متعة العمل العام.. إلى سامي لافي إن أصبت - متعة العمل العام.. إلى سامي لافي إن أصبت - متعة العمل العام.. إلى سامي لافي إن أصبت - متعة العمل العام.. إلى سامي لافي إن أصبت - متعة العمل العام.. إلى سامي لافي إن أصبت
قرأت اسمك سامي لافي في ردك السريع على موضوع منذ الآن، وأفرحني أن نجتمع صدفة هنا، فتأكدت أن فكرة الوحدات هي فكرة أساسية داخل الواحد منا.
الأخ العزيز سامي لافي:
قد يقرأ هذا الموضوع على أنه رسالة تساؤلات حول أحوالك وشخصك، ولي الحق في ذلك أينما استطعت، فكيف حالك وكيف العائلة الكريمة؟ أماً وزوجة وأطفالاً وإخوة، كيف حال مخيم جرش؟ ما أيامكم؟ وكيف هي أحوال العمل العام لديكم..
أذكر يوم قدمت إلى عيد الأم وأذكر جلستنا المطولة في بيت ما كان إسمه؟ أنا أذكر اسمه لكن أحاول أن أنعش ذاكرة كل العاملين في العمل العام، بقدر تلك الصحبة التي يرسخها فينا العمل العام، بقدر كل تلك الصداقة التي تنشأ تلقائياً بين الجميع، تجمعهم كي يصرخوا من وحي المعاناة، كي يحضنوا يتيماً وابن شهيد، كي يلمسوا أقدام أمٌ وعروس شهيد، من زقاق المخيمات خرجنا كي نلتفت إلى هذا وذاك، ويسئلنا أحدهم ما نفع ما تفعلوه؟ لمَ تدمنون الألم؟ لمَ تكفرون بالأعراف وتتخطونها؟ لمَ تكسر حواجز الأعراف لديكم، ولا نجد من يلمكم؟ لمَ نحتضن الواقع ونغني داخله ونفارق يومنا بابتسامة؟
قلت يوماً لو أن أحداً ممن يلومنا في ذلك لو نظر إلى تردد طفلة ذات ثلاث سنون في كل ليلة من ليالي العيد، طفلة ذات ثلاث سنين تكره العيد دون أن تبلغ من الحياة أكثر من ثلاث، لو نظروا إليها يا سامي لعذرونا قليلاً فكيف لا ندمن هكذا طفلة؟ كيف لا ندمن ليالي السمر في ناعور؟ وكل أولئك الأطفال المجتمعين حولنا يصرخون بقلوبنا أن كفكفوا ذكريات ألمنا حين نغادر " مس مس أنا بحبك " حين تقال من طفلة أو طفل أخالها أعظم من كل أعرافهم الغريبة عن إنسان اختبرناه داخل الواحد منا.
أما نائل ورحم الله نائل، لو عرفوا نائل لسكتوا جميعاً وما لاموا التصاقنا بهم الناس، بالألم توحدنا كي نزرع بسمة هنا وهناك، بسمة تشفي غليل اغتراب الواحد منا، وعددنا أن كل زقاق المخيمات وفعالياتها ونواديها وتجمعاتها تحملنا إلى أرض طالما حلمنا بها وصرخنا بها أطفالاً وناضجين " فـ على لام ، لام على سين ، سين على طاء، طاء على ياء، ياء على نون ... فلسطين عروبة عروبة عروبة "
أحلم يا سامي أحلم يوماً نعود به إلى كل تواصلاتنا المجتمعة، ننسى فيه خلافاتنا، نجتمع كي نرسم بسمة ما، نكفكف دمعة ما، أصدقك في يوم دعاني فادي عادل عبر التكنلوجيا هذه لأشاهد قليلاً من فيديوهات لجنة فتيان أيتام الحسين، وكان الفتيان يغنون ذات الأغاني التي علمتني إياها حين كنت طفلة، وعلمتها لغيري حين داهمني الزمن، لكنني أصر على أنني كأول لقاء بكم لازالت ذات عشر سنين، حين أتى بي والدي إلى لجنة زهرات مخيم البقعة وقال لأمي قد حان لها أن تتعلم ماهو الوطن....
أحلم أن نعود إلى كل ذلك، أن نحتفل بالزقاق التي أخرجتنا يوماً للوعي بالذات والآخرين، وأن تصيب عدوى حبنا لذلك الزقاق آخرون، تمسكوا ببالي الكلام، وترهاته، وأماعوا كل أحلامنا، أحلم بأن يأتي فراس أبو العنين يغني بطفولته التي لا تفارقه في كل حارة من حواري المخيمات، أن نجادل أزهار برغم غضبي منها أن اصمتي يا أزهار فالأطفال لا يعلمون محاذيرك الغريبة، أن أستمر بتأفأفي من جهاد نجم ولكنني أحترمه وأحترم الجميع، فهكذا علمنا العمل العام، أن تختلف لكن نستمر باحترام بعضنا تلو الآخر تلو آخر تلو آخر دون أن نسلط سيوف على رقاب بعضنا؛ أحلامٌ كثيرة يا سامي أقف بينها وبين الواقع الذي وصلناه، وأصبحنا فيه غرباء عن هؤلاء الناس، مع أننا خرجنا بأجيال تحب فلسطين، وتحب الإنسان، لا بل تشتاق لكل ما هو جميل تكره الألم وترفضه
وقد أجبرتيني على التوقف مطولاً... لعلي وجهت هذه الرسالة من خلالكم لرفيق عمل عام، ففاجئتني دموعك يا عزيزة؛ ربما دموعي سلمت على دموع، ولكن يبقى في قلبي أمل ما بأن يعود ذلك الزمن من خلال الأجيال اللاحقة