قال الشيخ العودة في المقال حتى يقول كثيرون: كلب ينتصر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكيف لا ننتصر له نحن؟، حتى الكلاب تغضب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الكلاب أشد منا حباً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-)
إذن من مقتضى تساؤل كثيرين من الناس كما ذكر الشيخ هنا : (فكيف لا ننتصر له نحن؟)
الكلب حيوان نجس
ويحمل امراض كثيرة
وهاذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان
لكن يمكن استخدام الكلب للرعي
او الحراسه او الصيد
شرط ان لا يعيش بين الناس
ولا يتم ادخاله الى البيوت او قرب الاطفال
وان يتم الوضوء الاغتسال ملامسة الكلب
وان لا تأكل مع الكلب
كما يفعل الاجانب
الكلب حيوان نجس
ويحمل امراض كثيرة
وهاذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان
لكن يمكن استخدام الكلب للرعي
او الحراسه او الصيد
شرط ان لا يعيش بين الناس
ولا يتم ادخاله الى البيوت او قرب الاطفال
وان يتم الوضوء الاغتسال ملامسة الكلب
وان لا تأكل مع الكلب
كما يفعل الاجانب
اخي معلوماتك قيمة
ولكن جملة الوضوء غير مفهومه
ومكان هذه المشاركة في موضوع مين عنده كلب
لكن في هذا الموضوع نسلط الضوء على هجوم الشيخ العودة على من ذكر قصة الكلب الذي غار لرسول الله
كما ذكر الشيخ هنا : (فكيف لا ننتصر له نحن؟) أن هذه القصة لم تخدر الناس بل جعلتهم يتساءلون ويتعجبون من حالهم وتركهم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا شيء إيجابي ، على عكس ما ذكر الشيخ في أسباب حكمه على القصة بالوضع والبطلان !
ولا أدري ما سبب التعجب والاستخفاف بكون كلب انتصر للرسول صلى الله عليه وسلم ، فهل هذه أول مرة ينتصر فيها حيوان لسيد الخلق؟!
يا شيخ سلمان لقد اعتقد ابن أبولهب أن الكلب يمكن أن ينتصر للرسول صلى الله عليه وسلم - ولا شك أن ابن أبا لهب يعلم أن الكلب لا عقل عنده وليس بمكلف- فما بالنا نستعظم ذلك ونهول الأمر، ونرد الأمر إلى عدم ثبوت ذلك بحجة قطعية ، مع أنه ثبت لدينا ما هو أعظم منه ولعله يأتي ذكر بعضا من ذلك، ومع أننا لم نطلع على تضعيف للقصة مع ذكر الحافظ ابن حجر لها وعدم تعقبها بشيء أو استغرابه منها ولم يكن بحمد الله وحاشاه ممن " نهش الكلب عقله" حينما أوردها، بل أقصى ما يمكن للمتورع فعله هو التوقف في القصة ، واعتبارها على أسوأ تقدير كالحديث عن أهل الكتاب فما دام لا يعارض ثابتا عندنا فإننا لا نصدقه ولا نكذبه ويجوز الاعتبار به وروايته في قول جماهير أهل العلم، فلماذا إذن التهويل ؟!
وسنعود -قريبا إن شاء الله- إلى أبي لهب واعتقاده أن الكلب يمكن أن ينتصر للرسول صلى الله عليه وسلم ،ولم يكن أبو لهب يعلم أن الأسد من سيأكل ابنه حتى لا يقال لم يأكله كلب بل أسد، مع أنه لا فرق من حيث العبرة !
وكذلك لم يسخر أبولهب من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم تلك ، ويقول: ما دخل الكلب في توتر العلاقات بيننا؟! وهل الكلب ممن يعقل حتى يعرف ابني ويأكله؟!
وهذا لأنه يعلم أن الكلب مسخر وإذا حدث هذا فعلا فهو بأمر الله له ، ألم يقل سبحانه: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} (المدثر: من الآية31)
ثم ألا يمكن أن نعتبر حدوث قصة الكلب وتكررها من استجابة دعوته صلى الله عليه وسلم على من سبه وآذاه بأن يسلط عليه كلبا من كلابه، وتكون العبرة هنا مستمرة لبعض من تحقق فيه الوصف نفسه ، حيث دعا رسولنا صلى الله عليه وسلم على من سبه وآذاه بأن يسلط عليه كلبا من كلابه ، ففي الحديث أنه دعا على ابن لأبي لهب لما سبه : " اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلَابك " فَقَتَلَهُ الْأَسَد . وَهُوَ حَدِيث حَسَن وسيأتي.
قول الشيخ حتى يقول كثيرون: ... حتى الكلاب تغضب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-) .
لقد ثبت تجاوب الكون والحيوانات والجمادات مع الخير والشر في هذا الكون ولا عجب من تأثر الكائنات بما تسمعه من خير أو شر، ألم يذكر الله عزوجل لنا مدى تأثر السموات والأرض والجبال من سب النصارى لله ونسبة الولد له سبحانه، فقال عز وجل: (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً* أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً) (مريم:89-91)
وليرجع من شاء إلى التفاسير الموثوقة ليرى كلام العلماء على تجاوب السموات والأرض والجبال ومدى تأثرها بهذه المقولة الفاجرة الظالمة ، ولا شك ان السموات والجبال والأرض غير مكلفات !
قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث:" وَفِي الْحَدِيث دَلَالَة عَلَى أَنَّ الْجَمَادَات قَدْ يَخْلُق اللَّه لَهَا إِدْرَاكًا كَالْحَيَوَانِ بَلْ كَأَشْرَف الْحَيَوَان " .
فهذا جذع أنّ وحنّ وبكى لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم له عند الخطبة ، فلا عجب إذن من وجود إدراك عند الحيوان يوجهه إلى فعل خير أو انتقام من ظالم إذا أراد الله عزوجل ذلك.
وقد ثبت إدراك الحيوان وكلامه في جملة أحاديث صحيحة بل ومن علامات الساعة تكلم السباع والجمادات فلا أدري ماذا سيقول عن هذا من يقرأ مقال الشيخ دون علمه بهذه الأشياء الثابتة والتي يجب الإيمان بها؟!
ثم أين قصة الكلب التي استنكرها الشيخ لمخالفتها العقل من هذه القصة التي فيها من العجائب ما فيها ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد بسنده من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ
فهذا ذئب وتكلم بكلام بليغ بل ودعا إلى الله تعالى ولم يقف الأمر عند هذا الحدحيث لم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بسماعه فقط بل أمر أن ينادى الصلاة جامعة كما ينادى في الأمور العظيمة والنوازل الكبيرة ثم أمر الراعي أن يخبر أصحابه بما حدث ، ثم أخبر بكلام السباع وغيره قبل قيام الساعة، وهذا الحديث لا يدع لأحد مهما أوتي من عقل مقالا إذا حدثه أحد بشيء غريب فليس له إلا طلب البينة فقط ، وإذا أخبرك ثقة بذلك فحسبك ولا يشترط ما اشترطه الشيخ من القطعيات واليقينيات ...إلخ
ثم هل هذا جعل الأمة الإسلامية – كما يقول الشيخ- " مسخرة لأمم الأرض" ؟!
لأنه من الواضح أن الشيخ لم يشمر عن ساعد الجد في الرد لأن القصة ضعيفة أو لم تثبت أو طالب من ذكرها إن كان عنده مزيد علم أن يبينه له فقد يوجد في الأنهار ما لا يوجد في البحار، بل من الواضح أن الشيخ يرفض ذكر هذه الأشياء لأن الأمم لا تصدقها وستضحك علينا، وأن هذا من قبيل الخرافات والأساطير التي لا يصدقها إلا الأغبياء ومن ذكرهم، مع أن قصة الذئب أعظم من القصة موضوع رد الشيخ بكثير وفيها من المعاني ما لا تحيط به مجلدات، فلا أدري لماذا يفتح الشيخ سلمان باب التحكم والحكم على الأشياء بالرأي ومصادرة الاجتهادات الأخرى وهو لم يزل يذم من يفعل ذلك !
ثم إن هذا الأسلوب من الاسترسال في نفي هذه المعاني لاستهجان غير المسلمين لها أو إنكار عقول البعض لها يعود سلبا على نفي ما هو ثابت من معجزات وكرامات ويساعد ما يسمى بالعقلانيين في ردهم ما لا تستسيغه عقولهم أو يخالف توجههم – وإن لم يقصد صاحبه ذلك- .
ثم حتى لو أخذ من سمع القصة عبرة وقال ما قال لبيان أن المسلم أحق بالانتصار للرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه أشد ممن ينتصر له من الحيوانات ، فهذا دليل على فقهه وليس على ذمه والسخرية منه كما فعل الشيخ،
وقد روى ابن حبان في صحيحه(14/437) حديث حنين الجذع السابق وزاد في روايته وَكَانَ الْحَسَنُ إِِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بَكَى ثُمَّ قَالَ يَا عِبَادَ اللَّهِ الْخَشَبَةُ تَحِنُّ إِِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَوْقًا إِِلَيْهِ لِمَكَانِهِ مِنَ اللَّهِ فَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَشْتَاقُوا إِِلَى لِقَائِهِ !).
[COLOR="Blue"]يعني إذا كانت الحيوانات والجمادات تفعل مثل هذا ، فنحن أحق بهذا منها ، وهذا من جنس القول الذي تعجب منه الشيخ سلمان ![/COLOR]