من هم الذين سيحققون البشريات بنصر الاسلام - من هم الذين سيحققون البشريات بنصر الاسلام - من هم الذين سيحققون البشريات بنصر الاسلام - من هم الذين سيحققون البشريات بنصر الاسلام - من هم الذين سيحققون البشريات بنصر الاسلام
من هم الذين سيحققون هذه البشريات :
ليس كل الناس مهيئا لتحمل الأعباء الشاقة والثقيلة في سبيل تحقيق هذه البشريات والأهداف التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم ، والتي ذكر ضمن ما ذكره فيها أن المستقبل المنشود سيكون لهذا الدين العظيم ، ولذلك فما أكثر الناس وما أقل القادرين على تحمل هذا العبء الكبير.، وفيهم يصدق قول النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( إِنَّمَا النَّاسُ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ ، لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً ) .
أخرجه البخاري برقم:6498 ، ومسلم برقم :2547، والترمذي برقم:2872، وابن ماجة برقم:3990 .
فالمعنى لا تجد في مائة من الإبل راحلة تصلح للركوب، لأن الذي يصلح للركوب ينبغي أن يكون وطيئا سهل الانقياد ، وكذا لا تجد في مائة من الناس من يصلح للصحبة بأن يعاون رفيقه ويلين جانبه.
قال الخطابي: تأولوا هذا الحديث على وجهين:
أحدهما : أن الناس في أحكام الدين سواء، لا فضل فيها لشريف على مشروف، ولا لرفيع على وضيع ، كالإبل المائة التي لا يكون فيها راحلة وهي التي ترحل لتركب، والراحلة فاعلة بمعنى مفعولة أي كلها حمولة تصلح للحمل ولا تصلح للرحلة والركوب عليها.
والثاني : أن أكثر الناس أهل نقص: وأما أهل الفضل فعددهم قليل جدا، فهم بمنزلة الراحلة في الإبل الحمولة.
وكيف نطمع في نصر نعيد به أمجادنا دونما سعي ولا عمل
ترى جموعا ولكن لا ترى أحدا وقد ترى همة الآلاف في رجل
وهذا يعني أن القلة من الناس من يستطيع تحمل أعباء الدعوة الإسلامية ، والعمل للوصول إلى الرؤيا المستقبلية المنشودة لرفعة دين الله ، والذي يعمل بجد ودون ملل ولا كلل ، متحملا في سبيل ذلك الإيذاء والسخرية ، وتنكيل الأعداء به لعمله لرفعة دين الإسلام يصدق فيه قول القائل :
وجد القنوط إلى الرجال سبيله وإليك لم يجد القنوط سبيلا
ولرب فرد في سمو فعاله وعلوه خلقا يعادل جيلا
إن القادرين على تحقيق هذه البشريات هم الذين وضعوا في إطار مرن يستطيعون من خلاله التحرك والانطلاق ، ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على هذا المعنى .
فعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا ، فَأَغْضَبُوهُ فِي شَيْءٍ ، فَقَالَ : اجْمَعُوا لِي حَطَبًا ، فَجَمَعُوا لَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَوْقِدُوا نَارًا فَأَوْقَدُوا ، ثُمَّ قَالَ : أَلَمْ يَأْمُرْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَسْمَعُوا لِي وَتُطِيعُوا ، قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : فَادْخُلُوهَا ، قَالَ : فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ، فَقَالُوا : إِنَّمَا فَرَرْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ النَّارِ ، فَكَانُوا كَذَلِكَ ، وَسَكَنَ غَضَبُهُ ، وَطُفِئَتِ النَّارُ ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
( لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ ) .
أخرجه البخاري برقم:4340، ومسلم برقم:1840 ، والنسائي برقم:4205، وأبو داود برقم:2625 .
وقد جاء في القرآن نقدا لأهل مصر الذين اتبعوا فرعون دون تفكير : ( فاستخف قومه فأطاعوه ) ( الزخرف :54) .
والمؤهلون لتحقيق هذه البشريات يجب أن تتوفر فيهم إضافة لما ذكرنا الأمور التالية :
1) التفكر في منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأوامره وتحليلها ، ليكون الإتباع مبنيا على فهم صحيح وقناعة تامة ، وأبرز ما يدل على ذلك موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية إذ قال عمر : ألستَ نبـي الله حقاً؟ قال: «بلى» قلت: ألسنا على الحق وعدوّنا على الباطل؟ قال: «بلى» فقلت: علامَ نعطي الدنيةَ في ديننا إذاً، ونَرجعَ ولما يَحكم الله بـيننا وبـينَ أعدائنا ، فقال: «إني رَسول الله، وَهوَ نَاصري، وَلَست أعصيه» قلت: أو لستَ كنتَ تحدثنا أنا سنأتي البـيتَ ونطوف به قال: «بَلَى، أَفَأَخبَرتكَ أَنكَ تَأتيه العَامَ» قلت: لا. قالَ: «فإنكَ آتيه ومطوفٌ به». قال: فأتيت أبا بكر، فقلت له كما قلت لرسول الله ، ورد علي أبو بكر كما رد عليّ رسول الله سواء، وزاد: فاستَمسك بغَرزه حَتى تَموتَ، فوالله إنه لَعَلى الحَق. قال عمر: فعملت لذلك أعمالاً. زاد المعاد :3/295 .
2) تصحيح مسار قيادتهم الدعوية ، والسياسية إن انحرفت هذه القيادة عن الرؤية أو القيم أو المبادئ التي جاء بها النبي القائد صلى الله عليه وسلم ، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن بويع بالخلافة خطب قائلا :
إن أحسنت فأعينوني ، وإن أخطأت فقوموني .
فقام له رجل وقال: سنقومك بسيوفنا يا عمر، فقال له عمر : الحمد لله الذي جعل في أمة عمر من يقوم اعوجاجه بالسيف .
وقام رجل وقال لعمر بن الخطاب : اتق الله يا عمر ، وأكثر عليه ، فقال له قائل :اسكت فقد أكثرت على أمير المؤمنين ، فقال عمر : دعه ، لا خير فيهم إن لم يقولوها لنا ، ولا خير فينا إن لم نقبل .
أما الذين أجروا عقولهم لقياداتهم في الحق والباطل ،ولا يملكون القدرة على التفكير أو التصحيح ، والذين تتبع معهم قياداتهم المقولة المشهورة :
وافق .... أو نافق .... أو فارق .
فهؤلاء غير مؤهلين لتحقيق هذه البشريات ، بل هم لا يصلحون لهذه المهمة ، فهم ليسوا من الرواحل القيادية التي تستطيع احتمال الأعباء الثقيلة لهذه العمل الجليل المقدار .
3) توفر روح المبادرة لاتخاذ الإجراءات الصحيحة ، وعدم انتظار الأوامر فقط ، وذلك بناء على فهمهم للمنهج ، والخطة ، والرؤية ، والقيم ، والمبادئ ، التي جاء بها النبي القائد صلى الله عليه وسلم ، وأوضح دليل على ذلك ما حصل مع أنس بن النضر رضي الله عنه يوم أحد :
فقد جاء أن أنس بن النضر رضي الله عنه مر في غزوة أحد بقوم من المسلمين ، قد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما تنتظرون ؟ ، فقالوا : قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما تصنعون في الحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه . دلائل النبوة للبيهقي :3/245، وسيرة ابن هشام :2/87 .
وكما فعل سهيل بن عمرو عندما قام في مكة خطيبا عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو خطبة الصديق بالمدينة، فسكنهم وعظم الإسلام في قلوبهم .
سير أعلام النبلاء :1/194
هذه الصفات وغيرها هي التي تؤهل أصحابها ليكونوا هم الرواحل المهيأة للوصول إلى الغاية المنشودة في التمكين لدين الله في الأرض ، وتحقيق بشريات النبي صلى الله عليه وسلم .
رائع جداً ما قرأته هنا وبإنتظار البقية
بارك الله فيك ونفعنا بكل ما تقدمه لنا أخي يحيى
نصرة هذا الإسلام لن تكون إلا بمؤمنين مخلصين
اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً
" 3 " لماذا الحديث عن المبشرات؟ - " 3 " لماذا الحديث عن المبشرات؟ - " 3 " لماذا الحديث عن المبشرات؟ - " 3 " لماذا الحديث عن المبشرات؟ - " 3 " لماذا الحديث عن المبشرات؟
الفصل الأول
لماذا الحديث عن المبشرات؟
البشارة تعريفها ودلالتها
لغة:
من البشر : وهو الفرح والسرور تارة أو السوء تارة أخرى ، والكلمة تستعمل في الفرح أكثر .
والبشارة ما بشرت به ، والبشير : المبشر بخير أو شر ، والبشارة : حق ما يعطى على ذلك ، والبشرى : الاسم ، والبشارة : الجمال ، وامرأة بشيرة والبشارة : تباشر القوم بأمر ، وبشرته فأبشر وتبشر واستبشر ، ولغة ، بشرته أبشره ، وتباشير الصبح : أوائله وأوائل كل أمر ، واستبشر القوم : تباشروا ، والمبشرات : الرياح تهب بالسحاب والغيث} كتاب العين للفراهيدي :6/259-260 ..
والبشارة إذا أطلقت فهي للبشارة بالخير، ويجوز استعمالها مقيدة في الشر، كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
سورة آل عمران، آية: 21.
قال الفراء: كان المشدد منه على بشارات البشراء، وكان المخفف من الأفراح والسرور.
قال الزجاج: معنى يبشرك يَسرُك ويفرحك.
وأبْشر الرجل: فرح واستبشر، وبشره: طلب منه البشرى.
والبشرُ طلاقة الوجه. تقول: لقيه ببشْر: وهو حسن البشْر.
والمبشرات: الرياح تهب بالسحاب وتبشر بالغيث. وفي التنزيل العزيز:
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . سورة الروم، آية: 46.
وقوله تعالى:وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً سورة الفرقان، آية: 48.
وبُشرى: بمعنى بشارة .
لقوله عز وجل: فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ سورة آل عمران، آية: 39.
هذه أبرز المعاني اللغوية كما وردت في بعض المعاجم اللغوية وكتب اللغة أوردتها باختصار.
لسان العرب: ابن منظور:/414، مادة بَشَرَ، وانظر: القاموس المحيط، الفيروزيادي : ص 1/700، مادة بشر .
اصطلاحاً:
هو الإخبار بما وقع قولا كان أو حدثا على سبيل الفرح والسرور ، أو السوء و الشر ، وهذا الخبر يكون من المخبر الأول ومن يليه , والبشارة لا تكون إلا من المخبر الأول ، والخبر يكون بالصدق والكذب سارا , كان أو غير سار , والبشارة تختص بالخبر الصادق السار غالبا ) الموسوعة الفقهية :8/94 .
فالبشارة هي إحداث السرور للمبَشَّرْ .
يقول الجصاص في شرحه لقوله تعالى: إِذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ سورة آل عمران، آية: 45.
البشارة: هي خبر على وصف، وهو في الأصل لما يُسر لظهور السرور في بشرة وجهه إذ بُشَّر، والبشرة هي ظاهر الجلد، فأضافت الملائكة البشارة إلى الله تعالى، وكان الله هو مبشرها وإن كانت الملائكة خاطبوها.
أحكام القرآن: أبو بكر الجصاص:2/17-18.
وهناك صور أخرى تدخل في مضمون البشارة مثل الرؤيا الصالحة ، البشاشة ، والتفاؤل .
مشروعية البشارة وحكمها:
ورد في الكتاب الكريم ذكر البشارة، وورد في السنة النبوية بيان بعض أحكامها وما يستحب فعله لمن يبشر بأمر.
قال ابن كثير رحمه الله عن البشارة:" إنها اتصلت بهذه الأمة، بل ما كملت ولا كانت أعظم منها في هذه الأمة المحمدية.قصص الأنبياء: 1/134.
ولهذا فإن إخبار الناس بما يسرهم أمر مستحب، لما ورد في ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار المختلفة التي أورد منها النماذج التالية .
قال تعالى: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . سورة البقرة، الآية: 25.
يقول الزمخشري: المأمور بالتبشير قد يكون الرسول وقد يكون كل أحد كقوله صلى الله عليه وسلم :" بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ").
أخرجه أبو داود برقم :561 ، والترمذي برقم :223 ، و ابن ماجه برقم : 780-781. الحاكم: 1/331 وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والحديث صحيح .
ويقول ابن الجوزي:" البشارة: أول خبر يرد على الإنسان، وسمي بشارة لأنه يؤثر في بشرته، فإن كان خيراً أثر المسرة والانبساط، وإن كان شراً أثر الانجماع والغم، والأغلب في عرف الاستعمال أن تكون البشارة بالخير، وقد تستعمل في الشر إذا قيدت.
ومنه قوله تعالى: بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً . سورة النساء، آية: 138.
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي : 1/52.
وقيل:" البشارة هي الإخبار عن المحبوب، والنذارة هي الإخبار بالمكروه، وذلك في البشارة تقتضي أول مخبر بالمحبوب، ويقتضي في النذارة كل مخبر.
أحكام القرآن. لابن العربي :1/15.
قال البغوي: البشارة كل خبر صدق تتغير به بشرة الوجه وتستعمل في الخير والشر وفي الخير أغلبه.
تفسير البغوي: 1/73.
وأما الطبري فقال:" البشارة أصلها الخبر بما يسر المخبر به إذا كان سابقاً به كل مخبر سواه".
تفسير الطبري : 1/132.
وأما الشافعي فقد قال عنها:" البشارة ما يبشر به الإنسان، ولا سرور في الكذب".
المهذب في فقه الإمام الشافعي الشيرازي: 2/98.
ومن السنة :
ما جاء عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ كَتَبَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ زَمَنَ الْحَرَّةِ يُعَزِّيهِ فِيمَنْ قُتِلَ مِنْ وَلَدِهِ وَقَوْمِهِ ، وَقَالَ : أُبَشِّرُكَ بِبُشْرَى مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ ، وَاغْفِرْ لِنِسَاءِ الْأَنْصَارِ ، وَلِنِسَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ ، وَلِنِسَاءِ أَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ. واللفظ لأحمد
أخرجه البخاري برقم: 4906، و مسلم برقم 2506، و الترمذي: 3902، وأحمد في المسند :
مما سبق ذكره يتبين لنا أهمية البشارة وأثرها لما ورد لها من أدلة كثيرة جداً في القرآن والسنة والآثار، وقد كان لها الأثر الفعال على نفوس الصحابة رضوان الله عليهم حينما كانوا يسمعونها سواء من القرآن الذي يتنزل بها عليهم، أو من فم رسول الله يبشرهم بها.
لذا نقول: إن البشارة مشروعة بل مستحبة بنص الأدلة الشرعية من القرآن والسنة، لأنها تدخل السرور على النفوس، ومطلوب من المسلم أن يبشر ولا ينفر.
فقد جاء وفد من بني تميم إلى النبي فقال: اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا ، فَرُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَجَاءَ نَفَرٌ مِنْ الْيَمَنِ فَقَالَ : اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ ، قَالُوا : قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ".
أخرجه البخاري برقم:4365، 7418، والترمذي: 3951.
وحين سئل النبي : أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنْ الْخَيْرِ ، وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ ، وفي رواية : وَيُحِبُّهُ النَّاسُ عَلَيْهِ.
أخرجه مسلم برقم: 2642.
والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يفرحون بالبشارة، ويبشرون بها…
فقد فرح المهاجرون بانتصار النجاشي على أعدائه .
السيرة النبوية، ابن هشام: 1/363، وانظر دلائل النبوة، البيهقي: 2/72- 74 .
أقسام البشارة :
تقسم البشارة إلى قسمين :
1) بشارة دنيوية .
2) بشارة أخروية .
جزاك الله خيراً على ما تنقله لنا أخي يحيى مما كتبه الشيخ إبراهيم رحمه الله
في ميزان حسناتك ومتابع معك في تكملة البشارة وفي هذا الموضوع المميز إن شاء الله