يتحدث الملك الراحل الحسين في كتابه (مهنتي كملك) ،عن حادثة اغتيال جده الملك عبدالله الأول، وكيف أن من كانوا حوله يوما يهتفون بحياته كانوا أول من تخلى عنه لحظة اغتياله. نترككم مع الحسين رحمه الله
(تقدم نحو المسجد ، وماكاد يخطو بضع خطوات ، حتى ظهر رجل وراء الباب الكبيرإلى اليمين : لم يكن في حالى طبيعية . وكان يمسك بسلاح. وقبل أن يستطيع أحد أن يبدي أية مقاومة ، أطلق النار. لم يره جدي أبداً . وكان على بعد مترين من القاتل .
فأصيب برأسه ، فانهار وقد انتشرت عمامته على الأرض. لم أتبين فوراً ما قد حدث
خلال لحظة كانت تبدو دهراً كاملاً ، بقي القاتل جامداً غير قادر على الحركة .
إلى جانب قدمي ، كان شكل أبيض مسجى على الأرض . وبقيت لا أفهم أبداً . وفجأة
استدار الرجل وفر هارباً. فانطلقت في أثره في داخل المسجد . وفي الوقت الذي انطلق
مسرعاً ، رأيت من طرف عيني كل أصدقاء جدي يهربون في كل اتجاه. إنني ما زلت أراهم، هؤلاء الكبراء وأعيان الدولة وهم يخفون وجوههم ويفرون كأنهم العجائز المذعورات . إن هذه الصورة سوف تبقى محفورة إلى الأبد في ذاكرتي أكثر من صورة القاتل، لأنها كانت إلى حد كبير البرهان الأكيد الدائم على ضعف الولاء السياسي وسرعة زواله).