الشعبية تنعي الرفيق المناضل والقائد الرمز أحمد اليماني (أبو ماهر)
الشعبية تنعي الرفيق المناضل والقائد الرمز أحمد اليماني (أبو ماهر) - الشعبية تنعي الرفيق المناضل والقائد الرمز أحمد اليماني (أبو ماهر) - الشعبية تنعي الرفيق المناضل والقائد الرمز أحمد اليماني (أبو ماهر) - الشعبية تنعي الرفيق المناضل والقائد الرمز أحمد اليماني (أبو ماهر) - الشعبية تنعي الرفيق المناضل والقائد الرمز أحمد اليماني (أبو ماهر)
الشعبية تنعي الرفيق المناضل والقائد الرمز أحمد اليماني (أبو ماهر)بقلوب يعتصرها الحزن والألم نعت اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمكتب السياسي والأمين العام المناضل أحمد سعدات الرفيق المناضل والقائد الفلسطيني الكبير أحمد حسين اليماني "أبو ماهر" الذي أمضى ستة عقود متواصلة في الكفاح من أجل تحرير فلسطين والوحدة العربية.
وقالت الجبهة في بيان نعي صدر عن لجنتها المركزية اليوم " فقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بأسره والأمة العربية وأحرار العالم كله رجلاً مناضلاً فذاً وقائداً متواضعاً أفنى عمره وحتى آخر لحظة من حياته في خدمة قضية شعبه وأمته العربية".
وأضافت: " لقد عرفت الجماهير الفلسطينية والمخيمات الفلسطينية في كل المواقع والأماكن الرفيق ابو ماهر مناضلاً صلباً وقائداً متواضعاً يعيش بكل جوارحه أحاسيس الناس ومشاكلها وهمومها وآلامها وآمالها في العودة والحرية والاستقلال والكرامة".
وتابعت: " وعرفت الجماهير العربية وقواها السياسية الرفيق أبو ماهر قائداً ومناضلاً وحدوياً آمن بالوحدة الوطنية الفلسطينية والوحدة العربية الشاملة طريقاً لتحرير كل ذرة من تراب فلسطين وتحقيق آمال وتطلعات الأمة العربية في التحرر والديمقراطية والاشتراكية والوحدة".
وعاهدت الجبهة جماهير شعبنا على أرض فلسطين وفي كل مواقع اللجوء القائد الغالي والرمز الكبير أحمد حسين اليماني على الاستمرار في الكفاح والمقاومة ومواصلة السير على نهجه وطريقه ومبادئه لتحقيق كامل أهداف شعبنا العظيم وأمتنا العربية المجيدة.
نبذة عن حياة القائد الفلسطيني الكبير
ولد ابو ماهر اليماني في قرية سحماتا التابعة لقضاء عكا في الجليل الأعلى في الرابع والعشرين من شهر ايلول عام 1924، نشأ و ترعرع في عائلة مكونة من 13 فردا(ثمانية ذكور و ثلاثة اناث ).
متزوج وأب لعائلة مكونة من ثمانية أفراد
تلقى علومه الإبتدائية في مدرستي سحماتا و ترشيحا، ثم انتقل الى صفد وعكا لمتابعة دراسته الثانوية ، ليتخرج بعدها من الكلية العربية في القدس .
عمل في دائرة الزراعة الحكومية في عكا ، و في دائرة الأشغال العامة في حيفا.
شغل منصب أمين سر النقابات المركيزة لعمال وموظفي دائرة الأشغال العامة ، وشغل منصب أمين سر فرع جمعية العمال العربية الفلسطينية في يافا، و وفي حيفا عمل على تنظيم نقابات جمعية العمال العربية الفلسطينية .
مارس مهمات نضالية على الصعيد الشعبي في فلسطين قبل النكبة فكان أميناً لسر اللجنة الشعبية المحلية لقرية سحماتا و أمينا لسر اللجنة المركزية في لواء الجليل الأعلى .
لجأ الى لبنان مع عائلته في أثناء نكبة فلسطين ، و تنقل في اكثر من قرية إلى أن استقر في طرابلس .
عمل مدرساً ومربياً فتنقل في العديد من المدارس في أكثر من منطقة في لبنان ، فكان مدرساً في كلية التربية والتعليم في طرابلس و من ثم مديرا لعدة مدراس في بعلبك و في عين الحلوة و برج البراجنة ، و مشرفاً على المدرسة الثانوية اللبنانية في برج البراجنة.
التحق ابو ماهر في ميدان العمل النضالي في الميدان العسكري فشارك في تأسيس المنظمة العسكرية لتحرير فلسطين في العام 1949، و أحد مؤسسي الفرع العسكري في حركة القوميين العرب.
شارك في تأسيس شعبة فلسطين في حركة القوميين العرب (الشباب العربي الفلسطيني)، و كان عضو قيادة الفرع الفلسطيني في الحركة .
وفي ميدان العمل الجماهيري أسس ابو ماهر على رابطة الطلاب الفلسطينيين في لبنان و أشرف عليها،و كما شارك في تأسيس إتحاد عمال فلسطين في لبنان ، بالإضافة الى مساهمته تأسيس اللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية في لبنان.
إحتل منصب نائب الأمين العام للإتحاد العام لعمال فلسطين و مندوبا للإتحاد في الأمانة العامة للإتحاد العام الدولي لنقابات العمال العرب (القاهرة).
شارك في تأسيس الكشاف العربي الفلسطيني في لبنان .
إحتل منصب امين سر رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان.
على الصعيد السياسي
إستغرق العمل النضالي والسياسي حياة ابو ماهر اليماني فكان أحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وواحداً من أبرز قياداتها منذ تأسيسها، فكان عضواً في المؤتمر الآول للجبهة الشعبية،و عضو القيادة المركزية، وعضو للجنتها المركزية وفي المكتب السياسي .
احتل منصب امين سر جبهة القوى الفلسطينية الرافضة للحلول الإستسلامية التي شُكلت في اواسط سبعينات القرن العشرين و امين سر جبهة الانقاذ الفلسطينية في العام 1986.
مثل الجبهة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فكان مسؤولاً عن دائرة التنظيم الشعبي و رئيس دائرة شؤون العائدين و عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني .
"لو كنت فنانا تشكيليا وأردت أن أرسم صورة تجسّد فلسطين حتى يومنا هذا لما وجدت خيراً من اليماني ليجسد الصورة الممزوجة بالألم والمعاناة والنضال..." شفيق الحوت ..
من لا يعرف أبو ماهر اليماني لا يعرف عن فلسطين، وعن المنظمة والفصائل، وعن الثورة وشعبها، وعن المخيمات وفقرائها والمسحوقين خلف أسوارها التي تحيط بها، ولا يعرف أيضا عن المقاومة والفدائيين والسلاح، ولا يعرف أبدا عن المال الوطني وكيف يجب أن نحافظ عليه وأن نسعى جاهدين لكي ننفقه بطرق مشروعة ونظيفة وبأعلى درجات التقشف. والضمير الراحل أبو ماهر اليماني كان قريبا، وحبيبا، وصديقا، وأبا، وأخا لكل هذه المسميات.
كان الصدر الكبير الذي يفيض بالإنسانية فيتسع للجميع، والقلب الحنون الذي يعطي الدفء لكل من يقصده، والعقل المتزن الذي لا يفكر إلا بالثوابت التي يجب أن يلتقي حولها كل فلسطيني. كم كان يتمنى الوحدة بين كل الأجزاء، وكم كان يمقت الاختلاف الذي يهدم ولا يبني! ومن بين عينيه كان يشع النور الفلسطيني الذي ما حادت بوصلته يوما عن شمالها.
(أبو ماهر) أحمد اليماني، ابن سحماتا في الجليل الأعلى والمولود في العام 1924، أعطى لفلسطين كل ما يملك، وناضل وعمل للتحرير والعودة من عشرات المواقع، فكان رائدا من رواد الحركة العمالية، وعضوا مؤسسا في حركة القوميين العرب، وأمين سر للعديد من الروابط والجبهات والمؤسسات. كما كان القائد الأصيل في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وممثلها في اللجنة التنفيذية للمنظمة، ومسؤولا عن دائرة التنظيم الشعبي وشؤون العائدين، وعضوا في المجلس الوطني. ولم لا يكون وهو الهادئ دائما الذي لا تفارقه الحكمة، ولا يغيب عنه كبرياء الرجال الذي نفتقد إليه في هذه الأيام.
رحل أبو ماهر مع ظهر الثلاثاء الماضي، عميدا للرافضين للانحراف عن المسار. رحل النحيف، قصير القامة، المرفوع الهامة والشامخ كجبال فلسطين، وهو يتمسك بنبذ نهج المساومة المستسلمة. رحل الذي كان يتهم كل من يحاول التفريط بذرة تراب بأنه مهزوم، لأنه كان يؤمن بالشعب وقوة الحق والإرادة. هكذا عاش، وهكذا رحل صلبا وعنيفا وبسيطا جدا في الوقت ذاته.
ولذلك، فلم يكن غريبا عليه أن يختلف مع نهج ومرحلة أوسلو وما نجم عنها من إفرازات، فقرر الابتعاد معتكفا في بيته مع أسرته في طرابلس، واكتفى بالقول إن جماعة أوسلو يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يقولون، طريقهم هذه لن تقود إلا إلى الاستسلام والفساد وشراء الذمم واستعباد العباد.
في هذا الوقت بدأ العمل على إخراج مذكراته الحافلة "مع الأيام"، والتي أراد لها أن تُغني التاريخ والحاضر والمستقبل الفلسطيني، فالمهم عنده أن لا تموت الذاكرة، لكي تبقى فلسطين حاضرة في أذهان كل الأجيال على طريق هذا الصراع الطويل بيننا وبين الغاصبين الصهاينة. فالشعب المؤمن بحقه وعدالة قضيته إذا ما واصل الكفاح بعيدا عن المساومة والتفريط والاستسلام، لا بد أن ينتصر مهما طال الزمن.
يا فلسطين لن ننساك! هذا هو شعاره الذي كان يستمد منه قوت يومه، والهواء الذي يتنفسه. بالأمس جاءت اللحظة التي توقف فيها القلب ليستريح، لكن الروح الحية التي تركها لنا أبو ماهر والذين سبقوه من السائرين على دربه ستبقى ترفرف فوق كل الرؤوس الحرة والشريفة.
الدموع وحدها لا تكفي لوداع الضمير الذي رحل، لكن الذي يخفف من الحسرة وألم الفراق يكمن في أن العظماء لا يرحلون، لأن عطاءهم وأفعالهم ستبقى خالدة إلى أبد الآبدين. وأسأل الله أن يكون التراب الذي أهيل فوق جسدك النحيل في مقبرة الشهداء بشاتيلا/ بيروت حنونا إلى أبعد الحدود، حتى يأتي اليوم الذي سيحملك فيه الرجال إلى سحماتا ليعاد دفنك من جديد أنت وكل الشهداء!