزِنَةَ عَرشِه ، ومِدادَ كلماتِه . الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، لا إلهَ إلاّ الله ، يفعلُ ما يُريدُ ، اللهُمَّ أنت الله ، لا إله إلاّ أنت ، أنتَ الغنيّ ، ونحنُ الفقراء .. الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ . الحمْدُ للهِ الذي يُطعِمُ ولا يُطعَمُ ، منَّ عليْنا فهدانا ، وأطعمنا وسقانا ، وكلَّ بلاءٍ حَسَنٍ أبلانا ، الحمدُ للهِ غيرَ مُودَّعٍ ، ولا مَكفُورٍ ، ولا مستغنىً عنه ربّنا . الحمدُ لله الذي بتحميدِه يُستفتُحُ كُلُّ كتَابٍ ، وبذكرِه يُصدّر كلُّ خطابٍ ، وبحمدِه يتنعّمُ أهلُ النعيم في دارِ الجزاءِ والثواب ، وباسمِه يُشفَى كُلُّ داء ، وبه يُكشفُ كلُّ غمٍّ وبلاء ، وإليه تُرفعُ الأيدي بالتضرّعِ والدعاء ، في الشدّةِ والرخاء ، والسرّاءِ والضرّاء ، وهو سامعٌ لجميعِ الأصوات ، بفنونِ الخطاب على اختلافِ اللغات ، ومجيبُ الدعاءِ للمضطرّ ، فلهُ الحمدُ على كلِّ ما أوْلى وأسدى ، وله الشكرُ على كلِّ ما أنعمَ وأعطَى ، وعلى ما أوضح من المحجّةِ وهدى .. الْحَمْدُ لله ذي القدرةِ الباهرة ، والآلاءِ الظاهرة ، والنعمِ المتظاهرة ، حمداً يُؤذِنُ بمزيدِ نعمِه ، ويكونُ حصناً مانعاً مِن نقمِه . إلهي ! لولا أنّك بالفضلِ تجود ، ما كانَ عبدُكَ إلى الذنبِ يعُود . ولولا محبّتُك للغفران ، ما أمهلتَ مَن يُبارزُكَ بالعصيان ، وأسبلت سترك على من تسربَلَ بالنسيان ، وقابلتَ إساءتَنا منكَ بالإحسان . إلهي ! ما أمرتَنا بالاستغفارِ إلاّ وأنتَ تُريدُ المغفرة ، ولولا كرمُك ما ألهمتَنا المعذرة . أنتَ المبتدئُ بالنوالِ قبلَ السؤالِ ، والمعطي مِن الإفضالِ فوقَ الآمال ، إنّا لا نرجُو إلاّ غفرانَك ، ولا نَطلبُ إلاّ إحسانَك . إلهي ! أنتَ المحسنُ وأنا المُسيء ، ومِن شأنِ المحسن إتمامُ إحسانِه ، ومِن شأنِ المسيءِ الاعترافُ بعدوانِه . يا مَن أمهلَ وما أهمَل ، وسَترَ حتّى كأنّه غفَر ، أنتَ الغنيُّ وأنا الفقير ، وأنتَ العزيزُ وأنا الذليل .. إلهي ! مَن سواكَ أطمعَنا في عفوِك وجودِك وكرمِك ؟ وألهمَنا شُكرَ نعمائِك ، وأتى بنا إلى بابِك ، ورغّبَنا فيما أعددّتَه لأحبابِك ؟ هل ذلكَ كلُّه إلاّ منكَ ، دللتَنا عليكَ ، وجئتَ بنا إليك . واخيبةَ مَن طردتَه عن بابِك .! واحسرةَ مَن أبعدتَه عن طريقِ أحبابِك .! إلهي ! إن كانت رحمتك للمحسنين فإلى أين تذهب آمال المذنبين .؟! إلهي ! ببابِكَ أنخنا ، ولمعروفِكَ تعرّضنا ، وبكرمِكَ تعلّقنا ، وبتقصيرِنا اعترفنا ، وأنتَ أكرمُ مَسئُولٍ وأعظمُ مأمُولٍ : ببابِكَ ربّي قد أنختُ ركائبي ومالي مَن أرجُوهُ يا خيرَ واهِبِ فإن جُدتَ بالفضلِ الذي أنتَ أهلُه فيا نُجحَ آمالي بِنَيلِ رَغائبي وإن أبعدتْني عن حماكَ خَطيئتي فيا خيبةَ المسعَى وضيعةَ جانِبي اللهُمّ ارحم عباداً غرّهُم طولُ إمهالِك ، وأطمَعَهم دوامُ إفضالِك ، ومدّوا أيديَهم إلى كريمِ نوالِك ، وتَيقّنُوا ألاّ غِنىً لهم عن سُؤالِك . اللهُمّ يا حبيبَ التائبينَ ، ويا سرورَ العابدين ، ويا قُرّةَ أعينِ العارفين ، ويا أنيسَ المنفردين ، ويا حِرزَ اللاجئين ، ويا ظَهر المنقطعِين ، ويا مَن حنّت إليهِ قلوبُ الصدّيقين ، اجعلنا مِن أوليائِكَ المقرّبينَ ، وحِزبِك المفلحين . إلهي ! كلُّ فرحٍ بغيرِك زائل ، وكلُّ شُغلٍ بسواكَ باطل ، والسرورُ بك هو السرور ، والسرورُ بغيرِك هو الزورُ والغُرور . إلهي ! لو أردتَّ إهانتَنا لم تهدِنا ، ولو أردتَّ فضيحتَنا لم تَسترنا ، فتمّمِ اللهمّ ما بهِ بدأتَنا ، ولا تسلُبنا ما بهِ أكرمتَنا . إلهي ! أتحرِقُ بالنارِ وجهاً كان لكَ ساجداً ، ولساناً كانَ لكَ ذاكراً ، وقلباً كان بكَ عارِفاً ؟ إلهي أنتَ ملاذُنا إن ضاقَتِ الحيَل ، وملجؤُنا إذا انقطعَ الأمل ، بذِكرِك نَتنعّمُ ونفتخِر ، وإلى جودِك نلتجِئُ ونفتقِر ، فبكَ فخرُنا ، وإليك فقرُنا . اللهُمّ دُلّنا بكَ عليك ، وارحم ذُلّنا بينَ يديك ، واجعَل رغبتَنا فيما لدَيك ، ولا تحرِمنا بذنوبِنا ، ولا تطرُدنا بعيوبِنا . إلهي ! أنا الفقيرُ في غِناي ، فكيفَ لا أكونُ فقيراً في فَقري ؟! إلهي ! أنا الجاهلُ في عِلمي ، فكيفَ لا أكُونُ جَهُولاً في جَهلي .؟! إلهي ! مِني ما يلِيقُ بلُؤمِي ، ومِنكَ ما يَلِيقُ بكرَمِك . إلهي ! ما أعطفَك عليَّ وأكرمَك ! معَ عظيمِ جَهلي ، وما أرحمَك بي ! مع قبيحِ فِعلي ، وما أقربَك مِني برحمتِك ! وما أبعدَني عنك بجَهلي وإسرافي على نفسِي .؟! إلهي ! حكمُك النافِذ ، ومشيئتُك القاهِرة لم يترُكا لذِي مَقالٍ مقالاً ، ولا لذِي حالٍ حالاً . إلهي ! كيف يُستدَلُّ عليكَ بما هو في وجودِه مُفتقرٌ إليك .؟! أيكُونُ لغيرِك مِن الظهُورِ ما ليسَ لك حتّى يكُونَ هو المُظهِرَ لك .؟ إلهي ! مَتى غِبتَ حتّى تحتاجَ إلى دليلٍ يَدُلُّ عليك .؟ ومَتى بعُدتَّ حتّى تكُون الآثارُ هيَ التي تُوصِلُ إليك .؟ إلهي وَسِيلتي إليكَ أنعمُكَ عليّ ، وشَفِيعي إليكَ إحْسانُك إليّ . لبّيكَ اللهمّ لبّيكَ ، لبّيكَ لا شَريكَ لكَ لبّيكَ ، إنّ الحمدَ والنعمَةَ لكَ والمُلكَ ، لا شَريكَ لكَ . ــ 2 ــ سُبحانَ رَبِّيَ العليِّ الأَعلى الوَهّاب الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، والله أكبرُ كبيراً ، اللهُمّ إنّي أعُوذُ برِضاكَ مِن سَخَطِك ، وبمُعافاتِك مِن عُقُوبتِك، وأعُوذُ بكَ مِنكَ لا أُحصِي ثناءً عليكَ ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك . سُبحانَ الله وبحمدِه ، عدَدَ خلقِه ، ورضاءَ نفسِه ، وزِنَةَ عَرشِه ، ومِدادَ كلماتِه . الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً ، قَيِّماً . تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ ، لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا . الحمدُ لله الذي لا يَنسَى مَن ذكرَه ، الحمدُ لله الذي لا يخيبُ مَن دعاه ، الحمدُ لله الذي لا يَكِلُ مَن تَوكّلَ عليه إلى غيرِه ، الحمدُ لله الذي هو ثقتُنا في كلِّ حِينٍ ، وحِينَ تَنقطِعُ عنَّا الحيَل ، الحمدُ لله الذي هو رَجاؤنا حِينَ تَسُوءُ ظُنُونُنا بأعمالِنا ، الحمدُ لله الذي يَكشِفُ ضُرّنا وكربَنا ، الحمدُ لله الذي يجزِي بالإحسانِ إحساناً ، الحمدُ لله الذي يجزِي بالتقصيرِ عَفواً الحمدُ لله الذي يجزِي بالصبرِ نجاةً . الْحَمْدُ لله الغفورِ الودود ، الكريمِ المقصود ، الملِكِ المعبود ، القديمِ الوجود ، العميمِ الجود ، لا يخفَى عليه دبيبُ النملةِ السوداءِ في الليالي السود ، ويسمَعُ حسَّ الدودِ في خلالِ العود ، ويرَى جريانَ الماءِ في باطنِ الجُلمُود ، وتردّدَ الأنفاسِ في الهبوطِ والصعودِ ، القادرِ فما سواه بقدرتِه مَوجود ، وبمشيئتِه تصاريفُ الأقدار ، وبحكمتِه وقسمتِه الإدبارُ والسُّعُود ، أبادَ بسطوتِه قومَ نُوح ، وأهلكَ عاداً وقومَ هود ، وسلّطَ ضعيفَ البعوضِ على الطاغيةِ نمرود .. الْحَمْدُ لله مُنشِئِ الموجودات ، وواهِبِ الحياةِ ، وباعِثِ الأموات ، وسامعِ الأصواتِ ، ومجيبِ الدعوات ، وكاشفِ الكرُبات ، عالمِ الأسرار ، وغافِرِ الإصرار ، ومُنجي الأبرار ، ومُهلكِ الكفّار .. سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ ، وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ، وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ، إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً . سُبحانَ الأوّلِ الذي ليسَ له ابتداء ، الآخرِ الذي ليسَ له انتهاء ، الصمدِ الذي ليسَ له وُزراء ، الواحِدِ الذي ليسَ له شُركاء . سُبحانَ العليمِ الخبير ، القديرِ السميعِ البصير ، المنفرِدِ بالتدبير .. سُبحانَ مَن نوّرَ بمعرفتِه قلوبَ أحبابِه ، وطهّرَ سرائرَهم فتمتّعُوا بخطابِه .. يا خيبةَ مَن لم يؤيّدْه الحكيمُ الحليم ، يا حسرةَ مَن لم يقبلْه الملِكُ العظيم ، يا مُصيبةَ مَن فاتَه هذا الجودُ العميم ..! إلهي كيفَ يحيطُ بكَ عقلٌ أنتَ خلقتَه ؟! أم كيفَ يُدركُكَ بصرٌ أنتَ شققتَه .؟ أم كيفَ يدنُو منكَ فِكرٌ أنتَ وفّقتَه ؟ أم كيفَ يُحصِي الثناءَ عليك لسانٌ أنتَ خلقتَه وأنطقتَه .؟ إلهي ! كيفَ يُناجيكَ في الصلواتِ مَن يَعصيكَ في الخلَوات .؟ أم كيفَ يدعُوك في الحاجاتِ والكُرُباتِ مَن يَنساكَ عندَ النعماء لولا فضلُك .؟ اللهُمَّ يا حبيبَ كلِّ غرِيب ، ويا أنيسَ كلِّ كئِيب .. أيُّ منقطعٍ إليكَ لم تكفِه بنعمتِك ؟ أم أيُّ طالبٍ لم تلقَه برحمتِك .؟ أم أيُّ هاجرٍ هجَرَ فيكَ الخلقَ ابتغاءَ مرضاتِكَ فلم تصِلْه ، ولم تُعوّضْه .؟ أم أيُّ محبٍّ خلا بذكرِك فلم تُؤنِسْه .؟ أم أيُّ داعٍ دعاكَ مُضطرّاً فلم تجِبْه .؟ إلهي كيفَ نَتجرّأُ على السؤال مع كثرةِ الخطايا والزلاّت .؟ أم كيفَ نَستغني عَن السؤالِ مع شِدّةِ الفَقرِ والفاقات .؟ مَن الذي عامَلك بصدقٍ ولم يَربحْ .؟! ومن الذي التجأ إليكَ فلم يَفرحْ .؟! ومَن الذي وصلَ إلى بِساطِ قُربِك واشتَهى أن يَبرح .؟! يا ربِّ ! لا قوّةَ على طاعتِك إلاّ بإعانتِك ، ولا حولَ عن معصيتِك إلاّ بمشيئتِك ، ولا مَلجأَ منكَ إلاّ إليك ، ولا خيرَ يُرجَى إلاّ في يديك .. اللهُمَّ إنّي اسألُك باسمِكَ الطيّبِ الطاهرِ المباركِ الأحبِّ إليك ، الذي إذا دُعيتَ بهِ أجبتَ ، وإذا سُئِلتَ به أعطيتَ ، وإذا استُرحِمتَ به رحمتَ وإذا استُفرِجتَ بهِ فَرّجتَ . اللهُمَّ ربَّ جِبريلَ ومِيكائيلَ وإسرافيل ومحمّد ، فاطِرَ السمواتِ والأرض ، عالمَ الغيبِ والشهادة ، أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِك فيما كانُوا فيهِ يختَلِفُون . يا حيُّ يا قيّومُ برحمتِك أستغِيث ، اللهُمَّ أنتَ الملِكُ لا إلهَ إلاّ أنت ، أنتَ ربّي وأنا عبدُك ، لبّيكَ وسعدَيك ، والخيرُ كلّهُ في يديك ، والشرُّ ليسَ إليك ، أنا بكَ وإليك ، تباركتَ وتعاليت . اللهُمَّ إنّك تسمَعُ كلامي وترى مكانِي ، وتعلَمُ سرّي وعلانيتي ، لا يخفَى عليك شيءٌ مِن أمرِي ، أنا البائِسُ الفقير ، المستغِيثُ المستجير ، الوجِلُ المُشفِق ، المقرُّ المعترِفُ بذنبِه ، أسألُكَ مسألةَ المسكِين ، وأبتهِلُ إليكَ ابتهالَ المذنبِ الذليل ، وأدعُوك دُعاءَ الخائِفِ الضرِير ، مَن خضعَت لكَ رقبتُه ، وفاضَت لكَ عيناه ، ورغِمَ لكَ أنفُه وذلَّ لكَ جسَدُه . اللهُ أكبرُ كبيراً ، والحمدُ للهِ كثيراً ، وسُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلاً . سُبحانَ مَن سبّحَت لهُ السمواتُ وأملاكُها ، والنجُومُ وأفلاكُها ، والأرضُ وسكّانُها ، والبِحارُ وحِيتانُها ، والنجُومُ والجبال ، والشجَرُ والدوابّ ، والآكامُ والرمَال ، وكلُّ رطبٍ ويَابِس وكلُّ حَيٍّ ومَيّت . يا عظيمَ الملكِ والسلطان ، يا قديمَ الإحسان ، يا دائمَ النعَم والامتنان ، يا كثيرَ الخير والجود ، يا واسِعَ العطايا ، يا باسطَ الرزق ، يا خفيَّ اللطف ، يا جميلَ الصنع ، يا جميلَ الستر ، يا حليماً لا يَعجَل ، يا كريماً لا يَبخَل ، يا حكيماً أبدعَ الحِكم . اللهمّ يا ميسّرَ كلِّ عسير ، ويا جابرَ كلِّ كسير ، ويا صاحبَ كلِّ فريد ، ويا مُغنيَ كلِّ فقير ، ويا مُقوّيَ كلِّ ضعيف . يا منفّسَ كُربةَ كلِّ مَكرُوب ، ويا كاشِفَ الضرِّ والبلوَى عن أيّوب ، ويا مَن أقرّ بيُوسفَ عينَ صفيِّه ونبيِّه يعقُوب ، ونجَّى نُوحاً مِن الغرَق ، وإبراهيمَ مِن الحرَق ، ويونُسَ مِن الظلمات ، وسلّم مُوسى وهارُونَ مِن شَرّ الجبابرةِ العُتاة ، ونجَّى عِيسَى مِن كيدِ الكائِدين ، وأعاذَ محمّداً مِن شيَاطين الإنس والجنِّ . يا اللهُ يا رحمنُ يا رحِيم ، يا حيُّ يا قيّومُ ، يا عليُّ يا عظيمُ ، يا ذا الجلالِ والإكرام ، أنتَ اللهُ ملِكُ الملوك ، الرحمنُ الرحيم ، العزيزُ القاهرُ ، المحيطُ السريع ، الظاهِرُ الغالب ، الكرِيم الناصِرُ . لبّيكَ اللهمّ لبّيكَ ، لبّيكَ لا شريكَ لكَ لبّيكَ ، إنّ الحمدَ والنعمَةَ لكَ والمُلكَ ، لا شَريكَ لكَ .
بارك الله فيك اخي
شكرا شكرا أخي الكريم البلوي على مرورك العطر دوما وجعلنا الله جميعا من المنيبين اليه المستغفرين بالاسحار
↑ Grab this Headline Animator
... جميع الحقوق محفوظه لمنتديات الوحدات نت © ...
.. ][ جميع المواضيع و الردود تعبر عن راي صاحبها ولا تعبر عن راي اداره منتديات الوحدات نت بــتــاتــاً ][ ..