"فيروز... صوت يُغنّي الوطن والحنين" - "فيروز... صوت يُغنّي الوطن والحنين" - "فيروز... صوت يُغنّي الوطن والحنين" - "فيروز... صوت يُغنّي الوطن والحنين" - "فيروز... صوت يُغنّي الوطن والحنين"
فيروز ليست مجرد مغنّية، بل هي حالة وجدانية تسكن تفاصيلنا اليومية.
هي رفيقة الصباح، ورفيقة الطريق، تُنصت لها الأمهات في المطابخ، ويتبع نغماتها التلاميذ في طريق المدرسة، والموظفون والجنود في دربهم نحو الواجب.
فيروز تهمس للنهار بجرعة من النور والحب، تعطيك طاقة إيجابية وهمسة صباحية دافئة، تُذكّرك أن في الحياة متسعاً للجمال.
بأغنيتها "رجعت الشتوية" تجعل من الشتاء حنيناً، ومن المطر طيفاً لأيام مضت.
وفي "الربيع طل"، تُزهِر الذاكرة، وفي "إجا نيسان"، يضحك القلب، أما في "يا صيف" و"خريف ورقو الأصفر"، فهي ترسم الفصول بريشة صوتها، وتُدخلنا "شتي يا دنيي" و"ثلج ثلج" بدفءٍ لا يعرفه غيرها.
فيروز هي بيت الجدة القديم، "اليوك" والصوف والكشتبان، حكايات الجن والغولة، دقّات النول وصوت الصوان، عبق الذكريات وحكايا الزمان.
هي تراب لبنان، أرزه، جباله، ووديان بعلبك، "بي راح مع العسكر" لكن ظِلّه ما زال هناك.
هي "بَحبك يا لبنان"، لا نغنيها فقط، بل نعيشها.
وفي دمشق، حيث "قاسيون" شاهد على الحب، و"بردى" يسقي الشوق، ننتظر "أواخر الصيف" بلهفة، ونردد معها "ردني إلى بلادي"، نحلم أن يكون اللقاء قريباً.
وفي القدس ويافا وبيسان، على "جسر العودة"، هناك في الأزقة القديمة، تصدح "شوارع القدس العتيقة" لتوقظ وطناً يسكن الصوت والذاكرة، وتنادينا "سنرجع يوماً".
وفي عمّان، عاصمة القلب، وبين صخور البترا، تتجلى فيروز شامخة كجبالها، تهمس لوطن العزم: "في حجم بعض الورد".
فيروز هي صوت "عودك رنان"، وهي التي غنت "أنا لحبيبي وحبيبي إلي"، و"يا مختار المخاتير"، و"سألتك حبيبي"، و"وحدن بيبقوا مثل زهر البيلسان".
فيروز هي من قالت "وقف يا أسمر"، وفي "يا جبل اللي بعيد"، بعثت فينا الذكريات، أحيت الشوق، أيقظت الحب، وأعادت للذكرى طعمها.
في صغرنا، دندنّا "هيك مشق الزعرورة يا أمي"، وغنّينا "ع الروزنا كل الهنا فيها"، وكأن ذلك الصوت طبع في الذاكرة.
فيروز ليست لحناً فقط، بل روح تُلامس أرواحنا، تأخذنا نحو كروم العنب، زهر الرمّان، عبق الطيون، ورائحة الزعتر، كأن صوتها يحمل تراب الأرض وندى الصباح.
فيروز هي الحبيبة، هي الوطن، هي الذاكرة، هي العزاء في الوحدة، والفرح في الأعياد، هي من تُمسك بأيدينا كل صباح وتهمس:
"ما زال في الحياة ما يستحق أن يُغنّى".
دمتِ لنا فيروز… سيدة الصوت والعمر، وسيدة الفصول الأربعة.