العقد الرياضي - العقد الرياضي - العقد الرياضي - العقد الرياضي - العقد الرياضي
ملاحظة قبل قراءة المقال: قد تجد في هذا المقال شتائم، مصطلحات عنصرية وكلمات جارحة لك أو لغيرك.. إذا كنت رقيق المشاعر أو لا تستحمل الانتقادات، أرجوك لا تقرأ هذا المقال.. هذا المقال طويل جدا، وإذا كان دماغك لا يستحمل تلاحق الكلمات، والمقالات الطويلة فلا أنصحك بقرائته، يمكنك دائما العودة للتويتر الذي لا تتعدى فيه التويتات 140 حرفا، وهو مناسب للقدرة الإستعابية لعقول بعض الناس.
هناك فرق بين شخص عمره أقل من 16 سنة، تعرف عن كرة القدم عن طريق الجزيرة الرياضية، وبين شخص عمره أكثر من 18 سنة، يعرف الكرة من عهد القنوات الأجنبية الإيطالية والإسبانية.. وبين هذا وذاك، مجد أشخاص عمرهم 25 سنة، ولم يكتشفوا كرة القدم إلا بعد أن تعدوا الـ20 سنة مع ظهور الجزيرة الرياضية.
شخصيا لا أستطيع النقاش مع الفئة الأخيرة، لا أستطيع أن أتناقش مع شخص تعرف عن كرة القدم عن طريق الجزيرة بعد أن بلغ سن البلوغ.. لأن مشاهدة كرة القدم مثل ركوب الدراجة، إذا لم تتعلمهم في الصغر، فإنه لا يمكنك أبدا أن تتعلمهم بعد سن المراهقة.
الجزيرة الرياضة خربت كرة القدم بكل الطرق، ومن أهم مظاهر التخريب هي تضخيم كل مباراة، الجزيرة تحاول إقناعك بأن كل مباراة هي نهاية العالم ، وتستعمل عبارات مثل "قمة القمم، اصطدام العمالقة..." ما لا يفهمه الناس هو أن الجزيرة مثلها مثل أي شركة تقوم بتسويق منتوج، ومثلما تحاول شركة أن تقنعك بأن منتوجها هو الأفضل في العالم، فإن الجزيرة تفعل ذلك مع المباريات.. ولكن الحقيقة هي أن كرة القدم ليست مسلسلا له نهاية، وليس هناك مباراة خارقة الأهمية، لأن كل مباراة ستليها مباراة، وكل موسم سيتبعه موسم، وكل بطولة ستأتي بعدها بطولة.. لذلك علينا أن نتوقف عن تضخيم الخسائر، فهناك دااااائما مباراة مقبلة وموسم مقبل، وبداية جديدة
عقلية سكان هذه المنطقة هي عقلية تملكية بطبيعتها، وأقصد بكلامي هذا كل العرب والأمازيغ وغيرهم من الخليج إلى المحيط.. نحن نحب التملك، ننسب إلى أملاكنا الأرض، والنسب، والمرأة، والأخلاق.. نحب أن يقال عن أبنائنا "ابن فلان"، وعن زوجاتنا "مرأة فلان"، وعن أراضينا "أرض فلان".
الأوروبيون ليسو مثلنا، وهذه حقيقة.. الأوروبي لا يحب أن تنسب له أي شيء، هل سبق لكم أن سمعتم أوروبي يلقب نفسه "أبو جاكلين" أو "أم براد".. على العكس من ذلك نحن نسقط عليهم ثقافتنا ونسمي ميسي بـ"أبو ثياغو"
لست هنا لكي أقوم بجلد ثقافة المنطقة التي أنتمي إليها.. هذه المقدمة الهدف منها هو تفسير ظاهرة الفرق الكبير من ثقافة البرشلونيين العرب، والبرشلونيين في الغرب
البرشلوني العربي يعتقد أن ميسي شغال عند أبوه، تجده متكئا على جانبه، وفي يده شيشة أو سيجارة أو كأس قهوة، يشاهد برشلونة ويشتم في لاعبيه حينما يخطئون كأنهم عبيد ورثهم عن أجداده. البرشلوني الغربي أو المشجع الغربي عموما لأي فريق، يؤمن بأن اللاعب هو إنسان يخطئ ويصيب، وبأن المجهود الذي يقدمه اللاعب هو فضل منه على الجماهير، وليس واجبا يستحق الجلد عليه إن لم يأديه بشكل جيد.
ثقافة التشجيع في منطقتنا مضروبة مفضوحة لا أساس لها من المنطق.. يجب أن نفهم بأن اللاعب في الملعب ليس ملكا للمشجعين، وليس عبدا للمشاهدين.. اللاعب هو إنسان يؤدي وظيفة.. وتخيل لو أنك في عملك يشاهدك عشرات الملايين من الناس، كلما أخطأت في إرسال ورقة، أو تأخرت في إرسال تقرير، يقوم هؤلاء الملايين بشتمك، هل هذا منطقي؟!
في كتلونيا المشجعون كانو يتزاحمون في الشارع لالتقاط الصور مع أوليغير، ونحن اليوم نشتم ميسي!
ثم بأي حق يقوم مشجع بشتم لاعب؟! هل المشجع يؤدي راتب ذلك اللاعب؟ يا أخي في منطقتنا حتى القمصان نشتريها مزورة، فكيف نساهم في إقتصاد النادي؟ نحن نهلك إقتصاده ورأس ماله.
ومثلما كتب الفلاسفة مثل جان جاك روسو عن العقد الاجتماعي الذي يجمع أفراد المجتمع بينهم، ويحدد علاقتهم مع الحاكم، فكرت في أن أكتب أنا أيضا "العقد الرياضي"، وأهم بنوده:
1- المشجع لا يعتبر مالكا للنادي، التشجيع هو تكليف يتحمل مسؤوليته الفرد، ويوجب عليه أن يقوم بنشر قيم النادي في كل مكان، ويسانده في كل الظروف
2- ليس من حق المشجع في أي ظروف من الظروف أن يشتم النادي أو لاعبيه، ومن فعل ذلك يفقد أحقية تسمية نفسه "مشجع"
3- إذا أراد المشجع أن يغير شيئا في الإدارة، عليه أن يصبح عضوا في النادي، ويقوم بالتصويت في الانتخابات لمن يشاء، وبعد ثلاثين سنة سيصبح عنده حق الترشح هو لإدارة النادي إن كان فعالا، إذا كنت مجرد متابع للفريق عبر الفيسبوك والجزيرة، فذلك لا يعطيك حق أن تشتم الإدارة وأنت لا تعلم عن كيفية تسيير الأندية حرفا، ولا تصوت في الانتخابات
4- إذا فاز الفريق يفرح المشجع، إذا انهزم الفريق يحزن المشجع، من حق المشجع أن يعبر كما يشاء عن فرحه أو حزنه، لكن ليس من حقه أن يعبر عن احتقاره للنادي أو لاعبيه أو مدربه
5- 5- الفريق هو مجموع اللاعبين الحاليين، إذا لم يكن يعجبك اللاعبون الحاليون فأنت لا يعجبك الفريق، وأنت مشجع موسمي تذهب وتأتي مع النتائج واللاعبين، وأنت من أصحاب تشكيلة البلايستشن، تقوم بتشجيع الفريق صاحب أفضل تشكيلة
هذه البنود هي رأيي الشخصي، لا أحاول فرض شيء على أحد.. أنا أعبر عن ما أراه صحيحا.. وما أراه هو أنني يجب أن أقول للعديد من البرشلونيين العرب الذين ينتظرون خسارة الفريق ليشتموا كل شيء في برشلونة، أولئك الذين أصبحوا يشعرون بالندم على تشجيع الفريق أيام جوارديولا، أولئك الذين لا يريدون إلا نادي يحقق السداسيات، أولئك الذين يحلمون بتشكيلة بلايستيشن فيها كريستيانو مكان ميسي وريوس مكان إنييستا وكاسياس مكان فالديس وتوريه مكان بوسكيتس وجاريث بيل مكان نيمار ... أقول لهؤلاء: والله أخجلتمونا أمام العالم، والله أصبحنا نخجل من أن نشجع نفس النادي معكم، والله عليكم أن تتعلموا أبسبيس توون وليس أمام الجزيرة الرياضية
أود أن أسألك لمن هذا النص؟!! لأنني أود بشدة أن أقبل كاتبه بين عينيه ، بل يده اللتين تحملان أصابعه التي خطت هذا العقد الثمين ، أود أن أقبل رأسه من جهة الدماغ ، ذلك الجزء الذي دفع هذا الرجل للخروج بما هو رائع ومفيد ، ،
أنا أقترح أن تثبت هذه اللوحة الفنية في منتدى الجماهير حتى نتعلم كيف لنا أن نكون مشجعين مثاليين ونحفظ ألستنا عن سب وشتم حتى أصغر لاعبينا...