فوائد الغباء.... محمد بواعنه - فوائد الغباء.... محمد بواعنه - فوائد الغباء.... محمد بواعنه - فوائد الغباء.... محمد بواعنه - فوائد الغباء.... محمد بواعنه
فوائد الغباء:
يقول الشاعر:
و العقل يشقى في النعيم بعقــــــله......... و أخو الشقاوة في الجهالة ينعم
وقال آخر:
مَن لي بعيش الأغبياء فإنه ........ لا عيشَ إلا عيش من لم يعلم
وقيل أيضا:
و حلاوة الدنـــيا لجاهلـــها ........ و مرارة الدنــيا لمن عقــلا
مما سبق يتضح لنا أن الغباء ليس شرا محضا كما يعتقد البعض، بل إن بعض الغباء قد يكون مفيدا للانسان ومن عدة جوانب، منها ما هو صحي، واجتماعي، واقتصادي، وايضا سياسي. وللتدليل على ما أقول سأسوق بعضا من هذه الفوائد مع ذكر بعض الأمثلة:
الغباء يريح العقل من التوترات المتشنجة الناتجة من عمليات التفكير المفرط، فالغبي غير مضطر للتفكير في الاسباب الحقيقية التي رفعت المديونية العامة للبلد إلى هذه المستويات، كما أنه لا يشغل باله في معرفة الاسباب التي تحول دون محاكمة الفاسدين، ولا لماذا يتم توظيف نفس الأسماء التي فشلت في ادارة البلد على مدى سنوات طويلة مرة بعد مرة، كما أن التناقض بين اقوال النظام وافعاله لا يصيبه بأية تلبكات فكرية.....
والغباء أيضا يحمي القلب والرأس من الجلطات (كما هو معروف فإن الجلطات 90% منها ناتجة عن صدمات )، لذلك تجد أن الأغبياء هم أقل الناس تأثرا عندما يقوم الملك باعادة تكليف رئيس وزراء سابق متهم بالفساد ومغضوب عليه شعبيا بتشكيل الحكومة مرة أخرى، وذلك كون الغبي لا يستعمل رأسه إلا لتوازن القبعة أو العقال أو العمة أو الطربوش، أي كأداة توازن ليس إلا. أما قلبه فهو يضخ وينبض بكل أريحية كونه لا يتعرض لحوادث تجهم أو أنقباض كاللتي يتعرض لها الشخص الطبيعي عندما يراجع بنك الاسكان ويضطر للانتظار في طوابير طويلة ولعدة ساعات من اجل استلام الدعم، وذلك لان من أهم صفات الغبي الأبتسامة والضحك في كل الأوقات.
والغباء أيضا يحمي الجسد من هجمات جحافل أمراض ضغط الدم والسكري المنتشرة بين الأذكياء والعياذ بالله (كما هو معروف فإن 70% من مسببات هذه الأمراض هو الضغوط النفسية). فالغبي عندما يسمع كلام رئيس الوزراء عن رفع الاسعار فهو لا يتأثر لقناعته أن الرفع لن ينال الطبقات الفقيرة كما قال دولته.
والغباء يساعد على زيادة الوزن لكون الهموم والعقّد الفكرية لم تفعل أفعالها من نحت وتصحر لجسد الغبي، فنظريات المؤامرة، ومافيات الفساد،وتوريث المناصب، وقوى الشد العكسي، وتزوير الانتخابات، وضرب الاصلاحيين، وغيرها الكثير كلها أمور لا تعنيه مادام "يرعى" في مروج الأمن والأمان.
الأغبياء يستفيدون من عقولهم كمساحات تخزين، وهذا يخفف العبء على الأعصاب، فمهارات التفكير والتحليل غير مطلوبة لطبيعة الشعارات والأفكار التي يتم حشوها في أدمغتهم لكي يرددوها كالببغاوات.
تروي النكتة انهم عندما فتحوا رأس شخص غبي وجدوا خيطا رفيعا، وعندما قاموا بقص هذا الخيط سقطت أذناه...
ترا، كم من الآذان ستسقط لو قدر لنا ان نتجول بين هؤلاء وبيدنا مقص...