خالد محادين - خالد محادين - خالد محادين - خالد محادين - خالد محادين
الكاتب الصحفي الشريف خالد محادين له جريدة الخندق وهذا عنوانها: alkhandaq.com وهذا آخر مقالاته:
ايها الاسلاميون اخرجوا من دينكم أو اخرجوا من مزرعتنا!!
الحمد كله لله، وله وحده الشكر، فقد تجاوز العالم ازمات وضعته على فوهة بركان او قرب اسطوانة غاز- التي تؤكد الحكومة مرة بعد مرة أنها لن ترفع سعرها - ومن هذه الازمات نجاح السياسيين العراقيين في تشكيل حكومتهم بعد ثمانية اشهر من الانتظار والحوار والخلوات والمناقشات في حين لم نحتج دائما سوى ليومين او ثلاثة ايام لنستقبل حكومة جديدة قديمة مثل ما سبقها ومثل ما سيأتي بعدها، كما ان (عصلجة) الكونجرس الامريكي ازاء معاهدة سارت انتهت بالموافقة عليها ويبدو ان ذيول العدوان الذي وقع بعد مباراة الفيصلي والوحدات توشك على الانتهاء بعد ان كشفت لجنة حكومية ان جمهور الوحدات هو الذي اعتدى على هراوات الجندرمة فأسال منها الدم الاردني الطاهر اما ما بقي من ازمات فهو اعداد قليلة منها الخلاف على تولي منصب الرئيس في ساحل العاج المشهورة بكاكاوها الضروري لعمل المشروب الساخن والكيك اللذيذ وتعديل المزاج، و كذلك الحرب الضروس المستمرة من قبل الحكومة ومن قبل مجلس النواب ، على المواطن الأردني الشيخ زكي بني رشيد حتى ان المراقب يشعر بتعاطف ويجد نفسه مضطرا الى مخاطبة الشيخ زكي بن رشيد بالقول (أين المفر يا شيخ فالحكومة أمامك والنواب خلفك وليس معك الا الله)!!
هذه المقالة – اولا- ليست بداية حملة ظالمة من طرفي ضد مجلس النواب، اذ قررت ان امنحه فترة العدة قبل أن أسجل ملاحظاتي عليه، وان كنت اشعر في داخلي ان ما كتبته عن المجلس السابق الخامس عشر يمكن ان يصلح اعادة نشرة عن المجلس الحالي السادس عشر، لكنني ولأنني لست ممن يفقدون الامل بسهولة، فسألتزم الصمت الخبيث حتى تنتهي فترة العدة.
كنت خارج الوطن عندما شنت فجأة حملة ضارية من السلطتين التنفيذية والتشريعية، لان الشيخ بني رشيد ردد بعض ما يقول الاردنيون في غالبيتهم عن شكوك تصل حد اليقين في نزاهة وشفافية الانتخابات الاخيرة التي حملت الى قبة البرلمان اعضاءه المحترمين الحاليين، وبدت لي الحملة قاسية وشرسة ومستفزة وتفتقد الى عقلانية المسؤول الذي يكون وزيرا في حكومة او نائبا ممثلا للشعب، ومع انني اعتبرتها جزءا من حروب الردة التي تخوضها دول وحكومات بقيادة امريكا واوروبا ضد الاسلام والاسلاميين لكنني فوجئت ان الحكومة العاجزة عن اطعامنا الخبز واسقائنا الماء وتوظيفنا ومعالجتنا وتدريسنا واحترامنا تنتصب مثل مارد من ورق لتهاجم مواطنا اردنيا اجتهد في القول وله اجران، حيث وزعت البنادق والقنابل والدروع على غالبية النواب الذين اجتمعوا وصاغوا بيانا راديكاليا ليس ضد العدو الصهيوني وليس ضد الاحتلال الامريكي وليس ضد الخبث الاوروبي وليس ضد بناء المستوطنات والعمل الجاري لتدمير المسجد الاقصى والحرم الابراهيمي ولكل الارض الفلسطينية وليس ضد الحصار العنصري للاهل في قطاع غزة وليس ... وليس... وليس... وانما ضد مواطن اردني عبر عن رأيه وموقفه كما يسمح له الدستور، وقال كلمته بغض النظر عن كونها كلمة حق او باطل، وشعرت وأنا استمع الى بيان مجلس النواب الذي تلاه نائب رئيسه انني امام البيان الاول لمجموعة من العسكريين ينفذون انقلابا في بلادهم، تشنج في اختيار الكلمات وتشنج في ايراد الصور وتشنج في القسوة والادانة اما الالقاء فلم يكن يخلو من طرافة سياسية يمكن وصفها بالرغبة في قطع المسافة القصيرة بين النواب والحكومة باسرع من الصوت لا طلبا لمنفعة ولا رجاء في طلب مساعدة وانما جاءت تعبيرا شاملا كاملا جامعا عن قناعة مؤسفة تخاطب الاسلاميين جميعا بجملة واحدة (اسمعوا اسمعوا جيدا: اما أن تخرجوا من اسلامكم او تخرجوا من مزرعتنا) وهي المخاطبة التي سبق للمشركين ان خاطبوا بها المسلمين الذين اعتنقوا لاسلام قبل اربعة عشر قرنا.
هل تنتهي هذه الازمة الوطنية؟ أم سيواصل بعض السادة النواب وغالبية منتسبي الحكومة بحكم الوظيفة او بحكم جنون النفاق في الحملة على الاسلاميين بناء على اجندة خارجية او داخلية ومحاولة شيطنة الشيخ زكي بني ارشيد المسلم الشجاع الذي يقول كلمته ويتهم دائما بالعمالة لحماس وكأن حماس وكالة المخابرات المركزية او الموساد، ومن المؤكد ان ما لم ينشر من وثائق ويكيلكس سيكشف لنا ما اذا كان بعضنا مرتبطا بهذين الجهازين الصديقين، الاسلاميون في الاردن لن يخرجوا من دينهم ولن يخرجوا من وطنهم ويظل الامل معقودا على بعض مسؤولينا وبعض نوابنا في ان يدخلوا في الاسلام ويدخلوا في خدمة الوطن واهله.