وصف ملامح المرحلة القادمة بعون الله تعالى (2) - وصف ملامح المرحلة القادمة بعون الله تعالى (2) - وصف ملامح المرحلة القادمة بعون الله تعالى (2) - وصف ملامح المرحلة القادمة بعون الله تعالى (2) - وصف ملامح المرحلة القادمة بعون الله تعالى (2)
وصف ملامح المرحلة القادمة بعون الله تعالى (2)
د. محمد أبو صعيليك
5- الهزيمة العظمى للروم:
تحدث النصوص عن وقعة عظيمة تقع بين المسلمين والروم (النصارى) ويكون النصر فيها للمسلمين، وهذه الوقعة تكون قبل ظهور الدجال، ويترتب عليها تغيير في ميزان القوى، فالغرب الكافر الذي ما كف عن استكباره واستعلائه على المسلمين، وما سكت عن إيقاع الويلات بهم، وهتك أعراضهم وسفك دمائهم وانتهاب مقدراتهم، ولا بد لهم من يوم ينتصفون منه فيه، وستكون تلك الوقعة العظيمة يوم الانتصاف من أولئك.
والغريب أن الكل يستعد لها سواء اليهود أو النصارى، ويتمنى أن يكون هو الذي يقوم بتنفيذ الحشود ضد المسلمين، وأبناء المسلمين كأنهم لا يعلمون عن هذه الوقعة شيئاً ولا يعلمون أن هزيمة الروم ستكون في تلك الوقعة، ولا يستعدون لها، ولكأن الأمر لا يعنيهم، ولكأن الإعداد يكون لسواهم، ولذا تراهم يصدقون كل مقولة تقال، ويتنادون مع من يتنادى بالسلام، والنصوص الشرعية تنص على أنه لا سلام، بل الحرب قادمة بعون الله تعالى.
6- اختلال موازين القوى في العالم:
تختل موازين القوى في العالم، ويكون هذا الاختلال في صالح المسلمين، ويظهر المسلمون كقوة يحسب لها حساب في العالم، ويكتمل انهيار ما لم ينهار من الحضارات المادية، وفي أول من ينهار أمريكا زعيمة العالم.. نعم ستنهار، وانهيارها سيكون في صالح المسلمين، وتظهر قوى كانت تحسب في يوم من الأيام من سقط المتاع، وتكون في المقدمة، وذلك وفق دولاب الحضارات، ودورة الزمان.
وهذا الأمر بداياته تتراءى للناظر في هذه الأيام، فمن كان يحلم بنشوء دولة يقال عنها أنها دولة إسلامية في وسط أوروبا، وتكون نذير خطير بالنسبة للغرب من المسلمين، ويجري الله تعالى فيها قدره بظهور العداوة بالإسلام سماعاً فقط، لكن الحقد يتوارث، فهؤلاء وإن كانوا في وسط أوروبا ولا يمتُ كثير منهم للإسلام بصلة، إلا أنهم أحفاد قوم مسلمين، وبقية من قوم قد حكموا المنطقة باسم الإسلام، وبراية القرآن، وكذا يقال في الجمهوريات التي خرجت من تحت عباءة الاتحاد السوفييتي بعد انهياره.. من كان يصدق أن أقواماً عزل سلحهم قليل يربكون روسيا وارثة سلاح وإمكانات الاتحاد السوفييتي السابق، ولا تستطيع التخلص منهم، فإذا أثخنوا فيها الجراح هاجمت نسائهم وأطفالهم وشيوخهم.
والكلام نفسه يقال عن المد القادم من أبناء المسلمين العائدين إليه في دول أوروبا وأمريكا، حتى أصبحت نسبة المسلمين في تلك البلاد مما يلفت النظر، وأصبحت الديانة الإسلامية هي الديانة الثانية في بعض دول أوروبا، وهي الديانة الثالثة في بعضها الآخر، وسيصبح هذا المستقبل واقعاً لا مناص منه، ويكون مقدمة للفتح الإسلامي القادم وقد فتحت بلاد في السابق بالسيف وفتحت أخرى بالخلق، ومن الذي يدري فلعل جزءاً من الفتوحات القادمة للبلاد المختلفة يكون سلاحها الحجة والإقناع والقدوة والخلق.
7- شيوع العدل:
تحدثت الأحاديث النبوية الشريفة عن شيوع العدل في الأرض بعد أن تكون قد ملئت ظلماً وجوراً، خاصة وأن الخلافة الراشدة سوف تحكم الناس بالقرآن، وحكم القرآن مظنة للعدل، والأرض متعطشة هي وأهلها إلى حكم القرآن وعدل القرآن، وقد بلغ الظلم في الأرض الزبى، وحتى أنه لا مزيد، والكل ينتظر زوال الظلم بكافة صوره، وينتظر العدل الذي وعد به الرسول صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث من أحاديثه الشريفة، وهذا العدل قادم بعون الله تعالى في الأيام القادمة، وهو جزء من مستقبل هذه الأمة، ومعلم من معالم المرحلة القادمة في تاريخ هذه الأمة بشكل خاص والعالم بشكل عام، وهذا الحال أمر طبيعي، بسبب حكم الناس بالقرآن وعودتهم إلى الإسلام، وهي دلالة عظيمة على ما يقدمه هذا الدين للناس في الأرض عندما يقومون بتطبيقه في الحياة.
8- شيوع الرخاء الاقتصادي في الأرض:
تتحدث الأحاديث النبوية الشريفة عن حالة الرخاء الاقتصادي في الأرض في الأيام القادمة، وخاصة أيام المهدي عليه السلام، وأيام عيسى بن مريم عليه السلام، وهذا الرخاء الاقتصادي يعم الأرض كلها ولا ينحصر في منطقة من المناطق دون غيرها، وكما هو الحال في هذه الأيام، حيث تكون بلاد في حالة رخاء بينما تكون بلاد أخرى تحت درجة الفقر والضنك الاقتصادي.
هذا الرخاء يتراءى أكثر في بلاد المسلمين وتظهر آثاره عليهم وهو عنوان امتلاك المسلمين لحريتهم الاقتصادية والمالية في بلادهم، وعدم خضوعهم لأعدائهم في مسألة الموارد الاقتصادية، وهو نوع من أنواع النصر التي وعدت بها الأمة المسلمة على لسان رسولها صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الأمة التي تمتلك قوتها تملك قرارها السياسي ويمكنها تدبير أمرها، والعناية بنفسها، ويمكنها أن تقول لكل من تخالفه: لا وألف لا، أما إذا كانت غير مستقلة في اقتصادها فلا يمكنها ذلك، وفي هذا الرخاء الرغد الاقتصادي، يتجلى عدل الإسلام، حيث إن دولة الخلافة الإسلامية سوف تساوي بين أفرادها وتوصلهم حقوقهم بالسوية، بالإضافة إلى بركة العدل في الأرض، وإخراج الأرض خيراتها لهذه الأمة، وفيه تتجلى بركة امتثال هذا الدين في حياة الناس، وفضل الالتزام به، وذلك كما حدثنا ربنا سبحانه حيث قال: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون"..
تلك حالة رآها سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، ولم نرها نحن، والنصوص الشرعية تحدثنا عن إمكانية تكرار تلك الحالة في واقع الناس إذا تحقق فيهم شرط، تلك الحالة الذي تحقق في أولئك، وهذا أمر قد وعدنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولن يتخلف وعده الصادق بعون الله تعالى.