كنتُ أطالع موضوع " عكّات وحداتية " في الاستراحة لأخي الحبيب أستاذ اللغة العربية أبي آدم ، وما فيه من عثرات وأخطاء نحوية وإملائية جاءت في مشاركات مقتبسة ، نقع فيها ويقع فيها كثير من الإخوة الأعضاء ، وكنتُ أفكّر أيضًا بما طرحه الأخ الحبيب أبو عمّار الجنيدي في موضوع " تنبيه هام جدًّا " في الجماهير ، ووقفتُ على كلمة ( نادي ) والتي تتكرر كثيرًا في مشاركاتنا ومواضيعنا ، وكلمة ( نادي ) تُصنّف ضمن الاسماء المنقوصة في علم الصرف ، وهي الاسماء التي يأتي آخرها حرف ياء لازمة مكسور ما قبله ( ــِ ) حيث يُعربُ هذا الاسم بحركات مقدّرة في حالة الرفع والجرّ بعد حذف يائه اللازمة ، وتشكيل الحرف ما قبلها بتنوين الكسر لمناسبته ذلك الحرف المكسور الذي يسبق الياء اللازمة في الاسم المنقوص ، هذا إن لم يكن الاسم المنقوص معرّفًا بـ ( الـ ) التعريف أو معرّفًا بالإضافة ..
وهنا استوقفني بعض الكلمات ( أسماء وأفعال ) وردت في القرآن الكريم ، كنتُ قرأتُها وقد حُذِفت ياؤها على الرغم من تعريف تلك الاسماء المنقوصة منها بـ ( الـ ) التعريف ولا موجب لحذف الياء في الفعل من تلك الكلمات !.
بحثتُ عن السبب ، فوجدتُ ما هو آتٍ في هذا المنقول من توضيح :
* * *
الأسماء الثلاثة عشر التي حذفت فيها الياء
الاسم الأول : المتعال
في قوله تعالى: (عَـاـلِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَـاـدَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ(9) الرعد
حذفت الياء في صفة الله "المتعالي" لأنها صفة علو لله تعالى، وهي صفة دائمة لله لا تحول عنها.
الاسم الثاني: الداع
في ثلاث مواضع؛
في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(186) البقرة.
حذفت ياء (الداعي) في هذا الموضع لاشتمال الاستجابة كل داعٍ، وكل دعاء، ولا تقف عند داعٍ بعينه أو دعوة خاصة لأحد.
أما حذفها في قوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ(6) القمر.
وفي قوله تعالى: (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَـاـفِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ(8) القمر.
فلأجل أن الداعي فيهما يدعو إلى جزاء للكافرين دائم لا تحول له.
أما إثباتها في قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا(108) طه.
فلأجل أن الداعي يدعو إلى موقف الحساب، ويقودهم إليه، وليس هذا بموقف دائم، وله زمن محدد ينتهي عنده، وما بعده إما إلى الجنة وإما إلى النار.
الاسم الثالث : صَالِ
في قوله تعالى: (فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَـاـتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَصَالِ الْجَحِيمِ(163) الصافات.
حذفت ياء (صالي) لإفادة الديمومة في دخول النار، ومقاساة حرها وعذابها الذي لا يتوقف ولا ينقطع.
الاسم الرابع : المهتد
في قوله تعالى: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَـاـتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِوَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) الكهف.
وفي قوله تعالى: (وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَـاـهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَـاـهُمْ سَعِيرًا(97) الإسراء.
حذفت ياء (المهتدي) في الموضع الأول والثاني لمن ثبتت له الهداية الدائمة، ويقابل من ضل ضلالاً دائمًا لا يجد له وليًا مرشدًا، ومأواه جهنم كلما خبت زادهم سعيرًا.
أما إثباتها في قوله تعالى: (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَـاـسِرُونَ(178) الأعراف.
فلبيان أن المهتدي بما أعطاه الله من الآيات والبينات قد يقع في الفتنة والغواية، وينسلخ من آيات الله، ويكون من الضالين، وقد سبق هذه الآية من كان مثالا على ذلك؛ في قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَـاـهُ آَيَـاـتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَـاـنُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) ....(177) الأعراف، فكانت الآية تعقيبًا على من لم يستمر على الهداية، وتحول عنها، فثبتت ياء التحول ولم تحذف.
الاسم الخامس: الباد
في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَـاـهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَـاـكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(25) الحج
الباد في هذه الآية كل من لم يكن من أهل مكة، وبلده خارجها أو بعيدة عنها، وهذا حال لكثير من الناس بصفة دائمة، لذا حذفت ياء البادي، فلن تخلو الأرض يومًا من ساكن فيها خارج مكة، وهم الأكثر والسواد الأعظم إلى يوم القيامة
الاسم السادس : واد
في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَـاـأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَـاـكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَـاـنُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ(18) النمل
النمل من الحشرات التي لا تكاد تخلو أرض من نوع من أنواعها التي تتخذ الأودية مساكن لها، وهذا من الأمور الدائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فناسب ذلك حذف الياء، وكذلك إضافة الوادي إلى النمل فصار علمًا دائمًا للنمل.
الاسم السابع : الواد
ذكر الواد في أربع مواضع:
في قوله تعالى: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(12) طه.
وفي قوله تعالى: (فَلَمَّا أَتَـاـهَا نُودِي مِنْ شَـاـطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَـاـرَكَةِ مِنْ الشَّجَرَةِ أَنْ يَـاـمُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَـاـلَمِينَ(30) القصص.
وفي قوله تعالى: (إِذْ نَادَـاـهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(16) النازعات.
وفي قوله تعالى: (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ(9) الفجر.
الأودية التي ذكرت في هذه الآيات وآية النمل إنما هي أودية خاصة، والأودية من المواضع الدائمة المستمرة في جغرافية الأرض، والتي تزداد ولا تنقص في معظمها، فحذف ياء الوادي أنسب لها.
الاسم الثامن : كالجواب
في قوله تعالى: (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَـاـرِيبَ وَتَمَـاـثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِوَقُدُورٍ رَاسِيَـاـتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ(13) سبأ
الجفان :القدور، والجواب : الحياض الكبيرة التي يجمع فيها الماء للإبل، أو التي في الجبال يجتمع فيها ماء المطر، وهذه الجوابي جمع جابية من الأشياء التي لا يستغني عنها الناس لما وضعت له، وإن لم يصنعها من الطين والحجارة صنعها من المعادن، وشبهت الجفان بها لبيان ضخامة حجمها، وطول عمرها الذي ناسب حذف الياء منها، ودائمًا المشبه؛ أقصر أحدث عمرًا من المشبه به، والحذف كان في المشبه به.
الاسم التاسع : التلاق
في قوله تعالى: (رَفِيعُ الدَّرَجَـاـتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ (15) غافر
يوم التلاقي هو يوم القيامة، يوم الخلود، يوم يلاقي كل واحد عمله فيه فيخلده؛ إما في الجنة، أو يهوي خالدًا في النار، فحذفت ياء التلاقي ليتعاضد الرسم مع المعنى في بيان خلود ذلك اللقاء بين الإنسان وعمله وفي هذا نذارة عظيمة.
الاسم العاشر : التناد
في قوله تعالى: (وَيـاَـقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ(32) غافر.
حذف الياء في التنادي كحذفها في التلاقي، إذ يوم التنادي هو يوم القيامة؛ فمن نودي لرحمة الله فهو في رحمة دائمة لا يخرج منها، ومن نودي لعذاب الله فهو في عذاب لا يفارقه، لا العذاب ينتهي ولا هو يموت فيفارقه.
أما إذا أريد بيوم التناد يوم ينادي بعضهم بعضًا للتجمع أو الهرب من العذاب يوم وقوعه، وهذا ما يبينه بعدها القول المفسر له؛ (يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) غافر، ولا إدبار لأحد يوم البعث. وقد كان منهم التنادي للخروج للحاق ببني إسرائيل، وجاءهم الهلاك بهذا الخروج، ولم يكن لهم عاصم من الله يوم أغرقهم أجمعين.
والتخويف من العذاب الأقرب أولى من التخويف من العذاب الأبعد لقوم لا يؤمنون، وقد خوفهم بما حدث لمن سبقهم؛ (وَقَالَ الَّذِي ءامَنَ يَـاـقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ (31) غافر.
الاسم الحادي عشر : الجوار
في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَـاـتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَـاـمِ(32) الشورى
وفي قوله تعالى: (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَـاـمِ(24) الرحمن.
حذفت ياء (الجواري) لأن السفن لا تتوقف في البحر، والذي يمنع حركتها هو تثبيتها بالمرساة، وتظل الأمواج والمد والجزر يحركها باستمرار، ويقوي ذلك استعمال حرف الجر (في) البحر؛ الذي لا يستخدم إلا مع وجود الحركة؛ والجواري هي تسمية للسفن في حال الحركة والجريان، وقد ناسب حذف الياء استمرار السفن في جريها، وسيرها في حاجة الناس، وحاجة الناس دائمًا في ازدياد لها.
أما حذفها في قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ(16) التكوير.
فلأجل أن النجوم لا تتوقف في سيرها، وإن غلب ضوء الشمس ضوءها في النهار فتعذر رؤيتها، فناسب الحذف استمرار النجوم في سيرها الذي لا يتوقف.
الاسم الثاني عشر : المناد
في قوله تعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ(41) ق.
حذفت الياء في (الفعل ) و (الاسم) معاً لما يترتب على نداء المنادي من إجابة لحياة مستمرة لا مثيل لها، ولا غياب لأحد عنها، ولا انصراف ولا رجوع بعدها؛ إجابة للبعث الدائم والحياة الجديدة التي لانهاية لها، ولا موت يأتي عليها.
الاسم الثالث عشر : هاد
في قوله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(54) الحج.
الهداية في الموضع الأول من الله، والله هو الهادي إلى صراط مستقيم، وهدايته دائمة، فحذفت لذلك الياء.
وأما حذفها في قوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِهَـاـدِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَـاـلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَـاـتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ(53) الروم
فلأجل أن أصل الهداية ليست من الرسول ، وإنما هي من الله تعالى، وإنما على الرسول الدعوة والبلاغ، وإقامة الحجة عليهم، .
وأما إثباتها في قوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِهَـاـدِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَـاـلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَـاـتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ(81) النمل
فلأجل أن النفي لم يدم في كثير من الناس الذين دعاهم الرسول إلى الهداية، إذ أنهم بعد عدم استماعهم للرسول، وعداوتهم لله ورسوله؛ تحولوا بعد هداية الله لهم إلى جند مدافعين عن الإسلام، ونصرة الرسول ، وقد قال تعالى قبلها لرسوله: (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) وتوكل الرسول على الله في دعوته لهم إلى الإسلام، وترك ما هم عليه من الكفر والشرك؛ واستمراره بالدعوة لهم، ومجاهدتهم؛ جعل الجزيرة كلها تدخل برحمة الله قبل موته في دين الله أفواجا.
والعمي في آية الروم من النوع الذي لا يريد الإبصار، فيعجز عن هديهم، ويموتون على عماهم.
والعمي في آية النمل من النوع الذي لم يعرف النور من قبل، ويؤمل في هديهم مع الاستمرار في دعوته.
الموضوع مش طويل ، كلهم 13 اسم وفعل واحد انحذفت ياؤهم .. وانا كنت سأكتفي بعرض الاسماء التالية التي وردت على شكلها بالرسم القرآني بحذف يائها :
أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ
وله الجوارِ المنشآتُ في البحر
لكنني وجدتُ هذا الموضوع الشامل ونقلتُه ، وفيه تفسير لحذف الياء من الاسم المنقوص في كثير من الحالات التي جاء رسمها كما ورد في القرآن الكريم لتعمّ الفائدة أكثر وللإلمام بكل هذه الحالات وتفسيرها .
عظيم ما تفضلت به أيها العظيم
وما طرح هنا يحتاج إلى ثقافة عميقة جدا ، ليس في اللغة العربية ونحوها وصرفها فحسب ، بل إلى من هو مطلع على علم "الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم " والمتبحر فيه ، ولا أشهر من عرف بعلمه ومعرفته بهذا العلم من الدكتور فاضل صالح السامرائي ، الذي له العديد من المؤلفات تتناول هذا الجانب...
وبما أنك بحثت عن سبب حذف الياء في الفعل " دعان " ولم تصل إلى نتيجة ، أو ربما لم تصل إلى ما يشبع قناعتك في الإجابة ، إلا أنني سأطرح ما وصلت إليه من تعليل علّه يكون وجبة طيبة تستلذ بها ..
يشير حذف الياء في الفعل "دعان" إلى كثرة الدعاء و بأنه دعاء متكرر مستمر كثير و ليس نادراً قليلاً ! لأن الله - سبحانه وتعالى- يحب أن يدعوه عباده وعلى الدوام . ثم إن الله - سبحانه- قال :"أجيب دعوة الداع" ولم يقل : أجيب الداع ، وفي قوله - تعالى - إشارة إلى أنه يحب أن ندعوه، فهو - سبحانه - يجيب الدعوة لا الداعي.
فحذف الياء إذن من الفعل "دعان" هو من باب أن الله - سبحانه وتعالى - يستجيب لمن دام توجهه إليه - تعالى- بالدعاء.
هذا والله - تعالى - أعلم..
همسة
"هناك الكثير الكثير من الأمثلة المشابهة للأسماء التي تفضلتَ بها في موضوعك تتناول الأفعال ، حبذا لو قمنا سوية ولمن يحب أن يشارك أيضا ، بطرح مثال واحد في كل مشاركة ، حتى يتسنى لنا جميعا قراءتها بتأن وإمعان ... أقول لكل مشاركة واحدة مثال واحد فقط لكي نستفيد جميعا..
عظيم ما تفضلت به أيها العظيم
وما طرح هنا يحتاج إلى ثقافة عميقة جدا ، ليس في اللغة العربية ونحوها وصرفها فحسب ، بل إلى من هو مطلع على علم "الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم " والمتبحر فيه ، ولا أشهر من عرف بعلمه ومعرفته بهذا العلم من الدكتور فاضل صالح السامرائي ، الذي له العديد من المؤلفات تتناول هذا الجانب...
وبما أنك بحثت عن سبب حذف الياء في الفعل " دعان " ولم تصل إلى نتيجة ، أو ربما لم تصل إلى ما يشبع قناعتك في الإجابة ، إلا أنني سأطرح ما وصلت إليه من تعليل علّه يكون وجبة طيبة تستلذ بها ..
يشير حذف الياء في الفعل "دعان" إلى كثرة الدعاء و بأنه دعاء متكرر مستمر كثير و ليس نادراً قليلاً ! لأن الله - سبحانه وتعالى- يحب أن يدعوه عباده وعلى الدوام . ثم إن الله - سبحانه- قال :"أجيب دعوة الداع" ولم يقل : أجيب الداع ، وفي قوله - تعالى - إشارة إلى أنه يحب أن ندعوه، فهو - سبحانه - يجيب الدعوة لا الداعي.
فحذف الياء إذن من الفعل "دعان" هو من باب أن الله - سبحانه وتعالى - يستجيب لمن دام توجهه إليه - تعالى- بالدعاء.
هذا والله - تعالى - أعلم..
همسة
"هناك الكثير الكثير من الأمثلة المشابهة للأسماء التي تفضلتَ بها في موضوعك تتناول الأفعال ، حبذا لو قمنا سوية ولمن يحب أن يشارك أيضا ، بطرح مثال واحد في كل مشاركة ، حتى يتسنى لنا جميعا قراءتها بتأن وإمعان ... أقول لكل مشاركة واحدة مثال واحد فقط لكي نستفيد جميعا..
طيب الله وقتك وأوقاتكم جميعا
بارك الله فيك أخي أبا آدم ، وعظّم جهدك بالخير وجزاك بمثله خيرًا عظيمًا ..
دائمًا أستلذ بكل ما تطرح أبا آدم ، لكنني لم أقتنع بما تفضلتَ به بخصوص حذف الياء من الفعل ( دعانِ ) فهي ليست ياء أصلية ( لازمة ) في الفعل كما هو الحال في الفعل ينادي الذي حُذِفت ياؤه في الرسم القرآني (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ(41) ق ، إنما هي ياء المتكلم ( ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به ) وتم حذفها والاستعاضة عنها بحركة الكسر على نون الوقاية دعانِ ..
بدّي تفسير أوضح وأكثر إقناعًا لحذف ياء دعانِ ، ههههههههه
بارك الله فيك أخي أبا آدم ، وعظّم جهدك بالخير وجزاك بمثله خيرًا عظيمًا ..
دائمًا أستلذ بكل ما تطرح أبا آدم ، لكنني لم أقتنع بما تفضلتَ به بخصوص حذف الياء من الفعل ( دعانِ ) فهي ليست ياء أصلية ( لازمة ) في الفعل كما هو الحال في الفعل ينادي الذي حُذِفت ياؤه في الرسم القرآني (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ(41) ق ، إنما هي ياء المتكلم ( ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به ) وتم حذفها والاستعاضة عنها بحركة الكسر على نون الوقاية دعانِ ..
بدّي تفسير أوضح وأكثر إقناعًا لحذف ياء دعانِ ، ههههههههه
أشكرك أيها الجميل
فبعد البحث و "البحبشة" التي امتدت إلى أكثر من ساعتين وربما زادت عليهما ، وجدت الإجابات التالية:
منهم من يقول إنها إحدى القراءات
ولكن الكثير ممن يقول ما نقلته لك في مشاركتي الأولى..
والشيء بالشيء يذكر ، تفضل هذا الاقتباس الجميل:
أنه قال ((أجيب دعوة الداع إذا دعان)) و لم يقل (أجيب دعوة الداع إن دعان) و في هذا معانٍ بلاغية غاية في الدقة، منها أنه استخدم أداة الشرط ((إذا)) و لم يستخدم أداة الشرط ((إن)) ، فما الفرق بينهما؟
السبب أن (إن) تستخدم للأحداث المتباعدة و المحتملة الوقوع و المشكوك فيها و النادرة و المستحيلة ، كقوله ((قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين)) و قوله ((و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا)) لأن الأصل عدم اقتتال المؤمنين ، و قوله ((ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني)) ، و لم يقل (إذا) استقر مكانه و قد علمنا أن الجبل دك دكاً! و كقوله ((قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا)). بينما (إذا) تعني المضمون حصوله أو كثير الوقوع ، مثل قوله ((كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت)) لأن الموت واقع لا محالة ! و قوله ((و ترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم)) و قوله ((فإذا انسلخ الأشهر الحرم)) و قوله ((فإذا قضيت الصلاة)) ، و لذلك نرى أن كل أحداث يوم القيامة تأتي ب (إذا) و لم تأت بـ (إن) ، مثال ذلك قوله ((إذا زلزلت الأرض زلزالها)) و قوله ((إذا الشمس كورت و إذا النجوم انكدرت و إذا الجبال سيرت ...)) و قوله ((إذا وقعت الواقعة)) و غيرها من أحدث يوم القيامة حيث لم تأت أيا ًمنها بأداة الشرط (إن) لأنها تحتمل الندرة و عدم الوقوع.
و من روعة هذا البيان هو حينما تأتيان معاً في موضع واحد فيستخدم (إذا) للكثرة و (إن للندرة) مثل قوله تعالى ((إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم .. و إن كنتم جنبا )) فجاء بأ (إذا) للوضوء لأنه كثير الوقوع و (إن) للجنب لأنه نادر الحصول ، و مثل قوله ((فإذا أحصن فإن أتين بفاحشةٍ)) فالإحصان متكرر و الفاحشة من النوادر!
ابحث ، ابحث أيها الرائع ،، فأنا لم أقتنع بشكل كاف بعد .. إذ أنني أعتقد أن الباحثين قد أسقطوا حالات الديمومة والتكرار قياسًا على حالات الياء في الأسماء والفعل المذكورين في هذا النقل على حذف هذه الياء ( ضمير المتكلم ) من الفعل ( دعانِ ) ، وإن كنتُ أميل لاعتبار التفسير الأول الذي جاء في مداخلتك الثانية وهو أن هذه الحالة هي إحدى القراءات ..
وتفسير ميلي إلى اعتبار الإجابة على أنها إحدى القراءات ، أن للقرآن أوزانًا في النظم لكلام الله المعجز المتعبد بتلاوته وترتيله بمقامات وأوزان خاصة ..
كلنا يعرف أن الألفاظ القرآنية جاءت مناسبة للحال ، أي أنه إذا كان في الحال صعوبة فإن الألفاظ تأتي لتناسب الحال ، ومن أمثلة ذلك قوله - تعالى :"فَمَا اسطَاعُوا أَن يَظهَرُوهُ وَمَا استَطَاعُوا لَهُ نَقباً" الكهف 97.
وجاء في تفسير حذف التاء من الفعل الأول"اسطاعوا" ، وإثباتها في الفعل الثاني "استطاعوا" ما يلي:
هذا الردم الذي بناه ذو القرنين ليسد ويكفى شر يأجوج ومأجوج حاولت تلك القبائل (يأجوج ومأجوج) أن تتجاوزه إلى ما تريد، ولا سبيل لهم إلى تجاوزه إلا بإحدى طريقين:
الطريقة الأولى: أن يظهروا على السد بمعنى أن يصعدوا عليه أن يرتقوا عليه ثم يصلون إلى مرادهم.
والحالة الأخرى: أن يحدثوا فيه نقبا فإذا أحدثوا فيه نقبا سهل لهم بعد ذلك أن يخرجوا إلى غيرهم من خلال هذا النقب ، هذا هو المتعين لهم والذي يلومونه.
ومعلوم أنهم إذا اختاروا إحدى الطريقتين، فإذا اختاروا الارتقاء والعلو والظهور كما حكاه الله فإنه بلا شك أسهل من قضية أنهم يسعون في النقب ذلك الردم، ومعلوم لكل ذي عقل أن ارتقاء الشيء والعلو عليه ارتقاء الجبل مثلاً والعلو عليه أيسر بكثير من نقبه وخرقه، ولهذا جعل الله جل وعلا ذلك الظهور قرنه بالفعل (اسطَاعُوا) مخففاً ( فَمَا اسطَاعُوا أَن يَظهَرُوهُ ) حتى تدخر (التاء) لما هو أشد وهو النقب فيصبح هناك توازن ما بين المعنيين المراد ذكرهما، وما بين الفعلين اللذين سبق بهما ذلك المعنى.
وما جاء في الفعل "دعان" في الآية الكريمة المطروحة في المشاركات السابقة يحمل ذات السبب ،فقد حذفت ياء المتكلم للتخفيف والسبب سهولة طريق الدعاء إلى الله - تعالى - إذ لا وساطة بين دعوة العبد وربه...
الموضوع مش طويل ، كلهم 13 اسم وفعل واحد انحذفت ياؤهم .. وانا كنت سأكتفي بعرض الاسماء التالية التي وردت على شكلها بالرسم القرآني بحذف يائها :
أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ
وله الجوارِ المنشآتُ في البحر
لكنني وجدتُ هذا الموضوع الشامل ونقلتُه ، وفيه تفسير لحذف الياء من الاسم المنقوص في كثير من الحالات التي جاء رسمها كما ورد في القرآن الكريم لتعمّ الفائدة أكثر وللإلمام بكل هذه الحالات وتفسيرها .