افراح في الحارة - افراح في الحارة - افراح في الحارة - افراح في الحارة - افراح في الحارة
افراح في الحارة
بقلم : هشام ابراهيم الاخرس
الاعراس ( الافراح ) هي من أجمل ذكريات حارتنا الجميلة حيث كان يبدأ العرس ( الفرح ) منذ يوم الاحد او الاثنين حتى مساء يوم الجمعة الذي يليه وكان العرس هو فوضى خلاقة و ركض بلا فائدة وتعب ومناشف توضع على الكتف و ( شوفيني يا خالتي ) . ويكون اول يوم بنصب بيت الشعر ( وهو البيت البدوي المصنوع من شعر الماعز والذي يقومه اعمدة خشبية مثبته بمناطقه الوسطى ) وكان كل شباب الحارة يجتمعون لنصب البيت واعلان الفرح وكانت الزغاريد تنطلق ابتهاجاً بإنشاء البيت من بعض العجائز اللواتي يخترقن حصون الرجال بغير حياء لعلمهن المسبق بأنهن أمهات للجميع وخالات الجميع وعمات الجميع وتبدأ سهرة اليوم الاول بفتور ويأتي اليوم الثاني والثالث وتشتد حرارة الفرح ويعج البيت بالزائرين المهنئين وبشلة من الشباب قد تجمعوا خارج البيت في حلقة تشبه الدبكه واصوات تشبه الاغاني المزعجة وطبلة قد جاوز عمرها الخمسون فرح . يأتي يوم الخميس الذي يكون يوماً مميزاً ذو بهجة لا تقاوم وتتكدس اكياس الارز والسكر بجانب البيت على سبيل النقوط وكنت اشاهد في بعض الاحيان صغار الماعز مربوطه بجانب البيت وتكون جزئاً من النقوط وتكون سهرة الخميس ذات طابع مختلف ويزداد عدد الشباب العابثون خارج البيت ويعبئ صوتهم الغير منسق ارجاء المكان ويكون سمر الختايرة و الرجال داخل البيت على فراش عربي جميل ويتباهى كل والد عريس بعدد الاكياس التي جمعها لابنه وبالاغلب يتركها بجانب مدخل الزوار ليتفاخر بها ويحرج الزوار قليلي الحيلة و يعطيهم انذار مبكر بأن النقوط يجب ان لا يقل عن كيس سكر او ارز او ما يعادلهم ملاً . كان يأتينا الزوار من الطيبة مبكرون لانهم اقرب لنا ومن ثم يأتينا باص المنشية الذي كنَّا ننتظره بشغف غريب , وكان ينتظر الضيوف عشاء خاص أعد مسبقاً للضيف البعيد . و عند منتصف الليل تبدأ مرحلة الذبح حين يجتمع كل شباب الحارة على مجموعة من الذبائح وبالعادة تكون بلدية للمقتدر ورومانية لمتوسط الحال و استرالية لفقير الحال و يبدأ شباب الحارة بالذبح والسلخ ويصبح كل شباب الحارة لحامين وجزارين و يكون متروكـ في ( الجاعد ) رطلاً من اللحم ويسرق الشباب الكلى وانا منهم , كنت اهوى الكلى النيئة كثيراً , و اسرق اجزاء من الكبد والطحال واشياء اخرى . ما أجمل سهرة الذبح وكل الشباب يحملون السكاكين و تتسخ ملابسهم بالدم عمداً و تغطي رقابهم مناشف على سبيل شوفيني يا خالتي , ويكثر الصراخ والازعاج ويسلم الجميع على الجميع ويصرخ احدهم من بعيد : هات مي هان يا محمود وقيم الدم لينشف . ويصرخ أخر : هات طنجرة يا حموده و ودي المعاليق لام محمد عشان العشا
ومن هنا تبدأ مرحلة عشاء الذبيّحة والجزارين الطارئون على المهنة ويكون العشاء كل المعاليق التي خرجت من احشاء الذبائح بأستثناء ما خبته ام العريس للصباحية وما سرق من الاخوات والاخوة , يكون العشاء قلاية معاليق بالفلفل الاسود والبهارات ويجتمع الشباب عليها مثل الوحوش و لا يبقى منها شيء يذكر . ويجمعون اللحم في طناجر كبيرة ويجهزون اللحم للصباح مغسولاً ويعين على كل طنجرة حارس قوي خوفاً من القطط و الطامعين البسطاء , وفي الصبح يكون دور الطباخين الطارئون ايضاً وتجهز القدور والطناجر و الحطب و تنك الماء والبربيش ويضع احمد ابو بسام وشوكت وسميح المناشف على رقابهم و تبدأ عملية الطبخ على نار هادئة , وتجهز المناسف على روية و بالعادة لا تقل عن مائة منسف . و بعد صلاة الجمعة يخرج المصلون جميعاً صوب بيت الشعر ويكون اهل العريس قد جهزوا كنباية خاصة للعريس وكرسي بلاستكي بجانبة من أجل أن يسجل ماجد سعادة كل اسماء المنقطين ولا ينفع لهذا المقام سوى ماجد وذلك منعاً للأحراج لانه الوحيد الذي يعرف كل البستنجية من كل المناطق . وبعد الغداء وعند انصراف الناس يبدأ اهل العريس التجهيز للزفة والتي تعطى لاحد الاقارب حيث تخرج زفة العريس من بيته والزفة تكون تجمع لنفس الشباب الذين كانوا يدبكون خارج بيت الشعر ويرددون كلمات واهازيج تراثية و غير ممنهجة ولا علاقة لها لا بشعر ولا بنثر ومنها : ام العريس نصابة -- تصلح قايد عصابة يا ويل اللي نحاربه -- بالسيف نقطع شاربه تلولحي يا دالية -- يا ام عصون العالية وكلام من هذا القبيل كثير وكان اكثر قائدي الزفات هم من أل طه وكان اجملهم القائد الذي تقاعد خالد طه . ولا ننسى الفارده وهي عملية احضار العروس من بيت أهلها لبيتها الجديد حيث كانت تقودها نساء الحارة وهن مجللات بالملاحف الملونة ويسرن مثل العسكر ويرددن اهازيج جميلة ولها ايقاع خاص لا زال مزروع في الذاكرة , واذا كانت العروس من خارج الحي فتكون الفارده بالسيارات والبكبات و الشاحنات والتنكات وباصات مستأجرات لغايات ارضاء الجميع وعدم حرد اي أمرأة وقت الفاردة لانها اذا حردت تكون قد قلبت موازين العرس رأساً على عقب . انتهت هذه الصور في حارتنا منذ زمن ودمر افراحنا الصيوان وكراسي السامبا واللحم الجاهز والفرقة التي تصدع الاذان و الالعاب النارية التي تحرق اموالنا في الهواء والدبيكه الذين تغيرت احوالهم واشكالهم ومضمونهم . ذهبت افراحنا الجميلة و أمنية حياتي ان يعود بنا الزمن برهة كي استمتع اكثر بماضي لن يعود و أحداث لن تتكرر .
الله يعطيك العافية يا ابراهيم
سرد واقعي لما كان يدور في اعراس الماضي
وهذا الواقع ليس ببعيد
اي قبل 20 سنه واكثر
كانت اعراسنا اجمل وحفلاتنا ارقى واحلى
كان العرس يبدأ يوم الاثنين ويكون يومها عازف عود او قربة
والثلاثاء نفس الشيء
والاربعاء والخميس
والجمعة بيكون الغداء
وما اجمل اوقت الذبح والمعاليق والعشاء الرائع
ايام لا تنسى
كان العرس يكلف 10 الاف دينار بس تكون عامل عرس يهز ويرز
هسى بدي اتزوج دافع 8000 دينار وبدي اسكن مع اهلي بغرفة
وعرس بسيط جدا
اختلفت الحياة بشكل كبير