تعرّت في مصر وكُرمت في السويد.. العدوان على غزة اختبر القبة الحديدية وحماس
تعرّت في مصر وكُرمت في السويد.. العدوان على غزة اختبر القبة الحديدية وحماس - تعرّت في مصر وكُرمت في السويد.. العدوان على غزة اختبر القبة الحديدية وحماس - تعرّت في مصر وكُرمت في السويد.. العدوان على غزة اختبر القبة الحديدية وحماس - تعرّت في مصر وكُرمت في السويد.. العدوان على غزة اختبر القبة الحديدية وحماس - تعرّت في مصر وكُرمت في السويد.. العدوان على غزة اختبر القبة الحديدية وحماس
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...5\15qpt997.htm
لم يكن العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة شبيهاً بما سبقه من اعتداءات وذلك بالنظر لمعايير متعددة. في الأساس كان عدواناً مفاجئاً لم تسبقه مقدمات إطلاق صواريخ على المستوطنات المقابلة.
ولم تسبقه 'استفزازات' فلسطينية ـ لا يحتاجها الكيان لشن أي عدوان ـ بل كان الحال ساكناً وأهل القطاع مشغولين بالكهرباء التي باتت تلهيهم عن التفكير بعدو يتربص بهم شراً، والبحث عن أخ يورد لهم 'السولار'. أما وقد اخترع الكيان سببه للعدوان في اغتيال ثمانية مقاومين دفعة واحدة من بينهم الأمين العام لألوية الناصر صلاح الدين، مدعياً أن الأخير كان يخطط لعمليات ضده، فتعالوا لنستعرض مفاعيل هذا العدوان تلفزيونياً. أربعة أيام من الإعتداءات أوقعت 25 شهيداً بينهم نساء وأطفال، وأكثر من 90 جريحاً، ورد الفعل الإعلامي العربي يمكن وصفه بالباهت. إعلام بقي يتعامل مع الحدث بعيداً عن الأولوية. بقيت كل الأحداث سابقة للعدوان الذي استعمل فيه العدو كثيراً من أسلحته الفتاكة. ضربت المدارس وسقط طفل في عمر ال15 عاماً، ولم يرتق الحدث ليكون أولوية. حتى تلفزيون السلطة الفلسطينية في رام الله بقي محافظاً على وتيرة برامجه كالمعتاد، ولم يهز العدوان مشاعره، ولم يخرق مساره السلمي. أما المفعول الأكثر بروزاً لهذا العدوان فتمثل في غزة بحد ذاتها، حيث شهدنا لأول مرة فصيلاً فلسطينياً يستهدفه العدوان ويقوم بالرد بقصف الصواريخ على المستوطنات، وآخر يتفرج. وربما كان يقوم بإحصاء الضربات والشهداء والجرحى، وهذه بحد ذاتها مهمة وطنية جليلة دون شك! هذا الموقف غير المسبوق في قطاع غزة كان عنواناً لبرنامج أجندا مفتوحة من قناة BBC. الضيوف توزعوا بين مصر، فلسطين المحتلة، غزة والأستوديو. والغريب في هذه المناقشة كان ذلك الاتفاق في وجهات النظر حيال العدوان على غزة بين الصحفي الفلسطيني والصحفي الإسرائيلي. قال الأول ما يفيد أن حركة حماس هي الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين ولديها تنسيق مع إخوان مصر. ومن أهداف إسرائيل في عدوانها الأخير ضرب الجهاد الإسلامي، وخلق إحراج لحركة حماس الملتزمة بالتسوية.. حركة حماس تتجه أكثر للعمل السياسي، قال المحلل الفلسطيني. الأمر نفسه كرره الصحفي الإسرائيلي: حماس تحاول الظهور كما الإخوان في مصر.. بديلها الجهاد الإسلامي ومنظمات مدعومة من إيران.
أما وقد توقف العدوان بمساع مصرية ليوم واحد وعادت إسرائيل لضرب أهداف في غزة.. ففي كل الحالات الكيان العدواني لا يعترف بأن الإتفاق شمل وقف الإغتيالات. شمل الإتفاق أو لم يشمل الإغتيالات، فلن يعجز الكيان عن إيجاد الأسباب الواهية لشن عدوان جديد لإختبار آخر لفعالية القبة الحديدية، أو للقضاء على مقاوم متهم بأنه يضمر شراً لعدو اغتصب حياته، ومن قبلها حياة ذويه ووطنه بكامله. فالكيان يتحكم بالتهدئة أو بقرار الحرب والسلم ـ كما يحلو للبنانين أن يرددوا ـ يحافظ عليه حين يستفيد منه، ويخرقه حين تكون له مصلحة بذلك. إنه تطويع القطاع والتأكيد بأنه تحت السيطرة الصهيونية. إنه الإعلام العربي وحتى الفلسطيني الذي لم يلفته المشهد الفلسطيني الدموي القادم من غزة.. دموع نساء غزة وصرخاتهن والأطفال الشهداء كل هذا لم يثر في المشاعر العربية قلباً رؤوفاً، ولم يثن السياسيين العرب عن أولوياتهم. حتى أنهم لم يحركوا ساكناً عندما اشتكى نتنياهو 'نوايا مقاومي القطاع' لمجلس الأمن على طريقة 'ضربني وبكى وسبقني واشتكى'.
عنف لبناني متلفز وموثق
لم يكن اللبنانيون يحتاجون لشهادة حسن سلوك جديدة تضاف إلى سجلهم الحافل بالحسنات في مجال التعامل 'الإنساني الخلاق' مع العمال الأجانب وتحديداً العاملات في الخدمة المنزلية. فسجل اللبنانيين 'عطر فواح' حيث تنتحر كل أسبوع عاملة أجنبية. ولأن التعامل الوحشي وقع على عاملة أثيوبية وأمام سفارة بلدها وجرى توثيقه بالكاميرا هذه المرة، فقد بلغت القضية المخزية جداً عيون ومسامع مجلس الوزراء وتولى وزير العمل التحقيق. هذه الواقعة ليست بالجديدة كما قال قنصل أثيوبيا. وقال بأنها تحدث وفي كل يوم. وأنه طالب المعنيين برجل أمن يتواجد دائماً أمام السفارة لردع اعتداءات أصحاب العمل على العاملات، وما من مجيب.
في سياق الشريط الذي انفردت قناة أل بي سي ببثه أن شابين لبنانيين أحدهما المدعو أكرم سلمان ـ من فريق برنامج 'شي NN' الإنتقادي على قناة الجديد، كانا يمسكان بعاملة تصرخ وتستغيث بشكل هستيري ويحاولان إدخالها عنوة في المقعد الخلفي للسيارة. كانت الفتاة تقاوم بكل ما لديها من قوة. هو شريط صادم يخطف الأنفاس لعنفه الشديد، وهو صادم كذلك لوجود أكرم سلمان كواحد من الجلادين، والآخر صاحب مكتب الإستخدام والذي عن طريقه جاءت الفتاة. وإن كان هذا الشريط قد حرّك المسؤولين اللبنانيين، دون أن يحرك أقلامهم لتوقيع قانون يحمي العاملات، فهو أيضاً حرك فريق 'شي NN' حيث استقبل سلام الزعتري زميله أكرم سلمان ليبرر فعلته وليتخذ به قراراً مازحاً بتوقيفه من البرنامج. أكرم سلمان قال بأن الهدف كان اصطحاب العاملة الأثيوبية إلى جمعية كاريتاس لمعالجتها من حالتها الهستيرية. وسلام الزعتري وصف الطريقة بالغلط. كان مطلوباً إحضار الصليب الأحمر لأنه الأقدر على التعامل معها. أما النتيجة فكانت بقول سلمان: بعتذر من المشاهدين اللي وصلن الفيديو بطريقة مضللة. ومهما اعتذر سلمان يبقى أن عنصريتنا نحو العاملات الأجنبيات وكل ما هو أجنبي تسبق سواها من مشاعر نتبناها صورياً.
أما الجديد الذي بلغني بعد الإنتهاء من كتابة هذه السطور أن الفتاة الأثيوبية وضعت حداً لحياتها حيث كانت تعالج في مستشفى للأمراض العصبية. إنها ضحية جديدة تضاف إلى سجلنا في مجال حقوق الإنسان.
هناء شلبي وكفاح حطاب
لم تدم حرية هناء الشلبي طويلاً بعد صفقة تبادل الأسرى المعروفة باسم شاليط. ها هي في الأسر مجدداً وتحت عنوان الأسر الإداري. قررت هناء التي أهينت وضربت مواجهة سجانها بالإضراب عن الطعام. هي تقاوم بلإمعاء الفارغة داخل السجن، وخارجه تزداد حملات الدعم والإعتصام لأجلها. هناء الشلبي المضربة عن الطعام منذ 29 يوماً، وزميلها في الأسر كفاح حطاب المضرب عن الطعام منذ 21 يوماً تحولا إلى رمز يذكره الإعلام يومياً. الشلبي وحطاب حركا النساء والرجال وتلامذة المدارس ولجان الأسرى، الإعتصامات لأجلهما تتواصل، ومعدتهما الخاوية سوف تصمد حتى تحقيق الإفراج عن هناء، والأعتراف بكفاح كأسير حرب. الأسرى في سجون الإحتلال يمثلون وجهاً آخر من وجوه العنصرية الصهيونية. وحالة من حالات إنتهاك حقوق الإنسان والأسرى.
تعرت في مصر وكُرمت في السويد
إنفرد برنامج الحقيقة من قناة دريم والذي يقدمه وائل الأبراشي بنقل صور لندوة أو مؤتمر عقد في السويد بمناسبة الثامن من آذار الذي هو يوم المرأة العالمي، شاركت فيها علياء المهدي كممثلة للمرأة المصرية؟ والذي لا يعرف أو نسي علياء المهدي فهي تلك الفتاة التي خطر في بالها تصوير ذاتها عارية، ونشر صورها على صفحتها على الفايسبوك. طبعاً لم تصنف علياء بطلة، ولم تضرب لها التحية. وإن كانت الحرية الشخصية مقدسة ويجب إحترامها، فليس لهذه الحرية إلا أن تكون مسؤولة. فصفحة الفايسبوك الشخصية تشبه شرفة منزل كل منا. فهل يحق لأي منا وبإسم الحرية الشخصية أن 'يكسدر' عارياً أمام الجيران؟ أما وأن تُعرّف المهدي على أنها ناشطة سياسية في مصر فهذا تزوير للحقيقة. أما وأن تكون ممثلة للنساء المصريات فهذا ظلم وعدوان وإستفزاز سويدي مشبوه. فهل سبق لناشطة سياسية في السويد أن تعرت على صفحة الفايسبوك؟
'بتوع' بن علي و'بتوع' المرزوقي
من حقيقة وائل الأبراشي أيضاَ وأيضاً. فقد خطر للرئيس التونسي المنصف المرزوقي أن يحاور المدونين في تونس فدعاهم وهم جمع كبير إلى القصر الرئاسي. كانوا نساء ورجالاً. ليبراليون ومتدينون. علمانيون ومتشددون. حاور المرزوقي ضيوفه وتعرف إليهم. ثم اقترح أن يتركهم لحالهم، يحاولون تقريب وجهات النظر فيما بينهم. ففي شريط الحقيقة الذي شاهدناه على شاشة دريم جلبة ودوشة في القصر الرئاسي. هذا يريد إنصاف المرأة بالقانون المدني وذاك بالإسلام. وذاك يصرخ من طرف آخر 'مش Normal'. وآخر يقول 'هايداكيا اللي كانت تسب الثورة'. صوت آخر نسمع منه 'أعداء الثورة بتوع بن علي'. وشاب يقف مباشرة أمام الكاميرا ليصرخ 'عيطولنا منشان نسمع مشاكل رئيس الدولة وبدل ما يدعون للثورة يدعون لتعدد الزوجات وفرض الحجاب'. هذا هو حال الحوار الذي دعا إليه الرئيس التونسي. فبين 'بتوع' بن علي و'بتوع' المرزوقي ستضيع حقوق النساء. فالمرأة موضع خلاف في أي تغيير مهما كان شكله. وشكلها موضوع يدل أو يشي بشكل التغيير.