النتائج النهائية ::..المسابقة الأدبية التاسعة..الموضوع المتكامل..الخاطرة..::
النتائج النهائية ::..المسابقة الأدبية التاسعة..الموضوع المتكامل..الخاطرة..:: - النتائج النهائية ::..المسابقة الأدبية التاسعة..الموضوع المتكامل..الخاطرة..:: - النتائج النهائية ::..المسابقة الأدبية التاسعة..الموضوع المتكامل..الخاطرة..:: - النتائج النهائية ::..المسابقة الأدبية التاسعة..الموضوع المتكامل..الخاطرة..:: - النتائج النهائية ::..المسابقة الأدبية التاسعة..الموضوع المتكامل..الخاطرة..::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أوجه شكري لكم جميعاً على تعاونكم الرائع وعملك ومجهودكم الذي تقدمتم به وأشكر كل من شاركنا وتابع وعمل بجد وحاول ترجمة ما بداخله ليخرج علينا بما لديه من مشاعر
أعلم بأنكم جميعا نتظرون لتتعرفوا على أصحاب هذه الأعمال ولن أدعكم تنتظرون أكثر
سأعرض الخواطر بأسماء أصحابها ومن ثم سأقوم بإعلان النتيجة بإذن الله...
كما للمعابد نساكاً فللأوطان عشاقاً ... و للأوطان شُعّاراً و للأوطان ثوّار ... و للأوطان خُدامٌ و للأوطان ظُلّامٌ و للأوطان خُوّان ... و في أوطاننا خُلطت حبوب القمح بالأفيون والغارِ ... فما عدنا نرى من على صفحات حاضرنا سوا النطيحة و الطبال و الباغي ... و كل بطولة في شرعهم أضحت لنا عار ... فيا وطناً أذابوا حلوَهُ قِطعاً و باعوها بسوق الروم .. فما عدنا نذوق حلاوة الكرم ... تجرعنا مآسينا أقداحاً تلي أخرى ... فَمِنَ الأنفاق في (هازاتو ) الى الفجار في ( الرامِ ) ... صاحوا بصوت الثأر المنفوخ من عاث بأوطاني ... و ردوا بكل سطوتهم و قوتهم على الأعداء بالغازِ ... فما الغاز بكيماوي و ما الغاز بجرثومي ... و ما الغازُ سوا بَطَرٌ على بَطَرٍ من الأمعاء مصدرها ... أو الأفواه تتجشأ .... كلا الأمرين قد أمسى سلاح الردع في الحال ... فما ردت لنا حقاً و لا صلبت لنا جاني ... فما الأمعاء في أعرافهم إلا حُجَرٌ للدود و الأقذار و الغاز ...!!
و لكن للأمعاء في وطني رُتَبٌ ... و للأمعاء في وطني معنى غيّر للورى الأوصاف ... فالأمعاء عندنا صارت سلاح الردع و الإنصاف ... لها صوتٌ إذا دوّى غيّر خطة الأنجاس ... فما الصوت كصوت الغاز للأذناب ... و ما الفعل كفعل المفلس العادي ... ومن أعماق غيهبهم من النسيان من التلموند و الدامون و النفحة و من أنصار ... من فارغ الأمعاء قد دوت زلازل عِزةٍ للمجد قد غنّت ... إذا الأمعاء قد شبعت و قد بطرت ... و بطن الثأر المرموق قد نُفخت ... فعندئذ أبشر بأوطانٍ لنا سُلبت ... و خيراتٍ لنا نُهبت ... و ما بقي لنا من ماء وجوهنا جفت ...
لكم انتم ملوك الصبر و الإصرار و العزم تحيتنا ...
أقول لكم ..
.
على الجلاد فلتدعس ... و لتنسى لظى المحبس
و لترنو لقرأنٍ ... إذا ما الليل قد عسعس
وإن زادوك إيلاماً ... فزدهم زهو زهرة النرجس..
صديقي! لا تتكلم
حتى لو ملكت كلاما أقوى من الصمت
لا تتكلم!!
إنهم يفككون الحروف
يخلقون منها أشواكاً
ولو أنها بلسم..
والسكاكين..بل الخناجر في صدرك
وغَرزُ المساميرِ في نعشك
مباركٌ عندهم وأرحم..
وقلبك النابض يفهم ما تتجاهله العين...
ولسان حالك يعلم
نعم يا صديقي أنت تعلم..
من حقك أن تُعجَب بالوردة لشوكها
وأن تعشق الشمعة لظللها..
ومن حقك أن تبتسم لسقوط سيدةعلى قارعة الطريق..
قد ترى ما هو جميل في سقوطها
نعم يا صديقي لا تتكلم
ولو ملكت كلاماً أقوى من الصمت لا تتكلم
فلديهم نهر من الكلمات
لا ضير أن تتألم
ولديك بحر حنون
اكتب ثم مزّق كل الأوراق
ولكن لا تتكلم
فأنت من هز الأوتار ولم ترحم..
لن تطلب الرحمة فأنت أعظم..
كم تُقْطَع الشرايين ثم تلثم
ثم تنسى..وتكتنز القوة
ثم تصحو إن كنت تحلم
نعم يا صديقي -كنت تحلم
بإمكانك الآن أن تتكلم
بإمكانك أن تتكلم.
من زنازين القمع وسلب الإرادة..ومن بين أنياب وحش شن على الحرية حرب إبادة ...ومن حديد نقش نقشته ...حز على معصم الأحرار خطوطه ..في قلب معتمة ,واجهوا القهر والحرمان إذا ما الجدران علت ..وزردات القيد, السواعد أدمت ..وإذا ما الأصفاد أحكمت واستحكمت ..وثكلى, فلذاتها فقدت ...والسنون والأيام بمقابر الأحياء تلاشت وتبخرت ...وبرودة الزنازين, العظام نخرت ...والرطوبة والعفونة الأنوف أزكمت ...والسياط بيد جلاد تجبرت ..إلا أن إرادة الأحرار , الإذعان أبت ..فلا السجن و الأغلال ولا الأكبالا ..فالأسد من عرينه حيانا ..أمعاؤه تلوك الجوع لتجتر شموخا ..وتشعل فينا للعزة نيرانا ..تنير دروبا لنا قد أظلمت ..وتكتب بملاحم الصبر أمجادا..وترسم شارة للنصر على صدورنا وشمناها ..ستبقى الفكرة والأحلام طليقة تغرد وتنبئنا من أحشاء اشرأبت في دولة السجون والأقبية عن شرف ما زالا ..فالروح سمت ..وأقسمت أن تبقى الأرض بوصلة إذا ما الجموع ضلت ..وتعيدنا إلينا, إذا فلسطين من شباك السجن طلت وشمسها بزغت ..ومن غمدها استليناها..فحنظله ..ورسم الخارطة ..قبة الصخرة ..قبلة الأحرار الأولى ..صور الأخمس طي يزين هامات الشرفاء ..والكوفية السمراء ...على أكتاف رجال الفداء ..حكايا الصمود ..ثوابت الثوار ..الرموز يمروا كعرض عسكري مهيب ..من هنا معاني وجودنا انبثقت .. والهوية تشكلت ..وانهار الحقيقة سرت ..وينابيعها تفجرت ...والشعلة أوقدت ..لتنير دياجير الظلام ..من (طاقة تعج بها أغلظ القضبان)..ليبقى الحق قبسا متوهجا تتوارثه الأجيال ..فمنحونا من (الزنازين التوابيت) الحياة ..لنظل ويظلوا والحقيقة تسطع وتدوي كــــــــــ الله اكبر في ساح المعارك وكالرصاص في البنادق ..
خواطر ,مشاهد, مواقف, سمها (زي مابدك)
الربيع ,,,, لم أعد أحب هذا الفصل,,,, من فصول السنة بالذات
أهوى الخريف وأكتوي بنار الصيف,,, والرطوبة معا,,,, وأعشق الشتاء والقهوة السادة والسهر,,, وريتا ,,,أه ياريتا طويل هذا الشتاء,,,, ونحن نحن كما نحن,,, كماورد في الإعلان ,,,, سامحونا
فما نحتاجه فعلا ربيع يغير مافينا وما بأنفسنا
من ( بلاوينا )
نجيب محفوظ ,,,سامحني
حديث مفعم بالذكريات وحب الوطن والاشتياق وحنين و ألم وأمل ,,, في غربة طحنت الأزرق واليابس ,عبدو المصري ومشتاق البنغالي يتجاذبان أطراف الحديث ,يستظلان بظل بنصف شجرة ودرجة الحرارة حول الأربعين, عبدو يعاني من الوزن الزائد ومشتاق يعاني من جفاف ألم به , عبدو ثرثار جدا حتى أنه لايفتح المجال لمشتاق حتى بالرد , أما مشتاق طفران وقرفان وكأن هموم الدنيا بأكملها فوق رأسه
عبدو يسأل ,,,كيف بنغلادش يامشتاق؟ حلوة؟
مشتاق : ياأخي والله معلوم, كسم بالله معلوم , أنت كل يوم في هدا كلام مليون مرة ..... خلاص.
عبدو : إحنا عندنا رز,,,انتو في بغلادش عندكوا رز ,,, بتزرعوا رز؟
مشتاق : واجد رز بنغلادش يا أخي,,,زيادة
عبدو: عندنا أطن ,,,,عندكوا أطن ,,, بتزرعوا أطن؟
مشتاق : واجد أطن ,,,زيادة زيادة بنغلادش انت مافي معلوم؟
عبدو : هو النيل بييجي من عندكو؟
معقول
خليك فلاح ياولد
تصر أم العبد الفلاحة أن يلعب ابنها محمد بن الأربع سنوات مع بنت الجيران المدنية ..... حنان ....ليتعلم منها الكلام
(عشان البرستيج طبعا),,,,ولكن .....لنسمع هذا الحوارالقصير.....
حنان : بؤلك سدأني راح خلص أبلك حمودي
محمد : لا والله غير أخلص أب ,,,,أب,,,, أب,,,,كبلك.
ما زبطت معك يا حمودي
القنوة أمام الكمبيوتر الياباني
في القنصلية,,,,, دخل الصالة ثلاثة يابانيون يستخدمون هواتفهم النقالة ,أصواتهم كسرت الصمت الرهيب والرعب والهواجس الأمنية والأجواء المخابراتية بدون استئذان,,,,,
يعلو صوت متهدج من (الرسبشن):.....
يا أخوان سكروا الموبايلات ,,,, ممنوع استخدام الموبايل
,,,, ياشباب وبعدين ,, سكروا هالزفت ,,, الموبايلات ممنوعة ,,,
طبعا اليابانيين ,,,,عند عمك طحنا
فنظر الي متسائلا باستغراب ودهشة : يازلمة شكلهم بgر مابفهموا ؟
رديت : دواب ....... بدك تطول بالك...
آه ياقلبي
عنبر بطعم الوطن ,,, علكة بطعم القهر والإرادة ,,, كرابيج ( حلب ) بطعم الكرابيج التي أذاقتها الغربة لوالديه ,,, حلاوة إلا أنها مجبولة بـ ( سميد ) العار توزعه وكالة غوث اللاجئين ,,, ( ماجي ) يأكلون دجاجه أما هو فيبتاع مرقه قوالب بطعم الحجارة في سوق المخيم ,,, ترمس مالح وفول مسلوق بالريبة والخوف من القادم ,,, وصوت يصدح في حدود اللامكان ( ترمس يا مملح ) و ( حلب سخن الحلب ) و ( ماجي سويسري ثلاثة بنص ) ,,, باتت تعرفه مشارف الطرقات ومعابرها ,,, وأصبح رفيقا للزقاق ,,, وكبر مع إشارات المرور ,,, تحن إليه ( البسطات ) يستعذب عزف ( عرباية البيليا ) يجرها أمامه ,,, وينام على صداها
كان يدرك تماما أنهم سلبوا طفولته ,,, وكسروا لعبته ,,, فقبل ذلك شردوا أجداده وشتتوا والديه ,,, ردد ,,, ( أخذوا حارتنا ) و ( كسروا لعبتنا ) وقاسم أولاد الحارة الهم والمهنة واقتسموا رزق الطائر المهاجر ,,
لم يكن يستمرء العذاب وإنما يأخذه القدر إليه عنوة ويقتص به من أجداده الذين سقطوا في فخ بني جلدتهم وكأني بمؤمني الوطن يعاقبون على جهلهم بأحفادهم الذين يذرفون القسوة من مآقيهم حجارة تلعن ظلام حارتهم وترميه بشموع من أمل
صبيحة كل يوم كان يصفع الذل فتتصاغر المشقة تحت جبروت أقدامه بعد تلقيه دروس جبابرة قدام أخذوا على عاتقهم حمل القضية على ظهور العلم ,, فسار بهم الأصيل إلى ما بعد شمس الأصيل ,,, ولا زالت الرحلة مستمرة على درب العودة ,,,
خيمة ,,, براكية ,,, بيت من الطوب تسقفه ألواح ( الزينكو ) ,,, بيت ( معقود ) أو منزل حجري ,,, لم تكن رحلة لجوء ( خمس نجوم ) لن ننس ما تجرعنا فالفقر في ربوع الوطن غنى ,, وفيما سواه حكم للنذل فينا
قد تختلف النهايات من قصة لـ أخرى ، و قد تختلف البدايات أيضاً ، فـ منمنا لم تأتِ به حياته إلى طريق مسدود يوماً ما ,,,!؟ ، و من منا لم ينل نصيباً من الفرح و الحزن على حد سواء ,,,!؟ ، فـ ترى الحياة تأخذنا إلى بحار من الحزن ، و جداول من فرح ، فـ ترانا نصارع بحثاً عن رونق لـ حياة باتت باهتةً ، و عن فرح أضاع طريق العودة لـ دروبنا ، فـ غاب و غاب ، و صرنا ننادي حظاً هرب منا إلى غير رجعة ، فـ ننشده أن يأتينا ، و إن كان على سبيل الصدفة ، فـ لا حظنا أتى ، و لا فرحنا أزاح عن وجهنا أحزاننا ، و أمسينا كما أصبحنا ، أناساً نعيش أحلام يقظتنا الهزيلة .
البعد الأول
أحزاننا ,,, إلى متى ,,,!؟ ,,,
لطالما كانت حياتنا خليطاً من أفراح و أحزان ، و كان لـ الفرح نصيباً كما كان لـ الحزن منها ، و لكن ,,, لماذا أرى دائماً الحزن يطغى على أفراحي ,,,!؟ ، سيقول قائل " أنظر إلى النصف الممتلئ من الكأس " ، فـ من منا لم ينظر إلى نصف كأسه الممتلئ ,,,!؟ ، فـ كنت أراقبه على الدوام ، و أحدق في هذا النصف الممتلئ ، حتى كان ما كان ، فـ كان حلماً ليس إلا ، فـ وجدت نصفاً فارغاً ، و آخر أكثر فراغاً ، فـ خرجت منه صفر اليدين ، لـ دنيا أجهل ماهيتها ، و طريق مظلم لم أعرف له بدايةً من نهاية ، فـ هل من مرشد ,,,!؟ .
البعد الثاني
قلوب ميتة ,,, ما السبيل إلى ذلك ,,,!؟
لطالما كنت أتعجب ممن يمتلكون مكان قلوبهم قطعاً معدنيةً لا تغني عن القلوب التي عرفناها شيئاً ، فـ لا تنبض بـ خير أبداً ، و لـ طالما رأيت قصصاً بـ " أم عيني " لـ قلوب ميتةٍ لا تعرفي غير قسوة ممزوجة ببعض الفكر العالي ، فـ كنت أدعي لهم بـ الهداية ذات يوم ، و اليوم ,,,!؟ ، أدعو ربي بـ أن يجعلني واحداً منهم ، فـ لطالما تمنيت أن أعيش دون قلب ينبض كثيراً ، فـ يملؤني تعباً و إرهاقاً على تعبي و إرهاقي .
لا أخفي بـ أن هذه الفكرة قد غادرت فكري الآن ، و لكن ,,, ظل السؤال المحير حتى لحظتي هذه ، كيف السبيل إلى ذلك ,,,!؟ .
البعد الثالث
الفرق ما بين الحقيقة و الأحلام ,,, مثل المدى بين السما و الغمامة
و إنها الحقيقة المرة ، فـ إن اختلى المرء بـ نفسه ينسج خيوط أحلامه الذهبية ، و يبني قصوراً و يرتفع بها في الأعالي ، فـ تجده يخطط و يرسم أحلاماً و أحلاماً ، و يذهب بـ أفكاره إلى حدود اللانهاية ، فـ " ترمش عينه " لـ يستيقظ على واقعه الباهت ، و حياته البائسة ، فـ يعود أدراجه من حيث أتى ، لـ تهدم مملكته " الافتراضية " أمام عينيه ، و يعيش فصول حياته بين حلم و يقظة و واقع و أمور لا يدري ماهيتها غير ربه ، و تستمر دورة الحياة ,
البعد الرابع
لكل قصة أبعاد ,,, إلا قصتي ,,, فـ هي بعد آخر بـ حد ذاتها
و تستمر حكايتي مع هذه الدنيا ، نتناوب على نحر بعضنا ، فـ حيناً أغلبها ، و تغلبني أحياناً ، فـ أرى تقلبات الحياة تأتيني من كل حدب و صوب ، فـ مات قلمي ، و غابت قدرتي على التعبير ، و بدأت أهرب من واقعي الذي بنيته بيدي هاتين ، إلى أبعاد أخرى بدأت أنسج خيوطها و أحلم بـ أن تصير واقعاً ، فـ لي الحلم ، و لـ الدنيا التفنن في نزع آمالي عن جدرانها الجافة ، فـ هنيئاً لك يا دنيانا ، و بئساً لـ من كان سبباً فيما صرت إليه الآن .
هي قصة تحدث لكثير من البشر
هي قصة شاب قد أغرته الحياة فحصل على بطاقة سفر
فدخل بيت أمه وظن أن ببطاقته قد انتصر
وظن أن حياته ستعود عليه بالظفر
قالت له الأم بني لا تغب فلم يبقى إلا قليلا من العمر
فقلبي لا يحتمل بعادك ومن الحزن سينفطر
قال يا أمي لا تحزني فما هي إلا أيام وسأعود بالظفر
ومضت السنين وهي ترجوه أن يعود من السفر
فالقلب قد حن ولم تقوى على الصبر
فما هي إلا أيام وجاءه الخبر
بان أمه قد وفاها الأجل وظن أن دعائها قد اندثر
فوقف على قبر أمه وقلبه من الحزن قد انفطر
والدمع قد سال من عينيه مثل المطر
وإذا بصوت جلي حنون قد انبعث من ذاك القبر
فقال بني لا تحزن فانا احبك من أيام الصفر
فعد إلي ولا تطيل السفر
فأنا اشتاق إليك حتى وأنا اسكن هذا القبر
سرحتُ بفكري بعيداً وأنا أتابعُ نشرة الأخبار على التلفاز ..وعدتُ لأفكر في ذلك العصفور ...وأظنني عرفتُ أخيراً سر ذلك الاحساس الجارف بالحزن كثيراً ما كان ينتابني كلما نظرتُ اليه والذي لم أدرك له سبباً قبل ذلك.
شعرتُ بالخجل من نفسي ان ضاع مني كل ذلك الوقت لأدرك أن رفرفة جناحيه وحركات رأسه المتلاحقة يمنة ويسرة ما كانت الا تعبيراً عن الضيق والضجر ...يا لغبائي ..ألم أتبين ما شاب تغريده من نبرة حزنٍ وعتاب ...أم تراني كنت أدرك ذلك في قرارة نفسي ولم أعره اهتماماً ...أم تراني كنت اعاني من سبات الضمير وغياب الوعي بما يدور حولي.
تقدمت من القفص بخطوات متثاقلة وكأني بين النائم واليقظان ومددت يدي لافتح له باب القفص واعده ينطلق الى حيث يجب ان يكون ليحلق حيث اراد ويكحل عينيه بشمس الصباح وربما يقتنص حبة قمحٍ مغلفة بقطرة ندى ذات صباحٍ ندي ...وفجأةً وكأني سمعت صوتاً يقول: قف مكانك ...أتظن ان لديك القدرة والجرأة لفعل ذلك ...فجلست مكاني وصوتٌ يتردد بداخلي مع بعض نحيب :
ليت ذئب الليل مأساة الليالي ......كنتُ دم الذئبِ أروي منه سيفي
من شعاعِ الشمسِ إن عزت سيوفٌ .....أقهرُ الدنيا وأصنعُ منه سيفي
لكن المأساةُ ما كانت سيوفاً ......لكن المأساةُ أيقنتُ ضعفي
وعدتُ لأتابع نشرة الأخبار عن الأسرى والمعتقلين في سجون الأوغاد ...وقطرةٌ كالجمرِ تتدحرجُ على خدي.
شتاء هذا العام ليس ككل شتاء فهو شتاء قارص جدا ترى الأطفال في كل بقاع الأرض في أحضان فراشها أو أحضان الأمهات تلتحف الدفيء في وقت المساء وترى الشاب مختبئاً في ثيابه تراه شديد الانزعاج إن ابعد احد عن قدميه نار المدفأة.
لكن أطفالهم مختلفون ففي العراق تراهم يتدفئون على نار القنابل تراهم يترنحون في الظلام على شظايا الجوع , يقتسمون فتات الموت خلسة و من تحت الأنقاض ترى راية النصر وابتسامة بريئة ثم يودعون.
وترى الأمهات في فلسطين يغزلن من الموت القبيح ثوب للعز ومن جثث الأبناء جسر للكرامة الذي هدمته طائرات معبأة ببنزين خليجنا الأسود وترى الأصحاب تشيع الأصحاب يتجرعون كاس المرارة ثم يكبرون .
وما ذنب ذلك الكهل في بورما الذي دهسته دبابات الغدر تراهم والموت رفيقهم في كل مكان وكأن الموت استقر في تلك البلاد ترى جثث الأطفال تطبخ كالدجاج وترى الشيوخ تجر من أقدامها مثل النعاج .
و في درعا أم لثلاثة من الشباب تبكي حسرة العمر الذي ضاع فشاب مجند في جيش الأسد وشاب في صفوف الأحرار حمل على عاتقه حرية البلد وثالث في الزعتري يلعن اليوم الذي فيه أنولد.
لا ترى على نشرة الأخبار كل ليلة إلا الموت وكان الموت لا يقبل سوانا حلفاء له لا تسمع إلا صرخات الثكالى وقنابل الغدر الدفين لا تسمع غير مجاعات الصومال ونقيضه البذخ الخليجي السمين وترى باقي امة المليار في السبات مغيبين.
عجبي لم يسمونه ماض؟! وهل الذكرى التي تقاسمت أكسجين خلايانا وانقسمت منها سوى بضعة منّا!!
روّاد المواصلات العامة محظوظون، فلديهم لحظات رومانسية على (الكرسي المفرد) في موقع استراتيجي قرب الشباك ليداعبوا ذكريات الماضي، فكيف يتسنّى ذاك لراكبي الشبح وألبي أم الذين يصلون في لحظات إلى مقاصدهم ! طوبى للمساكين أمثالي ،فكما كانت تقول جدتي "الفقير إلو ثلثين الدنيا".
أعود للماضي الذي لا أزلت أتنفس رائحته في كعك السمسم المستدير في مجمع العبدلي قبل أن يصبح أرضاً خالية. وتسكن مخيلتي زهور "البرقوق " على طول طريق إربد والأغوار نقطفها في رحلة مدرسية وسرعان ما تذبل بين أيدينا المتعرقة البريئة. كان للزعتر طعم ورائحة خاصة تفوح من حقائبنا المرقعة بأيدي أمهاتنا المحبّات. كنّا نلف "السندويشة" بصحف الجرائد، كنا نلتف نتزاحم في بيتنا على الموائد، كنّا نحب الحياة. فكيف نسميه ماض؟! الماضي يذهب بعيداً أما ماضينا محفور فينا لأنه لم يتكرر حتى الآن.
كانت ريمي معجزة الطفولة ،وكان أبو عواد يضحكنا حتى تدمع أعيننا،كان للأوكسجين رائحة بعكس ما يدعون، كان الحب شعور لا نفصح عنه إلا عبر محاسن الصدف وقهقرات العيون. كان الحب سلوى!
تدغدغني تلك الذكريات حتى تدمع عيناي، ثم أصحو على صوت" كنترول" الحافلة يزمجر طالباً الأجرة "فراطة" .أوقن حينها أنني عدت من الماضي الى الحاضر،أعتذر له بلطف فيرد "سلامة خيرك" أسعد مجدداً وأتّكئ على حافة شباك الباص، أتمم "قد يعود الماضي من جديد "
هذا المساء سأقف على أعتاب الرصيف المطل على باب العمود مستندا على المقاعد الحجرية هناك . سأشغل عيني الثالثة " الديجيتال " لألتقط من خلالها كل الأشياء الجميلة التي ستكون موجودة في ذات اللحظة داخل الأسوار العتيقة .في هذا المساء تحديدا رأيت ألوانا أربعة فقط تغطي المكان الذي كنت فيه ، بل كل المدينة وأخواتها الخمس عشرة ، رأيت الأبيض والأخضر والأسود والأحمر، هي نفسها الألوان التي تشكل منها علم الوطن الجريح .
أبهرتني حلة المركبات وجمالية العبارات المكتوبة عليها :
" يا هَـــنَــاكْ فـي عُـــلاكْ قاهِراً عِـــداكْ قاهِـراً عِــداكْ
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي" .
أي أزمة في حب الوطن هذه ؟!! وأي انتماء يجعل من سماء فلسطين ملونة – ليس بألوان الطيف هذه المرة – وإنما بألوان هي الأغلى على القلوب ؟!! أي أزمة أفراح هذه التي وطئت أرض القبلة الأولى،، أرض فلسطين؟!!
أركنت "الكاميرا" جانبا ، على يقين مني بأن الصور التي يلتقطها القلب تظل باقية بكل تفاصيلها ، أركنتها وتابعت إنعامي النظر بكل ما أوتيت من تركيز على هذه المواقف والمشاهد واللحظات التي لا تنسى ، فطارت الدموع من عيني يمامات مساجد قد حلقت وحطت فوق محراب أجفاني .
يا أم الشهداء ، أيتها العبقة برائحة حجارة قبة صخرتك، يا حناء البراءة وشمس الأصيل ، هبيني شيئا من خصالك.
فاز الأخ La Rosaleda في المركز الأول عن خاطرته أحاسيس والتي ترجم أحاسيسه من خلالها بكل براعة وإتقان رغم بساطتها فنيا إلا أنها كانت الأكثر تماسكاً والممثل الأكثر شرعية لفن الخاطرة ورغم بساطتها فقد كانت السهل الممتنع وجاء عنوانها ملائما لمحتواها
حصلت أحاسيس على المركز الثالث بالتصويت الإلكتروني وبهذا تكون قد حصلت على 40 نقطة وجاء ثلاث من أعضاء لجنة التحكيم ليأكدوا بأن الكاتب قد استطاع أن يترجم أحاسيسه فحصلت أحاسيس على 45 نقطة إضافية ليصبح المجموع هو 85 نقطه جمعتها هذه الخاطرة بكل جدارة واستحقاق
أما المركز الثاني فكان من نصيب خاطرة وللأمعاء في وطني رتب للكاتب ..البعد الثالث بواقع 50 نقطة من التصويت الإلكتروني وصوتان من لجنة التحكيم بواقع 25 نقطة
عضو من أعضاء اللجنة أعطى هذه الخاطرة 15 نقطه كاملة وآخر أعطاها 10 نقاط ومنح الخمسة الأخرى لخاطرة ثانية وبهذا تفوز الخاطرة وللأمعاء في وطني رتب بالمركز الثاني بواقع 75 نقطة وهو مجموع ما حصدته من التصويت الإلكتروني وتصويت لجنة التحكيم
ألف مبارك للفائزين فقد أبدعتم فعلا وبكل ما للكلمة من معنى وكل الشكر لكل من ساهم وحاول فقد قدمتم ما باستطاعتكم وكلنا فائزين بإذن الله كمشاركين فقد ترجمتم معاني الإبداع بكل تجلي ولكنه حال المسابقات ...لابد أن نخرج بفائز في النهاية
أتقدم بخالص شكري وتقديري للجنة المشرفة على المسابقة والتي قدمت كل التعاون في سبيل إنجاح هذا العمل
قد تختلف النهايات من قصة لـ أخرى ، و قد تختلف البدايات أيضاً ، فـ منمنا لم تأتِ به حياته إلى طريق مسدود يوماً ما ,,,!؟ ، و من منا لم ينل نصيباً من الفرح و الحزن على حد سواء ,,,!؟ ، فـ ترى الحياة تأخذنا إلى بحار من الحزن ، و جداول من فرح ، فـ ترانا نصارع بحثاً عن رونق لـ حياة باتت باهتةً ، و عن فرح أضاع طريق العودة لـ دروبنا ، فـ غاب و غاب ، و صرنا ننادي حظاً هرب منا إلى غير رجعة ، فـ ننشده أن يأتينا ، و إن كان على سبيل الصدفة ، فـ لا حظنا أتى ، و لا فرحنا أزاح عن وجهنا أحزاننا ، و أمسينا كما أصبحنا ، أناساً نعيش أحلام يقظتنا الهزيلة .
البعد الأول
أحزاننا ,,, إلى متى ,,,!؟ ,,,
لطالما كانت حياتنا خليطاً من أفراح و أحزان ، و كان لـ الفرح نصيباً كما كان لـ الحزن منها ، و لكن ,,, لماذا أرى دائماً الحزن يطغى على أفراحي ,,,!؟ ، سيقول قائل " أنظر إلى النصف الممتلئ من الكأس " ، فـ من منا لم ينظر إلى نصف كأسه الممتلئ ,,,!؟ ، فـ كنت أراقبه على الدوام ، و أحدق في هذا النصف الممتلئ ، حتى كان ما كان ، فـ كان حلماً ليس إلا ، فـ وجدت نصفاً فارغاً ، و آخر أكثر فراغاً ، فـ خرجت منه صفر اليدين ، لـ دنيا أجهل ماهيتها ، و طريق مظلم لم أعرف له بدايةً من نهاية ، فـ هل من مرشد ,,,!؟ .
البعد الثاني
قلوب ميتة ,,, ما السبيل إلى ذلك ,,,!؟
لطالما كنت أتعجب ممن يمتلكون مكان قلوبهم قطعاً معدنيةً لا تغني عن القلوب التي عرفناها شيئاً ، فـ لا تنبض بـ خير أبداً ، و لـ طالما رأيت قصصاً بـ " أم عيني " لـ قلوب ميتةٍ لا تعرفي غير قسوة ممزوجة ببعض الفكر العالي ، فـ كنت أدعي لهم بـ الهداية ذات يوم ، و اليوم ,,,!؟ ، أدعو ربي بـ أن يجعلني واحداً منهم ، فـ لطالما تمنيت أن أعيش دون قلب ينبض كثيراً ، فـ يملؤني تعباً و إرهاقاً على تعبي و إرهاقي .
لا أخفي بـ أن هذه الفكرة قد غادرت فكري الآن ، و لكن ,,, ظل السؤال المحير حتى لحظتي هذه ، كيف السبيل إلى ذلك ,,,!؟ .
البعد الثالث
الفرق ما بين الحقيقة و الأحلام ,,, مثل المدى بين السما و الغمامة
و إنها الحقيقة المرة ، فـ إن اختلى المرء بـ نفسه ينسج خيوط أحلامه الذهبية ، و يبني قصوراً و يرتفع بها في الأعالي ، فـ تجده يخطط و يرسم أحلاماً و أحلاماً ، و يذهب بـ أفكاره إلى حدود اللانهاية ، فـ " ترمش عينه " لـ يستيقظ على واقعه الباهت ، و حياته البائسة ، فـ يعود أدراجه من حيث أتى ، لـ تهدم مملكته " الافتراضية " أمام عينيه ، و يعيش فصول حياته بين حلم و يقظة و واقع و أمور لا يدري ماهيتها غير ربه ، و تستمر دورة الحياة ,
البعد الرابع
لكل قصة أبعاد ,,, إلا قصتي ,,, فـ هي بعد آخر بـ حد ذاتها
و تستمر حكايتي مع هذه الدنيا ، نتناوب على نحر بعضنا ، فـ حيناً أغلبها ، و تغلبني أحياناً ، فـ أرى تقلبات الحياة تأتيني من كل حدب و صوب ، فـ مات قلمي ، و غابت قدرتي على التعبير ، و بدأت أهرب من واقعي الذي بنيته بيدي هاتين ، إلى أبعاد أخرى بدأت أنسج خيوطها و أحلم بـ أن تصير واقعاً ، فـ لي الحلم ، و لـ الدنيا التفنن في نزع آمالي عن جدرانها الجافة ، فـ هنيئاً لك يا دنيانا ، و بئساً لـ من كان سبباً فيما صرت إليه الآن .
الثاني
البعد الثالث....
و للأمعاء في وطني رُتَبْ
كما للمعابد نساكاً فللأوطان عشاقاً ... و للأوطان شُعّاراً و للأوطان ثوّار ... و للأوطان خُدامٌ و للأوطان ظُلّامٌ و للأوطان خُوّان ... و في أوطاننا خُلطت حبوب القمح بالأفيون والغارِ ... فما عدنا نرى من على صفحات حاضرنا سوا النطيحة و الطبال و الباغي ... و كل بطولة في شرعهم أضحت لنا عار ... فيا وطناً أذابوا حلوَهُ قِطعاً و باعوها بسوق الروم .. فما عدنا نذوق حلاوة الكرم ... تجرعنا مآسينا أقداحاً تلي أخرى ... فَمِنَ الأنفاق في (هازاتو ) الى الفجار في ( الرامِ ) ... صاحوا بصوت الثأر المنفوخ من عاث بأوطاني ... و ردوا بكل سطوتهم و قوتهم على الأعداء بالغازِ ... فما الغاز بكيماوي و ما الغاز بجرثومي ... و ما الغازُ سوا بَطَرٌ على بَطَرٍ من الأمعاء مصدرها ... أو الأفواه تتجشأ .... كلا الأمرين قد أمسى سلاح الردع في الحال ... فما ردت لنا حقاً و لا صلبت لنا جاني ... فما الأمعاء في أعرافهم إلا حُجَرٌ للدود و الأقذار و الغاز ...!!
و لكن للأمعاء في وطني رُتَبٌ ... و للأمعاء في وطني معنى غيّر للورى الأوصاف ... فالأمعاء عندنا صارت سلاح الردع و الإنصاف ... لها صوتٌ إذا دوّى غيّر خطة الأنجاس ... فما الصوت كصوت الغاز للأذناب ... و ما الفعل كفعل المفلس العادي ... ومن أعماق غيهبهم من النسيان من التلموند و الدامون و النفحة و من أنصار ... من فارغ الأمعاء قد دوت زلازل عِزةٍ للمجد قد غنّت ... إذا الأمعاء قد شبعت و قد بطرت ... و بطن الثأر المرموق قد نُفخت ... فعندئذ أبشر بأوطانٍ لنا سُلبت ... و خيراتٍ لنا نُهبت ... و ما بقي لنا من ماء وجوهنا جفت ...
لكم انتم ملوك الصبر و الإصرار و العزم تحيتنا ...
أقول لكم ..
.
على الجلاد فلتدعس ... و لتنسى لظى المحبس
و لترنو لقرأنٍ ... إذا ما الليل قد عسعس
وإن زادوك إيلاماً ... فزدهم زهو زهرة النرجس..