لا تزال آثار الهزيمة الأولمبية التي تلقّاها منتخب البرازيل من نظيره المكسيكي الصيف الماضي تُخيّم على أجواء منتخب السامبا، حتى المدرّب لويس فيليبي سكولاري، الذي لم يكن يومها على رأس عمله يؤكّد أن منتخب المكسيك أصبح "حجر عثرة" في طريق منتخب بلاده.
ويضع لاعبو المنتخب البرازيلي هذه الحقيقة أمام أعينهم قبل المواجهة المرتقبة بينهما اليوم الأربعاء على ملعب "ستاديو بلاسيدو اديرالدو كاستيلو" في مدينة فورتاليزا ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى في الدور الأوّل لبطولة كأس القارات المُقامة حالياً في البرازيل.
ويبحث المنتخب المضيف، الفائز باللقب ثلاث مرّات، عن التأكيد بأن العرض الجيد الذي قدّمه في الجولة الأولى أمام المنتخب الياباني بطل آسيا (3-0) لم يكن وليد الصدفة وذلك من خلال التخلّص من عقبة المكسيك التي كانت استهلّت مشوارها بالخسارة أمام إيطاليا.
خسارات متلاحقة
ذكرى أليمة للبرازيل في لندن
وسيسعى الـ"سيليساو" جاهداً إلى استعادة اعتباره من منتخب "الأزتيك" لأنه كان خسر مباراتيه الرسميتين الأخيرتين أمامه في الدور الأوّل من كأس القارات بالذات عام 2005 (0-1) وفي الدور الأوّل من كوبا أميركا 2007 (0-2).
كما خسر البرازيليون مباراتهم الودّية الأخيرة مع "تريكولور" (0-2) في الثالث من حزيران/يونيو 2012 في ولاية تكساس، إضافة إلى أن المكسيكيين وقفوا حائلاً دون إحراز منافسيهم ذهبيّتهم الأولى في مسابقة كرة القدم في الألعاب الأولمبية بالفوز عليهم 2-1 في النهائي خلال أولمبياد لندن 2012.
وسيكون هناك 14 لاعباً من المنتخبين ممن خاضوا تلك المباراة في ويمبلي حضروا في فورتاليزا.
"لا نفكّر في الثأر"
مارسيلو ينتظر بشغف المواجهة مع المكسيك
وقال لاعب ريال مدريد الإسباني مارسيلو، في تعليقه على النهائي الأولمبي، "كان يوماً حزيناً للغاية ليس للاعبين فقط وإنما للبرازيل كلّها".
وكان مارسيلو ضمن نفس المجموعة التي خسرت النهائي المذكور، وبينما اعترف بأن نهائي أولمبياد لندن ترك ذكريات سيئة في نفوس الفريق، أكّد مارسيلو وزملاؤه في المنتخب أن هذه المباراة لن يكون لها تأثير على مباراة الغد.
وقال مارسيلو: "لا تدور بخلدي فكرة الثأر" وهو ما أكّده نيمار نفسه مشيراً إلى أنها مباراة أخرى وبطولة مختلفة.
"المكسيك دائماً ما تكون صعبة، وخلقت لنا المشاكل في الأعوام الماضية"، هذا ما نقله موقع الاتّحاد الدولي عن مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي تياغو سيلفا، الذي أضاف: "لكن غرضي ليس الانتقام. سأخوض مباراة مهمّة لمسيرتي ومسيرة سيليساو. أنا متأكّد من أنها ستكون أكثر صعوبة من نهائي الأولمبياد لأنهم أكثر خبرة الآن".
مصيرية
المكسيك على مفترق طرق
وستكون المباراة مصيرية للمنتخب المكسيكي الذي يشارك في البطولة للمرّة السادسة وسبق أن توّج بلقبها في صيغتها القديمة عام 1999، لأن خسارته أمام البلد المضيف وتعادل أو فوز إيطاليا على اليابان سيعني خروجه من الدور الأوّل للمرّة الثالثة بعد عامي 1997 و2001.
مدافع المنتخب المكسيكي فرانسيسكو رودريغيز أكّد أن منتخب بلاده يجب أن يتحلّى بالهدوء بعد الخسارة أمام إيطاليا، "وهو الأمر الذي ينقصنا. المثابرة شيء ضروري لكي نخطو للأمام، وهذا ما نفكّر فيه.
سنواصل العمل بكلّ ما في وسعنا، ولن نستسلم. وسنستعد الآن لمباراتنا أمام البرازيل والتي ستكون بنفس الصعوبة أو أكثر".
ولا تشير المعطيات الفنية الى إمكانية أن يجدّد المنتخب المكسيكي فوزه على البلد المضيف، خصوصاً أنه لم يقدّم الكثير في مباراته الأولى أمام إيطاليا، كما كانت حاله في مبارياته ضمن التصفيات المؤهّلة إلى مونديال 2014، حيث اكتفى بالتعادل في خمس من مبارياته الست الأخيرة.
وقبل 14 عاماً، أسقط المنتخب المكسيكي نظيره البرازيلي في نهائي كأس القارات 1999 ليتوّج بلقبه الوحيد في البطولة وتكون هذه المباراة هي النهائي الوحيد الذي يخسره راقصو السامبا في أربع مباريات نهائية خاضها المنتخب الأصفر في كأس القارات التي توّج بلقبها ثلاث مرّات.
ومنذ عام 1999، التقى الفريقان في 14 مباراة فكان الفوز للمكسيك في ثماني مباريات مقابل ثلاثة انتصارات للبرازيل وثلاثة تعادلات بينهما.
ولذلك، لم يكن غريباً أن يؤكّد سكولاري أن المنتخب المكسيكي يمثّل حجر عثرة لفريقه.