ليست نهاية العالم.. يا وحدات - ليست نهاية العالم.. يا وحدات - ليست نهاية العالم.. يا وحدات - ليست نهاية العالم.. يا وحدات - ليست نهاية العالم.. يا وحدات
محمد قدري حسن
كنت هناك في ستاد الملك عبدالله الثاني في منطقة القويسمة قبل الحدث وخلاله وبعده.. أعيش تفاصيل بل وأدق تفاصيل مواجهة الوحدات مع ضيه ناساف كارشي الأوزبكي في إياب نصف نهائي النسخة الثامنة لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
فرحة أردنية لم تكتمل.. وخيبة أمل جديدة.. ومريرة هذه المرة.. الوحدات (صاحب الأرض والجمهور) يفرط مرة أخرى بفرصة سانحة لأول تتويج قاري يتوج عشرات ألقابه المحلية ومسيرته الذهبية وشعبيته الجارفة.
الوحدات لم يكن في يومه، ولم يكن في الموعد، ولم يكن كما كنا نتوقع ونتمنى.. هذه حقيقة علينا إدراكها والتعامل معها كما علينا التعامل مع كرة القدم على أنها منافسة شريفة ومشروعة تحتمل الفوز والخسارة.. تحتمل الأفراح والأحزان.. تحتمل الانتصارات والكبوات تحتمل الانجازات وكذلك العثرات.
الوحدات كما لاحظت قبل الحدث وخلاله وبعده كذلك.. استعد لكل شيء.. إلا شيئا واحدا، وهو التوقف عند محطة المركز الثالث وللمرة الثالثة في كأس الاتحاد الآسيوي.
جماهير الوحدات التي التقيت مجموعة كبيرة منها في محيط الملعب.. وفي عدة أماكن منذ عدة أيام.. لم تتحدث إلا عن نغمة الفوز، بل التأهل ولاحقاً التتويج.
أمام ضيفه ناساف لم يكن الوحدات مساء الثلاثاء على موعد مع نزهة ومهمة مضمونة.. بل كان في مواجهة فريق سجل في نسخة هذا العام لكأس الاتحاد الآسيوي 32 هدفاً و8 انتصارات أمام فريق رشحه الجميع ومنذ الجولة الأولى فارساً وبطلا.
قلنا في أكثر منا مناسبة.. إن الأرض ليست بالضرورة تلعب مع أصحابها في كل مرة.. وأن سلاح الجمهور ليس كافياً.. وقلنا إن على الوحدات الاستعداد لمواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات.
عندما يقترب الوحدات ونجومه الثمانية في صفوف منتخب النشامى على أكثر من جبهة وفي فترة زمنية محدودة.. وينتقل ونجومه وفي فترة زمنية محدودة.. بين شرق القارة وغربها.. فإن عليه أن يستعد لكل الاحتمالات.
خسر الوحدات فرصة إعادة كأس الاتحاد الآسيوي إلى عمان.. وخسر فرصة أول تتويج قاري.. ولكن في المقابل ينبغي ألا يخسر ثقة جمهوره ومحبتهم.. وينبغي ألا يفرط لاحقاً بإنجازاته وسمعته ومكانته.
إدارة الوحدات عليها الآن واجب في صفحة كأس الاتحاد الآسيوي (حلوها ومرها) والاستفادة من تجربتها.. عليها أي إدارة الوحدات وكذلك جماهير الوحدات ولاعبوه وجهازه الفني والإداري المحافظة على ما تحقق من مكتسبات وإنجازات وضعت الوحدات واحداً من أبرز وأقوى وأشهر فرق الأندية المحلية والعربية وكذلك القارية.
إدارة الوحدات مطالبة باستيعاب الصدمة التي ينبغي أن تجعله في المرحلة القادمة أكثر قوة وتماسك.
إدارة الوحدات عليها دراسة الحالة بكل أبعادها وتفاصيلها، والابتعاد عن أية قرارات انفعالية والبحث عن كبش فداء.
أعجبني المدرب السوري المخضرم محمد قويض وهو يتحمل بشجاعة مسؤولية الوداع الحزين، وعلينا ألا نقدمه ضحية لما جرى.
أمام الوحدات مشوار طويل.. واستحقاقات جديدة.. وهو الآن أكثر حاجة لوقوف جماهيره معه لا ضده.
الوحدات قادر على امتصاص الصدمة والتعامل معها بمسؤولية وواقعية بل بحرفية ومهنية عالية.. بعيداً عن تبادل الاتهامات ومحاولات البعض تصفية حسابات والاصطياد في الماء العكر.
علينا جميعاً في صفحة كأس الاتحاد الآسيوي والتوجه بروح جديدة للوقوف خلف منتخب النشامى، وهو يتأهب لجولة حاسمة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم (مونديال البرازيل 2014).
موعدنا يوم 11/11/2011 لنحتفل جميعاً، وبمشيئة الله إلى الدور الرابع والحسام من تصفيات المونديال.
الوداع الحزين.. مسؤولية جماعية.. على الجميع أن يتحملها ويتعامل معها بروح رياضية.
حظاً أوفر للوحدات.. ومبروك لنادي الكويت تأهله لنهائي كأس الاتحاد الآسيوي وتمنيات له بالتوفيق أمام ناساف يوم 29 - الشهر الجاري.. لنبقي اللقب القاري عربياً وللمرة الثامنة على التوالي.
والله الموفق