حكم تخاطب الجنسين عن طريق الإنترنت - حكم تخاطب الجنسين عن طريق الإنترنت - حكم تخاطب الجنسين عن طريق الإنترنت - حكم تخاطب الجنسين عن طريق الإنترنت - حكم تخاطب الجنسين عن طريق الإنترنت
حكم تخاطب الجنسين عن طريق الإنترنت
السؤال :
هل يجوز التخاطب مع الرجال عن طريق الإنترنت بكلام في حدود الأدب ؟
الجواب :
الحمد لله
من المعلوم في دين الله تعالى تحريم اتباع خطوات الشيطان ، وتحريم كل ما قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام ، حتى لو كان أصله مباحاً ، وهو ما يسمِّيه العلماء " قاعدة سد الذرائع " .
وفي هذا يقول الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان } [ النور / 21 ] ، ومن الثاني : قوله تعالى { و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم } [ الأنعام / 108 ] ، وفيها ينهى الله تعالى المؤمنين عن سبِّ المشركين لئلا يفضي ذلك إلى سبهم الربَّ عز وجل .
وأمثلة هذه القاعدة في الشريعة كثيرة ، ذكر ابن القيم رحمه الله جملة وافرة منها وفصَّل القول فيها في كتابه المستطاب " أعلام الموقعين " ، فانظر منه ( 3 / 147 - 171 ) .
ومسألتنا هذه من هذا الباب ، فالمحادثة - بالصوت أو الكتابة - بين الرجل والمرأة في حدِّ ذاته من المباحات ، لكن قد تكون طريقاً للوقوع في حبائل الشيطان .
ومَن علم مِن نفسه ضعفاً ، وخاف على نفسه الوقوع في مصائد الشيطان : وجب عليه الكف عن المحادثة ، وإنقاذ نفسه .
ومن ظنَّ في نفسه الثبات واليقين ، فإننا نرى جواز هذا الأمر في حقِّه لكن بشروط :
1. عدم الإكثار من الكلام خارج موضوع المسألة المطروحة ، أو الدعوة للإسلام .
2. عدم ترقيق الصوت ، أو تليين العبارة .
3. عدم السؤال عن المسائل الشخصية التي لا تتعلق بالبحث كالسؤال عن العمر أو الطول أو السكن …الخ .
4. أن يشارك في الكتابة أو الاطلاع على المخاطبات إخوة - بالنسبة للرجل - ، وأخوات - بالنسبة للمرأة - حتى لا يترك للشيطان سبيل إلى قلوب المخاطِبين .
5. الكف المباشر عن التخاطب إذا بدأ القلب يتحرك نحو الشهوة .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
عندها إشكال في إجابة سؤال حول محادثة النساء للرجال
ذكرت في السؤال رقم 6453 حول العلاقة بين الجنسين ما نصه : \" فالمحادثة - بالصوت أو الكتابة - بين الرجل والمرأة في حدِّ ذاته من المباحات ، لكن قد تكون طريقاً للوقوع في حبائل الشيطان . ومَن علم مِن نفسه ضعفاً ، وخاف على نفسه الوقوع في مصائد الشيطان ، وجب عليه الكف عن المحادثة ، وإنقاذ نفسه .ومن ظنَّ في نفسه الثبات واليقين ، فإننا نرى جواز هذا الأمر في حقِّه لكن بشروط \" والحمد لله فقد فهمت المقصود إلى هذا الجزء ، لكن أشكل علي الجزء الآخر \"1-يجب ألا يسمح بالخروج كثيراً عن الموضوع مثار النقاش ، أو أن يكون لغرض الدعوة إلى الإسلام \" .
وسؤالي هو : حسب الشريعة ما هي الأمور التي تعتبر من المواضيع التي يباح الحديث حولها في المقام الأول ؟ مثلاً : نحن نعلم أن الإسلام هو موضوع يجوز الحديث حوله ، لكن ما هي الأمور الأخرى التي يمكننا تناولها في النقاش - إن وُجدت - ؟.
الحمد لله
الكلام بين الرجل والمرأة الأجنبية جائز للحاجة ، وفق الضوابط الشرعية من عدم الخلوة والتبرج والخضوع بالقول والاقتصار على ما تدعو إليه الحجة ،وهذا هو المراد بالموضوع مثار النقاش ، فإن كان الموضوع سؤالاً شرعياً من المرأة اقتصر على القدر الذي يفهم به سؤالاً دون أن تستطرد فيما لا علاقة له بسؤالها ولا حاجة إليه ، واقتصر المجيب على الإجابة ، وإن كان الموضوع بيعاً أو مراجعة لقاضي أو شراء أو إدلاء بشهادة اقتصرت على ما يحقق الغرض و قد سبق بيان هذا في جواب السؤال رقم (1497) ، ومما جاء فيه :
" فالكلام مع المرأة الأجنبية إنما يكون لحاجة ، كاستفتاء وبيع وشراء أو سؤال عن صاحب البيت ونحو ذلك وأن يكون مختصرا دون ريبة لا في موضوعه ولا في أسلوبه .
أمّا حصر الكلام مع المرأة الأجنبية في الأمور الخمسة الواردة في السؤال - وهي : أن يسأل عن حال أسرتها ، والأغراض الطبية ، وفي البيع والشراء ، ولسؤالها للتعرف عليها عند الزواج ، وللدعوة إلى الإسلام - ففيه نظر إذ إنّها قد تصلح للمثال لا للحصر ، بالإضافة إلى الالتزام بالشروط الشرعية في الكلام معها حتى فيما تدعو الحاجة إليه من الدّعوة أو الفتوى أو البيع أو الشراء وغيرها . والله تعالى أعلم "
وفي جواب السؤال رقم ( 1121 ) :
" والمرأة غير ممنوعة من الكلام مع الأجنبي عند الحاجة ، كأن تباشر معه البيع وسائر المعاملات المالية لأنها تستلزم الكلام من الجانبين ، كما أن المرأة قد تسأل العالم عن مسألة شرعية أو يسألها الرجل كما هو ثابت ذلك بالنصوص من القرآن والسنة ، وبهذه الضوابط السابقة يكون كلامها لا حرج فيه مع الرجل الأجنبي . وكذلك يجوز تسليم الرجل على النساء ، والنساء على الرجال على الراجح ، ولكن ينبغي أن يكون هذا السلام خالياً مما يطمع فيه مرضى القلوب ، بشرط أَمن الفتنة ، وملاحظة ما تقدّم من الضوابط .
أما إذا خيفت الفتنة من جرّاء السلام فيحظر سلام المرأة ابتداءً ، وردها للسلام ، لأن دفع الفتنة بترك التسليم دفع للمفسدة ، ودفع المفاسد أولى من جلب المنافع .
يراجع " المفصل في أحكام المرأة " عبد الكريم زيدان ( 3 / 276 ) .
والتفصيل في الكلام المباح أو في المسائل الشرعية دون حاجة يؤدي إلى إزالة أو إذابة الحواجز بين الطرفين ، ويجرِّئ كل واحد منهما على الآخر ، وقد يؤدي ذلك إلى ما لا تُحْمَد عقباه .
حكم مشاركة المرأة في المنتديات ومناقشة الرجال
ماحكم مشاركة المرأة في المنتديات؟ وردها على الرجال ومناقشتها مواضيع معهم؟ وهل المزح مع الرجال في المنتديات يعتبر حراما؟ وما حكم استخدام الأيقونات التعبيرية مثل الابتسامات ؟ وهل استخدام الرسائل الخاصة بين المرأة والرجل للاستفسار عن أمر أو طلب مساعدة يجوز؟ وهل يجوز للمرأة أن تكتب كلمة هههههه؟ جزاكم الله خيرا جوابي على أسئلتي بدقه حتى أطمئن .
الحمد لله
أولا :
يجوز للمرأة أن تشارك في المنتديات العامة ، إذا تقيدت بالضوابط التالية :
1- أن تكون مشاركتها على قدر الحاجة ، فتطرح سؤالها أو موضوعها ، وتنصرف ، ولا تعلّق إلا على ما لابد منه ؛ لأن الأصل هو صيانتها عن الكلام مع الرجال ، والاختلاط بهم .
2- ألا يكون في كلامها ما يثير الفتنة ، كالمزاح ولين الكلام ، والضحك كأن تكتب :
( هههههه) كما في السؤال ، أو تستخدم الأيقونات المعبرة عن الابتسامات ؛ لأن ذلك يؤدي إلى طمع من في قلبه مرض ، كما قال سبحانه : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ) الأحزاب/32
3- تجنب إعطاء البريد ، أو المراسلة الخاصة مع أحد من الرجال ، ولو كان ذلك لطلب مساعدة ؛ لما تؤدي إليه هذه المراسلة من تعلق القلب وحدوث الفتنة غالبا . وراجعي السؤال رقم (34841) ورقم (82460) .
4- والأولى والأفضل ألا تشارك المرأة إلا في المنتديات النسائية ، فهذا أسلم لها ، وقد كثرت هذه المنتديات ، وفيها خير وغنى . وإن احتاجت للمشاركة في منتديات عامة فالأولى أن تختار اسما لا يدل على أنها أنثى .
بعض المنتديات قد يسبب فتنة بين الجنسين
يوجد في العادة في المنتديات الإسلامية قسم يسمى "قسم الاستراحة" تجمع فيه فوائد الطرائف والشوارد والنوادر وهدفه إدخال السرور للنفس يشارك فيه إخوة أفاضل وأخوات فاضلات نحسبهم على خير ولا نزكي على الله أحدا . لاحظنا في هذه المنتديات وبالتحديد في هذا القسم أنه قد بدأ الاختلاط ببعض الردود واستخدام عبارات مثل "هههه" " وأضحك الله سنك " بين الطرفين . بالإضافة إلى بعض الصور المضحكة التي لا تخالف الشرع كصور أطفال في مواقف مضحكة أو صور طبيعية فيها ما يضحك تكون مدرجة في المشاركات واستخدام الوجوه التعبيرية أيضا في الردود أو العناوين وكذلك نوعية المواضيع التي تطرح ؛ ورأينا أنه يمكن أن يصبح باباً للفتنة والاختلاط . نقترح ضبط هذا القسم في هذه المنتديات بحيث يحقق الهدف وهو إدخال السرور للنفس كأن يقتصر القسم على الإخوة فقط دون الأخوات مع إمكانية اطلاع الأخوات على القسم والمشاركات لكن بدون أن تشارك فيه بموضوع أو رد على مشاركة ، فقط يمكنها القراءة . مع العلم أننا لا نعرف بالتحديد هل الكل أخوات أم لا ؟ لأن العلاقة تكون عبر الإنترنت ومن خلال الاسم فقط. فهل يوجد طريقة نستطيع بها ضبط هذا القسم في هذه المنتديات سواء بإلزام المشاركين بمواضيع معينة أو ردود معينة على المواضيع أو تحديد جنس دون آخر للاشتراك به ، مع العلم أن الكل يستطيع قراءة المواضيع بالإضافة للضيوف غير المسجلين في الموقع ؛ والهدف منه إدخال السرور على النفس ، يعني هل يوجد في ديننا الإسلامي بهذا التجمع الطيب من أخوة أفاضل وأخوات فضليات مواضيع معينة يمكن أن تفيدونا بها حفظكم الله بحيث يمكن أن نشارك بها ونحقق الهدف وهو إدخال السرور للنفس ؟ أم انه باب للفتنة والأولى سده؟ فما هو توجيهكم لنا
الحمد لله
الغالب على ما يسمى بمنتديات الاستراحة التساهل وعدم الانضباط في التعليق والتعبير ، وإذا كان المنتدى يشارك فيه الرجال والنساء ، كان هذا بابا للفتنة ولا شك ، فيقع الإعجاب والتعلق ، ثم محاولة التواصل عبر البريد وغيره ، ولهذا نرى سد هذا الباب بأن يجعل منتدى الاستراحة مقصورا على الرجال ، وأن يجعل للنساء منتدى خاصا بهم لهذا الغرض ، إن وجدن حاجة إليه .
ومَنْ احتال من المشاركين الرجال في المنتدى ودخل على أنه امرأة أو العكس ، فإثم ذلك الكذب عليه وحده ، وأما أنتم فلا حرج عليكم إن شاء الله تعالى ما دمتم قد أعلنتم إعلاناً واضحاً : أنه لا يُسمح للنساء بالمشاركة في منتدى الرجال ، وكذلك لا يُسمح للرجال بالمشاركة في منتدى النساء .
والله أعلم
هل يجوز أن تكون المرأة مشرفة على منتديات عامة ؟
السؤال : هل يدخل في الولايات أن تعيّن امرأة مشرفة على الرجال في مواقع النت ؟
الجواب :
الحمد لله
لا يجوز أن تتولى المرأة ولاية عامة ، ودليل ذلك : ما رواه أبو بكرة رضي الله عنه قال : قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً) رواه البخاري (4163) .
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : "دلَّت السنَّة ، ومقاصد الشريعة ، والإجماع ، والواقع : على أن المرأة لا تتولى منصب الإمارة ، ولا منصب القضاء ؛ لعموم حديث أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن فارسا ولوا أمرهم امرأة قال : (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) ، فإن كلا من كلمة (قوم) ، وكلمة (امرأة) نكرة ، وقعت في سياق النفي ، فتعم ، والعبرة بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب ، كما هو معروف في الأصول ؛ وذلك أن الشأن في النساء نقص عقولهن ، وضعف فكرهن ، وقوة عاطفتهن ، فتطغى على تفكيرهن ؛ ولأن الشأن في الإمارة أن يتفقد متوليها أحوال الرعية ، ويتولى شؤونها العامة اللازمة لإصلاحها" انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (17/13) .
والظاهر أن المراد بمنع المرأة من تولي الولاية ، أي : الولايات العامة ، كالرئاسة أو الإمارة أو القضاء أو الوزارة .... وما أشبه ذلك .
أما الولايات الخاصة القاصرة ، فلا حرج من تولي المرأة لها .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"فالأصلُ اُشتراكُ المكلَّفين مِن الرِّجَال والنِّساء في الأحكام ؛ إلا ما قام الدَّليلُ عليه ، مثل : الولاية العامة ، كالإمارة ، والقضاء ، وما أشبهه ، فهي خاصَّة بالرِّجال ، لكن قد تتولَّى المرأةُ إمارةً محدودة ، كما لو سافرت مع نساء وصارت أميرتهنَّ في السَّفر ، وكمديرة المدرسة ، وما أشبه ذلك" انتهى .
"الشرح الممتع" (3/218) .
وجاء في الموسوعة الفقهية (7/93 ، 94) :
"ومن الولايات التي يصح أن تسند إلى الأنثى : الشهادة والوصاية ونظارة الوقف ، قال ابن عابدين : تصلح المرأة ناظرة للوقف ووصية ليتيم وشاهدة" انتهى .
وقد ورد أن عمر رضي الله عنه أوصى إلى حفصة رضي الله عنها أن تلي وقفه من بعده . أصل الحديث في الصحيحين ، وانظر فتح الباري شرح حديث رقم (2772) .
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية والقاضي أبو يعلى الحنبلي والإصطخري الشافعي : أن المرأة تلي مال ولدها اليتيم بعد الأب والجد .
انظر : "الموسوعة الفقهية" الموضع السابق .
والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن إشراف المرأة على المنتدى أو الموقع هو من الولايات الخاصة التي يجوز للمرأة أن تتولاها .
فإن كان هذا الموقع أو المنتدى خاصاً بالنساء فلا إشكال ، وإن كان عاماً ، يرتاده الرجال والنساء ، فهذا يحتاج إلى النظر في طبيعة عمل المشرفة ، فإن كان هذا العمل يقتضي منها أن تتصل بالرجال وتجتمع بهم ، أو تحادثهم ، ولو هاتفياً ، أو عن طريق المراسلة ، فالذي ينبغي هو سد باب الفتنة ، وإبعاد المرأة عن مثل ذلك ، حرصا عليها ، وصونا لدينها.
وكم جَرَّت تلك المراسلات والاتصالات من الشر على أهلها ، مع أنها كانت في بدايتها بريئة من الشر والفساد .
وقد جاء الشرع بسد باب الفتنة والفساد بقدر الإمكان .
2- ألا يكون في كلامها ما يثير الفتنة ، كالمزاح ولين الكلام ، والضحك كأن تكتب :
( هههههه) كما في السؤال ، أو تستخدم الأيقونات المعبرة عن الابتسامات ؛ لأن ذلك يؤدي إلى طمع من في قلبه مرض ، كما قال سبحانه : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ) الأحزاب/32
3- تجنب إعطاء البريد ، أو المراسلة الخاصة مع أحد من الرجال ، ولو كان ذلك لطلب مساعدة ؛ لما تؤدي إليه هذه المراسلة من تعلق القلب وحدوث الفتنة غالبا . وراجعي السؤال رقم (34841) ورقم (82460) .
السلام عليكم أحيكم بها بعد أن أسمي باسم الله الرحمن الرحيم
المنتديات ليست حكراً لأحد فهي مفتوحة للشاب والشابة على حد السواء ، وما أجملها من منتديات عندما تكون العلاقة بين الشاب والشابه علاقة يفصل بينها حاجز الحدود والضوابط الشرعية ، فالشابه في المنتدى ماهي الإ أخت للشاب يجب عليه ان يرعى حرمتها ولا يلين له الجنب لتنشب عبرها الفتن والشبهات .
الأخت حصانتك بيدك وحجابك أنت من تجعليه واقيا لطهرك . عند التحاقك بالمنتديات تذكري قول الله تعالى :
أي لا تتكلمن بكلام رقيق ، فيطمع الرجل المريض بالشهوة الحرام ؛ لأن البعض مستعد ينتظر أدنى محرك يحركه للطريق الخاطئ .قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : المرأة منهية عن كل شيء يلفت النظر إليها ، أو يحرك شهوة الرجال نحوها ،ومن ذلك أنها تنهى عن التعطر والتطيب عند خروجها من بيتها فيشم الرجال طيبها .
ونذكر إخواننا بوجوب تحري الألفاظ وانتقائها عند مخاطبة النساء ، ولا فرق في ذلك بين المخاطبة مواجهة أو عبر الهاتف أو الرسائل أوالإنترنت ، (اجعلوا بينكم وبين الحرام سترا من الحلال، من فعل ذلك استبرأ لعرضه ودينه، ومن أرتع فيه، كان كالمرتع إلى جنب الحمى، يوشك أن يقع فيه، وإن لكلملك حمى، وإن حمى الله في الأرض محارمه) رواه ابن حبان والطبراني في الكبير بإسناد صحيح من حديث النعمان بن بشير، وصححه الألباني في الصحيحة.
فعلى كل أخ أن يتقي الله – عز وجل – في تعامله مع الأخوات في المنتدى ولا يرضى لهم ما لا يرضاه لأخته أو زوجته ومن ذلك ما يلي :
1- حفظ الالقاب فما أجمل ذكر الأسماء مصحوبة بـ ( الاخ – الأخت – الفاضل – الفاضلة - د. ..... ونحو ذلك )
2- الرد في صلب الموضوع وعدم التطرق في أحاديث جانبية أو شخصية
3- تجنب الكلمات اللينة مثل " عزيزي .. عزيزتي .... الخ )
4- لا تمزح مع أختك في الله فأنت أول من يحافظ عليها
5- من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء فلا داعي للمدح المبالغ فيه فالقلوب ضعيفة والفتن خطافة
6- عدم استخدام الوجوه التعبيرية التي فيها خضوع بين الاخوة والاخوات
العلاقة الوحيدة التي تجمعكم في منتدياتكم هي علاقة قائمة على أطر اسلامية شرعية ، فالشاب مالا يرضاه لأخته أو زوجته يجب ان لا يرضاه لأي أنسانة سواءً على صعيد المنتديات او على صعيد الحياة العامة ، وهذا التحذير ما نطق به لساني او لسان غيري وانما هو قول وحكم من أحكام الإسلام .
أليكم بعض الفتاوى حول هذا الصدد ، اجاب عليها الشيخ عبد الرحمن السحيم عبر شبكة المشكاة الإسلامية
1= هل يجوز ما يحصل بمنتدى التسلية والتعارف خصوصاً أو غيره من الأقسام ما يحصل بين الرجل والمرأة من أعضاء المنتدى من مزاح ونقاشات جانبيه بعيده عن الموضوع المراد طرحه وما يتولد من ذلك من صداقات بريئة بينهم ؟
قلت – حفظك الله – : ... وما يتولد من ذلك من صداقات بريئة بينهم !
فأقول : وأين البراءة في تلك العلاقات ؟!
إلا أن يكون ذلك في بدايتها ومن طرف واحد مُغرر به ؟!
وقد سـدّ الله الطرق المفضية والمؤدّية إلى الوقوع في الحرام .
فحرّم نظر الرجال إلى النساء .
وأمَر بغضّ البصر .
وحرّم الخلوة .
ومنع الاختلاط بين الجنسين .
وحرّم على النساء النظر إلى الرجال نظر شهوة وريبة .
ومنع المصافحة بين الجنسين إلا في المحارم .
ومنع من الخضوع بالقول .
كل هذه يصح أن نُسمّيها : احتياطات أمنية لمنع وقوع الفاحشة .
فلا يصحّ أن تُرتكب هذه الأشياء تحت شعار " حُسن النيّة " أو " براءة المقصد " أو تحت أي شعار من هذه الشعارات .
وقد كان عطاء بن أبي رباح يقول : لو ائتمنت على بيت مال لكنت أمينا ، ولا آمن نفسي على أمة شوهاء .
وعلّـق عليه الإمام الذهبي بقوله : صدق رحمه الله . ففي الحديث " ألا لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان " .
2 = هل يجوز التراسل الخاص بين الأعضاء من رجل وامرأة في المنتدى بعيداً عن مواضيع إدارة المنتدى أو الاستفسار عن شيء شرعي أو طبي .. بمعنى أن يكون هناك كلام عابر وسلام وتعارف فقط لا غير؟
أما التراسل الخاص بين الأعضاء ، خاصة بين الرجال والنساء ، فيجوز بقدر الحاجة ، كأن يكون هناك إشكال وسؤال عنه ، أو يكون هناك تنبيه وتوضيح ، أو نصيحة لا يحسن أن تُقال على الملأ . بشرط أن لا تتعدى تلك العلاقات هذا القدر إلى التعارف المُشار إليه ، أو تصل إلى إعطاء أرقام الهواتف ، أو تبادل الصور ، كل ذلك بحجة التعارف للزواج !
3 = هل يجوز أن يخاطب الرجل المرأة بالمنتدى بعبارة عزيزتي أو هي تخاطبه بعزيزي أو غيرها من العبارات المتلطفة أو تبادل الضحكات ؟
أكره التخاطب بمثل هذه العبارات ( عزيزتي – أختي الغالية - ... ) ونحوها من عبارات التلطف التي ربما كسرت قلوب القوارير ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : رفقاً بالقوارير . لا تكسر القوارير . قال ذلك لمن يحدو ويُنشد بصوت حسن .
ويكتفي بالتخاطب بمثل عبارة : أختي الفاضلة / الكريمة / ... ونحو ذلك .
ومثل هذه العبارات بعض الوجوه التعبيرية التي لا تمتّ للحياء بِصِلـة .
4 = هل يجوز أن تتجاوز الفتاة والرجل من أعضاء المنتدى علاقة الكتابة في منتدى واحد إلى صداقات خارج إطار المنتدى .. أي إلى الماسنجر والبريد وأحياناً المحادثات الصوتية .. بدعوى الأخوة والمعزة والصداقة ؟
لا يجوز للفتاة أو للشاب تجاوز علاقة الكتابة في منتدى واحد إلى صداقات خارج إطار المنتدى ، أو المحادثة عبر الماسنجر ، أو التراسل عبر البريد ؛ سـدّاً للذريعة ، وإغلاقاً لِباب الفتنة . ويُستثنى من ذلك التراسل لأجل النصيحة أو السؤال عما أشكل ونحو ذلك .
5 = هل يكون المرء آثماً إذا سمح لأخواته وزوجته بالمشاركة في المنتدى ؟
لا يأثم طالما أنها مشاركات مُنضبطة بالأُطـر الشرعية .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدُ لله و الصلاةُ و السلامُ على رسول الله:
هذه مُحادثة جَرت بين شاب و فتاة مُلتزمَين... و لكن
كان معهما رفيقين آخرين لم يرَهما الشَّابين...
طبعا هما شيطان الأخ و شيطان الأخت... فهيا بنا نسمع ما يجري... نسأل الله العفو والعافية لكل المُسلمين و المُسلمات...
شيطانُ الأخ يُوسوس للأخ : يعم الأخت تلك ما شاء الله عليها:خُلق و دين و حياء و علم وووو يعني هذه فتاة أحلامك... و هي بالتأكيد سر سعادتك... فلازم تتعرف عليها أكثر عشان ربنا يكرمك بيها...
الأخ : آه ما شاء الله عليها بس كلامي معها هيكون حرام... فكيف ربنا هيوفقني و اياها؟
شيطان الأخ : يعم شو حرام؟ إنت هتكلمها بالحب و الغزل؟ إنت يعني كلامك معها هيكون سلام و سلام عليكم و تسألها عن أمور هامة عن دروس أو مشايخ أو تدلها على خير أو تنصحها... فمين حرَّم الخير يبني؟؟؟ يبني ده اسمه الأُخوة في الله... هي أختك فما تسرح من أولها ... إصحا بئا...
الأخ : آه صح ... أنا لو كلمتها فكده هتكون علاقتنا فقط أَخوية إن شاء الله...
الآن الأخ يُرسل رسالة للأخت ...
الأخ : السلام عليكم أختي...
الأخت مُندهشة: و عليكم السلام أخي في الله
الأخ: معذرة أختي أردت أن أسألك بخصوص موضوع كنتِ كتبتِه و قد كان به خلل ما... فأردتُ أن أنصحك به ... فما شاء الله عليك نشيطة و مُجدة ربنا يزيدك يا رب.
الأُخت : جزاكَ الله خيراً أخي الكريم... نعم تفضل و أخبرني عن الخلل لأقوم بتصحيحه
فأخبرها الأخ بالخلل ...
شيطان الأخ: كيفك يا أخي الشيطان؟ عاوزين يعم نضيع هذا الراجل و البنت طيب؟
شيطان الأخت : آآآه يا راجل دي سوَّدَت وجهي و تعبتني أوي أوي من العبادة ... حاسس إني هموت منها الله ياخذها
شيطان الأخ: هههه يا مسكين ولا يهمك ... حُط إيدي في إيديك و أبشر هنضيعهم ضياع ما عمرهم توقعوه هههه
شيطان الأخت : ههههه فهمتك يعم صحيح إنك إبليس خبيث ههههه
الآن شيطان الأخت يوسوس للأخت بعد محادثتها والأخ : شايفة الأخ ده فهمان و الله و يريد النصيحة للناس و خلوق و مؤدب بالكلام سبحان الله ... و احتمال إنه خاتم المصحف ...
الأُخت : ما شاء الله عليه ربنا يزيده و يجزيه الخير
شيطان الأخت : يبنتي و لا واحد إلا يكون عنده خطأ و نقص فليه قبل ما تنشري موضوعك خذي نصيحته بيه و كيف هو و كمان تخريج الحديث ووو فأنتي داعية و لازم تهتمي بالدعوة أكتر و أكتر فما في أي مشكلة أبدا لما تسأليه...
الأخت : بس خايفة مع الوقت إنه يحصل شي و الشيطان يدخل بيننا لا انا لن أسأله... بس إذا هو كلمني و نصحني هآخذ نصحيته إن شاء الله
شيطان الأخت: يبنتي إنتي هتغازليه و إلا إيه؟ إنتي بس هتسأليه بالدين كأنه شيخ وبس وما تحكي له أي شي لا كيف حالك و لا كيف مالك
الأخت : طيب ربنا يسهل
شيطان الأخ : يعم شفت كيف أخلاقها و دينها وووو
الأخ : آه بسم الله عليها دي و الله أحسبها من الصالحات
شيطان الاخ: فعشان إنها من الصالحات يا صالح لازم تكون هي زوجتك فاسعَ لها فالزواج نص الدين وإلا إيه يا شيخ؟
الأخ: إن شاء الله ... و أنا كمان عاوز أكلمها تاني و أنصحها أو أسألها عن أي شي بخصوص مواضيعها و كده
شيطان الأخ: أيوة يعم إنت كده تمام يله روح إسالها بأي شي فهي ربما خجلانة أو شي
الأخ مرة أخرى : أختي هل من المُمكن أن أقوم بمُساعدتك باختيار المواضيع و المُساهمة بها ، فكده هكون ناصح و كمان أنال أجر معك من الله ، و كل معاملتنا هتكون في مجال الدعوة فقط و لأجل الله أختي في الله...
شيطان الأخت و قد رآها توترت : شايفة ده ربنا بيحبك و جاب لك الخير لعندك كي يُساعدك في الدعوة و نشرها فهيا فالنية هي الله و حده
الأخت : جزاك الله خيرا أحي ... سيشرفني أنك ستراجع ما أقوم بنشره و نُصحي كذلك
الشيطانان الآن فرحا جدا و سيَدعانهما يتعاملان براحتهما فترة من الوقت...
و بعد عدة أيام...
و الأيام عم تجري...
و العلاقة بين الأخ و الأخت تقوى و تشتد و الشيطانان يسكبان عليها الزيت لتشتعل مع رضا كبير منهما...
الأخ بعد تلك الأيام: إزيك و كيف صحتك و أهلك و ما في أي مشاكل جديدة مع الأهل أو صحباتك عشان أساعدك؟
الأخت: ربي ما يحرمني منك لا ما في الحمد لله ... و مش هنسى وقوفك معي بمحنتي
الأخ: و لو ده أقل القليل دنا مُقصر و الله و كان لازم أساعدك من زمان ربي يسامحني على تقصيري و لكن إن شاء الله بعد اليوم هكون مثل أبوك و أخوك
الأخت و بعض الخجل: إن شاء الله... و الآن أخبرني عنك أكتر عاوزة أتعرف عليك نفسي تحكي لي كل شي
الأخ : من عيوني و الله إنت بس أؤمرني يا غالي...
الشيطانان يضحكان و يضحكان... قائلان الآن خلاص احتلينا القلبَين... و هنجرهم جر للحرام أكتر و أكتر
مَضَت الأيام مع ومضات من العشق و الحب المُحرم و الكلام الذي كان سببه الأخوة في الله...
شيطان الأخ: يعم إنت بتموت في البنت و مش هتقدر تعيش بدونها لازم تتزوجها واخبرها عن اللي بقلبك بسرعة صارحها فلازم تمشي على السُّنة و تتوكل على الله لانك خلاص لازم تتزوجها أو ...
الأخ: آه و الله أنا خلاص مش قادر أتحمل أكتر هحكي لها كل اللي بقلبي ...و أنا كمان حاسس إنها مثلي
شيطان الأخ: يعم إنت ذكي و فهمان مثلي يله يله روح شوفها...
شيطان الأخت: يبنتي ده فتى أحلامك و إنت خلاص لازم تتمسكي بيه... ده ربنا جابه ليكي أُمال! فحاولي أن تُلمحي له يبنتي كي يعرض عليك الزواج... هو أصلا ميت بيكي مش فاكرة كيف كان يساعدك و يفرح لفرحك و يزعل لزعلك؟كده الزوج و إلا بلاش
الأخت: مش قادرة أتخيل إنه مش هيكون لي... نفسي أنا و هو نكون لوحدينا و مش عاوزة شي تاني يا رب... بس أنا حاسة إن همتي نزلت أوي و إني تغيرت كتير عن الأول
شيطان الأخت: يبنتي إنتي مش هتقدري تتركيه أبدا لأنه خطف قلبك و صار كل تفكيرك... لما تتزوجان فستعودي مثل زمان و هو بجانبك يساعدك فكري بعقلك مش بقلبك
الأخت: صح إن شاء الله نتزوج و نكون أحسن زوجين داعيين لله ...ياااااا رب
و الآن ظل الكلام بين الأخ و الأخت و تطور الأمر مِن سلام و نصيحة إلى سؤال عن الحالِ و حَل للمشاكل... و من ثم بدأ المُصارحة من الطرفين بالحب و غيره من الفواحش...
و سيظل الشيطانان وراءهما حتى يصلان إلى ما هو أبعد و أبعد من تلفونات و صُوَر و عناوين ووو حتى وصول الكبائر...
و قصة عابد بني إسرائل الكاهن بصومعته عندما ترك الإخوة أختهم عنده بوسوسة من الشيطان، ثم بعد فترة تدرُج بالمعاصي حتى زنا بها ثم قتلها و ابنها ثم اقترف الكُفر الأكبر بسجوده لإبليس و وقتها ... مات
فالحذرَ الحذر إخوتي و أخواتي ... و الله إن إبليس مُجد مُجتهد و لا يرتاح له بال حتى يحصل لكَ و لكِ ما حصل لمَن هو قبلكما... فالحلالُ بيِّن و الحرامُ بيِّن...
اللهم إنَّا نعوذ بك من شر الشيطان و شِركه و من شرور أنفسنا و من شر كل دابة أنت آخذٌ بناصيتها...
أتمنى أن يكون بما كتبتُ عبرة و فائدة...
عن أبى رقية تميم بن أوس الدارى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ) قلنا : لمن ؟ قال : ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )رواه مسلم .
كلنا نحتاج للنصيحة وعلينا ان نشكر من يوجهها لنا لكن حتى نقبلها منه وندركانه يتمنى لنا الخير وما يريد الا الاجر من الله وليس للتفاخر او أى شىء آخر .
ان يكون لين فى نصيحته متخذ النبى محمد صلى الله عليه وسلم قدوة فى الاسلوب فيجب عليه ان يذكر الصفات الحميدة اولا فى الشخص الذى يريد نصحه ولا يجعله امامه كالتلميذ ولا تكون نصيحته فى العلن فالنصيحة فى العلن فضيحة فالنصيحة فى السرلها افضل يقول الله تعالى( أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً) سورة النساء الايه 63
لكن للاسف اصبح كل واحد جاعل نفسه سلطانا على الاخر وليت الامور تصل ذلك بل تطورت الى ان يتهم الناصح المنصوح منه بالكفراذا كانت النصيحة بخصوص امور دينية وهذا لا يجوز فكما ذكرت قبل ذلك فى ادراج الحكم على الاخرين ليس من حق احد ان يكفر احد الا الله وحده لانه يعلم ما فى النفوس والضمائر
جميل ان ننصح بعضنا بما هو افضل فالناصح له ثوابا كبيرا اذا قام بالنصيحة دون تجريح واستطاع اقناع المنصوح بما فيه خير له
وليس عيب ان يسمع المنصوح النصيحة بل يشكر من ينصحه لانه يحب له الخيرفقد تغير حياته هذه النصيحة وتحمل الخير له فى دينه ودنياه.
فلنتق الله فى بعضنا وننصح باللين والاسلوب الطيب كما كان يفعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وجميع الانبياء.
وبذلك كلنا نشكر من ينصحنا ولا ننفر منه ونقبل أى كلام طالما لا يخرج عن الشرع التهذيب والادب.
قال ابن رجب في الفرق بين النَّصِيحَة والتعيير: (فإنهما يشتركان، في أنَّ كلًا منهما؛ ذكر الإنسان بما يكره ذكره...وأنَّ ذكر الإنسان بما يكره محرم، إذا كان المقصود منه مجرد الذم، والعيب، والنقص.
فأمَّا إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصةً لبعضهم، وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة، فليس بمحرم بل مندوب إليه)
- قال تعالى حكاية عن نوح عليه السلام: قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف: 61-62]
قال السعدي: (أي: وظيفتي تبليغكم، ببيان توحيده وأوامره ونواهيه، على وجه النَّصِيحَة لكم والشفقة عليكم)
وقال سبحانه حكاية عن هود عليه السلام: قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ [الأعراف: 67-68].
(أي: ناصح لكم فيما أدعوكم إليه أمين على ما أقول لكم لا أكذب فيه)
(فهذه النصوص القرآنية تفيد أن النَّصِيحَة من أبلغ ما يوجهها الأنبياء عليهم السلام إلى قومهم، وأنَّها تؤدي ثمارها في حالة السلب والإيجاب بالنسبة للنَّاصح، فإن قبلها القوم عاد نفعها عليه وعليهم في الدنيا والآخرة، وإن رفضوها فالنتيجة الحتمية هي العذاب لهم والأجر للناصح. إذًا فكل ناصح فهو مأجور على نصيحته مهما كانت النتائج، وذلك إذا خلصت نيته وعمل بتوجيهات الربِّ سبحانه وتعالى)
عن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدين النَّصِيحَة. قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))
قال الخطابي: (فمعنى النَّصِيحَة لله سبحانه صحة الاعتقاد في وحدانيته، وإخلاص النية في عبادته، والنَّصِيحَة لكتاب الله الإيمان به والعمل بما فيه، والنَّصِيحَة لرسوله التصديق بنبوته وبذل الطاعة له فيما أمر به ونهى عنه، والنَّصِيحَة لأئمة المؤمنين أن يطيعهم في الحق وأن لا يرى الخروج عليهم بالسيف إذا جاروا، والنَّصِيحَة لعامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم)
وقال النووي: (هذا حديث عظيم الشأن وعليه مدار الإسلام كما سنذكره من شرحه. وأما ما قاله جماعات من العلماء أنه أحد أرباع الإسلام أي: أحد الأحاديث الأربعة التي تجمع أمور الإسلام فليس كما قالوه، بل المدار على هذا وحده)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حق المسلم على المسلم ست. قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمته وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه))
قال السعدي: (قوله: ((وإذا استنصحك فانصح له)) أي: إذا استشارك في عمل من الأعمال: هل يعمله أم لا؟ فانصح له بما تحبه لنفسك. فإن كان العمل نافعًا من كل وجه فحثه على فعله، وإن كان مضرًا فحذره منه وإن احتوى على نفع وضرر فاشرح له ذلك، ووازن بين المصالح والمفاسد. وكذلك إذا شاورك على معاملة أحد من الناس، أو تزويجه، أو التزوج منه فابذل له محض نصيحتك، وأعمل له من الرأي ما تعمله لنفس، وإيَّاك أن تغشه في شيء من ذلك. فمن غش المسلمين فليس منهم، وقد ترك واجب النَّصِيحَة. وهذه النَّصِيحَة واجبة مطلقًا، ولكنها تتأكد إذا استنصحك وطلب منك الرأي النَّافع. ولهذا قيده في هذه الحالة التي تتأكد)
وعن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه))
قال المناوي: (أي: يبصر من نفسه بما لا يراه بدونه، ولا ينظر الإنسان في المرآة إلا وجهه ونفسه، ولو أنه جهد كل الجهد أن يرى جرم المرآة لا يراه، لأنَّ صورة نفسه حاجبة له وقال الطيبي: إنَّ المؤمن في إراءة عيب أخيه إليه ،كالمرأة المجلُوَّة التي تحكي كل ما ارتسم فيها من الصور، ولو كان أدنى شيء، فالمؤمن إذا نظر إلى أخيه يستشف من وراء حاله تعريفات، وتلويحات، فإذا ظهر له منه عيب قادح كافحه، فإن رجع صادقه، وقال العامري: معناه كن لأخيك كالمرآة تريه محاسن أحواله، وتبعثه على الشكر، وتمنعه من الكبر، وتريه قبائح أموره بلين في خفية، تنصحه ولا تفضحه هذا في العامَّة، أما الخواص فمن اجتمع فيه خلائق الإيمان وتكاملت عنده آداب الإسلام، ثم تجوهر باطنه عن أخلاق النفس ترقى قلبه إلى ذروة الإحسان، فيصير لصفائه كالمرآة، إذا نظر إليه المؤمنون رأوا قبائح أحوالهم في صفاء حاله، وسوء آدابهم في حسن شمائله