أم رومان ؟ - أم رومان ؟ - أم رومان ؟ - أم رومان ؟ - أم رومان ؟
قال عنها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "من سرّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين؛ فلينظر إلى أم رومان"
كانت أم رومان زوج خليفة رسول الله أبي بكر الصديق، وأم الصديقة أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ ذات أدب وفصاحة. ولدت أم رومان في منطقة السراة بجزيرة العرب، وقد جاء في "سير أعلام النبلاء" و "أسد الغابة": أنها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية.
تزوجها قبل أبي بكر أحد البارزين في قومه، واسمه الحارث بن سخيرة الأزدي، فولدت له الطفيل، وكان زوجها الحارث يرغب في الإقامة في مكة، فدخل في حلف أبي بكر الصديق، وذلك قبل الإسلام، وتوفي الحارث بعد فترة يسيرة، فتزوجها أبو بكر إكرامًا لصاحبه بعد مماته.
وفقت أم رومان أيما توفيق بقبولها الزواج من أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ، فقد كان صاحب نجدة ومروءة وسخاء وكرم، وكان كما وصفه ابن الدِّغنّة لقريش لما همّ أبو بكر أن يهجر بلده: "إِنَّ مِثْلَكَ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ فَإِنَّكَ تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ وَأَنَا لَكَ جَارٌ فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبِلَادِكَ"رواه البخاري.
وتظهر صفات الصِّدّيق هذه بزواجه من أم رومان إذ رحم حالها، وأحسن عشرتها، وأكرم ابنها الطفيل، ورباه كأنه ولده.
ولم تكن أم رومان هي الزوجة الوحيدة لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ، فقد تزوج في الجاهلية: قتيلة بنت عبد العزى القرشية العامرية، فولدت له عبد الله وأسماء. وبعد بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ تزوج أسماء بنت عميس ـ رضي الله عنها ـ فولدت له محمدًا.
قالت أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن أبيها وأمها، وتصف كيف نشأت وتفتحت عينها على الدنيا، لتجدهما مسلمين فتقول: "لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ"رواه البخاري.
تلقت أم رومان تعاليم الشريعة، وكانت مسرورة بزيارة الرسول ـ صلى الله عليه وسلّم ـ لزوجها الصديق، وأخذت تبذل ما في وسعها لإكرامه. وذكر ابن سعد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ كان يوصي أم رومان بعائشة، ويقول: "يا أم رومان استوصي بعائشة خيرًا واحفظيني فيها".
وكانت أم رومان تتألم لما يلحق بالمسلمين من العذاب على أيدي المشركين، وكانت تسمع النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ يحثهم على الصبر، فكان يسعدها أن ترى زوجها الصديق ينقذ المؤمنين المستضعفين من العذاب، فيعتقهم من خالص ماله، فتشد أزره وتعاونه.
كان لأم رومان السبق في الهجرة. وبعد أن أكرم الله المؤمنين في غزوة بدر، تزوج النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ عائشة في شوال من السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة. وكانت أم رومان قد هيأت عائشة لتكون في بيت النبوة، فأحسنت تربيتها.
وحول وفاتها فقد ذكر ابن سعد في "طبقاته" وفاة الصحابية الجليلة أم رومان وأثنى عليها، فقال: "وكانت أم رومان امرأة صالحة، وتوفيت في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ في ذي الحجة سنة ست من الهجرة".
وكان لوفاتها ـ رضوان الله عليها ـ أثر كبير في نفس الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وكذلك في نفس ابنتها وزوجها. ولكن الله أكرمها بكرامة عظيمة، فقد نزل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ إلى قبرها واستغفر لها.
ويروى أن النبي العظيم ـ صلى الله عليه وسلّم ـ لم ينزل في قبر أحد إلا خمسة قبور، ثلاث نسوة ورجلين، منها قبر السيدة خديجة في مكة المكرمة، وأربعة في المدينة، منها قبر أم رومان في البقيع، حيث دعا لها هناك وقال: "اللهم إنه لم يخفَ عليك ما لَقيت أم رومان فيك وفي رسولك"(أورده ابن عبد البر في الاستيعاب، وابن حجر في الإصابة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
المصادر:
ـ الطبقات الكبرى.
ـ سير أعلام النبلاء.
ـ موسوعة أعلام النساء.