المجاملات تطيح بالأندية خالد الخطاطبة
لم يكن مفاجئا لي ما كشفه أحد مديري فرق المحترفين بكرة القدم، من رضوخ فريقه الكروي "لسلطة" سماسرة اللاعبين، والمجاملات في التعاقد مع لاعبين محترفين، أو إحضار لاعبين محترفين من الخارج على نفقة النادي، رغم القناعة بعدم الجدوى من اختبار هؤلاء المحترفين، لتدني مستوياتهم الفنية، ولأنهم لم يكونوا أصلا لاعبي كرة في أنديتهم!.
تصريح مدير الفريق لم يكن مفاجئا لي، ولكنه بالتأكيد سيكون مفاجئا للكثيرين من متابعي كرة القدم المحلية، التي تئن تحت وطأة شح الموارد المالية، ورغم ذلك، تهدر الأندية أموالا كثيرة في "تفاهات" كروية، من أجل إرضاء هذا أو ذاك من الناس لعلاقته الجيدة مع النادي، أو نجاح "السمسار" بإقناع النادي بمستوى المحترف، من خلال إحضار محترفين وتجربتهم، سرعان يتم الاستغناء عنهم.
الكارثة في الموضوع هي تعرض إدارات الأندية للإحراج في رفض أي لاعب محترف لا يثبت حضورا جيدا، بحيث تتداخل عدة أمور في قضية الإبقاء على المحترف أو تسريحه، رغم أن العامل الفني هو الذي يجب أن يكون الفيصل في الحكم على التعاقد مع المحترف أو الإبقاء عليه.
الشواهد على ما سبق ذكره كثيرة وكثيرة جدا، ولكن آخر تلك الشواهد، كان قيام أحد الأندية الممتازة بالتعاقد مع لاعب محترف قبل حوالي أسبوعين، بعد قناعة الجهازين الفني والإداري بمستواه أثناء التدريبات، ولكن سرعان ما عاد النادي وأبلغ اللاعب بضرورة البحث عن ناد آخر، بحجة أن الجهاز الفني لم يقتنع بمستوى اللاعب خلال تجربته بمباراة ودية جرت الأسبوع الحالي.
نعم.. يجب الاعتراف بأن أنديتنا تتخبط في اختيار المحترفين، وأن عامل المجاملات و"السمسرة" هو الأكثر سطوة وتأثيرا في اختيار فرقنا لمحترفيها، الأمر الذي يلحق الضرر بالكرة الأردنية ويسهم في ضياع فرصة إشراك لاعب محلي ربما يكون نجما قادما، لا سيما وأن بعض المدربين يضطرون لإشراك اللاعب المحترف، ليس لارتفاع مستواه الفني، بل كون هؤلاء المدربين هم من أسهم في استقطاب المحترف، وبالتالي فإن جلوس المحترف على مقاعد البدلاء يحرج المدرب والإدارة، مما يضطر الجهاز الفني لإشراك لاعب محترف يقل مستواه الفني كثيرا عن لاعبين محليين يجلسون على مقاعد البدلاء وفي المدرجات.