في مثل هذا اليوم .. - في مثل هذا اليوم .. - في مثل هذا اليوم .. - في مثل هذا اليوم .. - في مثل هذا اليوم ..
في مثل هذا اليوم ..
7/10
محملا بآمال وأحلام ودعاء ام حنون وأب عطوف حط الرحال في غربة القسوة والهم .. جاء باندفاع الواثق وعزيمة الطموح .. لم يعول على شيء الا الثقة بخالقه .. لم ينتظر قضاء رمضان بين أهله .. وصل غربته وبعد ايام دخل رمضان .. صام الشهر في غربته الاولى .. اقتسم المائدة مع من لا يعرف .. والمنامة مع من لا يحب .. لم يشك لم يئن لم يتردد .. ثم جاء العيد .. كان الاول بعيدا عن أهله والوطن .. لم يقبل رأس أبيه ويد أمه كما اعتاد صباح كل عيد .. لم يدس في ايدي اخواته عيدياتهن ويستمع لدعائهن له .. لم يرافق والده في جولة صلة الرحم .. لم ولم ولم ..
طموح لم تنل من عزيمته الصعاب ولم ترتجف امام اقباله الإرادة ..
انتهت اجازة العيد .. عدنا الى العمل .. مر يومان او ثلاثة .. او خمس وأربعون يوما من وصوله الاول .. عند غروب ذلك الثلاثاء .. جاء به الرجال محمولا بين الأكف .. كان غائبا عن الوعي يتنفس بصعوبة .. تبا لكم ماذا فعلتم به ؟؟ .. حملته سيارة الإسعاف الى المستشفى .. وقفت بباب غرفة الطوارئ أراقب الطبيب وممرضيه "يعملون" وبقي الجميع في الخارج .. أنهى الطبيب عمله وهم خارجا .. استوقفته .. طمني يا دكتور .. قال لي .. البقية بحياتك .. ماذا تقول .. مات ؟؟ ماذا كنت تفعل إذن ؟؟ لم لم تنقذه ؟؟ قال لي اصبر وأحتسب وأدعو له ..
جلست بباب الغرفة لا اعرف ماذا سأصنع .. كيف سأبلغ أهله .. كيف سيقع الخبر على أمه .. ماذا سيفعل الأب حين يعلم ان ابنه لن يعود .. ماذا ستصنع أمه فيمن كانت تبحث فيهن عن عروس لبكرها .. لن تفرح فيه .. لن ترقص في عرسه .. لن تباهي الجارات بابنها الذي "غاب وجاب" .. سينساه الجيران والأقارب .. ولكن هل ستنساه أمه ؟؟ هل ستتقبل غيابه الابدي ؟؟ .. هيهات هيهات ان تفعل ..
كانت تنتظره لتزفه بفرح فاذا بها تنتظره لتودعه الى الابد .. هل كانت تعرف انها حين ودعته في المطار عند سفره الاول انه الوداع الاخير وانه سيعود اليها محمولا على اكتاف الرجال في صندوق ؟؟ ... هل ستنسى من حملت ووضعت وارضعت وربت وسهرت وتعبت حتى ان حان وقت الحصاد قطفته يد المنون !!..
اااااه ما اقساك .. هادم اللذات مفرق الجماعات ..
تلك الليلة وصبيحة الاربعاء.. تضافرت جهود جميع الرفاق باختلاف أديانهم وجنسياتهم ومواقعهم لتسريع تسفيره الى الاردن .. كان مكرما في حياته ومن حقه ان يكرم في موته .. نجحت الجهود وحملته طائرة الساعة الواحدة الى عمان .. واحتضنه تراب الاردن قبيل الغروب ..
كان فقدك يا صاحبي خنجرا انغرز في صدري لم ينتزع ..
اكثر ما يؤلمني في فقدك غربة ميتتك .. في الغربة حتى الموت طعمه والمه مختلف ..
اكثر ما يؤلمني في فقدك الم والديك ..أشفق عليهما .. خمس سنين قد مرت وجرحي لم يندمل فهل جرحهما قد اندمل ؟؟
اللهم أجمعني بك في الجنة .. كنت صواما قواما وقافا عند حدود الله .. طيب الكلم والمعشر .. أحسبك والله حسيبك ..
أعانك الله عزيزي خالد ، وخفّف عن والديه وذويه هذا المصاب ، ورزقكم نعمة التأسّي والاحتساب وجميل الصبر والسلوان ، وجعلك وإيّاهم وإيّانا من رفقائه في الجنة ونحسبه عند الله فيها باحتسابك له ، والله نعم المولى ونعم الوكيل الحسيب ..
ثمّ ، أعانك الله ومَنْ معك في غربتكم ،، وردّكم سالمي الأبدانِ والصحة .. غانمين الأجرَ والخير والثواب ، قانعين بما آتاكم من فضله ورزقه ..
إنّه الرزّاق ذو القوة ، والقادر فوق القدرة .
رحم الله هيثم واسكنه الجنه ان شاء الله وجمعك به على الحوض مع خير الخلق صلى الله عليه وسلم
لا تحزن يا غالي فكلنا في غربه وكلنا لا يعلم متى اجله ومتى ساعته
من مات غريبا مات شهيدا
الغربه الحق ان تكون بعيدا عن ربك وعن دينك وانت قلت انه كان صواما قواما فهو ليس بغربه عن ربه
رحمه الله
واكبر فيك حسن الخلق بالصداقه
اشكركم احبتي على مشاعركم الصادقة .. واشكر كل من مر من هنا وترحم على هيثم .. وأسال الله ان يحفظكم واحبتكم وان لايريكم مكروها بعزيز .. وان يجمعنا بكم في الفردوس الاعلى .. انه ولي ذلك والقادر عليه ..