للأجر والفائدة.. تفسير القرآن الكريم لفضيلة الدكتور أحمد نوفل..
للأجر والفائدة.. تفسير القرآن الكريم لفضيلة الدكتور أحمد نوفل.. - للأجر والفائدة.. تفسير القرآن الكريم لفضيلة الدكتور أحمد نوفل.. - للأجر والفائدة.. تفسير القرآن الكريم لفضيلة الدكتور أحمد نوفل.. - للأجر والفائدة.. تفسير القرآن الكريم لفضيلة الدكتور أحمد نوفل.. - للأجر والفائدة.. تفسير القرآن الكريم لفضيلة الدكتور أحمد نوفل..
تفسير قوله تعالى : " وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلكم تتقون " 153 الانعام
ربما لم تحدثنا سورة عن الصراط مثلما حدّثتنا سورة الانعام
وهذه الآية الثالثة والاخيرة من آيات الوصايا العشر تتضمن وصية واحدة جامعة توصي باتباع المنهج عموما ، واصفة ايّاه بالصراط المستقيم :
" وأنّ هذا " الواو عاطفة وفتحت همزة أنّ على تقدير وأوصيكم أنّ هذا ..
واستخدم اسم الاشارة هذا لإفادة القرب ، تماما كقوله : " هذه سبيلي .."
وهنا قال : " هذا صراطي .." مع اختلاف مرجع الضمير " الياء " في كل منهما.
ففي سبيلي مرجع الضمير الى الرسول صلى الله عليه وسلم وقوله سبيلي يلمح الى ما قد يعترض السبيل من مشقات يفرضها الاعداء ومن يصدّون عن سبيل الله ..
وقوله تعالى : " هذا صراطي " مرجع الياء الى الرب الجليل والاله العظيم سبحانه ، وعبّر بالصراط المفيد السهولة واليسر فهذه طبيعة الدين في ذاته
وانما العقبات والصعوبات من الظروف ومن خارج المنهج ، اما المنهج في بنيته وتكوينه وذاته فلا عسر ولا مشقة ولا حرج فيه ولا غلو ولا تطرف ولا شطط ،
معاذ الله ، وهذه ان وجدت عند بعض المسلمين فهي من عند انفسهم لا من طبيعة المنهج ، فليفطن لهذا ، لأنه قد دأب المستشرقون والمستعربون يخلطون بين الدين وسلوك المتدينين
"مستقيما" حال من الصراط . ومع أن كلمة الصراط تتضمنن وصف الاستقامة الا ان النص الكريم وكل نص مشابه يتحدث عن الصراط يصفه دائما بالاستقامة ، فكان وصف الاستقامة
تكرر مرتين .
" فاتبعوه " هذه هي الكلمة الاولى في القرآن بهذه الصيغة وفي الآية 155 الثانية وليس غيرهما ، وفي الاعراف : " واتبعوه .." 158
والاتباع : السير على هديه وتعليماته والانضباط بأوامره واتخاذه دستورا ومنهجا ونبراسا ومرجعا وحكما ..
" ولا تتبعوا السبل "
وملاحظة أبديها أن مادة الاتباع في سورة الانعام ربما تكون أوفر حظا من غيرها من السور فقد ورد من صيغها :
أتّبع ( فعل مضارع ) وورد في الانعام مرتين ولم يتكرر في غيرها وهو في القرآن 5 مرات .
" ولا تتبع " ورد مرة . " ولا تتبعوا " ورد مرتين ولم يتكرر الا في البقرة وهو في القرآن 8 مرات. " تتبعون" ورد مرة من بين 3 مرات في القرآن . " ان يتبعون" ورد مرة في الانعام
" اتبع " ( فعل أمر) ورد مرة من بين 7 مرات في القرآن ...
فهذه عشر مرات في سورة الانعام من هذه المادة وهذا يعطيك جوا معينا : أنه مطلوب من الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أن يتبعوا أمر ربهم ومنهجه وكتابه ..
وعبّر بالسبل جمعا غدت واضحة لكثرة ما أشار اليها المفسرون ان الصراط واحد والسبل متعددة ، وهذا نص الحديث الشريف المشهور عندما خط خطا صلى الله عليه وسلم ومثّل به
للصراط ثم خط عن يمينه خطوطا وعن شماله خطوطا وقال : هذه السبل على رأس كل سبيل شيطان .. او كما قال عليه الصلاة والسلام
وسبل الضلال ان كانت في ذلك الزمان متعددة فما نقول في سبل هذا الزمان وقد كثرت الفلسفات والنظريات والاطروحات والمناهج ، وحضارة غربية هائلة الامكانات تقوم على الكفر بالله
والشرك به ونظرية التطور بدل الخلق ، والاعتداد بالقوة ، وترويج كل ما يدمر الاخلاق ، ويقوّض القيم ويناقض الفطرة ، فمن اسس الشذوذ والتعري والربا الذي امتصت به دماء الشعوب
الفقيرة ونهبت ثرواتها بقوتها العسكرية وبإعلامها المهيمن فرضت قيمها وفجورها وانحطاطها وصارت على انعدام القيم قبلة الدنيا وحلم البشر أن يحملوا هويتها وجنسيتها وإلا فعلى الاقل أن
يتماهوا بقيمها الحضارية الفاجرة الجائرة ..
لقد غدت السبل اكثر واخطر وافجر ! وغدا الاقناع بها مع الزخم وثقافة الصورة اسهل وايسر !
فنحن الى هدي هذه الآية احوج وافقر !
أما قوله :" فتفرّق بكم عن سبيله " فقد ذقنا مرارة هذا التفرّق ، فلا تكاد دول العالم العربي و الاسلامي تلتقي على شيء ، لا على نصرة الاقصى ولا نصرة الدين ولا نصرة المظلومين ولا تحرير الارض
ولا شيء من ذلك . ويتجمع الناس والدول في اسواق مشتركة وعملة مشتركة وجهد سياسي مشترك ، ولا يجمع هذه الامة ودولها وانظمتها ..
لقد انطبق علينا القانون وحق علينا الناموس وطالتنا السنة التي لا تحابي احدا ولا تجامل ولا تراعي .. انها قانون ماض الى حتميته كالرصاصة لا تعوجّ في سيرها .
ان النص الكريم لم يقل فتبعتد بكم عن سبيله ، اذ قد نبتعد جميعا ، لكن الابتعاد كان قرين الاختراق والشتات : " فتفرّق بكم عن سبيله "
انه بعد مزق اللُّحمة وفرق الكلمة وشتت المجتمع وباعد المتقارب ،حتى كاد كثير ييأس من مجرد التلاقي بعدم أضحى التنائي بديلا عن تدانينا ..
" ذلكم وصّاكم به " اللازمة التي ختمت بها كل اية من آيات الوصايا العشر ، الثلاث . واسم الاشارة الذي للبعد " ذلكم " لا يدل على بعد المنال وبعد المنزل ، لا ، ولكن ليدل على بعد المقام وعلوه
وعلو شانه ، " وصّاكم به " وعبر عن الوصية لامتلائها بالنصح البالغ الخالص ..
" لعلكم تتقون " وكلمة " لعلكم " ثابت من ثوابت هذا اللازم وهي تعني النتيجة بحسب موقف البشر والتزامهم بما جاء فيها ، كالصيام تتحقق التقوى منه بقدر التزامك به وبحكمته ووعيك بتلك الحكم !
وختم هنا بالتقوى في ثلاث منازل متدرجة الى العلا : تعقلون ، تذكرون ، تتقون .. فكل منزلة تسلم الى ما بعدها وفوقها وصولا الى اخر المنازل واعلاها " لعلكم تتقون " ويكفي ان نستحضر ان
الصيام افتتحت خواتم آياته بهذه الخاتمة وختمت ب " لعلهم يتقون " فهي قمة مطالب الدين . وحذف المفعول قصدا ليعمم احتمالات كثيرة فيكون النص بالحذف ابلغ واكمل واشمل : ويمكن ان نسجل من
هذه الاحتمالات بعضا :
لعلكم تتقون الله ، او تتقون عذاب الله ، او تتقون النار ، او تتقون موجبات النار ، او تتقون الوقوع في ما نهتكم عنه الآيات ، او تتقون الفرقة والشتات ..
والاحتمالات مفتوحة مشرّعة في كل الاتجاهات
فتأمل هذه الوصايا الجامعات ومعذرة الى منزل الآيات ان عجزت الكلمات ان تحيط بمعاني الآيات والدلالات الجامعات ..
فمثل هذه الاحاطة من البشر فوق القدرات والطاقات فكيف اذا كانت من عاجز الكلمات ضعيف الملكات ..؟!
أما قوله :" فتفرّق بكم عن سبيله " فقد ذقنا مرارة هذا التفرّق ، فلا تكاد دول العالم العربي و الاسلامي تلتقي على شيء ، لا على نصرة الاقصى ولا نصرة الدين ولا نصرة المظلومين ولا تحرير الارض
ولا شيء من ذلك . ويتجمع الناس والدول في اسواق مشتركة وعملة مشتركة وجهد سياسي مشترك ، ولا يجمع هذه الامة ودولها وانظمتها ..
لقد انطبق علينا القانون وحق علينا الناموس وطالتنا السنة التي لا تحابي احدا ولا تجامل ولا تراعي .. انها قانون ماض الى حتميته كالرصاصة لا تعوجّ في سيرها .
ان النص الكريم لم يقل فتبتعد بكم عن سبيله ، اذ قد نبتعد جميعا ، لكن الابتعاد كان قرين الاختراق والشتات : " فتفرّق بكم عن سبيله "
انه بعد مزق اللُّحمة وفرق الكلمة وشتت المجتمع وباعد المتقارب ،حتى كاد كثير ييأس من مجرد التلاقي بعدم أضحى التنائي بديلا عن تدانينا ..
الله يجزيك الخير أخي الحبيب على نقلك لهذا الكلام الرائع الماتع للعلامة الفذ أبو عمر " أحمد نوفل " حفظه الله وأيده بفتوح من عنده
ونتمنى عليك أخي الكريم متابعة هذه الدروس المهمة ونقلها لنا في مثل هذه الصورة الموجزة حتى تعم الفائدة باذنه سبحانه وتعالى
أما قوله :" فتفرّق بكم عن سبيله " فقد ذقنا مرارة هذا التفرّق ، فلا تكاد دول العالم العربي و الاسلامي تلتقي على شيء ، لا على نصرة الاقصى ولا نصرة الدين ولا نصرة المظلومين ولا تحرير الارض
ولا شيء من ذلك . ويتجمع الناس والدول في اسواق مشتركة وعملة مشتركة وجهد سياسي مشترك ، ولا يجمع هذه الامة ودولها وانظمتها ..
لقد انطبق علينا القانون وحق علينا الناموس وطالتنا السنة التي لا تحابي احدا ولا تجامل ولا تراعي .. انها قانون ماض الى حتميته كالرصاصة لا تعوجّ في سيرها .
ان النص الكريم لم يقل فتبتعد بكم عن سبيله ، اذ قد نبتعد جميعا ، لكن الابتعاد كان قرين الاختراق والشتات : " فتفرّق بكم عن سبيله "
انه بعد مزق اللُّحمة وفرق الكلمة وشتت المجتمع وباعد المتقارب ،حتى كاد كثير ييأس من مجرد التلاقي بعدم أضحى التنائي بديلا عن تدانينا ..
الله يجزيك الخير أخي الحبيب على نقلك لهذا الكلام الرائع الماتع للعلامة الفذ أبو عمر " أحمد نوفل " حفظه الله وأيده بفتوح من عنده
ونتمنى عليك أخي الكريم متابعة هذه الدروس المهمة ونقلها لنا في مثل هذه الصورة الموجزة حتى تعم الفائدة باذنه سبحانه وتعالى
آمين يا رب العالمين
أخي يحيى العلي شكراً جزيلاً لمرورك الطيب والجميل وبارك الله فيك
وبإذن الله سأتابع دروس الشيخ أبا عمر وأنقلها هنا للتعلم وللإفادة
الدكتور بجيبوله برنامج تفسير على قناة اليرموك
بس ما بعرف متى بالزبط
مشكور على الموضوع يا ليفربولي
العفو يا أم يحيى
كل برامجه وكل دروسه جميلة جداً
والأجمل منها على قناة اليرموك اللقاءات التفسيرية المسجلة مع أستاذ الدكتور أحمد نوفل ومعلمه
العالم الجليل فضل حسن عباس رحمه الله