دخل حمار مزرعة رجل وأخذ يأكل من زرعه الذي تعب في حرثة وبذرة وسقيه!
أراد الرجل أن يخرج الحمار من الزرع.. ولكن كيف؟
أسرع الرجل إلى البيت ثم جاء بعدة الشغل فالامر لا يحتمل التأخير!
أحضر عصا طويلة ومطرقة ومسامير وقطعة كبيرة من الكرتون المقوى
كتب على الكرتون: ( يا حمار أخرج من مزرعتي ) واستخدم المطرقة والمسمار لتثبيت الكرتون بالعصا الطويلة.
ذهب الرجل إلى مزرعته فوجد الحمار يرعى بأمان واطمئنان.
رفع اللوحة عاليا وبقي واقفاً منذ الصباح الباكر حتى غروب الشمس، ولكن الحمار لم يخرج!
احتار الرجل، فلربما لم يفهم الحمار ما كُتب على اللوحة، ثم أقفل الرجل عائداً إلى بيته وغط في نوم عميق.
في الصباح التالي قام الرجل بصنع عدد كبير من اللوحات ونادى أولاده وجيرانه واستنفر أهل القرية وصف الناس في
صفوف وهم يحملون اللوحات التي كُتب على بعضها عبارات مثل
( أخرج يا حمار من المزرعة ) ... (ارحل) ... (الموت للحمير) ... (يا ويلك يا حمار من راعي الدار)
وتحلقوا حول الحقل الذي فيه الحمار ... وبدأوا يهتفون: " ارحل ... أخرج يا حمار"
ولكن الحمار بقي حماراً .. يأكل وهو لا يأبه بمن حوله لأنه لم يستوعب ما يجري من أحداث.
غربت شمس اليوم الثاني وكان الناس قد تعبوا من الصراخ والهتاف وبحت أصواتهم
فلما رأوا الحمار غير مبال بهم رجعوا إلى بيوتهم وهم يفكرون في طريقة أخرى لإخراج هذا الحمار من المزرعة!
في صباح اليوم التالي جلس الرجل في بيته يعد خطة جديدة لإخراج الحمار، فالزرع أوشك على النفاد.
ثم خرج الرجل باختراعه الجديد وهو عبارة عن نموذج مجسم لحمار يشبه إلى حد بعيد الحمار الأصلي.
ولما وصل إلى حيث يوجد الحمار قام بصب البنزين على النموذج الذي أعده،
ثم أشعل النار فيه أمام نظر الحمار وحشود القرية المنادية بخروج الحمار.
( فكبر الحشد )
نظر الحمار إلى حيث النار . . ثم رجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة!
يا له من حمار عنيد . . لا يفهم!
هنا اتفق أهل القرية على أن يرسلوا وفداً ليفاوض الحمار.
وكانت رسالتهم أن صاحب المزرعة يريدك أن تخرج وهو صاحب الحق وعليك أن تمتثل وتخرج.
ولكن الحمار استمر في النظر إليهم كأن لسان حاله يقول:" من أنتم؟!"
ثم يعود للأكل دون أن يدرك مدى الدمار الذي أحدثه في الزرع والمزرعة!
قال أحد المفاوضين للحمار :"صاحب المزرعة مستعد للتنازل لك عن بعض من مساحتها"
ولكن الحمار استمر في الأكل دون أن يرد.. "ثلثها.. و الحمار لا يرد.."نصفها" و الحمار لا يلقي بالاً!
"طيب! حدد المساحة التي تريدها ولكن بشرط أن لا تتجاوزها."
رفع الحمار رأسه وكانت معدته قد اتخمت بخيرات المزرعة، ثم مشى قليلا إلى طرف الحقل محدثاً نفسه:
"لم أر في حياتي أطيب من أهل هذه القرية.. يتركونني آكل من مزارعهم ولا يطردونني ولا يضربونني كما يفعل الناس في القرى الأخرى!"
فرح الناس فرحاً عظيماً.. لقد ظنوا أن الحمار وافق أخيراً على مطالبهم.
فأحضر وا الأخشاب والأسلاك وعملوا سياجاً يقسم المزرعة إلى قسمين متساويين.. وتركوا للحمار النصف الذي كان يقف فيه.
في صباح اليوم التالي
كانت الطامة الكبرى.. عندما رأى صاحب المزرعة وأهل القرية الحمار في القسم الخاص بصاحب المزرعة!
لقد ترك الحمارما له ودخل في قسم صاحب المزرعة.. وأخذ يأكل بنهم أمام مرأى الجميع.
فكرر صاحب المزرعة رفع اللوحات مرة أخرى.. وتظاهر أهل القرية ولكن دون جدوى
"حقاً إنه حمار لا يفهم"
بدأ الرجل يفكر ملياً في ترك المزرعة بكاملها للحمار والذهاب إلى قرية أخرى
وبينما هو كذلك وأهل القرية في وله و دهشة
حيث لم يبق أحد من القرية إلا وقد حضر ليشارك في المحاولات اليائسة لإخراج الحمار
في تلك الأثناء خرج من بين الحشد طفل صغير وتوجه صوب الحمار وهو يلوح بعصا كان يحملها في يده
ثم ضرب الحمار[COLOR=DarkRed]على قفاه.. فإذا بالحمار يركض إلى خارج الحقل.
يالها من قصة رائعة تمثل واقعاً مريراً بتنا نعيش فيه الآن ..
فهل بات التفاوض والتفاهم مع من لاينفع معهم تفاهم هو الحل؟؟
لا أعتقد ..فلا يجدي نفعاً الآن الا القوة والضرب بيد من حديد فعلاً ..فلا يفهم هؤلاء الا بالقوة ..
تهاون العرب وهانوا على الجميع..فهل للتفاوض مكان؟؟
أتمنى أن يخرج ذلك الطفل الذي أخرج الحمار من بيننا ذات يوم فيصنع لنا مجداً فقدنا الأمل في عودته لنا...
بوركت يمناك على ما نقلت عمي وبدل الله حالنا للأفضل دائماً ودمت بحفظه
تركنا مالنا وحالنا وبتنا في الشتات ...وكيف ذلك ..هذا هو السؤال
هل كان خطأنا ؟أم أن الحمار لم يفهم فعلاً؟..أم أننا تهاونا فعلا مع ذلك الحمار ؟..ليس ذنب الحمار أبداً ..فلا عتب عليه ...
العتب على من لم يفهم فعلاً أنه لا يفهم فجادل وفاوض من البداية..النتيجة مبكية ولا نجرؤ على الاعتراف بأن بعضهم شابه الحمار بقلة فهمه وإدراكه بأنه لا يفهم
أما عن ذاك الطفل فأعتفد بأنه موجود في داخل كل منا ولكنه نائم وبحاجة إلى من يوقظه من غفوته التي طالت
وأعتقد أننا بحاجة إلى عصي كثيرة ليس لضرب أحد على قفاه وإنما لنستخدمها كما استخدمها الفاروق عمر عندما كان يطرق بها رؤوس الناس يذكرهم بالصلاة وغير ذلك!
تركنا مالنا وحالنا وبتنا في الشتات ...وكيف ذلك ..هذا هو السؤال
هل كان خطأنا ؟أم أن الحمار لم يفهم فعلاً؟..أم أننا تهاونا فعلا مع ذلك الحمار ؟..ليس ذنب الحمار أبداً ..فلا عتب عليه ... العتب على من لم يفهم فعلاً أنه لا يفهم فجادل وفاوض من البداية..النتيجة مبكية ولا نجرؤ على الاعتراف بأن بعضهم شابه الحمار بقلة فهمه وإدراكه بأنه لا يفهم
كم تصيبني خيبة الأمل بعد إعادة قراءة هذه القصة
والكارثة ..ان يكون يعلم بان الحمار لايفهم ويواصل جداله العقيم مع ذلك الحمار..
مشكوووور اخ اشرف على هذا الاختيار الرائع