"شرح مختصر لمحاضرة للأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار بعنوان ذكر الماء في القرآن الكريم"
نشوء ماء السماء عملية مختلفة تماماً عن عملية نشوءء ماء الأرض، فالمفسرين في السابق وعبر الأزمان إختلفوا في توضيح كيفية نزول ماء السماء، فقد جاءت أكثر من آية في القرآن الكريم توضح نزول الماء من السماء.
من رحمة الله في هذا الكون أن الماء لا يبقى راكداً في الأرض، بل يستفيد منه كل كائن حي على وجه هذه الأرض، ويسمي العلماء دورة الماء "بدورة المياه حول الأرض"، فلولا هذه الدورة لفسد ماء الأرض ولم يعد صالحاً.
أن الله تبارك وتعالى يسلط أشعة الشمس على الأرض فيتبخر بذلك الماء الموجود على الأرض وبصعد مع السحاب ليرسل الله بعد ذلك رياحاً أخرى لكي يتم التلقيح في هذه الرياح بالماء، فيرسل الله الرياح بحبيبات الملح والغبار وتمر بهذه السحب لتصبح الأرض مهياة لنزول الماء من السماء، "فينزل المطر" بكيفية وإرادة الله عز وجل على أي مكان معين على سطح الأرض، فلا يستطيع أحد أن يتحكم بهذا الماء ولا بنزوله على سطح الأرض ولا بكمية نزوله إلا الله تبارك وتعالى.
للسحب أنواع عديدة، وكما تبدو في هذه الصورة مع شرحها:
يمن الله عز وجل علينا بكل هذا، ويوضح لنا في هذه الآية المباركة من سورة الواقعة في قوله تبارك وتعالى: { َفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ 68 أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ 69 لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ 70}
لا يوجد لأحد سلطان على هذا الماء، ولا يستطيع أحد من العالمين أن يتحكم بإنزاله وكميته ونوعه، ولذلك كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما يشرب من الماء يقول: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَقَانَا عَذْبًا فُرَاتًا بِرَحْمَتِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِلْحًا أُجَاجًا بِذُنُوبِنَا ).
وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي أطعمنيه وسقانيه من غير حول مني ولا قوة ).
ولدي قصة لا بد من ذكرها لأهميتها، ففي أوائل السبعينيات من القرن الماضي كانت دولة الكويت من أكثر الدول العربية إزدهاراً وثراءا، وكل ذلك يعود إلى وجود النفط في تلك الدولة العربية بكميات كبيرة، ومن المعلوم أن دولة الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تترك دولة نفطية بحالها، فقامت تقترح وتبعث إلى دولة الكويت بمشروع يسمى المطر الصناعي، مدعية التعاون فيه مع دولة الكويت من أجل العمل في هذا المشروع بوضع الطائرات لكي تجعل الماء ينزل على أرض دولة الكويت لكي تستفيد دولة الكويت منه نظراً لقلة الأمطار التي تهطل على دولة الكويت ودول الخليج العربي بشكل عام"، فقامت دولة الكويت بإستشارتي بخصوص ذلك الامر وكنت في ذلك الوقت أُدرس في جامعة في دولة الكويت، فطلبت منهم ألّا يقبلوا بهذا العرض وذكرتهم بالآية الكريمة: { أأنتم أنزلتموه من المزن أن نحن المنزلون}، ولكنهم لم ينتبهوا إلى ما قلته ولم يسمعوا مني وقبلوا بالعرض الأمريكي لهم.
وحدث ما لم يتوقعوه، ففي تلك السنة نزل المطر على دولة الإمارات العربية المتحدة ولم ينزل في دولة الكويت، فسبحان الله الحكيم القادر على كل شيء والذي يتحكم بنزول المطر في أي دولة وفي أي مكان وفي أي بقعة من الأرض.
وفي ذلك دلالة كبيرة على أن الإنسان بما وصل إليه من العلم والتقدم العلمي والتطور لا يمكن له أن يتحكم بنزول المطر من السماء، وأن الله بيده كل شيء وهو من ينزل الماء على سطح الأرض وهو على كل شيء قدير.
{لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ} والأجاج هنا هو الماء شديد الملوحة، وسبحان الله، فلو زادت نسبة ثاني أكسيد الكربون في هذا الماء بإرادة الله تبارك وتعالى لكان "المطر حمضياً" والمطر الحمضي ضار جداً، وقد رأيت ذلك بأم عيني كيف أن المطر الحمضي عندما ينزل على بعض الدول في قارة أوروبا يحدث ضرراً ودماراً زراعياً وصناعياً، والأمطار الحمضية لو نزلت وزادت كميتها فهي مدمرة لكافة المخلوقات على وجه الكرة الأرضية.
لذلك قال الله عز وجل: {لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ}، ولذلك كان يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عند شرب الماء: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَقَانَا عَذْبًا فُرَاتًا بِرَحْمَتِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِلْحًا أُجَاجًا بِذُنُوبِنَا ).
وصدق الله العظيم وصدق رسوله الأمين والحمد لله رب العالمين.
سبحان الله الخالق المتعال ،،
حقيقة لو شكرنا الله صباح مساء على نعمة المطر العذب والماء الفرات لما أوفيناه حقه جل في علاه
وهو القادر على ان يجعله أجاجا ويهلك الزرع والنسل ،، ولكنه يعاملنا بفضله سبحانه وتعالى
جزيت خيرا اخي مصعب على هذا الموضوع المميز وكذلك نسأل الله أن يجزي الشيخ الجليل
العلامة زغلول النجار خير الجزاء على علمه وأسلوبه في الدعوة الى الله من خلال الابحاث العلمية التي
تحدى بها علماء الغرب بأدلة القرآن والسنة
الحمد لله على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى
وجب علينا أن نشكر الله على نعمه الكثيرة في كل وقت وفي كل حين .
إن النعم إذا شكرت بقيت وزادت وانتفع بها ، وإذا كفرت فإنها تزول وتنتهي ولا ينتفع بها.
لذلك يجب علينا شكر الله تعالى على نعمة المطر لننتفع به ، فإذا لم نشكره لن ننتفع به وسيكون أجاجا غير صالح للإستعمال.
لذلك جاء في صحيح مسلم : ليس السنة ألا تمطروا ، وإنما السنة أن تمطروا فلا تنبت الأرض شيئا .
السنة هي الجدب.
سبحان الله والحمد لله
أقول أنني عادة استمتع مع الدكتور زغلول وهو يحاضر عن الإعجاز العلمي بالقران
ونعمة الله هذه من اهم واكبر النعم علينا نعمة الماء وكيفية تكوينه
سبحان الله
بارك الله فيكم وأحسن إليكم أيها الأخوة الكرام
أشكركم جميعاً جزيل الشكر على مروركم الرائع
الحديث عن ماء السماء جميل جداً
وما كتبته عنه في هذا الموضوع إلا الشيء البسيط
وهذا الموضوع تكلمة لمواضيع سابقة أيضاً عن ماء الأرض
والخاصة بموضوع ذكر الماء في القرآن الكريم
وقد كتبت بشكل بسيط أيضاً فيه نقلاً عن محاضرة واحدة
من محاضرات عديدة للدكتور زغلول النجار في هذا المبحث العلمي الضخم
فالكلام والشرح في هذا الموضوع طويل مع جماله
وها هي الروابط للمواضيع السابقة في أصل ماء الأرض..