أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (1) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (1) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (1) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (1) - أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (1)
أحاديث عودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان (1)
د. محمد أبو صعيليك
تحدثت بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن عودة الخلافة الراشدة إلى الأرض بعد غياب طويل، وهذا النوع من الأحاديث يعد من المبشرات الخاصة التي بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها أمته بالنصر والتمكين في الأرض، وأن من دلائل هذا التمكين عودة الخلافة الإسلامية إلى الأرض، لينعم الناس في ظلها بالعدل، وليروا فيها الأمن والأمان، وليروا فيها دولة الإسلام التي اشتاقت قلوبهم للعيش في ظلها، وليتحقق لهم وعد الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بالنصر والتمكين للأمة من هذا الجانب، حيث يرون الإسلام عزيزاً قوياً له دولة تحكم بالقرآن ويحسب لها أعداؤها ألف حساب، ويجد المؤمن فيها المنعة ولا يضام مؤمن في العالم في حال وجودها.. هذا ما وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعده حق وصدق.
لذا؛ نورد أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المبشرة بعودة الخلافة الإسلامية إلى الأرض في آخر الزمان، وذلك وفق الشرط الذي شرطنا في بداية هذه المقالات، وما نورده هو ما يلي:
- حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء رفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة.
تخريج الحديث: روى هذا الحديث كل من الطيالسي في مسنده، وأحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، والبزار، والطبراني في الأوسط، والخطابي في غريب في الحديث.
درجة الحديث: رجاله ثقات، وسنده صحيح وقد صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.
غريب الحديث:
- الملك العاض والعضوض: هو ملك فيه عنف وظلم.
- الملك الجبري: قال الخطابي: والمعنى أن المُلك يقضي إلى قوم يسوسون الناس بالدهاء والنكر.
تعقيب على الحديث:
يحدد هذا الحديث المراحل التي مرت بها الخلافة وستستمر في حياة المسلمين وتاريخهم، وهو يسجل أنواع الحكم التي مرت على الأمة المسلمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه المراحل هي:
1- مرحلة الخلافة على منهاج النبوة.
2- مرحلة المُلك العضوض.
3- مرحلة المُلك الجبري.
4- مرحلة الخلافة على منهاج النبوة.
وبعد هذا يمكننا ان نحدد هذه المراحل كما يلي:
المرحلة الأولى: مرحلة الخلفاء الراشدين الأربعة.
المرحلة الثانية: مرحلة الخلفاء الأمويين.
المرحلة الثالثة: مرحلة ما بعد الأمويين إلى أيام الناس هذه.
المرحلة الرابعة: مرحلة الخلافة على منهج النبوة وهي التي ينتظرها الناس.
وفي الحديث عن هذه المراحل يقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى: "وواضح أن الدور الأول والثاني انتهى بزوال الخلافة الراشدة، وأن الدور الثاني استمر حتى زوال الدولة العثمانية، وأن الدور الرابع هو الذي نحن فيه وأن الدور الخامس قادم بإذن الله".
قلت: والأدوار أربعة وليست خمسة كما قال الشيخ سعيد رحمه الله تعالى.
وفي هذا الحديث أن مرحلة خيرة ينتظرها الناس، وهي مرحلة الخلافة على منهاج النبوة، والتي تمسح عن الناس آلام الماضي، وشدة الحكم الجبري، وعوامل ضعف المسلمين، وهذه المرحلة المذكورة هنا قادمة بعون الله تعالى، وإن لم تدركها أعمار بعض السامعين للبشارة إلا أنها واقعة لا محالة ولا يحتج عليها بكثرة السنين لأن صعود الأمم إلى مدارج العلى والرفعة لا يرتبط بأعمار الأشخاص ولذا فقد يطول في نظر المتعجلين من الناس.
لكنه آت بعون الله تعالى ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريباً نسأل الله تعالى أن يمّن علينا بإدراك دولة الخلافة الإسلامية وأن يكرمنا بالعمل جنداً لها أنه على ما يشاء قدير وأن يمّن على المسلمين فتكتحل عيونهم بروية الإسلام عزيزاً.
تقوم دولته وتعلو رايته ويهاب الناس جانبه، ويحيا الناس حياة العدل والأمان في ظل الإسلام وتحت راية القرآن ليضرب للناس المثل الواقعي تحت تطبيق هذا الدين في واقع الناس وبعد أن مرت عليهم التجارب المختلفة التي ما رأوا فيها إلا الأذى والفساد والله المستعان.