ها قد إنقضت أيام شهر رمضان المبارك ، و حملت معها الكثير من الذكريات الطيبة ، و بتنا نعد الساعات لـ تنتهي رحلتنا في رحاب هذا الشهر الفضيل ، و نستعد لـ إستقبال عيد الفطر السعيد ، أعاده الله علينا و عليكم و على أمتنا العربية و الإسلامية بـ اليمن و البركات .
لست هنا لـ أتحدث عن العيد ، ولا عن مظاهر العيد ، و لن أتكلم عن العيد في ظل أوضاع أهلنا في سوريا ، و لن أخوض في أي نقاش بـ هذا الخصوص ، فـ ما يخالجني من شعور أكبر من أن يوصف ، و ما أراه يبكي مقلتاي ، و يقطع أوصالي ، و يجرح فؤادي الجريح من البعد و الفراق ، فـ من أتعس من عاشق إبتعد عن معشوقته ..!؟ ، و ما بالكم بـ العيد يمر عليه دون لقياها ..!؟ ، و دون حضنها الدافئ ..!؟ ، إنها لـ تعاسة و رب السماء ، فـ أين أنت يا حبيبتي ..!؟ .
ها قد أتى العيد يحمل بين طياته فرحاً ، و سعادةً ، و سروراً لـ من كان أهلاً لها ، و لكن .. كيف لي أن أفرح ..!؟ ، و أن يغمض لي جفن في غيابها ..!؟ ، أين أنت يا أمي ..!؟ ، يا أبي ..!؟ ، يا حبيبتي .. يا فـــ ُـلــســـــطيـن ..
يأتي عيد يتلوه عيد ، و فرحة تتلوها فرحة ، و لا يزال عيدنا ناقصاً ، و أفراحنا تتسم بـ شيء من الحزن الذي يشوب أجواءها ، كيف لا ..!؟ ، و أنت يا حبيبتي و عشيقتي بعيدة عني ..!؟ ، كيف لي أن أنسى يوم فرحي ـ كـ مسلم ـ أرضاً إليها أنتمي ..!؟ ، و عشقاً مجنوناً يسري في عروقي ..!؟ ، إليك يا فلسطين .. أزف عيدي و فرحي ، ألقي بـ أفراحي و أحزاني بين يديك أماه ، فـ أين العيد و نحن لسنا في رحابك ..!؟ .
لا أدري هل أبكي ..!؟ ، أم أفرح ..!؟ ، تعتريني رغبةٌ جامحةُ بـ أن ألقي نفسي بين أضلعك يا حبيبتي ، و أشكو إليك ضعفي و حزني ، و أستمد منك قوةً منحتها لـ كل من تشرف بـ أصله منك ، فـ أنت منبع قوة شعبنا الجبار ، أنت دم الشهداء ، و بكاء الأطفال ، و رائحة الخبز في طابون بيتنا العتيق ، أنت عشق الحياة ، بل أنت الحياة بـ أسرها .
عاشت أمنا فلسطيـــــن ، و عاش ترابها عزيزاً طاهراً ، و العزة و الخلود لـ شهدائنا الأبرار ، و النصر لـ ثوارنا في كل مكان ، و لن ننسى إخوتنا في سوريا ، و في بورما من دعائنا ، فـ أهل فلسطين قاسوا ما تقاسوه الآن ، و منا دعاءٌ خالصٌ إلى رب العالمين . أن يأتي علينا عيدنا القادم و نحن في رحاب أقصانا محرراً من أيدي الغاصب المحتل .. و نعاهدك يا حبيبتنا ، بـ أن عيدنا لـــــن يكون سوى .. يـــــوم عـــــودتـــــنـــــا .