الدكتور راغب يروي تفاصيل زيارته لأسرة الصحفي الإيطالي المقتول في غزة
الدكتور راغب يروي تفاصيل زيارته لأسرة الصحفي الإيطالي المقتول في غزة - الدكتور راغب يروي تفاصيل زيارته لأسرة الصحفي الإيطالي المقتول في غزة - الدكتور راغب يروي تفاصيل زيارته لأسرة الصحفي الإيطالي المقتول في غزة - الدكتور راغب يروي تفاصيل زيارته لأسرة الصحفي الإيطالي المقتول في غزة - الدكتور راغب يروي تفاصيل زيارته لأسرة الصحفي الإيطالي المقتول في غزة
الدكتور راغب يروي تفاصيل زيارته لأسرة الصحفي الإيطالي المقتول في غزة
الأربعاء, 04 أيار/مايو 2011
قصة الإسلام
قام فضيلة الدكتور راغب السرجاني في محاضرته الأخيرة بمسجد الرواس الثلاثاء 3 مايو 2011م برواية تفاصيل زيارته التاريخية لأسرة الصحفي الإيطالي فيكتوري أريجوني المقتول في قطاع غزة منتصف شهر إبريل الماضي..
وقد شدد فضيلته في بداية حديثه على ضرورة توخّي الحذر عند تعاملنا مع الشعوب غير المسلمة، فلا نضعهم جميعًا في سلة واحدة؛ فهناك من هذه الشعوب من يعادينا، وهناك من يقف في صفنا ويدافع عن قضايانا، كما أن هناك من يقف على الحياد فلا يعادينا وكذلك لا يناصر قضايانا، وهؤلاء وجب علينا محاولة اجتذابهم وتعريفهم بعدالة مطالبنا..
أمّا الصحفي المقتول فيكتوري أريجوني، فهو من الصنف الثاني الذي يقف في صفنا ويدافع عن قضايانا بقوة رغم كونه من غير المسلمين، وبما يجعلنا نتمنى أن يكون الله هداه للإسلام قبل وفاته. وفيكتوري هذا صحفي إيطالي قرأ عن القضية الفلسطينية وتابع تطوراتها، وقد تأثّر كثيرًا بالحصار الجائر المفروض على قطاع غزة؛ مما دفعه للسفر إلى القطاع والتطوع بالعمل فيه كمراسل صحفي دون أجر، ينقل أخباره بشكل يومي في تقرير صحفي اختار له عنوان "كن إنسانيًّا"..
فهو غير مسلم، ولكنه تعاطف مع مشكلة غزة واستشعر معاناة أهلها؛ لكونه إنسانًا يشعر بآلام الآخرين..
كما كان ينتهز فرصة الأيام القليلة التي يسافر فيها إلى موطنه إيطاليا لعقد المؤتمرات والندوات التعريفية بحقيقة القضية الفلسطينية.
هذا إضافة إلى ما عُرف عنه من الجرأة في التعامل مع الصهاينة داخل دولة الكيان، حيث يُروى عنه أنه كان يخرج مع الصيادين من أبناء غزة رغم علمه بالحظر الذي يفرضه الصهاينة على خروج مراكب الصيد من غزة كنوع من العقاب الجماعي المفروض على القطاع، فكان يستثمر كونه إيطاليًّا ويخرج مع الصيادين في مراكبهم، فلا يجرؤ الصهاينة على اعتراضهم؛ مخافة افتضاح أمرهم أمام المجتمع الدولي..
وفي إحدى المرات قام الصهاينة بتوقيف مركب الصيد والقبض على كل من فيها ومنهم فيكتوري، وعندما علم الصهاينة بجنسيته الإيطالية قرروا تركه، ولكنه رفض.. نعم رفض أن يُطلق سراحه بمفرده، فإمَّا إطلاق سراح الجميع وإلا البقاء في الأسر بل وتهديده بالإضراب عن الطعام حتى يفتضح أمر الممارسات الصهيونية أمام دول العالم بكامله، ولم يتراجع عن موقفه حتى اضطر الصهاينة إلى الإفراج عن الجميع.
ومع تكرار هذه المواقف تعرَّف الصهاينة على الصحفي الإيطالي لتبدأ رحلة من المضايقات الصهيونية لفيكتوري كلما أراد الدخول أو الخروج من قطاع غزة عن طريق معبر إيريز، ثم في النهاية قاموا بإلقاء القبض عليه وترحيله إلى إيطاليا، ولكنه لم يستسلم فعاد مرة أخرى إلى غزة، ولكن هذه المرة عن طريق قبرص!
كل هذا وهو غير مسلم، ولا يتجاوز عمره 36 عامًا..
ثم في النهاية قُتل بالطريقة البشعة التي علمناها جميعًا!!
وعندئذٍ قرر الصهاينة السماح لجثمانه بالخروج من معبر إيريز الذي كان محرَّمًا عليه في حياته، فترفض أمُّه الصابرة هذا القرار، وتُصر على خروجه من معبر رفح!
ويعود جثمان الصحفي الإيطالي فيكتوري أريجوني إلى إيطاليا حيث كان الآلاف من أبناء الشعب الإيطالي في انتظاره رافعين الأعلام الفلسطينية؛ ليؤكدوا على تضامنهم مع فيكتوري في مناصرته للقضية الفلسطينية، وهاتفين لفيكتوري: "نَمْ قريرًا.. سنكمل المشوار"، و" عاشت فلسطين حرة"، و"فلسطين أبيّة"..
بل والأعجب ما رأيته في أثناء زيارتي لأسرته مع وفد من الجالية المسلمة في إيطاليا من استقبال حافل يعكس ثبات أسرة الصحفي الإيطالي، وخاصة والدته التي كانت تستقبل الوفود المعزية وهي مبتسمة، وتؤكد أن مشوار فيكتوري سوف يكتمل..
ثم قادتنا إلى حيث يرقد جثمان فيكتوري في تابوت مغطّى بالعلم الإيطالي والفلسطيني والكوفية الفلسطينية الشهيرة وعلم السلام..
ويكمل الدكتور راغب.. كما أخبرتنا بما قالته للصحفيين الإيطاليين الذين اتصلوا بها ليستغلوا فرصة قتل ابنها على أيدٍ فلسطينية في الإيقاع بين الشعب الإيطالي والشعب الفلسطيني، فأخبرتهم أنها مؤمنة بأن ابنها مات في قضية حق، ولامتهم على لغة خطابهم التي تتشابه مع لغة خطاب الصحفيين الصهاينة الذين ركزوا حديثهم عن كون ابنها قُتل بيد فلسطينية، ولكنها دحضت هذه الشبهة بردها عليهم قائلة: ألم يُقتل رابين بيد يهودية، وقُتل غاندي بيد هندية، فهل معنى ذلك تعميم الخطأ على جميع الهنود؟!
وإلى جانب الأم فقد قابلنا الأب الذي لا يقل ثباتًا عنها حيث قصَّ علينا أنه مريض بالسرطان، وعندما طلب من ابنه القدوم من غزة ليرافقه في رحلة علاجه فردَّ عليه فيكتوري أنه لديه ابنة يمكنها مرافقته، أمّا الفلسطينيون في غزة فلم يعد يساعدهم أحد!
والعجيب أن الأب أخبرنا بأنه ينوي في حالة شفائه أن يقوم بزيارة تضامنية مع قطاع غزة في العام القادم على متن سفينة الحرية الإيطالية، التي سيطلق عليها سفينة "فيكتوري أريجوني".
شكرا شكرا اخي الكريم " العرابي " واخواني الكرام على مروركم الجميل
وما أروع ان تصبح قضية فلسطين قضية عالمية تهتم بها كل شعوب العالم لأنهم سيرون كيف ستكون نهاية اليهود على أرض فلسطين المباركة عما قريب باذن الله وكيف سنريح العالم أجمع من شر يهود قاتلهم الله