بيت لحم -معا- تمكن الثوار الليبيون من السيطرة على معظم أحياء ومناطق العاصمة طرابلس، وتمكن الثوار الذين خاضوا حربا ضروسا لمدة ستة أشهر ضدّ نظام العقيد معمر القذافي من الدخول فعلا الليلة، إلى الساحة الخضراء وسط العاصمة الليبية التي تشهد منذ السبت انتفاضة داخلية عززها إسناد من الثوار قدموا من المناطق الشرقية والغربية.
وقال مراسل الجزيرة انه ليس هناك اي حرس تابع للقذافي في مدخل باب العزيزيرة.
بدوره اكد مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، اعتقال سيف الاسلام القذافي ابن الزعيم الليبي.
وقال عبد الجليل "لقد تم القاء القبض على سيف الاسلام وهو الان في مكان امن وسيحظى بمحاكمة عادلة .
كما ذكرت مصادر للجزيرة ان محمد اكبر ابناء القذافي سلم نفسه لقوات المعارضة.
وبثت محطات التلفزة صورا للثوار الليبيين من سارع ميزران وسط العاصمة الليبية .
وذكرت مصادر اخبارية ان الكتيبة المكلفة بحماية القذافي قد سلمت نفسها واسلحتها لقوات المعارضة وتم فتح بوابات طرابلس للثوار.
ولوحظ مساء اليوم ان التلفزيون الليبي يبث برامج مسجلة على غير عادته في بث برامج مباشرة من الساحة الخضراء بينما لم يبث التلفزيون المؤتمر الصحفي للناطق الرسمي باسم الحكومة موسى ابراهيم الذي تحدث من مقتل اكثر من 1300 مواطن في طرابلس واصابة نحو 1500.
واكد ابراهيم استمرار القتال للدفاع عن طرابلس.
وفيما كانت وكالات الانباء تبث صورا للاحتفالات بتحرير مدينة طرابلس خرج العقيد القذافي بخطاب ثالث خلال 24 اقل من ساعة مطالبا الليبيين بالخروج لانقاذ طرابلس وتطهيرها . ولوحظ انقطاع كلمة القذافي دون ان يكملها بخاتمة كتلك التي كان يختتم بها خطاباته السابقة بكلمة الى الامام.
كما اكدت مصادر اعلامية ان طائرتين من جنوب افريقيا تهبطان في مطار طرابلس .
خرجت جماهير من الليبيين إلى شوارع العاصمة طرابلس مساء الأحد وفجر الاثنين للاحتفال بسيطرة الثوار عليها، في حين أكدت قيادات عسكرية وميدانية للثوار توقف الاشتباكات في المدينة بعد السيطرة على معظم أحيائها باستثناء منطقة باب العزيزية المقر الحصين للعقيد معمر القذافي.
وبثت قناة الجزيرة صورا مباشرة للاحتفالات في الساحة الخضراء وسط طرابلس، وهي الساحة التي كان عادة أنصار القذافي يتجمعون فيها من قبل، كما بثت القناة صورا أخرى مسجلة لمواطنين ليبيين يطلقون النار في الهواء بشوارع المدينة فرحا، ويدوسون صورة ضخمة للقذافي.
ومن جهتها قالت وكالة أسوشيتد برس إن الآلاف خرجوا إلى شوارع طرابلس للاحتفال وتحية مواكب الثوار الذين دخلوا إلى المدينة، وأضافت أن التكبير انطلق من مساجد المدينة.
سيطرة كبيرة
وفي السياق ذاته نقل مراسل الجزيرة في طرابلس عبد العظيم محمد عن مصادر الثوار تأكيدهم السيطرة على 95 % من العاصمة عدا منطقة باب العزيزية، حيث يتحصن القذافي.
وأكد المراسل أن الثوار تمكنوا من الدخول إلى الساحة الخضراء في وسط العاصمة الليبية، وذلك موازاة مع التقدم المتواصل على عدة محاور، في محاولة منهم لبسط سيطرتهم على كافة مناطق العاصمة.
وأفاد الثوار بأنهم سيطروا على أحياء بن عاشور وفشلوم وزاوية الدهماني وسوق الجمعة وتاجوراء وعرادة والسبعة، كما أعلنوا سيطرتهم على مقر شركة هواتف متنقلة وعلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، التابع لنظام القذافي.
وأشارت مصادر للجزيرة إلى أن الكتيبة المكلفة بحماية القذافي سلمت نفسها وقررت إلقاء السلاح، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن قائد كتيبة حماية طرابلس أمر بإلقاء السلاح وفتح بوابات طرابلس.
كما نقل المراسل عن مصادر الثوار تأكيدهم اعتقال أكثر من 100 أسير من كتائب القذافي في الساعات الماضية.
تحرير سجناء
وتمكن الثوار من إطلاق سراح السجناء في سجون كل من تاجوراء وبوسليم والجديدة، وتم تحرير آلاف من المعتقلين السياسيين كانوا فيها، وتمكن بعضهم من التواصل مع ذويهم في مدينة بنغازي.
وتحدثت مصادر أخرى عن انسحاب الكتائب وتخليها عن الزي العسكري، وهي تحتمي بمبنى باب العزيزية.
من جهته قال محافظ البنك المركزي الليبي السابق فرحات بن قدارة -في اتصال هاتفي مع الجزيرة من دبي في الإمارات العربية المتحدة- إن الأحاديث التي بثها التلفزيون الليبي للقذافي مسجلة، وإنه ليس في طرابلس، مضيفا أن إعلاميي التلفزيون الليبي فروا، وأن كل ما يبثه هو برامج مسجلة.
وبدوره قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن نظام القذافي "ينهار بوضوح"، وإن الوقت حان لبناء "ليبيا جديدة ديمقراطية".
وقال الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن -في بيان أصدره فجر اليوم الاثنين- إن القذافي لا يمكن أن ينتصر على شعبه، وأضاف أن الشعب الليبي عانى كثيرا تحت نظام القذافي أكثر من أربعة عقود، والآن صارت لهم "فرصة لبداية جديدة".
دعوة لحل سياسي
ومن جهة أخرى قال الناطق الرسمي باسم النظام الليبي موسى إبراهيم في طرابلس إن العمليات التي بدأت في طرابلس منذ صباح الأحد أسقطت أكثر من 1300 قتيل وأكثر من خمسة آلاف جريح، مشيرا إلى أن الثوار تقدموا بفضل الدعم الذي قدمه لهم حلف الناتو عبر غاراته المكثفة التي لم تستثن أحدا، حسب تعبيره.
وقال إن الناتو رفض كل محاولات إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية وأصر على إسقاط النظام الليبي، وأشار إلى استعداد الحكومة لوقف القتال في حال توقف قصف الناتو.
وتعهد بمواصلة القتال، وأكد وجود العديد من المدن تحت سيطرة نظام القذافي، وأشار إلى وجود العديد من المواطنين المستعدين لمواصلة القتال.
ومن جهته دعا العقيد معمر القذافي -في ثالث خطاب صوتي له خلال أقل من 24 ساعة- الشعب الليبي والقبائل الليبية إلى الزحف إلى طرابلس لتحريرها ممن سماهم العملاء.
وعدد القذافي عددا من المدن والقبائل الليبية وطالبها بالزحف على ظهر الخيل، كما فعل أجدادهم حين حرروا العاصمة الليبية من الاستعمار الإيطالي.
أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل أنه تم اعتقال سيف الإسلام من قبل الثوار في العاصمة الليبية طرابلس.
ومن جهته ذكر المتحدث باسم جيش الثوار أن محمد، النجل الأكبر لمعمر القذافي، سلم نفسه إلى الثوار بمعية أسرته وأمه، وشدد المتحدث على أن الثوار سيعاملونهما وعائلتيهما معاملة جيدة.
كما أكد نفس المتحدث لـ العربية أن معمر القذافي لايزال في العاصمة الليبية طرابلس.
وقال عبد الجليل في تصريح خاص لـ "العربية" إن الكتيبة المكلفة بحماية القذافي سلمت نفسها إلى الثوار، وقال إن قائد حماية القذافي وعدني بتسليم نفسه عند الوقت المناسب وفعل.
وأكدت أنباء لـ "العربية" أن محمد القذافي الابن الأكبر للعقيد معمر القذافي سلم نفسه أيضاً للثوار، وأنه في أيدٍ أمينة.
وقال شاهد عيان من العاصمة الليبية طرابلس مساء الأحد إن "طوفان" الثوار يتدفق نحو وسط العاصمة، وأكد أنه لا توجد أي مقاومة أمام الثوار.
وأضاف شاهد العيان أنهم شاهدوا طائرات الأباتشي التابعة لحلف الأطلسي في سماء العاصمة طرابلس.
وقالت قوات التحالف إن نظام القذافي يتهاوى أمام أعيننا، فيما شهد التلفزيون الليبي التابع لنظام القذافي خللاً واضحاً في البث.
من جهته، دعا المتحدث باسم الحكومة الليبية الثوار إلى محادثات فورية، وطالبهم بوقف هجمات الثوار على طرابلس.
المعركة الأخيرة
وقد طغى الاحساس بالسعادة على مقاتلي المعارضة وهم يزحفون عبر قرية الماية اليوم الأحد لخوض المعركة الأخيرة للإطاحة بمعمر القذافي.
وقال مقاتل من المعارضة وهو يقود شاحنة صغيرة محملة بالاسلحة مع خمسة أشخاص آخرين، نحن الآن في طريقنا الى طرابلس لكي نمسك به، وهتف آخرون في سيارات حربية مكتظة.. الحرية.
واصطف مئات من السكان المحليين على الطريق بطول الشريط الساحلي وهم يهتفون للمقاتلين القادمين من الغرب نحو معقل القذافي الأخير في العاصمة.
وقال احد السكان ويدعى احمد وهو واقف أمام منزله المتواضع بالقرب من خط المواجهة، ليبيا حرة الان، الله أكبر.. بينما تسمع أصوات الرصاص ودوي الانفجارات الناجمة عن قاذفات الصواريخ.
وتحاول المعارضة المسلحة الاطاحة بالقذافي منذ بدء انتفاضة في شرق ليبيا في فبراير شباط.
وعلت وجوههم ابتسامات تنم عن الثقة اثناء مرورهم في الماية سيرا على الأقدام أو في شاحنات صغيرة أو شاحنات مزودة بمدافع مضادة للطائرات، وأطلق كثيرون منهم الرصاص في الهواء.
وقال مسؤول حكومي لرويترز إن القتال في طرابلس الليلة الماضية اسفر عن مقتل 376 شخصا في كلا الجانبين واصابة حوالي 1000 آخرين.
كان القذافي تعهد اليوم الاحد بالبقاء في طرابلس حتى النهاية، ودعا أنصاره في شتى انحاء البلاد الى حمل السلاح ومحاربة الجرذان.
وعلى الطريق الى طرابلس كان ثلاثة معارضين مسلحين يركبون في الجزء الخلفي من سيارة اسعاف تندفع باتجاه الجبهة. وأطلق آخرون النار في الهواء وهم يهتفون مكبرين.
وقال معارض مسلح يدعى عبد الله لمدنيين كانوا يقفون على جانب الطريق لا تخافوا.. القذافي انتهى.
وقال احد سكان القرية ويدعى محمد وهو يصافح المعارضين المسلحين نحن سعداء جدا.
وقال مقاتل يدعى معمر يحمل حزاما محشوا بالذخيرة سننتصر.. لن يمنعنا شيء.. القذافي انتهى.
وفي اشارة تدل على التراجع السريع تشاهد وجبات غذاء لم تؤكل بالكامل، وذخيرة على ارض بناية صغيرة يقول المعارضون المسلحون ان جنود القذافي كانوا يشغلونها قبل ساعات في محاولة يائسة للدفاع عن جسر قريب.
وعلى الجانب الآخر من الطريق جلس ثلاثة من المعارضين المسلحين على قاذفة صواريخ تم الاستيلاء عليها.
وقال جنود آخرون عائدون من الجبهة ليبيا حرة. وعلى مدى ساعة خفتت أصوات الأسلحة الثقيلة في الماية مع انتقال خط المواجهة باتجاه طرابلس.
القذافي يختفي ومعارك عنيفة تدور في محيط مقر اقامته
القدس- معا- وكالات- ذكرت تقارير إخبارية أن معارك عنيفة تدور حول مقر إقامة العقيد معمر القذافي في طرابلس التي دخلها الثوار الليلة الماضية واستولوا على عدة أحياء فيها، وفيما لا يعرف مكان تواجد العقيد الليبي، أكدت مصادر اعتقال اثنين من أبنائه.
وقال متحدث باسم المعارضين في ليبيا لقناة الجزيرة، الاثنين، إن القوات الموالية للعقيد معمر القذافي تواصل قتال المعارضين في طرابلس وتسيطر على ما بين 15 و20 بالمائة من المدينة.
ونقلت القناة عن المجلس العسكري للثوار أن اشتباكات عنيفة تدور بين الثوار وكتائب القذافي حول باب العزيزية، مقر إقامة العقيد، الذي لا يعرف مكان تواجده.
ونقلت الجزيرة عن مصادر بثورة 17 فبراير أن دبابات تخرج من باب العزيزية وتقصف أحياء في طرابلس. وكانت قناة الجزيرة قد أفادت في وقت سابق بأن القوات المسؤولة عن حماية القذافي ألقت أسلحتها واستسلمت، إذ أكد قادة الثوار توقف الاشتباكات تقريباً في العاصمة طرابلس بعد السيطرة على نحو 95 بالمائة من المدينة.
ولا يعرف على وجه التحديد مكان تواجد العقيد القذافي، وذكر صحافي من وكالة "فرانس برس" في المكان أن معارك عنيفة تدور صباح اليوم أيضاً في جنوب العاصمة الليبية.
وقال إن أصوات مواجهات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة تسمع في جنوب العاصمة، إلا أنه لم يتمكن من تحديد مصدر إطلاق النار بدقة، وأوضح الصحافي نفسه أن بعض الساعات شهدت هدوءا في الليل.
وكان الثوار الليبيون قد وصلوا ليلة أمس الأحد إلى قلب طرابلس، حيث جرت معارك عنيفة، بينما أعلن حلف شمال الأطلسي أن نهاية نظام العقيد معمر القذافي وشيكة.
ووصل الثوار الذين بدأوا هجوماً مساء السبت إلى الساحة الخضراء، التي تشكل رمزاً كبيراً لأنصار النظام الذين اعتادوا على التجمع فيها منذ بداية الحركة الاحتجاجية منتصف فبراير/ شباط للتعبير عن ولائهم للنظام. وبثت المحطات التلفزيونية الفضائية لقطات لحشود من الرجال يعبرون عن فرحهم، ملوحين بعلم الثورة وهم يهتفون "الله اكبر" ويطلقون النار في الهواء.