هم فلسطينيون رفضوا التجنيد الإجباري في صفوف جيش الاحتلال الصهيوني .. آثروا السجن على رفع السلاح في وجه شعبهم .. لم يتخلوا عن هويتهم الفلسطينية رغم كل محاولات صهر الوعي التي مورست ضدهم ... لندعم الدروز الفلسطينيين الرافضين للتجنيد الإجباري في حملة "أرفض. شعبك بيحميك"
اترككم مع هذا التقرير :
لقد رأت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية منذ النكبة واحتلال فلسطين إلى يومنا هذا، الضرورة القصوى في الربط بين العسكري والسياسي. ففي آب 1948، عمّم رئيس أركان الجيش، يعكوف دوري، أمراً يعلم فيه أقسام الجيش عن قيام وحدة ”الأقليّات“. قبل أن يشغل دوري ذلك المنصب، كان ولسنوات رئيس فرق ”الهاجانا“ الصهيونية. وأشار دوري في الأمر الذي عمّمه إلى أن قائد وحدة ”الأقليات“ يعيّن بالتنسيق مع القسم السياسي لوزارة الخارجية وينسق معها في كل مهمة ذات أوجه سياسية مناطة به. وجرى تمرير قانون التجنيد الإلزامي عام 1949 وكان آخر تعديل له عام 1986. وينص القانون على أن جميع الإسرائيليين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً يجب أن يجندوا، إلا إذا تم إعفاؤهم. ويستثنى من القانون اليهود الذين يدرسون في المعاهد الدينية (حريديم) والسيدات المتدينات، إضافة إلى الفلسطينيين. وفي عام 1956، صدر قانون يلزم دروز فلسطين بالخدمة العسكرية. وقد عارضت هذا القانون قيادات درزية عديدة وتخاذلت أخرى. لكن في خلاصة الأمر واجه هذا القانون في حينه معارضة بين الفلسطينيين الدروز أنفسهم. واستخدمت السلطات الإسرائيلية أساليب عدة منها الملاحقة والتهديد بحبس أهالي الفارين من الخدمة وما إلى ذلك بغية إخضاعهم للتجنيد
لا توجد أرقام رسمية وموثوقة عن نسبة الرافضين للتجنيد الإجباري بين الفلسطينيين الدروز. تدعي السلطات الإسرائيلية أن هذه النسبة منخفضة ولكن دون أن تعطي أي برهان على ذلك. على أرض الواقع، يلاحظ النشطاء في هذا المجال، أن عدد الشباب الرافض للتجنيد الإجباري يزداد. وفي الآونة الأخيرة إزداد عدد أولئك الذين يصرّحون برفضهم علناً. وهذا الرفض، سواء كان علنياً أم لا، يعرض صاحبه للسجن ولعقوبات أخرى
تسلط هذه المقابلة مع ميسان حمدان* الضوء على مبادرة شابة وجريئة ضد التجنيد الإجباري للفلسطينيين الدروز بعد مبادرات أخرى سابقة لم تلق نفس الزخم الإعلامي.
ابتسام عازم: كيف تأسست مجموعة ”مناهضة التجنيد الإجباري“ المفروض على الفلسطينيين الدروز؟
ميسان حمدان: أولًا سأبدأ بأننا أطلقنا مؤخراً اسماً على الحراك: "ارفُض، شعبك يحميك". بدأتُ شخصيًا بالتنسيق والانضمام للاجتماعات قبل حوالي أربع سنوات، وكانت معظم الاجتماعات تقتصر على الحوار، بعد ذلك ساهمت في بناء مجموعة أطلقنا عليها اسم مجموعة "الحوار" بالتعاون مع جمعية الشباب العرب- ”بلدنا“، بمرافقة توجيه مهني، لمدة سنة ونصف، ضمّت المجموعة شبابًا وشابات دروزًا وغير دروز من منطلق أن قضية التجنيد الإجباري هي قضية الشعب الفلسطيني عامةً ولا تقتصر على العرب الدروز فقط، كما أرادت السياسات الإسرائيلية لنا أن نراها.
وكان الهدف من اللقاءات بناء صيغة واضحة لنشاط وعمل المجموعة، بالإضافة إلى الاستشارة التنظيمية، ومن ثمّ شاركتُ في ثلاثة أيّام دراسية في واحة السلام مع جزء من مجموعة الحوار وجزء آخر كان قد انضمّ حديثًا وقتها، كان الهدف بناء شراكات مع "بروفايل جديد" بكل ما يتعلق بمرافقة الشباب الرافضين.
في شهر نيسان 2013، شارك ثمانية أشخاص من المجموعة في تدريب "تنظيم مجتمعي" أقيم في رام االله من قبل مؤسسة ”أهل“ الأردنية وبالتعاون مع جمعية الشباب العرب- ”بلدنا“، لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة عدّة حملات، كمقاطعة البضائع الإسرائيلية، وموضوع الأسرى السياسيين، وموضوع مناهضة التحرش الجنسي، وحملتنا، مناهضة التجنيد الإجباري. ومن خلال التدريب، عملنا على بناء رسم بياني لنشاط المجموعة، وتثبيت الفريق القيادي لها.
في شهر حزيران 2013، شاركت المجموعة في المؤتمر الرابع لحركة المقاطعة في جامعة بيت لحم، وكانت لنا كلمة عن المجموعة. في شهر أيلول 2013، عُيّنتُ كمركّزة للمجموعة، وأعمل ضمن وظيفة من قبل جمعية AFSC حتى شهر شباط 2014. نحن نشكّل، ومن خلال نشاط المجموعة، قاعدة في كل قرية وقرية، تُمكّن الشباب من التوجه إلينا عند اتخاذ قرارهم بالرّفض، وبعد ذلك أقوم بمواكبتهم ومرافقتهم حتى الحصول على الإعفاء. في شهر كانون الأول الجاري، كانت لنا مشاركة في ذكرى الانطلاقة الرابعة في قرية النبي صالح، وكلمة عن المجموعة في المهرجان. تأسست المجموعة بعد أن بلغ السيل الزبى، هناك صورة قائمة عن الفلسطينيين الدروز لا يمكن تغييرها إلا بالعمل على تسليط الضوء على نشاطات المجموعة إعلاميًا التي غُيّبت وتُغيّب يوميًا.
ابتسام عازم: انت ذكرت انك مع المجموعة ترافقين الشباب الذين يرفضون التجنيد ويسجنون؟ ماذا يعني هذا بالضبط وما هي المشاكل التي تواجه هذا الشباب؟
ميسان حمدان: طبعًا احتضان واحتواء الحراك للرافضين، أو حتى على مستوى الأفراد، يرفع كثيرًا من معنويات الرافض، لكن طبعًا لا بد من المواجهات داخل القرى، فالمجتمع لا يزال يعاني من أسرلة إلى حدٍّ ما، وهذا الجزء الذي يجب أن لا نغضّ الطرف عنه في عملنا، فالتوعية هي خطوتنا الأولى. النهج القائم في القرى هو الالتحاق بصفوف الجيش، إذ أن هذا ما تربّي عليه مدارس القرى والبيوت، ولا شك أن هذه إحدى نتائج السياسات الإسرائيلية التي خضعنا لها كل هذه المدة، ولا شك أن الرافض يعاني من ضغوطات نفسية، إلا أن مؤخّرًا صوتنا يعلو أكثر وأكثر.
ابتسام عازم: ما هي المشاريع الإضافية التي يقوم بها الحراك؟
ميسان حمدان: تعمل المجموعة على مرافقة الشباب الرافضين وتوسيع قاعدة الرافضين والمناهضين/ات، كما وتعمل المجموعة على الجانب الإعلامي، من خلال إصدار أغاني أو أفلام قصيرة توعوية، وتركّز أيضًا على موضوع المواكبة والنشر الإعلامي لقضايا الرافضين بشكل مُعلن، من أجل رفع القضية لمستوى الرأي العام بشكل دوليّ، وليس محليًا فقط.
كما وتعمل المجموعة على موضوع التواصل الفلسطيني الفلسطيني، فمؤخّرًا اجتمعت مجموعتنا بمجموعة أخرى في قرية النبي صالح، ونحاول معًا تنظيم نشاطات مشتركة سنعلن عنها قريبًا. نحاول بناء جسرًا للتواصل مع مجموعات أخرى في مناطق مختلفة، من أجل التأكيد على وحدة الموقف والقضية، وكسر الحواجز التي وضعها البعض لنا، كمشهد "شو بتعرفوا عن الفلسطينيين الدروز؟"، "الجندي الدرزي اللي واقف ع الحاجز، ألئم من اليهودي!"، أنا لا ألغي هذا المشهد القائم، فهو نتيجة لسياسة دامت 65 سنة وقد نجحت ببناء الشرخ الثقافي والاجتماعي بين أبناء الشعب الواحد، لكن من الجهة الأخرى، أنا لا ألغي مشاهد أخرى، كقصص الأفراد المتواجدين في المجموعة الذين يعانون من التعتيم الإعلامي.
ابتسام عازم: في السنة الأخيرة كانت هناك محاولات قوية تركز على تجنيد الفلسطينيين المسيحيين ضمن صفوف الجيش الإسرائيلي، ومحاولات فصلهم عن بقية أبناء شعبهم الفلسطيني كما حدث مع الفلسطينيين الدروز أو قسم من القبائل البدوية، هل يوجد تنسيق ما بين الجمعيات أو المؤسسات المختلفة التي تحارب بالنهاية نفس السياسة؟
ميسان حمدان: طبعًا هناك تنسيق بين الجمعيات وبين الأحزاب والمؤسسات في المجتمع المدني، وهذا ما نعمل عليه مؤخّرًا، نجتمع من أجل صياغة خطاب موحَّد وموحِّد يرفض جميع أشكال التجنيد، ونستخدم وضع الشاب الدرزي الحالي كنموذج لما قد يحصل مع أي شاب فلسطيني ممكن أن يتجند، موقنين أن المؤسسة الإسرائيلية لا فرق لديها بين الأديان والمذاهب المختلفة، فمخطّطاتها ضدّنا كفلسطينيين واحدة. ونأخذ كمثال وضع الشاب الدرزي الخادم في الجيش، الذي وصل إلى درجة أسرلة عميقة، ينفصل تمامًا عن شعبه الفلسطيني وقوميته العربية نهجًا، لكنّه يتعرّض لأوامر هدم ومصادرة أرضه تمامًا كأي فلسطيني عربي.
ابتسام عازم: فكرة أغنية ”قصتنا“ تلخص الكثير من معاناة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48، كيف ولدت هذه الفكرة ولماذا؟
ميسان حمدان: قصّتنا، هي إحدى التجارب التي لن أنساها يومًا. كنّا في صدد إطلاق مشروع ما بإسم المجموعة، وكان الحديث عن أغنية نقدمها بصيغة "راب"، ومنذ بداية الحديث عن المشروع بحثنا عن مؤدٍ\مؤدية للأغنية وملحّن\ة، وأخذت الموضوع على مسؤوليتي في كتابة الكلمات لأن كان هناك الكثير ما يُكتب.
كنتُ في الحافلة في الطريق من حيفا إلى قريتي عسفيا، وأمامي ساعة من الوقت، أمسكت بالهاتف وبدأت بتدوين الكلمات، وحين وصلت إلى القرية، كنت قد انتهيت من كتابة الكلمات، كان ذلك في شهر تموز في السنة الجارية، واستمر البحث عن ملحّن\ة ومؤدٍّ\مؤدية حتى تشرين الثاني، فأيقنت أن عليّ فعل ذلك بنفسي، بحثت عن لحن، وذهبت لتسجيل الأغنية، بكل بساطة. الكلمات لم تُكتب من عبث، بل هي نتيجة لما يتولّد في داخلي من أفكار يوميًا، أحيانًا أنجح بالإفصاح عنها وأحيانًا لا. كنت سعيدة أنه كان بإمكاني التعبير عنها من خلال الأغنية.
ابتسام عازم: ”مدونتي“ هي مشاركة أخرى لك ضمن مدونة متلفزة لـ ”إحنا تي. في“ تتحدثين فيها عن وعيك بالمكونات المختلفة لهويتك، ومن ضمنها الوعي النسوي والوعي الفلسطيني. هل لك أن تحدثينا أكثر عن هذا؟
ميسان حمدان: السؤال المضحك المبكي.. لماذا أنا بحاجة إلى وعي لدي بهويتي الفلسطينية؟ جميعنا نعلم أن ما يطلقون عليه اسم "المجتمع الدرزي" هو مجتمع منغلق على نفسه بالمفهوم العام، لا يقبل الجديد، وذلك من محورين: الديني والسياسي، لن أتحدث عن الديني لأنني لست متدينة، لكن بالنسبة لدولة الاحتلال لا فرق بينهما، فهي تستغل الأول من أجل تحصيل الثاني، وتستغل فكرة أن المذهب الدرزي هو مذهب سري في سياستها "فرق تسد" لبناء الشرخ بين الدروز وسائر شعبهم الفلسطيني، كما وتفعل ذلك من خلال فرض التجنيد الإجباري عليهم دون غيرهم، وتخصيص منهاج تدريسي خاص بهم منفصل تمامًا عن الذي يُدرّس في سائر المدارس العربية.
ولدتُ في بيتٍ متحرّر، وطنيّ، لكني في ذات الوقت ترعرعت في البيئة "الدرزية" وتعلّمت في مدارس القرية، ولي أصدقاء مؤسرلون، لكن هذا لم يمنعني أن أتساءل وأبحث دومًا عن الأصل والحقائق والتاريخ، وما واجهته من إهانات ككلمة إرهابية وغيرها من قبل طلاب وإدارة المدرسة لمجرّد ارتدائي للكوفية الفلسطينية أثناء العدوان على غزّة لم يمنع مني الاستمرار في طريق التوعية لنفسي ولغيري من الأشخاص، فقد تجاوزت الآن مرحلة الهجوم، ولدي رد فعل عكسي، أستمدّ قوتي من هجومهم انطلاقًا من مقولة غاندي: "في البداية يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك ثم تنتصر. حتّى لو كان النضال فرديًا أحيانًا، يجب أن لا يندثر، فكلّ نضال ثمن، ووراء كل ثمنٍ فكرة لا يجب التخلي عنها أبدًا إذا كنّا نؤمن بصحّتها.
نعم، حين "خرجت" من القوقعة الدرزية ورأيت العالم الأوسع، وهنا أقصد خرجت منها فكرًا ورؤية، هناك من احتضنني، وهناك من هاجمني، وهناك من خوّنني، لكنني أعي تمامًا أنني لست بحاجة لإثبات ماهيّتي لأحد، فهويّتي وانتمائي غير متعلقين بموقف فرد\مذهب\حزب أو أي دائرة أخرى.
بالنسبة للهوية النسوية، أعتقد أنّ وجودها أمر بديهيّ، لكنني أدرك مدى صعوبة كوني فتاة فلسطينية وعربية ودرزية في آن واحد ومدى صعوبة التركيبة في واقع كواقعنا، لكن من يرفض الظلم يرفضه على أشكاله ولا "ينقي عدس"، لذلك، إن كان تحرير الأرض سيتحقق، يجب أن نحرّر الفكر أولًا، يجب أن نرى أن القضية الفلسطينية لا تتجزأ، يجب أن نرى أن التجنيد الإجباري لا يتجزأ، يجب أن نرى أن المساواة الجندرية لا تتجزأ، وكما أن الظلم لا يتجزأ فالحريّة لا تتجزأ أيضًا.
"الدرزي سجانك" .. فكرة تبذل دولة الاحتلال قصارى جهدها لتثبيتها في عقول الفلسطينيين، فتعمل على تجنيد الشبان الدروز على خطوط المواجهة والاحتكاك مع شعبنا، لتنطبع وتتكرس صورة الدرزي في عقول الفلسطينيين مشابهة لصورة جندي الاحتلال، فـ"الدرزي على الحاجز هو من يعتقلك ومن يحقق معك ومن يرافقك في المحاكم العسكرية، بكل بساطة .. هو سجانك"!
فما هي قضية "تجنيد الدروز"؟ وكيف ينظر الشباب الدرزي لها؟ وكيف سلبهم الاحتلال فلسطينيتهم ومنحهم بالقوة "وجود إسرائيلي" مزيف؟
يامن زيدان، شاب فلسطيني درزي من قرية بيت جن المحتلة، محامي ومناهض لقضية التجنيد، قال في حديثه مع وكالة فلسطين 24 عن تجربة التجنيد ،" لم يشكل التجنيد لي مصدر قلق قبل وصول السن القانونية، وكنت أطمح الدخول للجيش والارتقاء لمناصب رفيعة، لأنني كنت أظن وقتها أن الالتحاق بالجيش وظيفة تعتبر محط فخر واعتزاز وتكسبني مكانة في المجتمع "، ويكمل : "لا أذكر بتاتاً ولم يدرج في قاموسي الشخصي شيء عن المشروع الصهيوني أو القضية الفلسطينية ".
ويضيف الشاب زيدان : "هناك منظومة تربوية تشمل جميع المؤسسات التربوية والمجتمعية، كالمدارس والمناهج والمجالس المحلية والجمعيات المجتمعية الممولة من قبل "إسرائيل"، يقومون بتربية الشاب الدرزي منذ نعومة أظافره على تقبل فكرة الجيش، كمرحلة طبيعية في منحنى حياته، ليصل الشاب لجيل التجنيد جاهزاً عقليا ونفسياً للخدمة".
تعمد الاحتلال التحكم والتلاعب في عقول الشبان الفلسطينيين من أبناء الطائفة الدرزية، و تعزيز فصلهم عن محطيهم العربي، فقد خصص الاحتلال سلطات محلية خاصة ومدارس ومناهج تهدف إلى خلق شعور لدى الطالب الدرزي بانتمائه لطائفة مستقلة عن العرب الفلسطينيين، وتغيير مناهجهم بما لا يتضمن أي شيء عن القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني.
سعت إسرائيل إلى عزل الدروز عن إطارهم العربي، باعتبار أن الدرزية قومية بحد ذاتها، مستغلة رواية تزويج ابنة النبي شعيب لسيدنا موسى، لتؤكد للدروز أن علاقة مصاهرة تاريخية تربطهم باليهود، وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول ديفيد بن غوريون عام 1956 قراراً يلزم الدورز بالخدمة الإجبارية في جيش الاحتلال.
الشابة ميسان حمدان، منسقة الفريق المؤسس لحراك "ارفض شعبك يحميك"، من قرية عسفيا جبل الكرمل، تقول لوكالتنا: " التجنيد غير مفروض على الفتايات المنتميات للمذهب الدرزي، إنما فقط على الشبان"، مضيفة أنه يشكل مصدر قلق لأنه إجباري ولا مهرب منه.
وعن أسباب رفض التجنيد تقول حمدان،" السبب الوطني، أي وعي الشاب لكونه عربيا فلسطينيا، لا يسمح لنفسه بالانخراط في صفوف الجيش الإسرائيلي، وهناك من يرون بأن فترة الخدمة التي تستمر ثلاث سنوات طويلة جداً، فإذا عملوا خارج نطاق المؤسسة الإسرائيلية، يمكنهم الحصول على دخل أعلى، ومنهم من يريد الالتحاق بالجامعات والمعاهد، لكن ليس من خلال المؤسسة العسكرية، ودون أن يكونوا ملزمين بتعويض فترة الخدمة بمدة أطول".
وتضيف: "نحن في حراك "أرفض، شعبك بيحميك" نرفض التجنيد وفقاً للسبب الأول مع تنفيذ الحالة المطروحة في السبب الأخير، من خلال تأمين منح دراسية لأولئك الذين يرفضون التجنيد، لكننا وبلا شك على استعداد لمرافقة جميع الرافضين ودعمهم قانونيا ومعنويا لأي سبب كان".
وعن أساليب الإغراءات المتبعة لإقناع الشباب الانضمام للجيش يقول زيدان :" تحمل دولة الاحتلال على عاتقها تعليم الشباب المرحلة الجامعية مجاناً، مقابل خدمتهم في الجيش 5 سنوات بدلاً من 3 "، في ظل الضائقة الاقتصادية والتعليم باهظ الثمن"، وتضيف حمدان: "يحاولون إغراء الشباب من خلال توفير قطعة أرض بعد فترة الخدمة (الأمر الذي لا يحصل فعليا، فنحن نواجه مشروع ضخم لمصادرة أراضينا وأوامر بهدم البيوت غير المرخصة)، وتأمين دخل شهري لكل جندي، وكلما شغل الشاب مرتبة أعلى في المؤسسة العسكرية، زاد دخله".
أما أساليب الترهيب المتعبة فهي ترتكز على تهديد الرافضين للخدمة بحرمانهم من التعليم الجامعي، ومن العمل في المصانع والمكاتب الحكومية، والحصول على رخصة قيادة، إضافة لتهديهم بوضع "نقطة سوداء" في ملفهم الشخصي لتؤثر على حياتهم المستقبلية، و مصادرة أراضيهم لإقامة التجمعات الاستيطانية اليهودية، وتقول حمدان " ينتهجون أساليب للترهيب إذا قرر الشاب رفض الخدمة، من خلال عدم تحديد فترة سجنه، أو جعله مجنونا (أي يصدرون بيانا بأن الشاب مجنون من المؤسسة العسكرية)، وتصوير وترويج فكرة أن الشاب الرافض هو شاب سيفشل في جميع مجالات حياته بسبب رفضه تأدية الخدمة".
وفرت لجنة المبادرة العربية الدرزية التي تأسست عام 1972، الدعم المعنوي والإعلامي التعبوي للرافضين للخدمة العكسرية المفروضة على شباب العرب الدروز في جيش الاحتلال، رغم الحصار الذي تعرضت له وما زالت تعاني منه، من الاحتلال والتقصير في توفير الدعم المادي.
وعن آلية تثقيف الشبان الدروز عن القضية الفلسطينية قال رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية غالب سيف في حديثه مع وكالتنا أن اللجنة قامت بتأليف 54 نشرة و 5 كتب، منهم كتاب للشاعر الفلسطيني سميح القاسم، يحمل عنوان "لا توقظوا الفتنة" وكتاب عن المرحوم المناضل رياض الخطيب للدكتور راسم عبيدات وغيرهما، يتم من خلالهم تثقيف الوعي بحقيقة القضية الفلسطينية.
ويضيف غالب : "النتيجة باينة للعيان، فحسب دراسة لمعهد لقاء هرتسيليا المعروف فإن نسبة الرفض عند الشباب العرب الدروز تجاوزت الـ 53%، وأما في البحث الذي أجرته جامعة حيفا فإن النسبة تجاوزت الـ 64%، ونحن نعلم بأن النسبة هي أكبر"، مضيفاً "أن كل هذا هو مردود لتطور الوعي الوطني وناتج عن سياسة التمييز وسلب الأرض والحقوق والهوية التي تتعرض له هذه الطائفة الفلسطينية".
ويذكر أن أبناء الطائفة الدرزية يتركز وجودهم في مناطق شمال فلسطين التاريخية موزعين على ما يقارب 18 بلدة وقرية جبلية، وهم دالية الكرمل ، شفا عمرو ، عسفيا ، المغار ، كسرا، الرامة ، ساجور ، دير الأسد ، يركا ، عين الأسد ، أبو سنان ، جولس ، البقيعة ، بيت جن، جت ،حرفيش ، كفر سميع ، يانوح.
تمتلئ الضفة الغربية المحتلة بالحواجز الإسرائيلية، وما أكثر المرّات التي يقف فيها الفلسطينيون لساعاتٍ على حاجزٍ ما لأنّ مزاج جندي جيش الاحتلال الإسرائيلي كان معكّراً يومها.
ما إن يقف الفلسطينيّ على الحاجز، حتى يبدأ بكيل الشتائم واللعنات على ذاك الجندي الذي يحتجزه، وتكون تلك اللعنات أكثر وأشد قسوة حين يعرف أن من يحتجزه عربيّ فلسطينيّ مثله ! من الطائفة الدرزية.
منذ سنوات كثيرة، لا يحتفظ العقلّ الجمعيّ الفلسطينيّ إلّا بصورة واحدة عن العرب الدروز: "جنديّ اسرائيليّ ببزة عسكرية يعذب الفلسطينيين ويقتلهم ويعتقلهم، ولكنّه يفعل كلّ هذا بلكنةٍ فلسطينية."
لهذا السبب طالما ارتبطت صورة الدرزيّ بشعورٍ بالمرارة الشديدة عند الفلسطينيين، مبعثها ربما أنّ المرء يتألم أكثر حين تأتيه الطعنة من يد شقيقه.
تاريخ شاهد على النضال الدرزي
لكن ما يجهله الفلسطينيون أصحاب هذه الصورة أنّ العرب الدروز ضحيّةُ مثلهم لمؤامرات الاستعمار الصهيوني، وأنّ ما مورس على الفلسطينيّ منذ بداية المخطط الصهيوني لم يسلم منه شقيقه الدرزيّ أيضا، مصادر تاريخية عدة شرحت بإسهاب كيف أنّ الصهاينة منذ أواخر القرن التاسع عشر، وهم يخططون لفصل العرب الدروز عن محيطهم الفلسطيني، النائب الدرزي السابق في الكنيست الإسرائيلي سعيد نفّاع تحدث في كتابه " العرب الدروز والحركة الوطنية الفلسطينية حتى ال-48" عن تاريخ نضالي مشرّف للدروز، قدّموا فيه شهداءً خاصة في ثورة عام 1936، وتعرضهم للإجلاء من قراهم ومصادرة أراضيهم – التي ما زالت تصادر حتى اليوم – و محاولة نقلهم " ترانسفير" نحو الأردن، ويدرج نفّاع في كتابه نصّاً من استراتيحية صهيونية وضعها بن- تسفي الرئيس الثاني للكيان الصهيوني عام 1930 يقول فيها: " في كلّ عمل بنيوي نبدأه بين العرب، مثل صناديق القروض، تنظيم أحزاب، علاقات صداقة، يجب أن ندخل في الحسبان في بداية النشاط القرى الدرزية. من الممكن أن نجد بينهم أناساً مخلصين و مثقفين يوافقون برغبة على التعاون. يجب أن تنظم زيارات عند كبار الدروز في البلاد و أن نقترح عليهم المساعدة القانونية في الأمور المتعلقة بالضغط الذي يعانون منه بين فترة وفترة،.... ،بعد الخطوات الأولية هذه، يكون مكان للإتيان بعلاقات مع قيادات درزية في حوران في سوريا وفي لبنان" . ينتهي الاقتباس هنا، لكنّ الاستراتيجية التي وضعها بن-تسفي لم تبق طيّ الورق وانما استمرّ العمل بها حتى اليوم، وكانت أعظم تجليّاتها في سنّ قانون التجنيد الإجباري على الشباب العرب الدروز عام 1956 واخراجهم من دائرة " مواطني دولة إسرائيل" المعفيين من الخدمة الإجبارية السارية المفعول قانونا على كل الفلسطينيين في الداخل المحتلّ، بتواطؤ من بعض القيادات الدرزية التي أهملت رأي الغالبية الرافضة واكتفت بقبول بضعة آلاف من التواقيع المؤيدة.
محو الهوية العربية
تعرّض الدروز استكمالا لنهج فصلهم عن محيطهم الى سياسات هدفت الى محو انتمائهم العربيّ والفلسطينيّ، "من خلال تخصيص محاكم دينية خاصة بهم، وأيضًا من خلال فصل المجالس المحلية والمناهج التدريسية في القرى -التي معظم سكانها من الدروز أو فقط من الدروز-عن تلك التي تخلو من الدروز عام 1976، وأطلقوا عليها قرى درزية مقابل قرى عربية، ووضع منهاج تدريسي درزي مقابل منهاج تدريسي عربي". ومع الزمن والظروف والمناهج التدريسية نجحت المؤامرة الصهيونية في سلخ بعض العرب الدروز عن أشقائهم، ووضعتهم بين نارين، إمّا العمل في الجيش أو التعرض لعقوبة السجن المفتوح، والتهديد بمعاملتهم معاملة المجانين.
رفض التجنيد .. نضال درزي متواصل
على الرغم من هذا وربما تماشيا مع الروح الثورية السائدة في المنطقة يرفض يومياً عدد متزايد من الشباب العرب الدروز الخضوع للتجنيد الإجباري، عروة سيف أحد الشباب الرافضين للتجنيد الإجباري يقول إنّ ما دفعه لرفض التجنيد هو شعور وطني أساسا يرفض فيه أن يكون يداً تخنق وترتكب الفظائع في شعبه الفلسطينيّ، وشعورٌ بالاضطهاد في الحقوق " المدنية"، فالصهاينة يحرمون القرى العربية الدرزية من أن تحظى بربع العناية التي تحظى بها التجمعات السكنية الصهيونية، الدروز يصفون وضعهم داخل الكيان الصهيوني بأنهم " اسرائيليون في الواجبات وعرب فلسطينيون في الحقوق " .
ميسان حمدان شابّة فلسطينية درزية جميلة ناشطة في حملة " ارفض شعبك بيحميك " الرافضة للتجنيد الإجباري والتي قامت بعدة نشاطات موسعة مؤخرا للتوعية نحو رفض التجنيد، تحدثت ميسان عن بدائل يحاول الحراك أن يبتكرها، وأهمها توفير منح دراسية لجميع الرافضين، ما اعتبرته "مكسبا كبيرا ومغريا بالنسبة لأي شاب ينتهي من دراسته الثانوية" .
يتزايد يومياً عدد الشبان الدروز الرافضين للتجنيد الإجباريّ، هذا أمرٌ واقع، لكنّ الواقع أيضاً أنّه من قرابة 120 ألف درزي فلسطيني، هناك 83% منهم يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي مقابل 72% من الإسرائيلين الصهاينة يخدمون في ذات الجيش.
ليست فقط عقوبة السجن التي تنتظرهم في حال الرفض هي التي تدفعهم للانخراط في سلك الجندية الصهيوني، انما مغريات عديدة – بعضها وهمية – يقدمها لهم جيش الاحتلال، ميسان تذكر بعضها: " يحاولون إغراء الشباب من خلال توفير قطعة أرض بعد فترة الخدمة (الأمر الذي لا يحصل فعليًا، فنحن نواجه مشروع ضخم لمصادرة أراضينا وأوامر بهدم البيوت غير المرخصة)، وتأمين دخل شهري لكل جندي، وكلما شغل الشاب مرتبة أعلى في المؤسسة العسكرية، زاد دخله، وهناك إغراءات على المستوى الأكاديمي، حيث يوفرون للشاب فرصة أن يدرس على حساب المؤسسة العسكرية، على أن يعوض خدمته بعد فترة الدراسة"، بعض الشباب الرافضون ومنهم عروة سيف قدّموا انتمائهم وشعورهم الوطني على هذه المغريات، عروة قال أنه لا يرى في الخدمة الإجبارية منفذا ومدخلا لحياته الخاصة، هو يؤمن أنه يستطيع أن يعيش مواطنا حرا كما يشاء دون الحاجة للرواتب المرتفعة التي يقدمونها، مستشهداً : " هناك المئات من أبناء الطائفة العربية المعروفة ممن رفضوا الخدمة ومنهم الأطباء والمهندسون والمحامون ورجالُ ديٍن أيضا وعمال وأصحاب حرف مختلفة وهم جميعا ناجحون في حياتهم في جميع جوانبها ".
الصهيونية لا تثق إلا بنفسها
بالنسبة للإسرائيليين، فإنّ هؤلاء الدروز الذين يلتحقون بكثرة في الجيش الإسرائيلي لا يعتبرون مصدر ثقة، وهذا تدلل عليه حادثة حصلت العام الماضي وانتشرت بقوة في الصحف العبرية، تحت عنوان "إذلال جنود دروز خلال مهمة في مفاعل ديمونا" نشرت "يديعوت أحرونوت" تقريرا يفيد أنه جرى منع ضابط وجنديين من العرب الدروز من دخول مفاعل ديمونا، كانوا قدموا لإجراء تدريبات تتصل بالحراسة. وأضافت الصحيفة أنه طلب من الجنود تسليم بطاقاتهم، وفوجئوا بعد دقائق بمنع ثلاثتهم وهم ضابط وجنديين، من الدخول.
في إحدى المقابلات مع الإذاعة العبرية صرّح نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال إن "إخواننا الدروز هم جزء منا، وهم يخدمون في الوحدات القتالية في الجيش، وينبغي لنا أن نتعامل معهم على قدم المساواة ". هذا التصريح الذي يتعارض مع الواقع حيث إن الدروز مصنفون في كتيبة خاصة بهم في الجيش تسمى الكتيبة الدرزية، الأمر الذي يعتبره الدروز المجندون انتقاصا من شعورهم " الوطني " وانتمائهم للكيان الصهيوني، ما دفهم للمطالبة بدمج عناصر الطائفة الدرزية في جميع وحدات الجيش "الإسرائيلية" والكف عن وضعهم في وحدات خاصة بهم. أيّوب قرا عضو كنيست عن حزب الليكود في تصريح له قبل ثلاثة أعوام قال: "لقد حان الوقت بأن تعترف "إسرائيل" بتضحيات الدروز في الجيش من أجل "إسرائيل"، وأن الروح المعنوية عالية جدا في الانتماء والالتحاق بوحدات الجيش في السنوات الأخيرة، بل إن النسبة لديهم تفوق اليهود أنفسهم، وعليه نحن نريد أن يندمج هؤلاء وأن يحصلوا على ترقيات رفيعة في الجيش".
هناك أسباب فعلية تدفع الجنود الدروز للشعور بالغضب، فهم الأكثر التحاقا بجيش الاحتلال، وهم الذين يضعهم قادة جيش الاحتلال في " مقدمة المدفع" فيكونون على رأس المشاة في الاقتحامات وكل العمليات التي قد تحمل نسبة خطورة على حياة الجندي الإسرائيلي اليهودي، وبالمقابل هم الأكثر تهميشاً ويتم التنكر لهم ومعاملتهم كـ "مواطنين من الدرجة الثالثة"، وكأنّ في هذا رسالة لهم مفادها أنّ المواطنة لا تكون إلّا داخل الوطن، ومع أبناء الوطن، ومن أجل الوطن ولا تكون أبداً مع المستعمر.
نضال يقوى بالتكاتف الفلسطيني
لا تقع مسؤولية محاربة التجنيد فقط على كاهل الشباب الدروز، بل ينتظرون من الفلسطينيين جميعاً مساندتهم، عندما أرسل الشاب العربيّ الدرزي العازف عمر سعد رسالة الى رئيس حكومة الاحتلال يعلن فيها عن رفضه للتجنيد تضامن الفلسطينيون من غير الدروز معه بشكل واسع وتداولوا صورته، ميسان تتحدث عن تأثير هذا التضامن: " بدون شك، قد أثّر تضامن الفلسطينيين مع الرافض عمر سعد على الكثير من الشباب الدروز وبنظرتهم لمفهوم "الفلسطيني"، لقد ازداد عدد الرافضين من الشباب الدروز ولاحظنا ان الانتماء للعروبة وللفلسطينيين يزداد ايضا "
بينما يقدم الصهاينة للعرب الدروز مغريات للالتحاق في الجيش الإسرائيلي، يقدم لهم اخوانهم الفلسطينيون من كافة الطوائف أسباب أقوى لرفض هذه المغريات: الأخوّة في العروبة والشراكة في الوطن والوقوع تحت الاستعمار ذاته و الهدف التحرري الأسمى ذاته.
التقرير نشر ضمن سلسلة تقارير بين شبكة قدس الإخبارية، وموقع نون بوست
بيان صادر عن لجنة المبادرة العربية الدرزية:
أمس الجمعة الموافق 2.5.2014 أدخل عضو لجنة المبادرة العربية الدرزية الشاب عمر زهرالدين سعد لمستشفى روتشيلد على أثر وعكة صحية ألمت به منذ عدة أيام .
الفحوصات الطبية التي أجريت له بينت أن عمر يعاني من التهاب في الكبد, وسيقوم طاقم المستشفى باستكمال الفحوصات لتشخيص كل ما ألم به أثناء اعتقاله وسجنه.
سُجِنَ عمر بعد رفضه للخدمة العسكرية الاجبارية المفروضة على شبابنا العرب الدروز للمرة السابعة على التوالي ولفترة 150 يوم متواصلة تقريبا. لجنة المبادرة تُحَمِّل الحكومة الاسرائيلية وسلطات جيش الاحتلال المسؤولية الكاملة على صحة وعافية هذا البطل الصامد عمر, ونطالبهم بالرضوخ للحق والعدل والقانون الدولي واطلاق سراحه ومنحه مطلبه القانوني والعادل بإعفائه الكامل من الخدمة العسكرية.
نحن على اطلاع ويقين بأن عمر مُصِر على رفضه حمل السلاح بوجه وضد شعبه الفلسطيني, وأكثر هو مُصِر على رفضه لقانون التجنيد الاجباري.
نتمنى لعمر البطل والشهم والصامد تجاوز حالته الصحية وأن يستعيد عافيته بالكامل والعودة الى حضن عائلته الطيبة والحاضنة له ولموقفه ولفنه ولموسيقاه وابداعه المشهود له.
الحرية لعمر سعد ولكل رافضي الخدمة الاجبارية وسجناء الوطن والحرية.
سكرتارية لجنة المبادرة العربية الدرزية
أنا عربي مش خادم، لن أحمل البندقية في وجه شعبي... الطلبة الفلسطينيون يرفضون التجنيد، يرفعون صوت الشباب الرافض، وينشدون النشيد الفلسطيني "موطني" من وسط الجامعة العبرية، رسالة إلى العالم كله