الخالدي: نحتاج إلى مفسرين جدد.. والإعجاز العلمي ‘بدعة‘ .
الخالدي: نحتاج إلى مفسرين جدد.. والإعجاز العلمي ‘بدعة‘ . - الخالدي: نحتاج إلى مفسرين جدد.. والإعجاز العلمي ‘بدعة‘ . - الخالدي: نحتاج إلى مفسرين جدد.. والإعجاز العلمي ‘بدعة‘ . - الخالدي: نحتاج إلى مفسرين جدد.. والإعجاز العلمي ‘بدعة‘ . - الخالدي: نحتاج إلى مفسرين جدد.. والإعجاز العلمي ‘بدعة‘ .
الخالدي: نحتاج إلى مفسرين جدد.. والإعجاز العلمي ‘بدعة‘ .
السبت, 16 تشرين الأول 2010 17:47 . .حاوره: أبو بكر عمر الحبشي
قال الدكتور صلاح الخالدي إن القرآن الكريم كما حل مشكلات الصحابة قبل خمسة عشر قرناً؛ فإنه يستطيع إيجاد الحلول لمشاكلنا هذه الأيام، مشدداً على أهمية وجود "علماء قرآنيين يستطيعون تنزيل آيات القرآن على الواقع المعاش".
وأضاف في حوار مع "السبيل": "نحن نحتاج في القرن الواحد والعشرين إلى مفسر جديد"، مشترطاً أن يكون هذا المفسر "ربانياً حركياً سلفياً.. وإلا لا يصلح أن يكون مفسراً".
واستنكر أستاذ القرآن وعلومه في جامعة العلوم الإسلامية ما أسماه "بدعة الإعجاز العلمي"، معللاً ذلك بأن القرآن الكريم لم يتحدَّ البشر "بالمواضيع والمضامين مثل العلم أو التشريع أو الطب أو الفلك، بل تحداهم بالبيان والحرف والجملة والسياق"، وتابع: "أما الحقائق العلمية الموجودة في القرآن فلا تسمى إعجازاً وإنما دليل على صدق القرآن".
وتالياً الحوار..
• ما هو دور استقراء الآيات في التأثر بالقرآن الكريم والتفاعل مع آياته؟
- علم الاستنباط من القرآن الكريم من أهم العلوم القرآنية، لأن الهدف من تلاوة القرآن الكريم هو استنباط الفوائد منه والتي تعين المسلم على امتثال أوامره واجتناب نواهيه، وهذا يقوم على حسن استقراء الآيات القرآنية أو ما سماه علماؤنا السابقون بعلم "تفسير القرآن بالقرآن"، فالقرآن الكريم يوزع الموضوع الواحد في سور مختلفة بحكمة، ولا شك أن الملمّ بهذا العلم يتأثر أكثر من غيره بالقرآن، لأنه عرف مقصود الله من اللفظ؛ فحرّك فيه بواعث الخوف والرجاء.
• هل هناك قواعد يبنى عليها علم الاستنباط أم أنها مجرد فتوحات من الله يفتحها على من شاء من عباده؟
- كل العلوم الدينية تحتاج إلى توفيق الله وإمداده للعبد الفقير علم القرآن وغيره، لكن مع ذلك فلكل علم أصوله وقواعده التي لابد لطالبه من السير عليها، وعليه أقول لايجوز لأي شخص الدخول لعلم الاستقراء مباشرة، لأنه كالجندي في ساحة المعركة بلا سلاح، وسلاح هذا العلم هو اللغة وأصولها: النحو والصرف والبلاغة والاشتقاق، كما لابد له من الإطلاع الموسع على علم التفسير وقراءة أمهات الكتب كتفسير ابن كثير، فإذا جمع اللغة بالتفسير فإنه قد قام بأسباب العلم والباقي على الله عز وجل.
• بما أن كتاب الله هو الخاتم والصالح لكل زمان ومكان، هل من الممكن أن نستنبط من هذا الكتاب العظيم حلولاً لمشاكل العالم اليوم؟
- عندما يقف الإنسان على مظهر الإعجاز القرآني ويستمتع به؛ يقوده هذا إلى التفكر فيه وإمعان النظر في المضمون، فإذا كان اللفظ عجيباً بديعاً فالمضمون أعجب وابدع! فالقرآن كما في كتاب "النبأ العظيم" مثل اللؤلوة لها من الخارج شكل جميل إذا فتحتها وجدت ما هو أجمل، فالأسلوب الجميل الخارجي يجذب إلى تدبر المضمون الأجمل.
ولعل الأهم من هذا كله هو أن نحسن تنزيل الآية القرآنية على الواقع المعاصر، فكما أن القرآن حل مشكلات الصحابة قبل خمسة عشر قرناً؛ فإنه يستطيع إيجاد الحلول لمشاكلنا هذه الأيام، فلا بد من علماء قرآنيين يستطيعون تنزيل آيات القرآن على الواقع المعاش.
• إذاً؛ أنت تؤيد وجود مفسرين جدد للقرآن الكريم غير العلماء الأجلاء الذين فسروه في القرون السابقة؟
- أنا لا أؤيد فقط، بل هذا واجب على العلماء الربانيين، لأنه يستحيل أن يمر على الناس فترة لا يوجد فيها مفسرون من بني جلدتهم، فالقرآن رسالة لكل جيل، وحياة لكل جيل ولا بد من وجود علماء راسخين يقومون بنقل هذه الرسالة للناس بلغة واقعهم، والواقع يحكي ذلك؛ فالمسلمون لم يكتفوا بتفسير الطبري بل جاء بعده الرازي وابن كثير... فسيد قطب، وهكذا، فنحن نحتاج في القرن الواحد والعشرين إلى مفسر جديد بشروط معينة.
• ما هي هذه الشروط؟
- الشروط في المفسر أن يكون ربانياً حركياً سلفياً.. وإلا لا يصلح أن يكون مفسراً، فهناك من فسّر القرآن حديثاً بشكل غير صحيح لعل آخرهم محمد عابد الجابري في كتابه "مدخل إلى القرآن الكريم" فقد أنزل القرآن الكريم على الواقع ولكن من وجهة نظره اليسارية.
فالرباني: أن يكون رجلاً يخاف الله ويبتغي وجه الله، زاهداً في الدنيا، بعيداً عن الهوى.
والسلفي: أن يجعل مبدأه الكتاب والسنة.
والحركي: أن يتحرك بالقرآن، ويحسن تنزيله على الواقع.
• لماذا لم يتم الاهتمام بتناول موضوع الإعجاز البياني واللفظي في القرآن الكريم بنفس الاهتمام الذي حظي به موضوع الإعجاز العلمي؟
- مظاهر الإعجاز البياني في القرآن الكريم لها ثلاثة أوجه: الإعجاز الحرفي وهو يتعلق بالحروف، وإعجاز اللفظ الذي هو مجموعة حروف، وإعجاز الجملة والتي هي مجموعة ألفاظ، فالآية مبنية على الجملة، والجملة على اللفظ، واللفظ على الحرف، فالحروف في القرآن - وأقصد هنا حروف المعاني - من أهم أسس الإعجاز اللفظي في القرآن، ومن أهميتها تنبع معاني الألفاظ والجمل.
وأما بخصوص موضوع الإعجاز العلمي فدعني أتحفظ على ما أسميه "بدعة" الإعجاز العلمي، لأنني لا أوافق على هذه التسمية.
• لماذا لا توافقون على هذه التسمية؟
- لأن الإعجاز لا بد أن يكون نتيجة عن العجز، والعجز ثمرة التحدي، فإذا عجز خصمك فقد أعجزته، والقرآن الكريم تحدى الكفار فقال: }قل فأتوا بسورة من مثله{، وقال: }فأتوا بعشر سور مثله{، فالقرآن طلب منهم الإتيان بسورة مثله، فلم يتحداهم القرآن بالمواضيع والمضامين مثل العلم أو التشريع أو الطب أو الفلك، بل تحداهم بالبيان والحرف والجملة والسياق، فالإعجاز في اللغة والبيان، أما الحقائق العلمية الموجودة في القرآن فلا تسمى إعجازاً وإنما دليل على صدق القرآن.
• لا يخفى عليكم ما يتعرض له المسجد الأقصى من مؤامرات مغرضة وخبيثة لهدمه تمهيداً لبناء الهيكل المزعوم، هل من كلمة توجهونها لإخوانكم في فلسطين؟
- فلسطين بلاد رباط وجهاد، والمجاهدون هناك هم بلا شك من خيرة الناس، وهم أدرى بأمورهم منا، والقاعدة تقول: "لا يفتي قاعد لمجاهد"، فلديهم من عوامل الصبر والمصابرة ما يعينهم بإذن الله على أداء رسالتهم في تحرير الأرض الإسلامية، ومن المبشرات التي تبعث الأمل؛ تمسك هؤلاء الأبطال بالقرآن الكريم، وقد خرّجوا لنا آلاف الحفظة لكتاب الله العام المنصرم وهذا العام، فلهم أقول: "الثبات الثبات يا إخواننا".
وعلينا أن نتبنى قضاياهم، وأن نكون سفراء لهم عند الناس نعرفهم بقضيتهم وأنهم على حق أمام هذا العدو الغاشم.