“در” كروية تطفو على سطح بطولة الراحل سلطان العدوان
“در” كروية تطفو على سطح بطولة الراحل سلطان العدوان - “در” كروية تطفو على سطح بطولة الراحل سلطان العدوان - “در” كروية تطفو على سطح بطولة الراحل سلطان العدوان - “در” كروية تطفو على سطح بطولة الراحل سلطان العدوان - “در” كروية تطفو على سطح بطولة الراحل سلطان العدوان
جريدة الغد
مصطفى بالو
عمان – “أنا البحر في أحشائه الدر كامن… فهل سألوا الغواص عن صدفاتي”.. تماما هو المعنى الحقيقي لبطولة النادي الفيصلي الكروية، التي تأتي تخليدا لذكرى رئيس النادي الراحل الشيخ سلطان العدوان، وإن كان أغلب جواهرها من المواهب الكروية الشبابية، تزين عقد “القطبين” الفيصلي والوحدات، إلا أنها تلمع في صفوف مختلف الفرق المشاركة في البطولة، التي انطلقت مبارياتها في مجموعتين الخميس الماضي.
درر كروية
لمع بريق الدرر الكروية الواعدة والشابة على سطح مباريات البطولة التكريمية، حين يجد المتابع العديد من المواهب الكروية الواعدة، تقدم أوراق اعتماد إمكانياتها في صفوف تلك الفرق، وتزيد على ذلك أنها تعيد الى الذاكرة أسماء كروية لامعة، منها ما يزال يعطي في مجال التدريب الكروي، وآخرون انتقلوا إلى جوار الرفيق الأعلى.
ونجد عقد “الشباب” يزين صدر “القطبين”، لما يعج في صفوفهما من وجوه شابة كثيرة، وكأنهما في سباق ديمومة منتخبهما الكروي، منطلقين من الاهتمام بالقاعدة من المواهب الشابة، ما يزيد على نكهة سباقهما المحموم على الألقاب المحلية، وكأنهما يعيدان للذاكرة نجوما من الزمن الجميل في “نسخ” كروية حديثة، فضلا عن إيمانهما بأن صناعة المواهب الكروية، من شأنها أن تثري فريقيهما فنيا، بدلا من الاعتماد على “الوجبات الجاهزة” في المستقبل القريب.
وفي السياق، لو قلبنا أوراق تشكيلة فريق رديف الوحدات التي ظهرت أمام الصريح أول من أمس، وخطفت البريق بالأداء والنتيجة، نجدها ضمت عبدالله الفاخوري، دانيال عفانة، أحمد ثائر، ثائر سمرين، معاذ العموري، احمد طنوس، يزن شوكت (حمزة مرضي)، خضر الحاج، مهند سمرين (محيسن أبو جبلة)، شاهر شلباية (ابراهيم جمعة) وأنس العوضات، وهي مواهب شبابية، قدمت وثائق اعتمادها في صفوف فريق الكرة منذ موسمين، ومنها من حظي للتو بثقة المدير الفني الحالي عبدالله أبو زمع، وضم الجديد منها إلى صفوف فريق الكرة، وزاد عليها مطالبة النادي بالتوقيع معها عقودا احترافية لسنوات مقبلة، وفرضت تلك المواهب نفسها في صفوف المنتخبات الوطنية لمختلف الفئات العمرية، ما ولد الإيمان الكبير بأهمية تلك المواهب، وصونها لأمل ومستقبل الكرة الوحداتية.
على الطرف الآخر، يزدان ثوب فريق الفيصلي بالشباب، ومنهم من فرضوا أنفسهم بعد أن شكلوا إضافة نوعية على تشكيلة “الأزرق” في الموسم الماضي، نذكر منهم يوسف أبو جبلوش الذي يخضع للتأهيل بعد الإصابة، وعمر هاني الذي طار بموهبته إلى الدوري القبرصي، ومحمد بني عطية شقيق لاعب الفيصلي المخضرم خليل بني عطية.
وظهر في كشوفات فريق الفيصلي خلال بطولته الكروية، اسماء عدد من المواهب، من نتاج فرق فئاته العمرية، واشير بالبنان إلى موهبتها الكروية، لا سيما عبدالله نجل نجم الفيصلي والمنتخب الوطني الراحل خالد عوض، وأمين نجل لاعب الرمثا الأسبق فريد الشناينة، إلى جانب المواهب الصاعدة كل من خالد زكريا، دومي بني دومي، ومحمد الحراشة، ما يظهر الثقة الفيصلاوية بأن الشباب لهم الغد.
شباب الأردن… نموذج ناجح
حديثنا عن المواهب الشابة في صفوف فرق أندية المحترفين، يجعلنا حتما عند النموذج الانجح محليا، وهو فريق شباب الأردن، الذي عمد في السنوات الأخيرة الى “تفريخ” المواهب الكروية المذهلة، التي لفتت الانتباه بموهبتها الكروية، بل منها من تجاوز الحدود المحلية، لا سيما الموهبة موسى التعمري، الذي تخرج من المدرسة الشبابية الى إبويل القبرصي، وشكل علامة فارقة للشباب والكرة الأردنية، لتتوالى المواهب في فريق شباب الأردن، الصاعدة “كالصاروخ” في سماء الكرة الأردنية، والتي منحت الفريق القدرة على المنافسة المحلية، والصمود من دون محترفين، على الصعيد المحلي حين اسكنته رابعا على قائمة المحترفين، وخطفت البريق على الصعيد العربي حين ودع الفريق دور الـ16 من كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال.
أسماء شبابية أضافت لفريق الشباب من عدة مواسم، لا سيما مصطفى كمال، شوقي القزعة، خالد عصام، زيد أبوعابد، محمد عصام، وفضل هيكل، وغيرهم من الشباب على دكة البدلاء، كلها مواهب تخرجت من صفوف فرق الفئات العمرية، ووقفت ندا قويا للمحترفين، بل تقدم بثقة وصنعت العجب في دوري أندية العرب.
“زيكو وصقر العرب”
موهبتان كرويتان تهديفيتان واعدتان، شهدت بطولة النادي الفيصلي “الراحل سلطان العدوان” إصدار شهادة نجوميتهما، بل زادت على ذلك، بأنها حركت الذاكرة الكروية في عقول المتابعين الى أسماء خالدة في ذاكرة العطاء للمنتخب الوطني، وناديي الفيصلي والوحدات بعد أن كشفت عن قدرات لافتة بالتهديف.
عبدالله نجل الراحل خالد عوض، تقدم بإمكاناته ليرسم صورة قريبة لـ”بورتريه” والده “زيكو”، بخفة تحركه وسرعته وايجادته للمراوغة وصناعة الألعاب، وزاد عليها قدرته التهديفية عندما سجل واحدا من اجمل أهداف البطولة، وقاد فريقه الفيصلي إلى الفوز على أم القطين في الدقائق الأخيرة من المباراة التي انتهت بفوز الفيصلي 2-1.
وشاهر نجل عضو مجلس ادارة نادي الوحدات زياد شلباية، كان يلمع بموهبته التهديفية، ويختال بين دفاع الصريح برشاقة الغزال، متقدا بالسرعة وحسن اختيار المكان، ليسجل هدفين على طريقة الكبار، أحدهما بالقدم اليمنى، والثاني برأسية متقنة، معيدا للذاكرة نجم الوحدات والمنتخب الوطني (الصقر) محمود شلباية، معلنا عن ولادة هداف بحاجة ماسة له ناديه الوحدات والكرة الأردنية، ونجح في قيادة فريقه الوحدات الى الفوز على الصريح بنتيجة 3-2 بالتعادل 1-1 و2-2، ولا ننسى الموهبة الوحداتية أيضا مهند سمرين الذي سجل هدفا على طريقة الكبار، ولعل ما سبق يؤكد على أن بطولة الراحل سلطان العدوان حفلت بالدرر الكروية، ابرزها مواهب الشباب التي تزين عقد “القطبين”.