"4" لماذا الحديث عن المبشرات - "4" لماذا الحديث عن المبشرات - "4" لماذا الحديث عن المبشرات - "4" لماذا الحديث عن المبشرات - "4" لماذا الحديث عن المبشرات
لماذا الحديث عن المبشرات
1) لأنها تحقق للإنسان المسلم رؤيا أفضل لحياته :
إن الإنسان المسلم المبدع هو الذي يحقق لنفسه واقعا حياتيا جديدا أفضل مما هو عليه ، وأفضل مما كان عليه ، بدل أن يعيش فقط من خلال ذكرياته ، والمبشرات النبوية تحقق للإنسان المسلم رؤية مستقبلية لواقعه ولواقع الإسلام الذي يحمله ، وتجعله يتعامل مع المشكلات التي تواجهه في سبيل تحقيق هذه الرؤية من خلال الترابط والتفاعل مع المبادئ التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم .
وهو حين يفعل فإنه يستطيع كتابة رسالته في الحياة وفقا لرؤية أفضل ، ويقوم بأدائها بصورة فعالة ، وينظر لنفسه من خلال رؤية أكثر جمالية ، فيساعده ذلك على رسم صورة لنفسه أكثر إشراقا ، ولقد استطاع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن ينمي هذه الطريقة في نفوس أصحابه ومن جاء بعدهم من خلال حديثه المستمر عن المبشرات برفعة هذا الدين ، في كثير من المناسبات .
فها هو مثلا يقول صلى الله عليه وسلم : (( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ) سيأتي تخريجه.
وهو نفس الأسلوب الذي استطاع من خلاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصور من خلاله لعدي بن حاتم رضي الله عنه صورة الإسلام القادم ، فما كان منه إلا أن أعلن إسلامه .
وقد جاءت هذا الحادثة عَنِ ابْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ : كُنْتُ أُحَدَّثُ حَدِيثًا عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، فَقُلْتُ : هَذَا عَدِيٌّ فِي نَاحِيَةِ الْكُوفَةِ فَلَوْ أَتَيْتُهُ ، فَكُنْتُ أَنَا الَّذِي أَسْمَعُهُ مِنْهُ ، فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ : إِنِّي كُنْتُ أُحَدَّثُ عَنْكَ حَدِيثًا ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَسْمَعُهُ مِنْكَ.
قَالَ : لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَرَرْتُ مِنْهُ ، حَتَّى كُنْتُ فِي أَقْصَى أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ مِمَّا يَلِي الرُّومَ ، قَالَ : فَكَرِهْتُ مَكَانِي الَّذِي أَنَا فِيهِ ، حَتَّى كُنْتُ لَهُ أَشَدَّ كَرَاهِيَةً لَهُ مِنِّي مِنْ حَيْثُ جِئْتُ .
قَالَ : قُلْتُ : لَآتِيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ ، فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ صَادِقًا فَلَأَسْمَعَنَّ مِنْهُ ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا مَا هُوَ بِضَائِرِي ، قَالَ : فَأَتَيْتُهُ ، وَاسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ ، وَقَالُوا : عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ : أَظُنُّهُ قَالَ: ثَلَاثَ مِرَارٍ .
قَالَ : فَقَالَ لِي: ( يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ أَسْلِمْ تَسْلَمْ).
قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي مِنْ أَهْلِ دِينٍ .
قَال: ( َ يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ أَسْلِمْ تَسْلَمْ ) .
قَالَ: قُلْتُ :إِنِّي مِنْ أَهْلِ دِينٍ، قَالَهَا ثَلَاثًا .
قَالَ: ( أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ ) .
قَالَ : قُلْتُ : أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي .
قَالَ نَعَمْ قَالَ أَلَيْسَ تَرْأَسُ قَوْمَكَ.
قَالَ : قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَذَكَرَ مُحَمَّدٌ الرَّكُوسِيَّةَ ، قَالَ : كَلِمَةً الْتَمَسَهَا يُقِيمُهَا فَتَرَكَهَا .
قَالَ: ( فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ فِي دِينِكَ الْمِرْبَاعُ ) .
قَالَ : فَلَمَّا قَالَهَا تَوَاضَعَتْ مِنِّي هُنَيَّةٌ .
قَالَ : ( وَإِنِّي قَدْ أَرَى أَنَّ مِمَّا يَمْنَعُكَ خَصَاصَةٌ تَرَاهَا مِمَّنْ حَوْلِي ، وَإِنَّ النَّاسَ عَلَيْنَا أَلْبًا وَاحِدًا ، هَلْ تَعْلَمُ مَكَانَ الْحِيرَةِ ؟ .
قَالَ : قُلْتُ : قَدْ سَمِعْتُ بِهَا وَلَمْ آتِهَا.
قَالَ : ( لَتُوشِكَنَّ الظَّعِينَةُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، وَلَتُوشِكَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ أَنْ تُفْتَحَ).
قَالَ : قُلْتُ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ !!.
قَالَ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ .
قَالَ : قُلْتُ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ !!.
قَالَ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ يَبْتَغِيَ مَنْ يَقْبَلُ مَالَهُ مِنْهُ صَدَقَةً فَلَا يَجِدُ ) .
قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ ثِنْتَيْنِ ، قَدْ رَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَخْرُجُ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ ، وَكُنْتُ فِي الْخَيْلِ الَّتِي أَغَارَتْ عَلَى الْمَدَائِنِ ، وَايْمُ اللَّهِ لَتَكُونَنَّ الثَّالِثَةُ ، إِنَّهُ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنِيهِ) .
أخرجه الطبراني17/183 ، وابن حبان 15/65 برقم :6674 ، وأحمد :4/377-378 ، والبيهقي في الدلائل :5/342 ، والحاكم :4/518-519 وصححه ووافقه الذهبي ، والحديث حسن
فالمبشرات إذن تسهم في بناء رؤيا أفضل للحياة للإنسان المسلم يرى فيها نفسه بأجمل صورة ، فيشرق فيها بواعث الأمل لمستقبل أفضل ، فيحث الخطى لتحقيق ذلك يوما فيوم .
2) لأنها تسهم في تكوين التفكير السليم عند الإنسان المسلم :
إن التفكير في الحياة بمنظور مشرق يساعد على تحقيق الإنسان لأهدافه في زمن قياسي ، فمبدأ ذلك التفكير الإيجابي الذي بدوره يسهم بالتأثير على السلوك العملي ، فكما يفكر الإنسان يكون .
إن الكثير من طموحاتنا وأهدافنا الكبيرة تبدأ بفكرة نقوم بتسجيلها ، ثم تنمو بعد ذلك بالقراءة المستمرة ، أو المناقشات مع الأصحاب .
فها هو صحيح البخاري مثلا بدأ بفكرة ثم سعى صاحبها لتحقيق هذه الفكرة :
يقول الإمام البخاري رحمه الله : كنت عند إسحاق بن راهويه ، فقال لنا بعض أصحابنا : لو جمعتم كتابا مختصرا من الصحيح لسنن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت الكتب قبل ذلك تجمع الصحيح والضعيف ، فوقع ذلك في قلبي ، فأخذت في جمع هذا الكتاب ، يعني كتاب صحيح البخاري .
وهذه المبشرات بدأت حين حدث بها النبي صلى الله عليه وسلم وكأنها أفكارا ، وطموحات ، وآمالا ، يلقنها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه – وإن كانت في الحقيقة حقائق صدرت عن الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى- ثم غدت وقائع تنفذ وتنجز ، أنجز قسم منها على يد الجيل الأول والأجيال التي جاءت بعده ، وبقي قسم آخر من هذه المبشرات لم ينجز ، وتحتاج لمن يقوم بإنجازها ، وهو يشكل فكره السليم بناءا على المبادئ والقيم التي جاء بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
فالكثير من المسلمين هذه الأيام تمتلئ عقولهم بأفكار مغلوطة عن مستقبل الأمة ، فهو في عقولهم مستقبل أقرب إلى السواد ، لأنه فكر مؤسس على فهم شاع لبعض الأحاديث التي وردت في سياق الكلام عن الفتن والملاحم ، رغم عدم سلامة هذه الأفهام ، فيأتي الحديث عن المبشرات ماحيا ومزيلا لهذه الأفهام المغلوطة ، ومصححا لطريقة التفكير وموجها لها التوجيه السليم باتجاه الهدف المنشود للصورة المشرقة لمستقبل هذه الأمة .
3) لأنها طموح أصحاب الهمم العالية :
إن الحديث عن المبشرات والسعي لتحقيقها ، هو طموح من يبكى على فقدهم ، لأن المصيبة بفقدهم هي المصيبة العظمى ، فهم أصحاب الهمم العالية ، الذين يتسابقون إلى المكارم ، الذين لا يكلون ولا يملون ، ولا يقنطون :
وجد القنوطُ إلى الرجالِ سبيلَهُ وإليك لم يجد القنوطُ سبيلا
ولَرُبَ فردٍ في ُسُموِّ فعالـــــه وعُلُوِّه خُلُقاً يعــادل جيلا
وهم في الناس إذا عدوا قليلا ، وقد صاروا في عصرنا أعز من القليل حتى صدق فيه قول القائل :
ولم أر أمثال الرجال تفاوتا إلى المجد حتى عد ألف بواحد
ولهذا تعظم المصيبة بفقدهم ، وتعم الرزية بموتهم :
تعلم ما الرزية فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر يموت بموته بشر كثير
هؤلاء هم الذين لا يقنعون إلا أن تكون طموحاتهم عالية جدا ، يحدوهم قول المتنبي وهو يقول :
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر صغير كطعم الموت في أمر عظيم
هؤلاء هم أصحاب الآثار الخالدة الذين تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم الطموح لتحقيق الأفضل ، وأتقنوا فن الصعود إلى القمم العالية ، من خلال الرؤية المشرقة التي تنظر بعين الأمل في تحقيق المستوى الأفضل ، فهم لا يرضون بالدون من الأمور ، ولا يشبع طموحاته إلا الصعود إلى القمم :
قلت للصقر وهو في الجو عال اهبط الأرض فالهواء جديب
قال لي الصقر: في جناحي وعزمي وعنان السماء مرعى خصيب
إنه طموح رَبِيعَةَ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ الذي تمنى مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء من حديثه حيث قَالَ : كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ ، فَقَالَ لِي : سَلْ.؟ فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ : أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ؟ قُلْتُ : هُوَ ذَاكَ . قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ.
أخرجه مسلم برقم:489، والترمذي برقم:3416، والنسائي برقم:1138، وأبو داود برقم:1320، وابن ماجة برقم: 3879 .
وهو طموح صاحب النفس التواقة عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى الذي قال :
( إن لي نفسا تواقة ، تمنت الإمارة فنالتها ، وتمنت الخلافة فنالتها ، وأنا الآن أتوق للجنة وأرجو أن أنالها ) .
حلية الأولياء :5/331 ، سير أعلام النبلاء:5/134 .
وهو نور الهمة العالية الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ) .
أخرجه البخاري برقم:2790 .
والمبشرات وحديث النبي عنها ، وطلبه من أمته أن تسعى لتحقيقها من باب الطموح للمكانة الأفضل لهذه الأمة وهذا الدين ، وهو ما يشبع طموح أصحاب الهمم العالية .
ومن المهم أن نعلم أن الأحلام البدائية مهمة ، لتصل بنا إلى أبعد الغايات ، فها هو أناتول فرانس يقول : كي نحقق إنجازات عظيمة علينا ألا نعمل فقط ، بل أن نحلم أيضا ، ولا أن نخطط فقط ، بل أن نؤمن أيضا ) .
وأهل الهمة العالية من أبناء الأمة الإسلامية وهم يقرؤون ما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم من تحقق رفعة المكانة لهذا الدين ، والعلو في الأرض لهذه الأمة ، وانتشار العدل والخير ، يعلمون أن هذه البشريات ليست أحلاما ، وإنما هي حقائق صاغها لنا ، وأخبرنا بها الذي لا ينطق عن الهوى ، فيسعون لتحقيق هذه البشريات من خلال العمل المتواصل الدؤوب ، ويخططون لتحقيق ذلك ، لأن تحققها على أرض الواقع هو عقيدة راسخة لا تقبل الشك .
فكل ما علينا أن نصبر صبرا يتفجر منه ينابيع العزم والثبات ، وليس صبر اليائس الذي لا يجد لنفسه بدا من الصبر فيصبر ، عند ذلك سنرى ما يظنه البعض أحلاما سيكون حقيقة على أرض الواقع .
وليس هناك نموذج أعظم من نموذج نور الدين زنكي حينما كان في حلب وقد سيطر الصليبيون على كثير من بلاد المسلمين في ارض الشام ، يقوم بصناعة منبر عظيم ، ويبالغ في تحسينه وإتقانه ويقول :هذا عملناه لينصب في بيت المقدس ، فظن الكثيرون ممن عايشوه أنه كان يحلم لأن الواقع المنظور لا يبشر بما كان يقوله أو يحلم به ، ولكن الأمنية الكبيرة لنور الدين تتحقق على يد تلميذه صلاح الدين ، فيصبح الحلم حقيقة بالصبر والمثابرة والعزيمة.
ولنعلم أن أصحاب الطموحات والهمم العالية في تطور ملحوظ في اهتماماتهم وسلوكياتهم ، وهم في زيادة مطردة ودائمة في العلم والإيمان والعبادة والأخلاق ، فهم يعوضون كل نقص بالتعليم المستمر يقول إبراهيم الحربي رجمه الله عن الإمام أحمد –رحمه الله - :لقد صحبته عشرين سنة ، صيفا وشتاءا ، حرا وبردا، ليلا ونهارا ، فما لقيته إلا وهو زائد عليه بالأمس .مناقب أحمد :ص140 .
4) لأنها تسهم في تحقيق رسالتنا في الحياة :
إن التعرف على المبشرات بتحقيق العلو لدين الله تعالى تسهم بشكل كبير في تعرفنا على أنفسنا ، وماذا نريد في حياتنا ؟ وما هو دورنا الذي اختاره الله لنا لتحقيقه في الأرض ؟ .
فالغاية العظمى والتي هي مرضاة الله تعالى لها سبيل للوصول إليها ، وهو تحقيق الغاية التي خلقنا لأجلها والتي ذكرها الله تعالى بقوله : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ( الذاريات : 56) .
ثم القيام بنصرة دين الله لإعلاء كلمة الله تعالى : ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا ، والله عزيز حكيم ) التوبة :40 .
وهذا كله يسهم في صنع سياج يحمينا من أن يقوم غيرنا بتشكيل حياتنا وصياغتها كما يريدون هم ، ووفق غاياتهم هم ، وبذلك نفوت الفرصة على أعدائنا بنجاح مهمتهم في إبعادنا عن مقاصدنا الأساسية .
فنحن بناءا على ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم من مبشرات بعلو الإسلام وارتفاع كلمته ، نستطيع أن نحقق رسالتنا في الحياة ، ونصوغها صياغة جديدة وفقا للمبادئ والقيم الصادقة والصحيحة التي جاء بها ديننا ، ونفجر طاقاتنا الداخلية في البذل والعطاء ، ونحقق التوازن الإيجابي في هذه الحياة ، ونشعل في قلوبنا جمرة الغيرة على دين الله أن تنقض عراه ، أو أن تنتقص جوانبه ونحن أحياء اقتداء بقول خليفة رسول الله أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين قال : أينقص الدين وأنا حي .
فالموفقون دائما هم الذين تحدوهم في حياتهم الطموحات والآمال الكبيرة ، وهم الذين يعيشون كل لحظة من آمالهم وطموحاتهم وهم يرونها تتحقق على الأرض لحظة بلحظة ،ويحسون بها وهي تجري في عروقهم ودمائهم ، وينقشون معالمها في قلوبهم وعقولهم ، ثم ينزلونها إلى واقعهم ليطبقوها ويعيشوا في رحابها .
5) لأنها تسهم في إخراجنا من حالة التقاعس والتخاذل التي تحياها أمتنا :
إن المبشرات تبث الهمة في النفوس للعمل الجاد والمخلص ، والتخلص من حالة التقاعس والتخاذل التي يحاول البعض نشرها في قلوب أبناء هذه الأمة ، بسوداوية مستقبل هذه الأمة ، من خلال فهم مغلوط لبعض الأحاديث التي جاءت في سياق الكلام عن الفتن والملاحم وأشراط الساعة .
فالمسلم حين يطلع على حقيقة المبشرات التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، سيبث ذلك الثقة في قلبه بتحقيق وعد الله تعالى لهذه الأمة ، وهذا سيسهم في رفض منطق اليأس والتقاعس والتخاذل والتي هي من لوازم الكفر ، والقنوط الذي هو من مظاهر الضلال .
واليأس يحدث في أعضاء صاحبه ضعفا ويورث أهل العزم توهينا
والدعاة المخلصون هم الذين يبثون بوارق الأمل ، وإشراقات النظرة المتفائلة في قلوب من حولهم في اشد حالات الحرج التي تصيب الأمة ، التزاما بنهج النبي صلى الله عليه وسلم الذي فعل ذلك ،وأسس وأصل لهذا النهج يوم أن جاءه جماعة من الصحابة في مكة يطلبون منه أن يدعو لهم بأن يرفع الله عنهم بعض أذى قريش ، فما كان منه إلا أن وسع آفاق نظرتهم لمستقبل مشرق لهذه الأمة ، فبشرهم بانتشار هذا الدين ، وانتشار الأمن والعدل حتى تأمن الظعينة المسافرة على نفسها ، فقد جاء من حديث خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، فَقُلْنَا : أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا ، أَلَا تَدْعُو لَنَا ، فَقَالَ:
( قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ ، فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ ، فَيُجْعَلُ فِيهَا فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ ، لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ ) .
أخرجه البخاري برقم: 6943، والطبراني برقم :3638، وابن حبان برقم: 6698
ويوم غزوة الخندق والنبي يرى اضطراب الصحابة وخوفهم ، وهم يسمعون باجتماع القبائل لغزوهم وحصارهم في المدينة ، بل لقد وصل الخوف والفزع بهم إلى حد وصول القلوب إلى الحناجر ، وليس بعد وصف الله تعالى لحالتهم وصف أدق ، حيث قال سبحانه : ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا) ( الأحزاب : 10-11).
جاءت كلمات النبي صلى الله عليه وسلم التي أخبر بها أثناء حفر الخندق وقبل الحصار بلسما شافيا ، ودافعا قويا لنفوسهم لتحمل المشاق ، فقد أخبرهم عن فتح كنوز كسرى وقيصر وقصور صنعاء كما جاء من حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ :
( أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ ، قَالَ : وَعَرَضَ لَنَا صَخْرَةٌ فِي مَكَانٍ مِنْ الخَنْدَقِ لَا تَأْخُذُ فِيهَا الْمَعَاوِلُ ، قَالَ : فَشَكَوْهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : وَضَعَ ثَوْبَهُ ، ثُمَّ هَبَطَ إِلَى الصَّخْرَةِ ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَقَالَ : ( بِسْمِ اللَّهِ ) ، فَضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ ، وَقَالَ : ( اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ مِنْ مَكَانِي هَذَا ) .
ثُمَّ قَالَ : (بِسْمِ اللَّهِ )، وَضَرَبَ أُخْرَى ، فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ ، فَقَالَ :
( اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ الْمَدَائِنَ ، وَأُبْصِرُ قَصْرَهَا الْأَبْيَضَ مِنْ مَكَانِي هَذَا ) .
ثُمَّ قَالَ : ( بِسْمِ اللَّهِ ) ، وَضَرَبَ ضَرْبَةً أُخْرَى ، فَقَلَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ ، فَقَالَ :
( اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا) .
[ أخرجه أحمد في المسند : ( 4/303 ) ، والنسائي : ( 6/43 – 44 ) ، والبيهقي في الدلائل ( 3/417 – 418 ) ، وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح : ( 7/397 ) ، وقد خرجته بشواهده في صحيح السيرة برقم : ( 448 ) ]
وهكذا الدعاة والمصلحون الصادقون لا يمكن أن يتسرب اليأس إلى قلوبهم ، بل هم في حديث دائم ومتواصل عن المستقبل المشرق لهذا الدين ولهذه الأمة ، ويسهمون بحديثهم هذا في التخلص من حالة التقاعس والتخاذل التي يحاول البعض بثها عن قصد أو عن غير قصد نتاجا لسوء فهم لبعض النصوص .
ودأبُ هؤلاء المصلحين العمل الدؤوب المتواصل للوصول إلى المستقبل المشرق الذي تحدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي وعد الله به أتباع هذا الدين ، فهم لا يرضيهم الواقع المعوج ، ولا يركنون إلى الحال الرديء ، ولذلك فهم في حركة متواصلة لا يكلون ولا يملون ، لسان حالهم قول الدكتور القرضاوي حفظه الله شعرا :
قالوا السعادة في السكون وفي الخمول وفي الخمود
في لقمة تأتي إليـــــك بغير ما جهد جهيـــــد
في أن تقول كما يقال فلا اعتراض ولا ردود
في أن تسير مع القطيع وأن تقاد ولا تقـــود
قلت : الحياة هي التحرك لا السكون ولا الهمود
وهي التفاعل والتطـــور لا التحجر والجمود
وهي الشعور بالانتصار ولا انتصار بلا جهود
وهي التلذذ بالمتاعب لا التلذذ بالرقــــود
هذي الحياة وشأنها من عهد آدم والجدود
فإذا ركنت إلى السكون فلذ بسكان اللحود
6) لأنها تشكل مصدرا للأمن ودافعا للعمل عند المؤمنين :
إن الحديث عن المبشرات يشكل للمؤمن واحة أمن وطمأنينة ، وبارقة أمل وتفاؤل ، في وقت اضطربت فيه الأحوال ، وتكالبت فيه جهود الأعداء على هذه الأمة ، فيما يغمر جوانح المؤمن من أمل ذلك الشعاع الذي يلوح للإنسان في دياجير الحياة ، فيضيء له الظلمات ، وبنير له المعالم ، ويهديه السبيل ، ذلك هو الأمل ، الذي به تنمو شجرة الحياة ، ويرتفع صرح العمران ، ويذوق المرء طعم السعادة ، ويحس ببهجة الحياة .
(الإيمان والحياة :164) .
والحديث عن المبشرات يمثل قوة دافعة تشرح الصدر للعمل ، وتخلق دواعي الكفاح من أجل الواجب ، وتبعث النشاط في الروح والبدن ، تدفع الكسول إلى الجد ، والمجد إلى المداومة على جده ، والزيادة فيه ، تدفع المخفق إلى تكرار المحاولة حتى ينجح ، وتحفز الناجح إلى مضاعفة الجهد يزداد نجاحه ، فهي القوة الباعثة على الاستمرار لأنها تشكل الطموح والغاية التي يسعى الإنسان للوصول إليها ، ويجد في نفسه دافع الاستمرار في العمل لبلوغها .
ولذلك يشكل الحديث عن المبشرات إكسيرا للحياة ، ودافعا للنشاط،ومخففا للويلات التي تنزل بالإنسان ، وباعثا على البهجة والسرور فيها .
7) لأنها تسهم في عملية تحصين الأمة أمام هجمات أعدائها :
إن قوى الشر والمكر العالمي وأعداء هذا الدين يبذلون جهودا جبارة ، ويمكرون مكرا تكاد تزول لقوته الجبال ، للقضاء على هذا الدين وعلى حملته من أبنائه ، من خلال القتل والسجن والإيذاء المادي والمعنوي الذي يوجهونه إلى أبناء هذا الدين .
وأشد هذا الكيد تلك الحرب النفسية الموجهة لتيئيس أبناء هذه الأمة ، والقضاء على أي أمل في نفوسهم بمستقبل مشرق لهذه الأمة ، وهذه الحرب النفسية يسهم فيها الأقلام المأجورة ، والأبواق والقنوات الفضائية المدفوعة الأجر ، والتي تحاول أن تلطخ كل ما هو إسلامي ونظيف ، بكيل التهم جزافا بحق أبناء هذه الأمة ، وتلويث الفكر الإسلامي .
أمام هذه الهجمة الشرسة يأتي الحديث عن المبشرات مسهما إسهاما كبيرا في بث الأمل في قلوب أبناء هذه الأمة ، ومزيلا لسحابة سوداء من اليأس والإحباط ، ثقيلة الوطأة على قلوبهم .، وباعثا لبوا رق الأمل في جو تراكمت فيه الظلمات فكانت كما وصف الله ( ظلمات بعضها فوق بعضها) ، ومسهما في تحصين الأمة ، ومقويا لد فاعاتها أمام هجمات الأعداء ، بل ومشجعا لأبناء هذه الأمة ليعملوا لتحقيق هذه البشريات باذلين أقصى ما يستطيعون من جهد ، ومفجرا للطاقات المذخورة الموجودة في هذه الأمة وما أكثرها .
8) لأنها تنسجم مع منهج النبي في التبشير :
جاءت أوامره صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالتبشير دون التنفير ، ذلك حين كان يرسلهم لدعوة الأقوام الآخرين :
فقد جاء عَن أَبِي مُوسَى : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ :
( يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا ، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا ، وَتَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا ) .
أخرجه البخاري برقم : 4344، 4345 ،4342 ،ومسلم1733 ، والبيهقي :8/291 ، وابن حبان برقم:5376 ،وأحمد: 4/409 .
وقد مارس النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في تعامله مع الآخرين من خلال الشواهد التالية :
فقد جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
( عَلِّمُوا ، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا ، وبشروا ولا تنفروا ،وَإِذَا غَضِبَ أحدكم فَليسْكُتْ ).
أخرجه البخاري في الأدب المفرد :1230 ، وأحمد:1/239 ،283 ،365 ،القضاعي : والحديث حسن لغيره ،وصححه الألباني في الصحيحة برقم :1375 .
وعَن أَبِي مُوسَى رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
( أَبْشِرُوا وَبَشِّرُوا النَّاسَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ صَادِقًا بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ).
فَخَرَجُوا يُبَشِّرُونَ النَّاسَ فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ رضي الله عنه فَبَشَّرُوهُ فَرَدَّهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ رَدَّكُمْ ؟ .قَالُوا : عُمَرُ .
قَالَ : لِمَ رَدَدْتَهُمْ يَا عُمَرُ .
قَالَ إِذَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ .
أخرجه أحمد:4/404 ، 411 ،وإسناده صحيح على شرط مسلم وصححه الألباني في الصحيحة :712 ،1312 .
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ،عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
( سَدِّدُوا ، وَقَارِبُوا ، وَأَبْشِرُوا ، فَإِنَّهُ لَا يُدْخِلُ أَحَدًا الْجَنَّةَ عَمَلُهُ .
قَالُوا :وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ .
قَالَ : ( وَلَا أَنَا ، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ ) .
أخرجه البخاري برقم:6467
وقد جاء وفد من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا ، فَرُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ، فَجَاءَ نَفَرٌ مِنْ الْيَمَنِ فَقَالَ : اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ ، قَالُوا : قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ .
أخرجه البخاري برقم :4365، 7418، و الترمذي برقم : 3951.
شكرا شكرا أخي سامبا على مرورك العطر
ربما كان علي أن أنقل هذه الحلقة على حلقتين
وأنا باذن الله ساتابع تجزئة هذا الكتاب القيم جدا على عدة حلقات
ويمكن عمل ملف word واضافة الحلقات متتابعة الى هذا الملف ليتسنى الرجوع اليه اذا ما أراد أي أخ ذلك
وكانت الحلقات الأربعة الأولى تحت هذه العناوين
1- هل سينتصر الاسلام
2- من هم اللذين سيحققون البشريات بنصر الاسلام
3- لماذا الحديث عن المبشرات البشارة تعريفها ودلالاتها وجاء هذا القسم ضمن رد في الجزء الثاني
4- لماذا الحديث عن المبشرات الجزء الثاني
واليوم 14/10/2012 نزل بحمد الله الجزء الخامس
5- المنهج النبوي في التبشير وتحفيز أبناء الأمة الاسلامية
ونسأله سبحانه وتعالى أن يردنا الى دينه ردا جميلا
وأن ينصر الاسلام ويعز المسلمين وأن يدمر أعداء الدين
انه ولي ذلك والقادر عليه
والحمد لله رب العالمين