"سنديانة المخيم... في حضرة الوفاء والعطاء" - "سنديانة المخيم... في حضرة الوفاء والعطاء" - "سنديانة المخيم... في حضرة الوفاء والعطاء" - "سنديانة المخيم... في حضرة الوفاء والعطاء" - "سنديانة المخيم... في حضرة الوفاء والعطاء"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أيها الحضور الكريم، يا أبناء المخيم، يا أبناء الوحدات، يا رفاق الذاكرة والنضال، نقف اليوم في حضرة امرأة ليست ككل النساء، بل في حضرة سنديانة المخيم، الحاجة أم علي ناعسة حمودة، التي زرعت في تراب الوطن والقلوب معاني الصبر والعطاء والكرامة.
أستميحكم عذرًا أن أشارككم بكلمة وفاء...
لستُ أفصحكم لسانًا، ولا أعلمكم سيرة، لكنني مثلُكم، مدفوعٌ بمشاعر الحب والتقدير لحُرّةٍ صنعت من الوجع طريقًا، ومن التعب دربًا، ومن الوطن وطنًا نحمله جميعًا في الوجدان.
لقد نادت الحاجة أم علي للحق... فلبّت النداء، ووقفت في صفّ القضية، وعاشت العمر شجرة ظلٍ وواحة أمانٍ وملاذًا للفقراء والمحتاجين.
> الحقُّ نادَى فاستجبتَ ولم تَزلْ
بالحقِّ تحتفلُ عند كلِّ نداءِ
خلَّفتَ في الدنيا بيانًا خالدًا
وتركت أجيالًا من الأبناءِ
رحلت أم علي… الجسد غاب، لكن الروح حاضرة، والأثر باقٍ، والسيرة خالدة.
سيدة حملت همَّ المخيم كما تحمل الأم وليدها، سكنها الانتماء، وجعلت من بيتها عنوانًا للكرم، ومن حديثها درسًا في الحكمة، ومن صمتها موقفًا، ومن تعبها صلاةً خاشعة.
فيا من رحلتِ وتركتِ لنا إرثًا من النبل، كيف لا نبكيك؟
كيف لا نرثيك وقد كنتِ النبض حين يخفت النبض، والصوت حين يصمت الجميع؟
لقد عرفك الجميع متواضعة صادقة، لا تكلّ ولا تملّ، تقدمين الخير بصمت، وتؤمنين أن الوطن ليس مجرد خريطة، بل هو قلب ووجدان ودم يسري في العروق.
وبدورنا نحن أبناء الوحدات نت ، وإن تعذّر علينا الحضور جسدًا، فإننا لن نغيب عن هذا المقام وفاءً لكِ، وإكرامًا لصاحبة الأيادي البيضاء، وإجلالًا لذكراك العطرة، وإكرامًا لأبنائك الكرام، الختيار علاء ناصر، والزعيم أبو شوكت، الذين حملوا لواء المحبة والانتماء مثلك، وكانوا نعم الأبناء لأعظم أم.
> الناس تفنى وفي الدنيا شمائلها
تحيا مع الحي لا تفنى مع الحقب
تغمد الله الفقيدة بواسع رحمته، وأسكنها فسيح جناته، وألهم ذويها ومحبيها الصبر والسلوان.
نم قريرة العين يا أم علي،
نم يا وجهًا ما غاب عن المخيم،
يا ذاكرةً نحفظها في كل زاوية،
وفي كل حكاية،
وفي كل دعاء.