تتسارع الايام وتتسارع الاحداث لتجد نفسك مستحقر من كل البشر بائع للبوشار على اشارات "رأس العين" مستحقر من كل المارة من كل من يعتقد بانك آفة ويغلق نافذة السيارة في وجهك ناهيك عن تلك الكلمات التي تسمعها كل تارة وأخرى لتمسح غبار وجهك وتبتسم وتتلاحق الايام.
تتلاحق الايام وتجد نفسك مستحقرا في صفك المدرسي مستحقر من الاستاذة السمينة "عفاف" لأنك اذكى من ابنها مع انها تعلم بان أمك وأبيك أميين فتراها توبخك على اتفه الاسباب على شعرك الذي حلقته امك بمقص الخياطة الصغير وتلك الرقعة في ركبة بنطالك اليمنى لتمسح دمعتك وتتجاهلها وتتلاحق الايام.
تتلاحق الايام لتجد نفسك مستحقرا في جامعتك من اصدقاء الثانوية لانك حاصل على منحة المتفوق ومستحقر من طلاب جامعتك لانك لست من عشيرة او عائلة برجوازية مستحقر من استاذك الذي يعرف بانك تعرف انه لا يعرف وتنافقه وتبتسم وتتلاحق الايام.
تتلاحق الايام لتجد نفسك مستحقرا بين اخوتك لانك المتعلم وترى الجميع يتهامس لولا نقودي لما نجح لولا تعبي لما وصل حتى في يوم تخرجك ترى نفسك وحيداً مهمشاً لتهنيء نفسك وتبتسم وتتلاحق الايام .
تتلاحق الايام لتجد نفسك مستحقرا في العمل من مديرك الذي يراك امعة مع انك انت صاحب الفضل بركوبه تلك السيارة الفاخرة وصاحب الفضل بارتداء زوجته القبيحة لذلك الفستان القصير اللامع وتشرب اهانتك وتبتسم وتتلاحق الايام.
تتلاحق الايام لتجد نفسك مستحقرا مِن مَن تحب تراه في اشد لحظات الحاجة يختفي كسحابة صيف عابرة لا تترك الا حبات من طين أسود تسبب بعض اللطخات على بياض قلبك لكنك تستبشر بقدوم يوم اجمل تنظر الى السماء لتبكي وتبتسم وتتلعثم في الحروف وتغمض عينيك لتتلاحق الايام.
كم هي موجعة حروفك يا ثائر ..ولكن تأكد تماماً بأن وقوفك في وجه كل هذا هو من سيصنع منك ذلك الإنسان المتفوق على كل هؤلاء
ماذكرت تكرر مع الكثيرين ...لكن الصمود في هذه اللحظات والابتسامة التي ترسمها على وجهك وسط الدموع التي تطل من عينك هي وحدها الكافية لأن ترد عليهم...
انه مجتمع التفاق الاجتماعي اخي ثائر ، انه مجتمع الامعات ،انه مجتمع الرويبضة ، انه مجتمع يقر بالغني ولو انه امي ويجهل الفقير ولو كان عالم .
بورك قلمك يا ثائر
كم هي موجعة حروفك يا ثائر ..ولكن تأكد تماماً بأن وقوفك في وجه كل هذا هو من سيصنع منك ذلك الإنسان المتفوق على كل هؤلاء
ماذكرت تكرر مع الكثيرين ...لكن الصمود في هذه اللحظات والابتسامة التي ترسمها على وجهك وسط الدموع التي تطل من عينك هي وحدها الكافية لأن ترد عليهم...